"على مدى 50 عاما، ظل جو بايدن ثابتا في دعمه لحروب إسرائيل ضد الفلسطينيين، وقام مرارا بدعم وتسهيل حملات الإرهاب التي تشنها قوة نووية ضد شعب ليس لديه دولة ولا جيش ولا قوة جوية ولا بحرية وبنية تحتية مدنية تكاد تكون معدومة"، بحسب جيريمي سكاهيل في مقال بموقع "ذا إنترسبت" الأمريكي (The Intercept).

وتابع سكاهيل، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه بينما تحترق غزة في "محرقة الموت والدمار المشتعلة، ربما يشرف بايدن البالغ من العمر 80 عاما على الفصل الأخير في إخلاصه لأجندة إسرائيل الأكثر تطرفا".

ولليوم الـ40، يواصل جيش الاحتلال الأربعاء شن حرب مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و320 قتيلا فلسطينيا، بينهم 4650 طفلا و3145 امرأة، فضلا عن 29 ألف و200 جريح، 70% منهم من الأطفال والنساء.

فيما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 آخرين وأسرت نحو 239، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

وأضاف سكاهيل أنه "يجب أن يظل إرثه (بايدن) مسكونا إلى الأبد بأسماء أطفال غزة القتلى، الذين مات الآلاف منهم في غضون أسابيع تحت نيران الأسلحة والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة".

وأردف: "لقد تولى بايدن منصبا عاما لفترة أطول من أي سياسي أمريكي تقريبا في التاريخ، وبدأ حياته المهنية في مجلس الشيوخ عشية الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، عندما سافر للقاء رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير".

حينها قال بايدن: "جلست (مائير) مقابل المكتب لمدة ساعة تقلب الخرائط لأعلى ولأسفل وهي تدخن بشكل متواصل، وتخبرني عن حرب الأيام الستة (عام 1967). وكان هذا أحد أهم الاجتماعات في حياتي".

اقرأ أيضاً

فلسطينيون يقاضون بايدن لفشله في منع الإبادة الجماعية في غزة

أجندة استعمارية

و"على مدار العقود التالية وحتى الفظائع الحالية التي لحقت بشعب غزة (نحو 2.3 مليون فلسطيني)، عمل بايدن كواحد من أقوى المروجين للأجندة الاستعمارية الإسرائيلية، وغالبا ما دافع عن استخدام إسرائيل غير المتناسب للقوة والعقاب الجماعي وأحيانا المجازر الصريحة"، كما أضاف سكاهيل.

وقال بايدن في قاعة مجلس الشيوخ عام 1986: "لولا وجود إسرائيل، لكان على الولايات المتحدة أن تخترعها لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة".

وخلال زيارته إلى إسرائيل، في أكتوبر الماضي، بينما كانت تكثف هجماتها على غزة وارتفع عدد القتلى المدنيين بشكل كبير، قال بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته الحربية: "لا أعتقد أنه يتعين عليك أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا.. أنا أيضا صهيوني".

سكاهيل أردف أن "بناء الدعم للقوة العسكرية الإسرائيلية وتوجيه الأموال والدعم السياسي لإسرائيل كان عنصرا أساسيا في أجندة السياسة الخارجية لبايدن طوال حياته المهنية، حتى أنه يطلق على نفسه لقب "أفضل صديق كاثوليكي لإسرائيل".

اقرأ أيضاً

أكسيوس: مذكرة حكومية أمريكية تتهم بايدن بنشر معلومات مضللة حول حرب غزة

غزو وحشي

و"توجد قصة واحدة من هذه العقود عن تفاني بايدن تجاه إسرائيل، والتي تبدو ذات بصيرة مخيفة بالنظر إلى حمام الدم الذي يدور في غزة في الوقت الحالي"، كما زاد سكاهيل.

وتابع: "حدث ذلك في وقت مبكر من الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982. في العلن، لم يكن بايدن مؤيدا ولا معارضا للغزو".

واستدرك: "ولكن في اجتماع خاص للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي) مناحيم بيجن في يونيو/حزيران 1982، بدا أن دعم بايدن لوحشية الغزو يفوق الدعم الذي قدمته الحكومة الإسرائيلية نفسها".

واستطرد: "بينما كان بيجن يتعرض للاستجواب في مجلس الشيوخ بشأن استخدام إسرائيل غير المتناسب للقوة، بما في ذلك استهداف المدنيين بذخائر القنابل العنقودية، نهض بايدن، بحسب بيجن، وألقى خطابا حماسيا للغاية دافع فيه عن الغزو".

سكاهيل قال إنه "عند عودة بيجن إلى إسرائيل، قال لصحفيين إسرائيليين إنه صُدم عندما قال بايدن إنه سيذهب إلى أبعد من إسرائيل، وسيصد بقوة أي شخص يسعى لغزو بلاده، حتى لو كان ذلك يعني قتل النساء أو الأطفال".

