ندوة تعريفية عن أنشطة وحدة ضمان الجودة بدار علوم الفيوم
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
نظمت كلية دار العلوم بجامعة الفيوم ندوة تعريفية عن "أنشطة وحدة ضمان الجودة "، بحضور الدكتور عصام عامرية، المراجع المعتمد بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد ورئيس قسم النحو والصرف بالكلية، والدكتور وائل طوبار، منسق عام الأنشطة الطلابية والأستاذ بالكلية، والدكتور بيومي طاحون، مدير وحدة ضمان الجودة بالكلية، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب وذلك اليوم الأربعاء بالكلية، وذلك تحت رعاية الدكتور ياسر مجدي حتاتة، رئيس جامعة الفيوم، وإشراف الدكتور عرفة صبري حسن، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والمشرف على كلية دار العلوم.
أشار الدكتور عصام عامرية، إلى مفهوم ثقافة الجودة من خلال خلق بيئة تواصل جادة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لطرح تطلعاتهم المستقبلية للكلية وأساليب التدريس والتعلم والتدريب وتوصيف المقررات فضلا عن المساهمة في حل المشكلات ووضع مجموعة من الآليات المقترحة والعمل على تنفيذها، موضحاً أهمية دور الطلاب في المشاركة الفعالة لتأهيل الكلية للاعتماد وفق معايير محددة تتوافق مع رؤية ورسالة الكلية.
وأكد الدكتور وائل طوبار، أن ثقافة الجودة من أهم المدخلات في المؤسسات وفي مقدمتها الجامعات باعتبارها مركز نشر ثقافة المعرفة والتعليم، مضيفاً أن العملية التعليمية يتشارك بها الجميع أساتذة وطلاب وعاملين، وتعمل الكلية خلال الفترة الحالية على التطوير لتقديم خدمة تعليمية تؤهل خريج كلية دار العلوم ليصبح أكثر تميزاً في تخصصه وذلك وفق متطلبات سوق العمل.
ومن جانبة أوضح الدكتور بيومي طاحون أن الندوة تأتي للتعريف بالأطر الفكرية والنظرية لثقافة الجودة من حيث المفهوم والخصائص والأهمية لتحديد أبرز ملامح نشرها بين طلاب الكلية لخلق بيئة تعليمية جديدة متميزة تتوافق مع متطلبات سوق العمل.
6e7c8e81-3158-41e7-85c0-8bbade21fe70 53ffd4ca-293d-4938-be1c-926ce21a3dc6 57b5208c-b01c-4504-81b3-08068a919624المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جامعة الفيوم ندوة تعريفية أنشطة وحدة ضمان الجودة كلية دار علوم الفيوم
إقرأ أيضاً:
إنقاذ لغتنا العربية.. لمسايرة طرق التدريس العالمي
نحن في مرحلة تستدعي استنفار كل طاقتنا الإبداعية لمسايرة طرق التدريس العالمي
لا شكّ بأنّ اللّغة العربيّة تمثّل الكرامة الوطنيّة ورمز شرفها لكلّ بلداننا العربيّة، وهي المعبّرة عن قيمنا وثقافتنا وتميّزنا التاريخي، والحفاظ على اللّغة العربية قيمة إسلاميّة وفريضة وطنيّة وترسيخ لهويتنا وجذورنا الحضاريّة. ومن الصفات المذهلة للغتنا العربية أنّها ترفع من القيم المثلى والمروءة والنخوة والنجدة والفروسية. قلّما لغة تهب تلك الأخلاق النادرة، ولا بد من غرس المفاهيم الصحيحة عن اللغة العربية في نفوس أبناء عصرنا. قال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- "تعلّموا العربية فإنها تُثبتُ العقل وتزيد في المروءة".مفهوم البرّ باللّغة العربية هو الانتصار لقيم الحضارة والإبداع والمواطنة الحقّة، فالوطن له مفردات قيّمة من ضمنها: الأصالة العراقة التاريخ الجذور، وكل هذه المآثر في لغتنا العربيّة، هذه اللّغة بكل هذه الإمكانيّات قادرة على خلق حسّ وطنيّ ناضج للأمّة، فمثلًا طريقة تناولنا للدين وفهمنا للتديّن ومدى تعاطينا مع التراث ورموزه.. الخ، وما تخاذل قوم عن تمكين لغتهم إلا حلّت عليهم الذلة والمهانة والمسكنة.
