علماء يكتشفون حالة جديدة للمادة تخفت في عالم الكوانتم
تاريخ النشر: 9th, July 2023 GMT
تمكن فريق بحثي دولي بقيادة علماء من جامعة "ماساتشوستس، أمهرست" الأميركية من الكشف عن حالة جديدة للمادة وجدت داخل "عالم الجسيمات دون الذرية"، ووفق بيان رسمي من الجامعة، فإن هذا الكشف يمكن أن يساعد في تحقيق فهم أفضل لطبيعة العالم المادي.
وتُعرّف حالة المادة، بشكل عام، على أنها سلوك ذرات المادة حينما تتراص إلى جوار بعضها البعض، ويظهر ذلك بشكل واضح في الماء، فمنه حالة صلبة (الثلج) وسائلة (كوب من الماء) وغازية (بخار الماء)، وتتركب الحالات الثلاث من الذرات نفسها، إلا أن سلوك الذرات يختلف في كل حالة عن الأخرى.
وسميت الحالة الجديدة للمادة التي اكتشفها هذا الفريق "حالة سائل بوز الكيرالية" (chiral bose-liquid state)، وفيها تُجبر مجموعة من الإلكترونات أن تعيد ترتيب نفسها في عدد محدود من الأماكن، وهذا السلوك يسمى "الإحباط الحركي" (kinetic frustration).
ولغرض التقريب، يمكن تخيل الأمر كلعبة الكراسي الموسيقية الشهيرة، حيث يقوم عدد أكبر من الناس بالدوران حول عدد أقل من الكراسي ثم الجلوس عليها فجأة بعد توقف الموسيقى، وبالتبعية لا يتمكن أحد المشاركين في اللعبة من الجلوس على كرسي لأن الكراسي المتاحة انتهت.
أما في التجربة الخاصة بهم، والتي نُشرت نتائجها في دورية "نيتشر" (Nature) المرموقة، فقد قام هذا الفريق ببناء جهاز من مواد شبه موصلة يتكون من طبقتين؛ العليا غنية بالإلكترونات والسفلى فيها أماكن قليلة متاحة لهذه الإلكترونات، ثم مراقبة هذه المنظومة عبر مجال مغناطيسي قوي.
وحينما تنطلق تلك الإلكترونات للمضي قدما لملء تلك الأماكن فإن بعضا من الإلكترونات لا يجد مكانا. إلا أنه على خلاف الكراسي الموسيقية، فإن اللعبة لا تنتهي هنا، بل تستمر الإلكترونات في تبادل الأماكن بلا توقف.
ووفق الدراسة، فإن الجسيمات عادة ما تصطدم ببعضها البعض في أي نظام مثل هذا، مثل كرات البلياردو التي تتصادم مع بعضها البعض على طاولة، ولكن في "النظام الكمي محبط الحركة" هناك احتمالات غير محدودة تنبع من تفاعل الجسيمات، تخيل مثلا أن تطير كرة البلياردو إلى الأعلى أو تخترق الطاولة أو تنطلق بزاوية غريبة.
وقد كشفت هذه الحالة الجديدة للمادة عن بعض الخصائص التي أثارت اهتمام العلماء لاستخدامات مستقبلية تتعلق بتشفير البيانات الرقمية، فمثلا تتجمد الإلكترونات في نمط يمكن التنبؤ به وتتخذ اتجاه دوران ثابتا (مع أو ضد عقارب الساعة) عند درجة الصفر المطلق.
وبالإضافة إلى ذلك يمكن للتأثيرات الخارجية على إلكترون واحد أن تؤثر على جميع الإلكترونات في تلك الحالة من المادة، وذلك بفضل ظاهرة التشابك الكمي بين تلك الإلكترونات في حالة سائل بوز الكيرالية.
ويضرب الباحثون مثالا لهذا التأثير الغريب، في البيان الصحفي، مصورين الأمر بأن قيامك بضرب كرة بلياردو واحدة على الطاولة يؤثر في كل الكرات الأخرى ويحركها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إيوس .. اكتشاف كوني جديد قرب نظامنا الشمسي | ما القصة؟
في اكتشاف فلكي مذهل، أعلن علماء الفلك عن رصد سحابة ضخمة من الهيدروجين الجزيئي غير المرئي، تقع على بعد 300 سنة ضوئية فقط من النظام الشمسي، وتحديدًا عند حافة ما يعرف بـ"الفقاعة المحلية" في مجرة درب التبانة.
اكتشاف كوني جديد قرب نظامنا الشمسيوبحسب موقع "sciencealert" للأبحاث العلمية، تعد السحابة، التي أُطلق عليها اسم "إيوس" (Eos)، من أكبر التراكيب المكتشفة في محيطنا المجري، ويعتقد أنها تلعب دورا مهما في فهمنا لتكوين النجوم والكواكب.
تم تسمية هذه السحابة الجزيئية الضخمة باسم "إيوس" نسبة إلى إلهة الخلق في الأساطير اليونانية القديمة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها رصد مثل هذا الجسم من خلال البحث عن علامات الهيدروجين الجزيئي عند هذا الطول الموجي في الطيف، مما قد يضيف نهجًا فريدًا إلى ترسانة علماء الفلك وعلم الكونيات.
أوضح بليكسلي بوركهارت، قائد المشروع والأستاذ المشارك في قسم الفيزياء والفلك بكلية روتجرز للفنون والعلوم والمؤلف المشارك في الدراسة قائلاً: “هذه أول سحابة جزيئية تُكتشف على الإطلاق من خلال البحث المباشر عن انبعاثات الأشعة فوق البنفسجية البعيدة للهيدروجين الجزيئي”.
كيف تشكلت إيواس؟ووفقا لما هو معلن فإن إيوس عبارة عن سحابة هلالية الشكل من الغاز والغبار، تبعد حوالي 300 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعلها قريبة نسبيًا من الناحية الكونية.
يقع هذا الجسم الذي كان غير مرئي سابقًا بالقرب من نظامنا الشمسي، والذي تُقدر كتلته بحوالي 3400 كتلة شمسية، على حافة منطقة فضائية يُطلق عليها علماء الفلك اسم " الفقاعة المحلية" ، مما يضعه في نفس المنطقة العامة للنظام الشمسي.
التُقطت البيانات التي تكشف عن موقع الجسم غير المرئي في الأصل بواسطة مطياف الأشعة فوق البنفسجية البعيدة FIMS-SPEAR (مطياف التصوير الفلوري) الذي كان يعمل كأداة على القمر الصناعي الكوري STSAT-1، وبعد نشرها علنًا عام ٢٠٢٣، تقول بوركهارت إنه لم يقم أحدٌ بالبحث فيها بالطريقة التي أرادها فريقها.
توهج جسم غير مرئيفي حين تُرصد معظم السحب الجزيئية من خلال انبعاثاتها الراديوية والأشعة تحت الحمراء، لم تُشر عمليات المسح في هذه المنطقة من الفضاء إلى وجود سحابة غاز جزيئيةـ ولكن عندما مسح علماء الفلك البيانات في الطيف فوق البنفسجي البعيد، توهج فجأة جسم كان غير مرئي سابقًا.
وأوضح عالم الفلك في جامعة روتجرز، وهو أيضًا باحث في مركز الفيزياء الفلكية الحاسوبية في معهد فلاتيرون في نيويورك، أن "البيانات أظهرت جزيئات هيدروجين متوهجة تم اكتشافها عبر الفلورسنت في الأشعة فوق البنفسجية البعيدة".