وحينها، قال بيجن: "أنا بريء من هذه التصريحات.. قلت له: لا يا سيدي، فقيمنا تحظر إيذاء النساء والأطفال حتى في الحرب".

وشدد سكاهيل على أن "تعليقات بيجن كانت لافتة للنظر؛ لأنه كان معروفا كزعيم لمنظمة الإرجون، وهي جماعة مسلحة نفذت بعضا من أسوأ أعمال التطهير العرقي التي رافقت إنشاء دولة إسرائيل، بما في ذلك مذبحة دير ياسين عام 1948".

اقرأ أيضاً

بايدن يدعم حرب إسرائيل.. فكيف يقنع الفلسطينيين بحل سياسي؟

إبادة جماعية

وسعيا لمنع إدارة بايدن من تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل، رفع مركز الحقوق الدستورية في الولايات المتحدة الإثنين الماضي دعوى قضائية اتحادية، نيابة عن الفلسطينيين في غزة ، كما لفت سكاهيل.

وتتضمن الدعوى أسماء كل من بايدن ووزيري الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن.

وقالت كاثرين جالاجر، إحدى المحامين الذين رفعوا القضية: "لقد استمروا في تقديم الدعم العسكري والسياسي لحملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتكشفة دون أن يفرضوا أي خطوط حمراء".

وتابعت: "على الولايات المتحدة التزام واضح وملزم بمنع الإبادة الجماعية، ولكنهم فشلوا في الوفاء بواجبهم القانوني والأخلاقي باستخدام قوتهم الكبيرة لإنهاء هذا الرعب".

سكاهيل قال إنه "من غير المؤكد، في ظل النظام العالمي الحالي، أن أي مساءلة قانونية ذات معنى ستنال من القادة الأمريكيين أو الإسرائيليين، لكن على المستوى الأخلاقي، من المهم أن نتذكر هذه الجهود القانونية لمواجهة المذبحة وتواطؤ بايدن وغيره من القادة الغربيين".

وشدد على أنه "يجب أن تظل الفظائع التي مكنتها الولايات المتحدة، خلال الأسابيع الخمسة الماضية، وصمة عار دموية دائمة على نسيج مسيرة بايدن السياسية وإرثه".

اقرأ أيضاً

برقية تحذير لبايدن.. دبلوماسيون أمريكيون بدول عربية قلقون من الغضب ضد واشنطن بسبب غزة

المصدر | جيريمي سكاهيل/ ذا إنترسبت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بايدن مجازر إسرائيل دعم أطفال غزة حرب الولایات المتحدة قال بایدن اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز تكشف تفاصيل خفية عن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا

نشرت صحيفة نيويورك تايمز عرضا لأهم النقاط في تقريرها المطول عن الشراكة العسكرية السرية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والتي وصفتها بأنها لم تكن معروفة من قبل، ولعبت دورا أكبر بكثير في تلك الحرب.

وقالت إن أميركا وأوكرانيا شكلتا على مدى ما يقرب من 3 سنوات قبل عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة شراكة عسكرية سرية شملت الاستخبارات والتخطيط الإستراتيجي والتكنولوجيا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يسرائيل هيوم: هذه هي الفجوة بين إسرائيل وحماس في المفاوضاتlist 2 of 2كاتب إسرائيلي: لسنا بحاجة للعيش في جيب أميركاend of list

وبينما أعلن البنتاغون علنيا عن تقديم 66.5 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا، امتد الدور الأميركي إلى ما هو أبعد من إمدادات الأسلحة، إذ أثر بشكل مباشر على إستراتيجية المعارك وقدّم بيانات استهداف دقيقة.

وفيما يلي أهم النقاط حسب تقرير الصحيفة:

الولايات المتحدة قدمت معلومات استخباراتية للاستهداف من قاعدة سرية في ألمانيا

أصبح مركز عمليات سري في قاعدة الجيش الأميركي في فيسبادن بألمانيا محور تبادل للمعلومات الاستخباراتية بين أميركا وأوكرانيا، وكان الضباط الأميركيون والأوكرانيون يجتمعون يوميًا لتحديد الأهداف الروسية ذات الأولوية العالية.

واستخدمت وكالات الاستخبارات الأميركية والحليفة صور الأقمار الصناعية والاتصالات الملتقطة وإشارات الراديو لتحديد مواقع القوات الروسية. ثم قامت "فرقة التنين" (عملية أميركية سرية) بنقل الإحداثيات الدقيقة إلى القوات الأوكرانية لتنفيذ الضربات. ولتجنب الطابع الاستفزازي لهذه العمليات، أطلق المسؤولون الأميركيون على الأهداف اسم "نقاط اهتمام" بدلا من "أهداف عسكرية".

إعلان المخابرات الأميركية والأسلحة المتقدمة قلبت موازين الحرب

في منتصف عام 2022، زوّدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أوكرانيا بأنظمة هيمارس، وهي صواريخ موجهة بالأقمار الصناعية تتيح ضربات دقيقة تصل إلى 80 كيلوكترا.

