قال بريطانيون من أصول فلسطينية إنهم عاشوا معاناة كبيرة خلال وجودهم في قطاع غزة، بعد أن شنت حركة حماس هجمات غير مسبوقة داخل الأراضي الإسرائيلية، إدت لاندلاع الحرب، وفقا لما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية.

وفي السابع من أكتوبر الماضي، شنت حركة حماس، المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى، هجوما على إسرائيل، مما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال.

كما خطفت الحركة رهائن يقدر عددهم بأكثر من 240، بينهم أجانب، ونقلتهم إلى القطاع الفلسطيني.

وردا على ذلك، تشن إسرائيل غارات متواصلة على قطاع غزة، بالإضافة إلى توغل بري، مما أدى إلى مقتل أكثر من 11 ألف شخص، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال.

وأمضى ناصر سعيد وعائلته، 5 أسابيع محاصرين في مدينة جباليا شمالي قطاع غزة، قبل أن يتمكنوا أخيرا من عبور الحدود إلى بر الأمان، حيث عادوا إلى منزلهم في غرب لندن، الأحد الماضي، لكنهم ما زالوا يعانون من صدمة ما تعرضوا له.

وما يحكي سعيد (52 عاماً) أن "الكوابيس تراوده باستمرار، بأنه ظل عالقا في رحى الصراع" الذي أودى بحياة أفراد من عائلته.

وأوضح أن "أولاده ما زالوا يشعرون في رعب عند سماع أصوات أي ألعاب نارية مثلا"، لافتا إلى أن أسرته "لن تنسى أسابيع مأساوية من القصف العنيف على قطاع غزة، وكيف أنهم كانوا يعيشون دون كهرباء، في ظل إمدادات غذائية شحيحة وشرب مياه قذرة".

فقد 20 فردا من أسرته في غزة.. طبيب بأميركا يتحدث عن "الكابوس الذي لا ينتهي" في كل مرة يرن فيها هاتف الدكتور عماد شحادة، يشعر إخصائي أمراض الرئة في القاطن في إحدى ضواحي مدينة ديترويت بالولايات المتحدة بالقلق من أنه قد يكون هناك المزيد من الأخبار السيئة عن أحبائه الذين يعيشون في قطاع غزة.

وقال متذكراً رحلتهم جنوباً إلى معبر رفح الحدودي: "توجب علينا المغادرة، فلم يكن لدينا أي خيار".

وأردف: "لم تتمكن السفارة البريطانية من فعل أي شيء، ولم يكن بمقدور أحد مساعدتنا.. كنا مهددين بالموت جوعا أو قصفا".

وفي حين أن الأسرة هي من بين مئات الرعايا الأجانب الذين نجوا من القصف والموت جوعا وعطشا، فإن أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة، نصفهم تقريبا من الأطفال، ما زالوا تحت وطأة حصار مشدد فرضته القوات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر.

وتواجه حكومة المملكة المتحدة وحزب العمال المعارض ضغوطا متزايدة لدعم وقف إطلاق النار والدعوات إلى احترام القوانين الدولية في الحرب، التي أصبحت الفصل الأكثر دموية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ 75 عاما.

ويوم الإثنين، ردد مركز العدالة الدولي للفلسطينيين الدعوات لوقف إطلاق النار، وخاطب رئيس الحكومة البريطانية، ريشي سوناك، نيابة عن المجتمع الفلسطيني، منتقدًا "دعوات لندن غير الكافية لاتخاذ مواقف إنسانية أكثر صرامة".

وقال سعيد وعائلته إنهم عندما حاولوا مغادرة شمالي القطاع لأول مرة، "أطلق الجنود الإسرائيليون النار على سيارتهم".

ولفت سعيد إلى أنهم "ساروا جنوباً باتجاه الحدود، حيث قام بحماية ولديه، (8 و12 عاماً)، من منظر الجثث المتناثرة في الشوارع".

ونوه إلى أنه "كان يسير أمام أطفاله بمسافة 3 دقائق، حتى لا يجري قصفهم جميعا بغارة جوية" على حد قوله.

ويتذكر قائلاً: "قلت لأبنائي، فقط ارفعوا قطعة قماش بيضاء واتبعوني.. لم أكن أريد أن يرى أبنائي أي شيء قد يحدث لي".

وبينما هم سعداء بالعودة إلى لندن، يفكر سعيد بحزن في أقاربهم الذين يريدون القدوم إلى بريطانيا، لكنهم غير قادرين على ذلك، موضحا: "نحن بحاجة إلى أن تحاول حكومة المملكة المتحدة المساعدة في وقف هذه الحرب".

