عربي21:
2024-12-27@13:42:55 GMT

زلزال غزة مستمر: الدم سينتصر على السيف

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

لا زلنا نعيش في ظل تداعيات زلزال غزة بأبعاده الإنسانية والعسكرية والاجتماعية والسياسية والدبلوماسية والحضارية.

فمنذ معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وإلى اليوم وقطاع غزة يعيش في ظل زلزال كبير بوجهين: الأول وهو الوجه المقاوم والإنساني والمأساوي من جهة ما تقوم به قوى المقاومة والشعب الفلسطيني من صمود وتقديم للتضحيات الكبيرة، والثاني الوجه الإجرامي والعدواني الذي ينفذه العدو الصهيوني بدعم أمريكي والذي يعمل لقتل الأطفال والنساء، وتهديم المستشفيات والكنائس والمدارس والمساجد ومنع وصول الماء والأدوية وقطع الكهرباء وإزالة كل أسباب الحياة.

والهدف الأساسي لهذا العدو الإجرامي إنهاء كل مظاهر الحياة في القطاع تمهيدا لإنهاء قوى المقاومة وخصوصا حركة حماس، وإقامة نظام سياسي وأمني واجتماعي جديد في القطاع.

لكن كما تعلمنا من دروس التاريخ والثورات وتجارب الشعوب: أن الدم سينتصر على السيف، وأن هذه المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية لن تنتهي إلا لصالح قوى المقاومة، وهذا الشعب الرائع الذي يقدم لنا أعظم نماذج التضحية والبطولة والصمود والفداء.

نحن اليوم أمام زلزال كبير يجري في قطاع غزة، وهذا الزلزال ستكون له تداعيات كبيرة على الصعيد الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي، وهذه التداعيات لن تكون أبدا لصالح الكيان الصهيوني ومن يدعمه من قوى دولية وخصوصا أمريكا، بل ستكون لصالح الشعب الفلسطيني وأحرار العالم ولصالح المشروع العربي والإسلامي الوحدوي والمقاوم والرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

رغم حجم التضحيات وسقوط آلاف الشهداء وعشرات آلالف الجرحى والدمار الكبير، فإن الصمود لأبناء فلسطين والمقاومين قد ساهم حتى الآن برسم خريطة جديدة في الواقع الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي، فقد عادت القضية الفلسطينية لتكون القضية الأولى للشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، وتراجعت كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعاد العالم للحديث عن حلول عادلة للقضية الفلسطينية وفقد الكيان كل ما كان يدعيه من مظلومية وشرعية
فما أبرز ما تحقق إلى الآن؟ وما هي التحديات المستقبلية؟ وأي دور لنا في المرحلة المقبلة لمواكبة هذا الزلزال الكبير؟

بداية ما هي أبرز النتائج التي تحققت حتى الآن من جراء هذه المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة في فلسطين والمنطقة؟

رغم حجم التضحيات وسقوط آلاف الشهداء وعشرات آلالف الجرحى والدمار الكبير، فإن الصمود لأبناء فلسطين والمقاومين قد ساهم حتى الآن برسم خريطة جديدة في الواقع الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي، فقد عادت القضية الفلسطينية لتكون القضية الأولى للشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، وتراجعت كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعاد العالم للحديث عن حلول عادلة للقضية الفلسطينية وفقد الكيان كل ما كان يدعيه من مظلومية وشرعية، وعادت مناخات الوحدة الإسلامية للانتعاش بعد مرحلة صعبة من أجواء الفتنة المذهبية، وتأكدت قدرة الإنسان الفلسطيني على الإبداع وتحقيق النصر رغم كل الظروف الصعبة التي يعيشها المقاومون، وعادت الثقة مجددا بأبناء الحركة الإسلامية وقدرتهم على تقديم نموذج مهم من الوعي السياسي والقدرة على المقاومة والمواجهة لأخطر مشروع صهيوني- أمريكي في المنطقة والعالم كله.