في البداية، كانت أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على المعلومات الاستخباراتية الأميركية لكل ضربة من هذه الصواريخ، وأدت هذه الضربات إلى ارتفاع الخسائر الروسية بشكل كبير، مما منح أوكرانيا ميزة غير متوقعة في ساحة المعركة.

"الخطوط الحمراء" الأميركية ظلت تتغير

كانت إدارة بايدن حريصة على تأكيد أن الولايات المتحدة لا تخوض الحرب ضد روسيا بشكل مباشر، بل تقدم المساعدة لأوكرانيا فقط. ومع ذلك، توسع الدعم الأميركي تدريجيا ليشمل المزيد من العمليات السرية.

في البداية، كان إرسال جنود أميركيين إلى أوكرانيا محظورا تماما، لكن لاحقا تم إرسال فريق صغير من المستشارين العسكريين إلى كييف، ثم زاد العدد إلى نحو 36 مستشارا قرب الخطوط الأمامية.

في عام 2022، سُمح للبحرية الأميركية بمشاركة معلومات استخباراتية لتمكين الضربات الأوكرانية على السفن الروسية قرب شبه جزيرة القرم، كما قدمت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) دعما سريا للهجمات على السفن الروسية في ميناء سيفاستوبول.

في النهاية، سُمح للولايات المتحدة بدعم الضربات داخل روسيا

وبحلول عام 2024، سمحت إدارة بايدن للقوات الأميركية بمساعدة أوكرانيا في تنفيذ ضربات داخل الأراضي الروسية، لا سيما حماية مدينة خاركيف من الهجمات الروسية. ولاحقا، توسع الدعم الأميركي ليشمل ضربات صاروخية على مناطق روسية كانت تستخدمها موسكو لحشد قواتها وشن هجمات على شرق أوكرانيا.

في البداية، كانت سياسة الاستخبارات المركزية تمنعها من تقديم معلومات استخباراتية بشأن أهداف داخل روسيا، لكنها حصلت لاحقا على "استثناءات" لدعم ضربات أوكرانية محددة.

ففي 18 سبتمبر/أيلول 2024، استهدفت طائرات مسيرة أوكرانية مستودع ذخيرة روسي ضخم في "توروبيتس" بمعلومات استخباراتية قدمتها سي آي أيه، مما أدى إلى انفجار ضخم يعادل زلزالا صغيرا، وفتح حفرة بحجم ملعب كرة قدم.

إعلان الخلافات الداخلية في أوكرانيا أدت إلى فشل الهجوم المضاد في 2023

على الرغم من النجاحات المبكرة في ساحة المعركة، فإن الهجوم المضاد الأوكراني في 2023 انهار بسبب الصراعات السياسية الداخلية.

وكان الجنرال فاليري زالوجني يخطط لشن هجوم رئيسي نحو ميليتوبول لقطع خطوط الإمداد الروسية، لكن منافسه الجنرال أولكسندر سيرسكي دفع باتجاه هجوم في باخموت بدلا من ذلك، وانحاز الرئيس زيلينسكي إلى سيرسكي، مما أدى إلى تقسيم الجهود العسكرية، وأضعف تقدم أوكرانيا، وفي النهاية سمح لروسيا باستعادة التفوق.

دور خفي

ويكشف التحقيق عن أن الولايات المتحدة لعبت دورًا حاسمًا ولكنه خفي في الجهود العسكرية الأوكرانية.

فمع تقدم الحرب، تعمق تورط الولايات المتحدة من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والتخطيط العملياتي، وحتى تقديم الدعم السري في الهجمات داخل الأراضي الروسية.

وعلى الرغم من الدعم الأميركي، فقد أسهمت الانقسامات الداخلية في أوكرانيا في فشل الهجوم المضاد لعام 2023، مما جعل الزخم يعود لصالح روسيا في الحرب.

مقالات مشابهة

  • يونيسف: مقتل 322 طفلا بغزة منذ خرق إسرائيل وقف إطلاق النار
  • غزة: استشهاد 322 طفلا منذ خرق إسرائيل وقف إطلاق النار
  • حصيلة مفجعة.. قتلى وآلاف الجرحى في حوادث مرورية في تركيا خلال عطلة العيد
  • بالأرقام.. أعداد الأطفال القتلى في غزة خلال 10 أيام
  • متظاهرون إسرائيليون يغلقون شارع بيجن في القدس ويحرقون الإطارات للمطالبة بإعادة الرهائن
  • نيويورك تايمز تكشف تفاصيل خفية عن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار إلى أكثر من 1700 قتيل وآلاف الجرحى
  • ليلة العيد.. مصرع شخص وإصابة 2 في مشاجرة بالأسلحة النارية بأسيوط
  • فقر الأطفال يسجل مستوى قياسيا جديدا في المملكة المتحدة
  • أردوغان في خطابه بعد صلاة العيد: “اللهم دمر إسرائيل الصهيونية وأذلها”