"خيبة أمل كبيرة"

أما عائلة المستشار القانوني، فراس أبو وردة، فقد كانوا في زيارة لأقاربهم في قطاع غزة.

وقال فراس إنه سافر من لندن إلى مصر مرتين لمحاولة إخراج عائلته من القطاع، قبل أن يتمكن من الدخول إليهم قبل اندلاع الحرب.

وبعد جهود مضنية جرى إدراج أسمائهم أخيرا في قائمة المواطنين البريطانيين الذين سمح لهم بمغادرة غزة عند معبر رفح، الأسبوع الماضي.

مصر "تستعد" لاستقبال 36 طفلا حديثي الولادة من مستشفى الشفاء في غزة أعلنت وزارة الصحة المصرية، أنها تعمل على استقبال 36 طفلا من حديثي الولادة الموجودين داخل مستشفى الشفاء في قطاع غزة، موضحة أن عملية النقل ستكون "خطيرة".

وأوضح أنه سار مع زوجته وأطفاله الخمسة - اثنان منهم مصابان بالتوحد - لمدة 3 ساعات من شمالي القطاع باتجاه الجنوب، وذلك قبل أن يستقلوا سيارة أجرة إلى مدينة خان يونس.

ولدى وصولهم إلى مصر، جرى توزيع العائلة المكونة من 7 أفراد على غرفتين في أحد الفنادق، تحتوي كل منهما على سرير مزدوج، حيث كان الأب ينام على الأرض.

أبو وردة وعائلته وصلوا إلى لندن وعاد أطفاله إلى المدرسة، وهو يستعد للعودة إلى العمل بعد انتهاء إجازته المرضية، لكنه يفكر باستمرار في عائلته التي تركتها بمدينة جباليا، وينتقد بشدة "فشل حكومة المملكة المتحدة في مساعدة الفلسطينيين".

وقال: "ما زلت أشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء موقف الحكومة من الطريقة التي تعاملت بها معنا نحن البريطانيين في غزة.. نحن بحاجة إلى أن تساعدنا الحكومة في جلب عائلتنا أيضًا، على غرار ما حدث مع لاجئين أوكرانيين".

 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی قطاع غزة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

إذاعة جيش الاحتلال: مقتل أسير إسرائيلي بغزة.. وجثته في القطاع

قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مسؤولي كيبوتس كيسوفيم أعلنوا مقتل الأسير شلومو منتسور البالغ من العمر 86 عاما في غزة، وذلك منذ بداية عملية طوفان الأقصى، بينما لا تزال جثته في القطاع.

ونقلت منصات فلسطينية عن مصادر إسرائيلية أن جيش الاحتلال أبلغ عائلة الأسير شلومو أنه قُتل في 7 أكتوبر 2023.

من جهته، قدّم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعازيه لعائلة الأسير شلومو منتسور "الذي قتل في 7 أكتوبر وجثته محتجزة في قطاع غزة"، وفق تعبيره.

ويأتي ذلك في ظل تواصل الاتهامات من عائلات الأسرى الإسرائيليين لنتنياهو بأنه يعرقل الصفقة بعدم المضي قدما إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة إن "المحتجزين بغزة جائعون ويواجهون الموت، وعلينا تنفيذ كل الاتفاق وإعادتهم جميعا فورا".

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تعلن عن تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة
  • سكان من غزة يتحدون ترامب: "لا جحيم أكثر مما نعيشه"
  • إذاعة جيش الاحتلال: مقتل أسير إسرائيلي بغزة.. وجثته في القطاع
  • أحمد بن سعيد يفتتح معرضي “الشرق الأوسط لصيانة الطائرات” و”التصميم الداخلي للطائرات”
  • الأمم المتحدة: ما يقرب من مليوني شخص على حافة الجوع في غزة
  • تأثير «الحرب التجارية».. بريطانيا تسحب آلاف «السبائك الذهبية» خلال شهرين
  • وول ستريت جورنال: هذا ما يتطلبه الأمر لإعادة بناء غزة
  • عبد المنعم سعيد: مصر قادرة على إعمار غزة وإعادة أهلها لأماكنهم القطاع
  • مخرجة فيلم خط التماس: العمل يسرد صدمة الحرب الأهلية اللبنانية
  • عبد المنعم سعيد: الوضع الإنساني في غزة صعب.. وإسرائيل اتعورت في الحرب