جدة لبنانية تروي قصة صمودها في قريتها رغم القصف الإسرائيلي
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
تروي اللبنانية أديبة فنش (67 عاما) ابنة بلدة الضهيرة اللبنانية الحدودية مع إسرائيل، حكاية إصرارها على عدم مغادرة بلدتها والنزوح لمكان آمن مثل كثير من سكان البلدة البالغ عددهم ألفي نسمة، بعد تضرر عدة منازل جراء القصف الإسرائيلي المتقطع منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
أديبة لا تزال صامدة في منزلها، تعيش مع أولادها وأحفادها، وتهتم بعملها في الأرض وتربية الماشية، رغم القصف الإسرائيلي المتواصل على الضهيرة، وترفه عن نفسها بالغناء ورقص الدبكة، للتخفيف من رعب أزيز الطيران الحربي المستمر.
تصنّف بلدة الضهيرة كمنطقة عسكرية بعدما شهدته من أحداث وعمليات متفرقة، إلى جانب استهدافها بالقذائف الفوسفورية عدة مرات، مما أدى إلى تضرر أكثر من 30 منزلا.
وعلى وقع القصف المدفعي المتقطع، تجلس أديبة "أم نادر" مع أولادها الـ11، ومع 15 حفيدا في باحة منزلها، في حين لم يتبق في القرية سوى عائلات تُحصى على أصابع اليد الواحدة.
وأصرت الحاجة أديبة على البقاء في البلدة، ورفضت أن تُسجل في عداد النازحين، إذ تصر على البقاء في منزلها مع أولادها وأحفادها، وتفاخر أديبة بالقول "نحن صامدون هنا في الضهيرة رغم القصف وتحليق الطيران، لنعلم العالم معنى الصمود. سنبقى في بيوتنا، ولا نريد أن نتهجر عنها، مهما كانت قسوة الاحتلال".
وعن كيفية قضاء يومها، تقول "نجلس أمام المنزل لمشاهدة القصف من أين انطلق وإلى أي اتجاه أُطلق، صوت الطائرات المسيّرة يخيفنا، ومن ثم تقصف.. في هذا الوقت نخاف وننزل إلى منزلنا تحت الأرض، حيث نستخدمه ملجأ". ولفتت إلى أنهم يرفهون عن أنفسهم أحيانا "بالغناء ورقص الدبكة".
يقول نادر أبو ساري (45 عاما) -الابن البكر للحاجة أديبة- "نحن هنا من أهل الصمود منذ بداية التوتر الأمني، لا نريد النزوح، ولا الذهاب إلى أي مكان آخر".
وأضاف أبو ساري أنه بقي هو وعائلته في المنزل رغم كثافة القصف، وخاصة بقنابل الفوسفور الأبيض، بينما كثير من سكان البلدة غادروها فورا.
وتابع، "بقيت أنا وعائلتي هنا في الضهيرة لنعلم العالم معنى الصمود رغم الخطر. إذا نزحت مَن يطعم بقراتي والمعز والغنم؟.. ستموت وخاصة أنها مصدر رزقي الوحيد أنا وعائلتي".
وأشار أبو ساري إلى "أن معظم سكان البلدة نزحوا من أول يوم بدأت فيه الأحداث تتصاعد.. ويسألوننا: لماذا لا تنزحون بعد من البلدة؟ ونجيبهم: لن نرحل.. الأرض أرضنا".
أبو ساري قال إنه "بقي في البلدة نحو 50 شخصا معظمهم من الرجال لحماية أرزاقهم"، داعيا أبناء بلدته النازحين إلى العودة لحماية أرزاقهم وحماية أرضهم.
وأضاف، "كثير من أبناء البلدة يتصلون بي، لأهتم ببقراتهم وماشيتهم، لأنهم تركوها من دون أكل ولا شراب، فأقول لهم: ارجعوا".
وتقع بلدة الضهيرة في قضاء صور، وتبعد 137 كيلومترا عن العاصمة بيروت، و95 كيلومترا عن مركز محافظة صيدا.
ولا تعيش الضهيرة مثل باقي بلدات لبنان، فهي مقسمة بين جزء داخل الأراضي المحتلة من جانب إسرائيل، والجزء الآخر ضمن الأراضي اللبنانية.