نحن إذن مرحلة جديدة يصنعها زلزال غزة، وهي لا تزال تتبلور يوما بعد يوم بانتظار النصر النهائي مهما تعاظمت التضحيات ورغم كل الآلام والمآسي، والعدد الكبير من الشهداء والجرحى والدمار الكبير وصرخات وأنين الأطفال بين الدمار وفي أروقة المستشفيات المدمرة.

لكن ماذا عن التحديات التي تواجهنا اليوم في هذه المعركة؟ وأي دور لنا في المرحلة المقبلة؟

لا زلنا اليوم في قلب المعركة عسكريا وإعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا، ونتائج المعركة تتقرر أولا وأخيرا على أيدي المقاومين في قطاع غزة والضفة الغربية وعلى الجبهات المساندة في جنوب لبنان واليمن والعراق، وكلما حقق المقاومون المزيد من الضربات القاسية للكيان الصهيوني، كلما اضطر للتراجع ووقف الحرب.

لكن الجبهات الأخرى في المعركة مهمة أيضا وأهمها الحفاظ على أجواء الوحدة والتنسيق بين قوى المقاومة ومواكبة المعركة إعلاميا وشعبيا وسياسيا وتقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطيني، وفرض المزيد من الضغوط على الحكام العرب والمسلمين كي يوحدوا صفوفهم ويقفوا موقفا واحد في وجه الإدارة الأمريكية والإدارات الغربية الداعمة للكيان الصهيوني، وصولا لفرض وقف الحرب ودعم الشعب الفلسطيني.

نحن اليوم في معركة كبرى سيكون لها دورها الكبير في تغيير الأوضاع في فلسطين والعالم العربي والإسلامي وعلى الصعيد الدولي، وفي شوارع وحارات ومدن قطاع غزة، وعلى أيدي المقاومين ومن بين صرخات الأطفال والآلام النساء سيتحدد مصيرنا ومصير العالم كله
كما أن المعركة الدبلوماسية والإعلامية التي تخوضها قوى المقاومة لتحقيق إنجازات عملية مهمة جدا وتحتاج إلى مواكبة دائمة، ولا بد من متابعة ما يجري في العالم من تحركات شعبية ودبلوماسية وإعلامية وسياسية لأنها تصب لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وعن دورنا اليوم والمستقبل، وخصوصا القوى العربية والإسلامية التي تتبنى خيار المقاومة، فإنها أمام مرحلة جديدة تتطلب المزيد من التعاون والتنسيق في كافة المجالات وتعزيز كل أجواء الوحدة والابتعاد عن كل ما يثير الفتنة والشبهات، لأن أعداء المقاومة يسعون لإثارة الإشكالات تحت عناوين مختلفة وليس حبا بالشعب الفلسطيني أو قوى المقاومة، وخصوصا بشأن شعار وحدة الساحات أو محور المقاومة. نحن اليوم في معركة كبرى سيكون لها دورها الكبير في تغيير الأوضاع في فلسطين والعالم العربي والإسلامي وعلى الصعيد الدولي، وفي شوارع وحارات ومدن قطاع غزة، وعلى أيدي المقاومين ومن بين صرخات الأطفال والآلام النساء سيتحدد مصيرنا ومصير العالم كله.

والكلمات لا تكفي اليوم كي نفي حق المقاومين وأطفال وشباب ونساء ورجال فلسطين وقطاع غزة حقهم، وسنظل عاجزين عن مواكبة هذه التضحيات الكبيرة، لكننا على يقين أن الدم سينتصر على السيف وأن هذا الشعب المضحي سيحقق أهدافها، وكما تعلمنا في القرآن الكريم: "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما" (النساء: 104) صدق الله العظيم.

twitter.com/kassirkassem

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة غزة الاحتلال جرائم معاناة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی قوى المقاومة قطاع غزة الیوم فی

إقرأ أيضاً:

الأمة تحت الهيمنة (الصهيونية) فماذا بعد؟

 

 

