"رأفة بالشعب الأوكراني، أدعو الرئيس الأميركي بصفته المورد والرئيس الأوكراني بصفته المتلقي، إلى عدم استخدام قنابل عنقودية في الحرب لأن الضحايا الحقيقيين سيكونون الأوكرانيين".. هذا ما كتبه رئيس الوزراء الكمبودي هون سين اليوم الأحد، بعد يومين على إعلان الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بهذا النوع من الأسلحة.

وحرص سين، في تغريدته التي نشرها بموقع تويتر، على تذكير أوكرانيا بـ"التجربة المؤلمة" لبلاده التي تعرضت للقصف بقنابل عنقودية أميركية في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص أو إصابتهم بإعاقات.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد ألقت الولايات المتحدة ملايين القنابل على كمبوديا ولاوس خلال حرب فيتنام التي جرت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في محاولة لضرب القواعد الشيوعية.

مأساة مستمرة

وبعد 30 عاما على انتهاء الحرب الأهلية في 1998، ما زالت كمبوديا واحدة من الدول التي ينتشر فيها أكبر عدد من الألغام بالعالم.

وقُتل نحو 20 ألف كمبودي خلال العقود الأربعة الماضية في انفجار ألغام أو ذخائر غير منفجرة. وما زالت أعمال التطهير مستمرة حتى الآن بينما تعهدت الحكومة إزالة كل الألغام والذخائر غير المنفجرة بحلول 2025.

وقامت مجموعة من خبراء إزالة الألغام الأوكرانيين في يناير/كانون الثاني بزيارة حقول ألغام بكمبوديا في إطار تدريب.

جدير بالذكر أن عددا كبيرا من الدول ولا سيما بلدان أوروبية تحظر الذخائر العنقودية بموجب اتفاقية أوسلو المبرمة في 2008، والولايات المتحدة أو أوكرانيا أو روسيا أطراف فيها. علما بأن استخدام هذه الأسلحة يثير جدلا كبيرا كما تشير وكالة الصحافة الفرنسية لأنها تتسبب بخسائر جانبية كبيرة تتمثل في عدد كبير من الضحايا المدنيين.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن قرار تسليم الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا كان "صعبا جدا"، لكنه "الأمر الصحيح الذي ينبغي فعله" على حد قوله.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع

توشك المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس أن تصل إلى ذروتها بإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ورغم أن جانب دولة الاحتلال غير مأمون بناء على التجارب التاريخية وبناء على تجارب مفاوضات الحرب الحالية، لكن المؤشرات والتسريبات التي رشحت خلال الأيام الماضية والمشهد العام في المنطقة والمزاج الأمريكي كلها تشير إلى أن إسرائيل مضطرة هذه المرة إلى التوقيع قبل بدء الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي ترامب.

إن هذه الخطوة كان يمكن أن تحدث منذ أكثر من عام لولا تعطش رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته اليمينية المتطرفة للدماء ولولا الأحقاد التي تستعر في نفوسهم ضد الشعب الفلسطيني، ولو حدثت في ذلك الوقت لكان يمكن لآلاف الأطفال الذين استشهدوا في هذه الحرب أن يكونوا من بين الذين سيفرحون بالقرار وهم يعودون إلى قراهم المدمرة ليبحثوا عما تبقى من ذكرياتهم وألعابهم وبعض طفولتهم.

لكن قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء لا يفهمون معنى الطفولة ولا قدسيتها حتى خلال الحرب ومن باب أولى لا يفهمون معنى أن تعود الأمهات الثكلى بأطفالهن فلا يجدن حتى قميصا فيه رائحة طفلها قد يخفف بعض حزنها أو يوقف دموع عينها المبيضة من الحزن والبكاء.

