عداد الموت في قطاع غزة أرخى بظلاله أخيراً على الرأي العام في الولايات المتحدة، إذا تراجع الدعم المطلق لمواصلة إسرائيل حربها على القطاع المحاصر.

فقد أظهر استطلاع جديد أن التأييد الشعبي في أميركا لحرب إسرائيل في غزة تراجع، إذ رأى أغلب الأميركيين أنه يتعين على الجيش الاسرائيلي إعلان وقف لإطلاق النار في الصراع الذي تفاقم إلى أزمة إنسانية.

وبين استطلاع الرأي الذي أجرته رويترز/إبسوس على مدار يومين آخرهما أمس الثلاثاء، أن نحو 68 بالمئة من المشاركين أيدوا أن تعلن إسرائيل وقفاً لإطلاق النار وتحاول التفاوض.

بينما رأى نحو 32 بالمئة من المشاركين أن على "الولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل" لدى سؤالهم عن الدور الذي من المفترض أن تقوم به بلادهم في الصراع الذي تفجر في السابع من أكتوبر. بعد أن كانت تلك النسبة 41 بالمئة في استطلاع آخر أجري في 12 و13 أكتوبر.

في حين ارتفعت نسبة من قالوا إن على واشنطن " أن تكون وسيطا محايدا" إلى 39 بالمئة فيالاستطلاع الجديد من 27 بالمئة قبل شهر. بينما قال أربعة بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إن على الولايات المتحدة دعم الفلسطينيين. في حين دعا 15 بالمئة بلادهم إلى عدم التدخل إطلاقا.

تململ في الخارجية

أتت تلك النتائج بالتزامن مع ارتفاع الأصوات المتعضة من السياسة الأميركية تجاه إسرائيل ومقاربتها للحرب في قطاع غزة الساحلي المحاصر والمكتظ بالسكان، لاسيما في وزارة الخارجية الأميركية.

كما جاءت بعد توجيه ما يقارب 400 موظف في الإدارة الأميركية من كافة القطاعات والوكالات والمديريات رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، تطالبه فيها بالدفع نحو الهدنة.

إدارة بايدن محبطة

ودفع السلوك الإسرائيلي حتى الساعة على ما يبدو، البيت الأبيض إلى الشعور بالإحباط بشكل متزايد خلف الكواليس، مع تصاعد الأصوات الدولية، والحلفاء العرب المنتقدة للنتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين، مع بلوغ عدد الشهداء الفلسطينيين أكثر من 11.500.

إذ بات المسؤولين الأميركيين يجدون صعوبة أكبر في محاولاتهم اقناع نظرائهم الإسرائيليين بضرورة ادخال بعض التغييرات، وفقًا للعديد من الأشخاص المطلعين على المحادثات الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، حسبما نقلت شبكة بلومبيرغ

وقال هؤلاء إن الإدارة كثفت رسائلها الخاصة إلى إسرائيل مع تزايد نفاد الصبر، على الرغم من أنها حتى الآن لم تتوقف عن تلبية إسرائيل بإرسال المزيد من الأسلحة

لكن تلك المحادثات المتوترة باتت تسلط الضوء أكثر فأكثر على مخاطر استراتيجية إدارة بايدن، التي ارتكزت إلى حد كبير على فكرة مفادها أن الاحتضان العلني الوثيق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شأنه أن يبعث رسائل صارمة.

ضغوط من الحلفاء

إلا أن هذا توازن ثبت أنه صعب مع تصعيد إسرائيل حملتها ضد حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، وارتفاع عدد القتلى المدنيين.

كما تعرضت الإدارة الأميركية أيضًا لضغوط متزايدة من الحلفاء العرب، الذين يقولون إن احتضان إدارة بايدن أعطى نتنياهو الضوء الأخضر للمضي قدمًا في انتهاكاته.

في حين تجاهل نتنياهو حتى الآن المخاوف الأميركية حول الاسرى عامة ومن يحمل منهم الجنسية الأميركية خاصة، الذين ما زالوا داخل قطاع غزة فضلا عن مئات الأمريكيين الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من مغادرة القطاع.

