تعتبر قمة المناخ COP28 التي ستعقد في دبي في وقت لاحق من هذا الشهر هي الفرصة الأخيرة للعالم لتغيير مساره والبدء في خفض الانبعاثات هذا العقد.بعد أشهر من العثرات والعثرات، ربما بدأت الأمور تستقر في مكانها الصحيح حتى يتمكن الاجتماع من إحراز تقدم.

وبحسب تقرير نشر على «بلومبرج»، تعهدت الولايات المتحدة والصين، أكبر ملوثين في العالم، بتكثيف العمل المشترك لمعالجة تغير المناخ في إحياء التعاون الذي سيكون حاسما لنجاح مؤتمر الأطراف.

ويأتي الاتفاق الثنائي بين واشنطن وبكين بعد أن توصل المفاوضون إلى اتفاق إطاري لإنشاء صندوق لمساعدة الدول الضعيفة على التعامل مع الخسائر والأضرار الناجمة عن الطقس القاسي المتزايد - وهو الأمر الذي بدا قبل أسبوعين فقط وكأنه قد يقلب المحادثات رأساً على عقب.

وقال التقرير إن الاتفاق يضيف إلى الزخم لمؤتمر الأمم المتحدة في غضون أسبوعين، والذي سيركز على رسم مدى انحراف العالم عن المسار الصحيح لإبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري أقل من 1.5 درجة مئوية وما يجب القيام به لتصحيح ذلك، وتشمل المقاييس الرئيسية لتحقيق نتيجة جيدة التزامات واضحة بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، في حين توفر أيضا التمويل لتلك البلدان التي تتعامل مع التأثيرات الأشد خطورة لتغير المناخ.

وكان التعاون بين الولايات المتحدة والصين أساسيا في السنوات الأخيرة لإطلاق التقدم في مجال المناخ، مما مهد الطريق أمام اتفاقيات عالمية، وكانت هناك مخاوف من أن الصين قد تحاول عرقلة لغة أقوى لخفض الانبعاثات، وتم الإعلان عن شروط الصفقة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة البيئة والبيئة الصينية في بيانين متطابقين.

وسوف يدعم البلدان الجهود العالمية لزيادة قدرة الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، وتسريع البناء المحلي للطاقة الخضراء لتحل محل الفحم والنفط والغاز، وتعزيز التعاون للحد من انبعاثات أكسيد النيتروز والميثان، وهما غازان ضاران بشكل خاص من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ووافق الاتحاد الأوروبي أيضًا على الدفع باتجاه هدف مصادر الطاقة المتجددة واتخاذ إجراءات أقوى بشأن غاز الميثان في الأيام الأخيرة.

تعتبر الصفقة بمثابة بيان نوايا مهم، ولكن هناك أسباب للحذر، وفي حين قامت الصين بتركيب الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بوتيرة قياسية هذا العام، فإنها تواصل أيضا بناء محطات الطاقة التي تعمل بالفحم. وفي الولايات المتحدة، تأثرت الخطط الطموحة لتوليد طاقة الرياح البحرية بفشل العديد من المشاريع الكبيرة.

وبينما أدت مؤتمرات الأطراف السابقة إلى إبطاء معدل نمو الانبعاثات، فإن عملية التقييم في دبي هذا العام ستظهر أن العالم لا يزال بعيدًا جدًا عن الهدف الأضعف المتفق عليه في باريس عام 2015 المتمثل في إبقاء ارتفاع درجات الحرارة أقل بكثير من درجتين مئويتين.

من المرجح أن يظل دفع تكاليف التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه والخسائر والأضرار يمثل مشكلة رئيسية في مؤتمر الأطراف، ورغم أن المفاوضين توصلوا هذا الشهر إلى اتفاق يقضي بأن يستضيف البنك الدولي صندوقا لدفع تكاليف هذا الأخير على أساس مؤقت، إلا أنه يظل حسابا مصرفيا فارغا، وقد أشارت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى أنهما ستقدمان مساهمات، ولكن هناك شك حول ما إذا كان المبلغ سيكون كافياً.

وبعيداً عن الخسائر والأضرار الخارجية، فشلت الدول المتقدمة مراراً وتكراراً في الوفاء بوعدها بجمع 100 مليار دولار لتمويل المناخ سنوياً ــ وهو المبلغ الذي من المرجح أن يصل إلى التريليونات في السنوات المقبلة.

ومع ذلك، يعد التقدم بمثابة فوز لرئيس مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ سلطان الجابر، الذي تعرض لانتقادات بسبب دوره كرئيس لشركة بترول أبوظبي الوطنية، أحد أكبر منتجي النفط في العالم، فضلاً عن تركيزه على مبادرات جانبية منفصلة عن المبادرات الرئيسية لمحادثات المناخ، وقد وصف التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بأنه "أمر لا مفر منه".

اقرأ أيضاً«البيئة» تستعد لمؤتمر المناخ COP28 بابتكارات المجتمع المدني

لمدة أسبوعين.. جدول أعمال قمة المناخ COP28 بدبي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الوقود الأحفوري مؤتمر COP28 الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة: ملتزمون بالانتقال السياسي في سوريا

الولايات المتحدة: ملتزمون بالانتقال السياسي في سوريا

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة: ملتزمون بالانتقال السياسي في سوريا
  • محيي الدين : المنطقة العربية  تتأثر بشكل كبير بأزمة المناخ وتداعياتها
  • أقوى جوازات السفر في 2024.. الإمارات الأولى عالميا
  • عبدالله آل حامد: تصدر الإمارات مؤشر أقوى جوازات السفر إنجاز خلفه قيادة حكيمة
  • خلال أسبوعين.. فيلم «الحريفة 2» يحقق إيرادات قياسية بدور السينما
  • محلل سياسي: اليمين الشعبوي الألماني يحقق تقدمًا وقد يصبح الفصيل الأكبر
  • وزير الطاقة يفتتح الدورة الثانية عشرة لمؤتمر الشبكات الذكية تحت شعار “طاقة واستدامة”
  • بوتين: الولايات المتحدة والغرب يواصلان السعي نحو فرض هيمنتهما على العالم
  • المبعوث الأمريكي يكشف عن أهداف زيارته إلى جيبوتي.. السعي لصلاحيات أقوى لاعتراض شحنات الأسلحة المتجهة إلى الحوثيين
  • محافظ القاهرة يشارك فعاليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «التحول الطاقى والتنمية المستدامة.. تحديات وآمال»