من حق الفلسطينيين أن يشعروا بالنصر رغم كل الخسائر التي منوا بها: خسائر في الأرواح التي قد تصل الآن بعد أن تتلاشى أدخنة الحرب إلى نحو 50 ألف شهيد وأكثر من 200 ألف جريح وبنية أساسية مهدمة بالكامل وغياب كامل لكل مظاهر الحياة الإنسانية وانعدام كامل للمواد الغذائية والطبية.. وشعور النصر مصدره القدرة على البقاء رغم الإبادة التي عملت عليها قوات الاحتلال، الإبادة المدعومة بأعتى الأسلحة الغربية التي جربها العدو خلال مدة تصل إلى 18 شهرا.

في مقابل هذا لا أحد يستطيع أن ينكر أن الموازين في المنطقة قد تغيرت بالكامل خلال هذه الحرب، والمنطقة في اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار ليست هي المنطقة التي كانت عليها قبل يوم 7 أكتوبر.

وإذا كانت إسرائيل قد صفَّت الكثير من خصومها في هذه الحرب وفككت محور المقاومة وأثخنت الكثير من جبهاته وآخرها الجبهة السورية إلا أنها كشفت عن ضعفها في المواجهات المباغتة، وفضحت أسطورة أجهزتها الأمنية وقبتها الحديدية.

وفي مقابل ذلك فإن حركة حماس رغم ما تعرضت له من خسائر فادحة في رجالها وقياداتها الميدانية إلا أنها أثبتت في الوقت نفسه أنها منظمة بشكل دقيق ومعقد وأنها قادرة على الصمود وتجديد نفسها وتقديم قيادات جديدة.

والأمر نفسه مع حزب الله ومع إيران التي دفعتها هذه الحرب إلى دخول مواجهة مباشرة لأول مرة في تاريخها مع إسرائيل، ولا شك أن تلك المواجهات كشفت لإيران نفسها عن مواطن الضعف في منظوماتها كما كشف مواطن القوة.

ورغم أن بعض الخبراء يرون أن حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله يمكنهم تجديد قوتهم خلال المرحلة القادمة إلا أن الأمر يبدو مختلفا في سوريا التي يظهر أنها خرجت من المحور تماما سواء كان ذلك على المستوى الأيديولوجي أو حتى مستوى العمل الميداني واللوجستي.

وأمام هذا الأمر وتبعا لهذه التحولات ما ظهر منها وما بطن فإن الموازين في المنطقة تغيرت بالكامل، ولا يبدو أن ذلك ذاهب لصالح القضية الفلسطينية في بعدها التاريخي أو في جوهر ما تبحث عنه وهو دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المحتلة ولو على حدود 5 يونيو 1967.

لكن هذا لا يعني أن المقاومة ستنتهي أو تنتهي نصرة القضية الفلسطينية من الشعوب الحرة المؤمنة بالقضية، بل ستزهر في كل مكان في فلسطين أشكال جديدة من المقاومة والندوب الذي أحدثتها الحرب في أجساد الفلسطينيين وفي أرواحهم، ستبقى تغلي وستكون بذورا لمواجهات أخرى أكثر ضراوة وأكثر قوة وإصرارا على النصر.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء البريطاني يعلن إرسال منظومة دفاع جوي جديدة إلى أوكرانيا
  • رئيس وزراء بريطانيا يصل أوكرانيا للقاء زيلينسكي
  • رئيس الوزراء الأوكراني ووزير خارجية إستونيا يبحثان احتياجات أوكرانيا الدفاعية
  • أونمها: 41 قتيلاً مدنياً بالألغام الأرضية في الحديدة خلال 2024
  • ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
  • رئيس وزراء العراق: 63 مليار دولار إجمالي الاستثمارات العربية والأجنبية بالبلاد
  • رئيس وزراء أوكرانيا ورئيسة برلمان لاتفيا يناقشان استمرار تدريب الجيش الأوكراني
  • البيت الأبيض يرفض فرض شروط للمفاوضات على كييف لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • "كنتُ اليد الحازمة التي كان العالم بحاجة إليها".. بايدن يخرج من البيت الأبيض منتشيًا بـ"إنجازاته"
  • أوكرانيا الأكثر أهمية.. تفاصيل مناقشات قضايا الأمن الأوروبي