حلم طفولة يتحقّق.. عرزال يُصبح أحد أفخم الفنادق في اليابان
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يحلم بعض الأطفال الصغار ببناء عرزال، بيد أنّ رجلاً يابانياً قام بتحويل حلم طفولته هذا إلى حقيقة.
نشأ ساتورو كيكوغاوا في طوكيو، وكان يتردّد كثيرًا على منزل العائلة الصيفي في الريف، حيث تعلم تقدير الطبيعة. وأثار كتاب أطفال ياباني، "أريد شجرة كبيرة"، حلم امتلاكه لعرزال في يوم من الأيام.
لكن تحقيق هذا الحلم بات ملحًا بعد عقود من الزمن، عقب رحلة عائلية إلى بورنيو.
وشرح كيكوغاوا أنّه فيما كان يحلق فوق الجزيرة، رأى غابة كبيرة قُطعت أشجارها، وتحوّلت إلى مزرعة نخيل.
تمكن رجل ياباني من تحقيق حلم طفولته ببناء عرزال. Credit: Treefulوعلّق قائلًا: "أتفهّم اقتصاديًا أنّ بيع الخشب يجلب دخلاً ثابتًا، لكن هذا يؤثر على مستويات الكربون والتنوع في الحياة البرية. لذا فكّرت في كيفية إنقاذ البيئة التي يمكنها أيضًا توفير الدخل للسكان المحليين".
وهذا الأمر كان النواة الأولى لمشروع "تريفل"، أي المنتجع الرّاقي في محافظة أوكيناوا.
أرجوحة مصنوعة يدويًا خارج مقصورة Treeful.Credit: Treefulواجه كيكوغاوا مشكلة واحدة فقط، تمثّلت بأنه لم يكن لديه أي فكرة على الإطلاق عن كيفية بناء العرزال.
واستعان بموقع "يوتيوب"، وبدأ يشاهد مقاطع الفيديو التعليمية. استغرق الأمر سنوات، بالإضافة إلى الكثير من التجربة والخطأ. كان عليه أن يتعلّم كيفية استخدام المنشار الدائري وأدوات النجارة الأخرى.
وتمكّن كيكوغاوا من شراء بعض الأراضي في غابات أوكيناوا. لكن عوض اختيار الموقع ثم قطع شجرة، تجوّل في المنطقة حتى وقع على شجرة مناسبة واحتضنها. ومن هناك بدأ ببناء العرزال من حولها.
مسألة عائليةوأوضح كيكوغاوا: "لم أحصل على الكثير من الدعم بداية عندما خطرت ببالي فكرة العرزال. لقد رأى كثيرون أنني مجرّد رجل ثري يبحث عن هواية".
لكنّ ابنته مهى آمنت بفكرة والدها كيكوغاوا، وقالت لـCNN إنّ والدها غرس فيها حب الطبيعة منذ الطفولة.
وتابعت مهى تخصّصها بعلوم وسياسات النظام البيئي في جامعة ميامي بأمريكا. ثم رافقت والدها في رحلات إلى كوستاريكا، والولايات المتحدة، لزيارة مشاريع مماثلة لبيوت الأشجار (عرزال).
أكمل كيكوغاوا أولى منشآته، "Spiral Treehouse"، في عام 2014، لتصبح الجزء الأول مما يُعرف الآن باسم "Treeful".
وقالت مهى لـCNN: "إنني أتطلع إلى والدي وشغفه لجعل العالم مكانًا أفضل من خلال العرزال (بيوت الأشجار)".
وتابعت: "منذ الصغر، علّمني والدي أهمية الطبيعة. والآن نعمل معًا من خلال منتجع العرزال المستدام هذا لحمايتها (الأشجار) وإمرار رسالة للآخرين حول قيمتها".
المنظر الريفي من إحدى غرف Treeful. Credit: Treeful لا تترك أي أثريوجد الآن أربعة بيوت أشجار (عرزال) في هذا المنتجع، بُنِي كلّ منها لضمان أقل قدر ممكن من الإزعاج للبيئة. وبُني أحدهما أي "AeroHouse"، على ارتفاع 1.2 متر فوق مستوى سطح الأرض لحماية موطن الحياة البرية المحلي.
واستخدمت المسامير الخشبية عوض البراغي المعدنية، وتحتوي الغرف على مراحيض سماد. ويتم تعقيم مياه الآبار بالأشعة فوق البنفسجية، مع تجنب استخدام الكلور.