يمكن القول إن الأمة العربية بكل قدراتها وإمكانياتها الوطنية والقومية أصبحت تحت الهيمنة الصهيونية -الأمريكية، وإن نظريتي (الفوضى الخلاقة) و(الصدمة والرعب) قد نجحتا في فرض قيمهما على الوطن العربي الأرض والإنسان، وعلى العالم الإسلامي أيضا، نظريتان ابتكرهما (البنتاجون الأمريكي) وعتاولة الصهاينة على إثر سقوط الاتحاد السوفييتي وتفكك دول المعسكر الاشتراكي وإعلان أمريكا على لسان رئيسها (بوش الأب) انتصار الليبرالية على الاشتراكية وأن أمريكا أصبحت عاصمة العالم الحر، من يومها انطلقت الأجهزة الاستخبارية الأمريكية _الصهيونية وبصور وطرق متعددة لتنهش في جسد الأمة باسم الحرية والديمقراطية، وباسم حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل وباسم الحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير، والشفافية، ومكافحة الفساد، والعدالة الانتقالية، والحكم الرشيد، والانفتاح الاقتصادي والثقافي، والعولمة، ثم تفجرت ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات، وكل هذه الأدوات تم استغلالها وتوظيفها لخدمة المخططات الصهيونية والاستعمارية برعاية أمريكية والتي عطلت كل مهام المنظمات الدولية والقانون الدولي وفرضت قانونها الخاص وحلت هي -أي أمريكا- محل المنظمات الدولية، وأصبحت هي الأمم المتحدة وهي مجلس الأمن الدولي، وهي المعنية بقيادة العالم والمتحكمة بالأنظمة والشعوب ومصيرهما..!
على مدى 34عاما استطاعت واشنطن والمنظمات الصهيونية أن تحكما سيطرتهما على العالم، كل العالم وعبر ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني ومسميات أخرى لا حصر لها، توصلت واشنطن إلى ضرب كل مقومات الوعي المجتمعي وتمزيق الأنسجة الاجتماعية للشعوب وتطويعها لخدمة الكيان الصهيوني والمنظمات الصهيونية التي تسيطر على مصير العالم برمته بما في ذلك مصير المجتمع الأمريكي _الغربي..!
ما حصل خلال العام الماضي وما يحصل حاليا على خارطة الأمة هو نتاج عمل استخباري صهيوني متواصل منذ أكثر من ثلاثة عقود، عمل ينجز أصحابه اليوم ما كان قد بدأ عام 2003م بسقوط النظام في العراق واحتلال العراق من قبل أمريكا والصهاينة ثم أنجز الشق الأكبر منه عام 2012م، وخلال العام الجاري تم الإجهاز على آخر أهداف المخطط وهو سوريا.
اليوم يمكن القول إن المخطط الصهيوني حقق أهدافه وانتصر الكيان وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها دون مكابرة إذا ما رغبت القوى الحية في الأمة أن تعيد ترتيب نفسها وتعيد حساباتها في كل إجراءاتها ومواقفها وطريقة تعاطيها في إدارة الصراع الوجودي مع أعدائها سواءً تعلق الأمر بالأمة على المستوى القومي أو تعلق بمواقفها القطرية أو بمواقف النخب والفعاليات المناهضة للعدو والتي عليها إعادة النظر في كل مواقفها من عدوها وطريقة التعاطي معه..
يجب أن نعترف أن الاختراق قد طال كل الفعاليات المناهضة للعدو وحلفائه أمريكا والقوى التابعة لها عربيا وإسلاميا..!
نعم يجب الإقرار والتسليم بأن محور المقاومة تعرض لأكبر عملية اختراق استخباري، اختراق طال الفعاليات والمجتمعات والأنظمة المناهضة للعدو..!
ومن المهم الاعتراف بهذه الحقيقة، لأن الاعتراف بداية طريق الإصلاح والتحصين وإعادة النظر بكل الوسائل والسبل والمواقف والسلوك..