وتبقى العقدة الأكبر بين الحليفين عدم فعل إسرائيل ما يكفي لتجنب سقوط قتلى بين المدنيين في غزة ومن ضمنهم آلاف الأطفال، على الرغم من أن إدارة بايدن تدعم ضرورة استئصال حماس

يضاف إلى كل ذلك، نقطة توتر أخرى ألا وهي مستقبل غزة، بعد الحرب، والتي لا يبدو أن مخططات نتنياهو واضحة بشأنها حتى الساعة!

إذ أكد تارة أن بلاده لا تريد إعادة حتلال القطاع، ثم تعهد طورا ببقاء القوات الإسرائيلية "أمنياً هناك إلى أجل غير مسمى".

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة إدارة بایدن

إقرأ أيضاً:

زاخاروفا: إدارة بايدن كانت تجهز أوكرانيا للذبح منذ البداية


أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق استغلت أوكرانيا "بشكل سافر"، مشيرة إلى أنها كانت تعدها للذبح منذ البداية.

ولفتت زاخاروفا الانتباه إلى تصريحات وزير الخارجية الأوكراني السابق دميتري كوليبا الذي قال إن كييف "لم تعد قادرة على الاعتماد على أمريكا" ويجب أن "تعتمد على نفسها فقط".

وشبهت الدبلوماسية الروسية الموقف بنكتة عن "بقرة التفت بعد عملية التلقيح الصناعي نحو المخصب وسألته: هل من قبلة؟"، معلقة: "جو بايدن وعصابته استغلوا أوكرانيا. استغلوها بوقاحة بما في ذلك لأغراض إثراء شخصي. هؤلاء من يجب محاسبتهم. بخلاف تلك البقرة، فإن الديمقراطيين الليبراليين الأمريكيين كانوا يعدون أوكرانيا للذبح منذ البداية".

وأكدت زاخاروفا أن الوضع بشأن أوكرانيا "درس بليغ لكل من ينخدع بوعود السياسيين الغربيين المضللين، ضاربا عرض الحائط باستقلاليته وكرامته".

وسبق أن أكد مبعوث إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أوكرانيا كيث كيلوغ أن أكبر خطأ ارتكبه الرئيس السابق جو بايدن هو رفض التواصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتسوية الأزمة الأوكرانية.

وأكد كيلوغ أن ترامب يعتزم السعي إلى تسوية النزاع على أساس شروط "عادلة وصادقة"، وأعرب الرئيس الأمريكي عن تفهمه لموقف روسيا المعارض لانضمام أوكرانيا إلى حلف "الناتو"، معتبرا أن النزاع في أوكرانيا هو فشل ذريع لجو بايدن، ونتيجة لذلك يموت الناس وتدمر المدن

مقالات مشابهة

  • استطلاع: لهذا السبب فقد نصف اليهود الأمريكيين الثقة في ترامب
  • زاخاروفا: إدارة بايدن كانت تجهز أوكرانيا للذبح منذ البداية
  • استطلاع: ارتفاع احتمالات الركود العالمي تحت ضغط رسوم ترامب
  • استطلاع رأي CNN: شعبية ترامب أقل بأول 100 يوم من أي رئيس آخر خلال 7 عقود
  • تراجع تأييد ترامب بين الأمريكيين.. ونظرة سلبية للغاية تجاه إنجازاته
  • انخفاض بدرجات الحرارة في الداخل وارتفاع في نسبة الرطوبة.. اليكم طقس الايام المقبلة
  • سوليفان يكشف تجاهل نتنياهو مسألة الأسرى الإسرائيليين لأشهر خلال مفاوضات عهد بايدن
  • الأسوأ منذ 80 عاما.. نتائج استطلاع كارثية بعد مرور 100 يوم على تنصيب ترامب
  • استطلاع أمريكي: ترامب يواجه معارضة متزايدة وتراجعًا في شعبيته
  • أدنى نسبة لرئيس خلال 80 عاما.. استطلاع يكشف عن تراجع لافت في شعبية ترامب