وصُنعت الأرضيات والسقف من الخشب المقطّع حتى يتمكن ضوء الشمس من التدفّق إلى داخل العرزال، وتوفير الطاقة للنباتات الموجودة تحته، وتجنب تعطيل النظام البيئي.
أما الهندسة الداخلية للغرفة، مثل المصابيح ورفوف الكتب، فصُنعت أيضًا من الحجارة والأغصان التي تساقطت بشكل طبيعي من الغابة.
بناء العرزال.. بناء الإرثوبعد سبع سنوات من شروع كيكوغاوا ببناء العرزال، افتتح المنتجع في عام 2021.
لكن، يتمتع مؤسس "Treeful" برؤى تتجاوز موطنه الأصلي اليابان. ويعمل كيكوغاوا مع الحكومة الكمبودية راهنًا، على مشروع لبناء بيوت الأشجار داخل حديقة بنوم كولين الوطنية على مقربة من سييم ريب، ما يشكّل أحد المبادرات العديدة الهادفة إلى مكافحة قطع الأشجار غير القانوني.
وفي الفترة الممتدة بين عامي 2016 و2021، فقدت كمبوديا أكثر من 38 ألف هكتار من الغابات، أي نحو 9٪ من المساحات، ما اضطر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى إنهاء برنامجها لحماية الغابات بعد استثمار أكثر من 100 مليون دولار.
وقال كيكوغاوا: "أريد تنمية هذا العمل ونقله إلى المستوى الدولي".
Credit: Treeful تحقيق الهدفتتطلب زيارة "Treeful" تخطيطًا مسبقًا، إذ يبعد مسافة 90 دقيقة بالسيارة عن مطار ناها في أوكيناوا (OKA)، أو ثلاث ساعات بالحافلة (مع خدمة نقل واحدة) من مدينة جينكاوا إيريغوتشي.
وينصح موظفو "Treeful" بالوصول إلى هناك قبل غروب الشمس، حيث أنهم لا يستخدمون الأضواء الاصطناعية، ويمكن أن تصبح الغابة مظلمة تمامًا.
آيسلندااليابانالبيئةتصاميمعمارةمناخنشر الأربعاء، 15 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: آيسلندا البيئة تصاميم عمارة مناخ
إقرأ أيضاً:
الذهب ينمو على الأشجار بالصين..لماذا تُباع قشور اليوسفي بآلاف الدولارات؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تبدو شينهوي كمنطقة عادية في مدينة غير مشهورة في الصين على المستوى الظاهري.
مع ذلك، خلال أشهر الخريف والشتاء سنويًا، تمتلئ شوارعها برائحة فريدة من نوعها تلمح إلى تاريخها القديم المتعلق بتجفيف قشور فاكهة اليوسفي، أو المعروفة بـ"تشينبي" (chenpi).
بالنسبة للسكان المحليين، فإن هذه تمثل رائحة الذهب، حيث يمكن أن تصل قيمة بعض هذه القشور إلى مبالغ طائلة.
يود الشيف لي تشي واي تعريف الأشخاص بالنكهات الفريدة لقشور فاكهة اليوسفي المجففة في مطعمه الحائز على نجمة "ميشلان" بهونغ كونغ. Credit: The Legacy Houseتقع شينهوي على الجانب الشرقي من جيانغمن، وهي مدينة في مقاطعة قوانغدونغ الجنوبية.
وتُحيط صفوف من الأشجار، والمصانع، والمزارع بالطرق السريعة الجديدة.
ويلوح عدد من ناطحات السحاب الزجاجية في الأفق بشكلٍ يرمز للازدهار الاقتصادي للمنطقة.
وقال تشو زي وي، وهو من سكان المنطقة، عن شينهوي أثناء قيادة سيارة البورش الخاصة به بصحبة صديقه الزائر الشيف، لي تشي واي: "هذi هي Jiangman Wanda Plaza، أطول ناطحة سحاب في جيانغمن".
يمكن أن يُعزى نجاح المدينة بشكلٍ كبير إلى القشور التي تُنتجها.
ورُغم إمكانية زراعة هذه الفاكهة في مناطق أخرى، إلا أنّ قيمة القشور التي تُحصد من شينهوي تعادل الذهب.