دفع محور المقاومة الكثير من التضحيات وتعرض لعمليات اختراق قاسية ودامية، إذا ما استثنينا -صنعاء- من أعضاء المحور، فيما الاختراق الصهيوني طال بقية أعضاء المحور بدليل أن إسماعيل هنية اغتيل في غرفة نومه في طهران حيث كان يقيم وهذه كانت أولى مؤشرات الاختراق التي طالت لاحقا قيادة حزب الله وذهب ضحية هذا الاختراق أهم رمز من رموز المقاومة وهو السيد حسن نصر الله الذي لن يعوض فقدانه ولو بعد مائة عام، خسارة السيد حسن نصر الله تفقد أي انتصار بريقه مهما كان هذا الانتصار ومهما حاولنا الحديث عن انتصارات ميدانية أيا كانت فهي لا تعادل فقدان رجل وقائد بحجم ومكانة ودور السيد حسن نصر الله.. الأمر ذاته يتصل بحالة سوريا وسقوط نظامها القومي المقاوم مهما قالوا عنه غير أنه كان درعا للمقاومة وحصنا للأمة والسور الذي تتحطم عليه كل المؤامرات، سقوط سوريا وبالطريقة التي تمت فيه دليل على فداحة الاختراق وحقيقته..!
إن الصهاينة وأدواتهم يعملون بجد في كل أوساط الأمة واستطاعوا أن يزرعوا خلاياهم وعملاءهم في أوساط النخب والفعاليات والمجتمعات التي تم نخرها من الداخل كما ينخر السوس الخشب..!
إن من الأهمية إعادة غربلة المكونات الفاعلة وتنقيتها من الشوائب والأمر ذاته ينسحب على المجتمعات بكل مكوناتها الفاعلة وإعادة وضع استراتيجية مقاومة محصنة بالوعي والاقتناع، وليس بالولاء والخوف والتخويف، إن محور المقاومة لا يجب أن يكون محصورا في نطاق اجتماعي بذاته، بل يجب أن يتكون من كل عربي ومسلم مناهض للعدو الصهيوني والاستعمار، بغض النظر عن انتمائه الديني والمذهبي والفكري والسياسي..
إن مواجهة العدو وإعادة الاعتبار للأمة والذود عن حقوقها لا يجب أن يحصر في توجه بذاته أو في جماعة بذاتها، بل يجب أن يتجند الجميع لمواجهة العدو وحلفائه وفق رؤية وطنية وقومية واضحة ووفق منطلقات وقناعات فكرية وسياسية أكثر وضوحا.. وقبل هذا يجب أن يطلق حوار مفتوح مع كل النخب والفعاليات الفكرية والثقافية والسياسية والدينية في الوسط الاجتماعي العربي قطريا وقوميا للوصول إلى رؤية نضالية وجهادية موحدة عصيّة على الاختراق حتى تتطهر الأوطان والأمة من رجس الخلايا الصهيونية الاستعمارية.. مؤسف أن نجد اليوم أنظمة تدار من قبل المخابرات الأمريكية بزعم أنها أنظمة معتدلة أو مطبعة أو مسالمة، نموذج مصر والخليج والأردن والمغرب وبقية الدول والمكونات باستثناء دول محور المقاومة التي تتعرض للاختراقات الاستخبارية ويتم تجنيد أدوات الاختراق من داخل المحور وخارجه..!

مقالات مشابهة

  • لجان المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • حركات المقاومة الاسلامية تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • «السياحة»: «التليجراف البريطانية» تختار المتحف الكبير ضمن الأفضل خلال 2024
  • روى النضال الفلسطيني في أزواد.. أحمد أبو سليم: أدب المقاومة إنساني والنظام السياسي يتطور بالثقافة
  • الأقصر والمتحف الكبير من أفضل 50 واجهة للسياحة الثقافية عام 2025
  • المقاومة مستمرّة: “إسرائيل” تحت مجهر القانون
  • المقاومة مستمرّة: الكيان الصهيوني تحت مجهر القانون
  • مجلس النواب يناشد البرلمانات العربية والإسلامية سرعة التحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني من آلة القتل والإجرام الصهيوني
  • الأمة تحت الهيمنة (الصهيونية) فماذا بعد؟