إنّ ادّعاء التمسّك بالكرامة الوطنية والابتعاد عن إحياء اللغة العربية كلغة للعلم والمعرفة، يعدّ ازدواجيّة عميقة في المعايير، ومازال الفكر العربي تتراكم عليه كلّ القضايا الشائكة والملتبسة والدخيلة، التي تتطلّب رؤى آنيّة ومستقبليّة لفهمها وتفكيكها وطرح حلول ناجعة بما يتناسب والتطلعات الفكريّة والثقافية لأمّتنا؛ ولأنّ اللغة ظاهرة عقليّة وذهنيّة وحضارية بحتة، فلا بدّ من علاج الذائقة العربية من الخلل الذي طرأ عليها، وإنقاذ الهويّة الوطنيّة، وحفظ ماء الوجه الذى يراق من قبل بعض -المستعربين- إن صحّت التسمية الذين يحاولون طمس هذه اللّغة التعبديّة الربّانيّة التي بها نقترّب إلى الله، فقد بتنا لا نعلم هل نحافظ على لغتنا ممّا يتهددها من سيطرة العولمة، والتغريب الفكري، أم من ظلم أبنائها وعقوقهم ؟!! وهو حال يدفع إلى أن نقيم على هؤلاء الرافضين للغتهم مأتمًا وعويلًا.
فمن المؤلم أن يستخدم كثير من أبناء الوطن العربي للغات أخرى-الإنغليزية- للتعبير عن أنفسهم، أو كتابة التقارير والبحوث، وعزو ذلك لوضوح اللغة الأجنبية وسهولة التعبير والاتصال بها، والمرونة في التلقي والتعاطي معها، لأنها حيويّة وعمليّة.
إنّ الكارثة عندما تشعر بأنّ الأجيال لا تستطيع أن تعبّر بلغتها العربيّة عمّا يعتلج في صدرها من أتراح وأفراح، وعدم قدرتها على انتقاء الألفاظ المناسبة والمعبّرة عن هذه الأفكار، وهو ما يشكل واقعاً فرض نفسه، يجب العمل على تغييره من خلال مشروع تربوي فعّال يردم هذه الفجوة التي ما فتئت تتسع، الله وعد بحفظ هذه اللغة، ودورنا محصور بأن نجعلها تتمدّد وتتوسع، بل أن نجعل لغتنا الأصيلة حيّة نابضة تتناسب مع كلّ الحقب والأجيال، وإلا كيف تصبح لغة المستقبل؟
نحن في مرحلة تستدعي استنفار كل طاقتنا الإبداعية لمسايرة طرق التدريس العالمي، والمطلب الملحّ هو الحاجة إلى الأدوات والوسائل، والاستفادة القصوى من كلّ الطاقات الخارجيّة وخبراء اللغة في حلّ مشكلة شكاوى الطلاب والآباء من صعوبة منهج النحو والإعراب وتعجيز قواعده وقوانينه، ولا بدّ من المواجهة والاعتراف بالفشل الذريع الذي هو نصف الحل، ولن نستطيع أن نحبّب المادّة للطلاب لأنّ المتزمّتين من مشرفي اللغة العربية يضيفون عبئاً إلى آليات التدريس من خلال صعوبة طرح المادة اللغوية، وأتمنى عرض هذه الإشكالية على الكوادر والخبراء المتخصصين الأكاديميين، والتعاطي الصحيح مع منهج اللغة العربية، لأنهم أقدر منّا على حلّ هذه الإشكالية، ولا مجال للتأخير أكثر من ذلك، لأنّ هناك داءً بدأ يتسلّل إلينا ألا وهو اختلال الذائقة العربية، وعدم استشفاف المعاني الملهمة، ومن ثمّ نهج غير سوي في التفكير، واعوجاج في الممارسة والسلوك!!