الفوائد الصحية لقشور اليوسفي القديمة رُغم زراعة فاكهة اليوسفي في جميع أنحاء الصين، إلا أنّ القشور المُنتجة في شينهوي تحديدًا هي التي تُعتبر ذات قيمة كبيرة تعادل الذهب.Credit: Maggie Hiufu Wong/CNNتم توثيق الفوائد الصحية لقشور اليوسفي القديمة، وهي عشبة طبية صينية، منذ عهد أسرة سونغ الجنوبية.
وأكّد لي، وهو الشيف التنفيذي لمطعم " Legacy House" الحائز على نجمة ميشلان بفندق "روزوود هونغ كونغ" أن "شينهوي تقع عند ملتقى نهرَي شيجيانج وتانجيانج في قلب منطقة دلتا نهر اللؤلؤة (في مقاطعة قوانغدونغ)".
وغادر لي منطقة شينهوي إلى هونغ كونغ عندما كان مراهقًا. وبعد العمل كطاهٍ للمأكولات الصينية في المدينة الصاخبة على مدى العقود القليلة الماضية، نما احترامه وشغفه للمنتجات التي تُزرع في مسقط رأسه.
وأوضح لي: "ساعدت تركيبة الماء والتربة بجعل الأرض مكانًا مثاليًا لزراعة اليوسفي. لذا يُعتقد أنّ قشور اليوسفي هنا أغنى وأكثر ثراءً بالعناصر الغذائية الدقيقة مقارنةً بغيرها".
انتقل الشيف لي إلى هونغ كونغ عندما كان مراهقًا. Credit: Maggie Hiufu Wong/CNNويُقال إنّ القشور استُخدِمت في الأطباق المُقدَّمة للأباطرة الذين عاشوا داخل المدينة المحرمة في بكين.
وفي يومنا الحالي، يتواجد هذا المكوّن بشكل كبير في الوصفات الطبية التقليدية، والوجبات اليومية، وخاصةً جنوب الصين.
تتعدد استخدامات القشور في الطب الصيني التقليدي اعتمادًا على نوعها وعمرها، لكن يُعتقد عمومًا أنّها تقوي الطحال، وتساعد في الهضم، وتعزز الجهاز التنفسي.
وأشارت الأبحاث الحديثة إلى أنّ القشور تحتوي على مضادات الأكسدة، والفلافونويد (مكون مضاد للسرطان)، إضافةً لتمتعها بالقدرة على السيطرة على ضغط الدم ومنع السمنة.
ومثل النبيذ الفاخر، كلما كانت القشور أقدم، كلما زادت قيمتها.
تمامًا مثل لي، انتقل تشو إلى هونغ كونغ لفترةٍ وجيزة في الثمانينيات بحثًا عن فرصٍ أفضل.، لكنه عاد إلى شينهوي في عام 1996 بعد رؤيته للإمكانات الهائلة التي تتمتع بها قشور اليوسفي.
ويُعتبر الآن بمثابة لاعب رئيسي في هذه التجارة، إذ أنه مُقَيِّم معتَمد لقشور اليوسفي، ونائب رئيس جمعية صناعة قشور اليوسفي في شينهوي.
في عام 2023، بِيع كيلوغرام من قشور اليوسفي المجففة المُنتَجَة في عام 1968 بمزاد علني في هونغ كونغ مقابل 9،646 دولارًا أمريكيًا.
في العام ذاته، أصبحت شينهوي المنطقة الأولى والوحيدة في جيانغمن التي جنت 13.8 مليار دولار أميركي، ويمثل ذلك ربع الناتج المحلي الإجمالي للمدينة.
وقُدِّرَت قيمة صناعة قشور اليوسفي بنحو 3.2 مليار دولار أمريكي العام الماضي.
ثورة في السوق يُنظّم مطعم "The Legacy House" مأدبة سنوية تتمحور حول قشور اليوسفي القديمة.Credit: The Legacy Houseأصبح الشيف لي يسافر بين هونغ كونغ وشينهوي بانتظام على مدار السنوات القليلة الماضية بحثًا عن المكونات اللازمة لوليمة قشور اليوسفي السنوية التي يقيمها في مطعم " The Legacy House" في هونغ كونغ.
وقال الطاهي: "لقد شكّلت (القشور) مكونًا مهمًا في ثقافة الطهي الكانتونية، وهي شائعة جدًا لدرجة أنّنا توقفنا عن التفكير بها. وآمل أن أرتقي بها عبر تحسين طريقة رؤيتنا لها".