ومنذ احتلال إسرائيل لأجزاء من الضهيرة عام 1967، لا يستطيع سكانها الوصول إلى أقاربهم في البلدة ذاتها، ولا زراعة أراضيهم على الجانب الآخر من السور الذي أقامته السلطات الإسرائيلية.
وتعد "الضهيرة" أحد أسخن المحاور في الجنوب اللبناني، وانطلقت منها أولى العمليات العسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في "مستعمرة جردايه"، مساندة لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ اندلاع الاشتباكات في اليوم التالي بين الجيش الإسرائيلي "وحزب الله" اللبناني، تتعرض الضهيرة المحاذية للحدود مباشرة لشتى أنواع الغارات الجوية والقصف المدفعي بالقنابل الفوسفورية.
وبحسب أحدث أرقام منظمة الهجرة الدولية، التابعة للأمم المتحدة، تم تسجيل نزوح 26 ألفا و232 شخصا من المناطق التي تصنف ساخنة إلى مناطق أخرى آمنة في لبنان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القصف الإسرائیلی بلدة الضهیرة مع أولادها فی البلدة
إقرأ أيضاً:
مقتل طفل وإصابة آخرين في قصف للدعم السريع على أم درمان
أدى القصف العنيف إلى مقتل طفل وإصابة آخرين إصابات متفاوتة بينهم طبيبة اختصاصية أطفال تعمل بمستشفى بر الوالدين بأم درمان.
الخرطوم: التغيير
تعرضت مناطق في أم درمان شمالي العاصمة السودانية الخرطوم، إلى قصف عنيف من قبل قوات الدعم السريع اليوم الأربعاء، مما أدى لسقوط طفل قتيلاً وإصابة آخرين.
وتوجه اتهامات لقوات الدعم السريع بتعمد قصف المناطق المدنية في مدينة أم درمان منذ اندلاع حربها ضد الجيش السوداني في منتصف ابريل 2023م، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا منذ ذلك الوقت وحتى الآن.
وقالت وزارة الصحة ولاية الخرطوم في تصريح اليوم، إن “المليشيا المتمردة واصلت استهدافها الممنهج للمواطنين المدنيين العزل، وكثفت من قصفها على الأحياء السكنية بالثورات الحارات العاشرة والثامنة والثانية وقصفت مدرسة البلك بنات قبل دوام الطالبات بنصف ساعة”.
وأضافت: “أدى القصف العنيف الذي نفذته المليشيا صباح اليوم الأربعاء بالمدفعية الثقيلة إلى مقتل طفل وإصابة 5 آخرين إصابات متفاوتة بينهم طبيبة أخصائية أطفال تعمل بمستشفى بر الوالدين”.
وأدان مدير عام وزارة الصحة بالخرطوم، الوزير المكلف د. فتح الرحمن محمد الأمين، “استهداف المليشيا الممنهج والمستمر للمدنيين العزل بالمناطق السكنية الآمنة بمحلية كرري المكتظة بالسكان من الفئات العمرية المختلفة، وسلوكها في قصف المدنيين في ساعات الصباح التي تشهد حركة كثيفة للمواطنين والطلاب والكوادر العاملة بمرافق الدولة المختلفة وبالمستشفيات والمراكز الصحية”- حسب قوله.
واستنكر الوزير استهداف الكوادر الطبية بالقصف ومخالفة ذلك للقوانين الدولية والإنسانية، متمنياً الشفاء العاجل لاختصاصية الأطفال التي أصيبت في أحداث اليوم وكافة المصابين من المدنيين.
ومنذ اندلاع الحرب، تحولت العديد من المناطق السكنية والأسواق في الخرطوم وأم درمان إلى ساحة معارك، حيث تعرضت أحياء بأكملها للقصف والاشتباكات.
وتشهد أم درمان، خاصةً في محلية كرري، تصعيدًا مستمرًا للقصف، ما أدى إلى زيادة عدد الضحايا.
ويعد سوق صابرين- الذي استهدفه القصف عدة مرات- من أهم الأسواق التجارية في المنطقة، مما يجعل استهدافه يفاقم معاناة المدنيين الذين يعتمدون عليه في تأمين احتياجاتهم اليومية.
الوسومأم درمان الثورات الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان القصف المدفعي سوق صابرين كرري