محلل عسكري إسرائيلي: صعوبات كبيرة تعرقل السيطرة الكاملة على غزة
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
قال المحلل العسكري الإسرائيلي، عاموس هرئيل، إن جيش الاحتلال لا يزال يواجه صعوبات في السيطرة على مدينة غزة، وإن القادة يشعرون بالقلق إزاء مجموعة تهديدات محتملة، على رأسها الصواريخ المضادة للدبابات والمنازل المفخخة.
وقال هارئيل في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، الأربعاء، إنه "ربما تكون حماس فقدت السيطرة على مدينة غزة، لكن الجيش الإسرائيلي ما زال لا يتولى السيطرة".
وأشار إلى عدد من الصعوبات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي فوق الأرض، منها "العاصفة الشتوية التي وصلت إلى المنطقة وأثارت أفكارا حزينة إلى حد ما"، موضحا أنه "إذا كان هناك أي شيء أكثر إحباطا من الحرب، فهي حرب الشتاء".
وقال إن المخاطر التي يواجهها الجنود الإسرائيليون العاملون في غزة "لا تقتصر على الطقس"، مضيفا أنه "بعد حوالي أسبوعين ونصف على الأرض، هناك خطر من أن تصبح القوات جامدة للغاية - وبالتالي ضعيفة للغاية. كما يؤدي التواجد الموسع في بعض الأحيان إلى الإضرار بالقواعد العملياتية، ما يعرض القوات للأذى".
ويواصل جيش الاحتلال نشر صور وفيديوهات لانتشار دباباته وآلياته العسكرية بين المباني التي دمرها القصف الجوي غير المسبوق خلال الأيام الـ40 الماضية.
كما ينشر أيضا بيانات عن قتلى وجرحى في صفوفه خلال المعارك البرية الشديدة التي تدور شمالي قطاع غزة.
وقال هارئيل إن "القادة يشعرون بالقلق إزاء مجموعة كاملة من التهديدات المحتملة، وفي المقام الأول الصواريخ المضادة للدبابات والمنازل المفخخة".
وأشار المحلل العسكري الإسرائيلي إلى أنه "داخل وسط المدينة المكتظ بالسكان، هناك أيضا حاجة للحماية من نيران الأسلحة من المباني متعددة الطوابق".
وأوضح أن الكثير من المباني "تضررت بسبب القصف الجوي، لكنها لا تزال قائمة، وهناك مخاوف من إقامة حماس مواقع جديدة للقناصين ومضادات الدبابات فيها".
ولفت إلى أنه "من الناحية العملياتية، لم ينفذ الجيش أي عمليات في الأحياء الواقعة شرق ووسط مدينة غزة. كما أنه يركز جهوده على الأنفاق، في محاولة للتوصل إلى حل فعال لتدميرها بشكل أسرع".
وقال إن "وزير الحرب يوآف غالانت أعرب في الأيام الأخيرة عن تفاؤله فيما يتعلق بأمرين: القدرة على تسريع تدمير الأنفاق والوتيرة التي تفقد بها حماس السيطرة في شمال غزة".
وبتقديره المستند إلى معطيات الجيش الإسرائيلي، أشار هارئيل إلى أنه "فيما يتعلق بقدرات حماس العسكرية، فمن الواضح أن اللواءين اللذين تنشرهما حماس شمال القطاع ومدينة غزة قد تعرضا لأضرار جسيمة، وأن تسلسل قيادتيهما يعمل بشكل جزئي فقط". وفق قوله.
وأضاف: "أما الألوية الثلاثة الأخرى في مخيمات اللاجئين وسط القطاع، وفي خان يونس ورفح (جنوب)، فقد تعرضت لأضرار طفيفة وما زالت تحتفظ بتسلسل القيادة والسيطرة".
ونقل هارئيل عن ضابط كبير بجيش الاحتلال شمالي قطاع غزة، قوله إن "المسلحين (التابعين لحماس) يعملون الآن بشكل عام في مجموعات صغيرة نسبيا تصل إلى 10 أشخاص".
وأضاف: "إنهم يحدون من قتالهم في الليل. وفي الصباح الباكر، بعد التجمع للصلاة، يطلقون طائرة من دون طيار في الهواء للتحقق مما تغير في انتشارنا في محيطهم ولمحاولة تنظيم هجوم محلي".
وقال المحلل الإسرائيلي إن "زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار، ما زال يتولى القرار حتى بما يتعلق بتبادل الأسرى".
وأضاف: "تصف مصادر إسرائيلية زعيم حماس في القطاع يحيى السنوار، بأنه الرجل الوحيد في الجانب الفلسطيني الذي سيقرر ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق أم لا"، في إشارة إلى اتفاق تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل.
من جهة ثانية، أشار هارئيل إلى أنه "بجانب أمل التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، فمن الواضح أن صبر الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ ينفد تدريجيا في مواجهة الضرر الذي تسببت فيه العمليات الإسرائيلية في غزة، على الرغم من أنه يتعاطف معها تماما على أنها مبررة".
وقال هارئيل: "وعلى المدى الطويل، ربط بايدن إزالة حكومة حماس من غزة باستئناف الجهود للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا يؤمن بهذه الخطوة فقط، بل يشعر بالقلق من أن الجناح اليميني المتطرف في حكومته قد يفكك ائتلافه من الداخل إذا وافق على وقف سريع لإطلاق النار واستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية".
وكشف النقاب عن تقييم أدلى به وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين، بأن "نافذة الفرصة الدبلوماسية لإسرائيل تقلصت إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع"، موضحا أن هذا هو "التقييم الذي يتم التعبير عنه بشكل أكثر هدوءا من قبل المؤسسة الأمنية".
وقال: "يريد وزير الحرب يوآف غالانت وقتا أطول من ذلك بكثير، ويؤيد توسيع العملية وتعميقها. وإذا لم يتم تنفيذ نواياه، فسيتعين على إسرائيل أن تفكر في تغيير خطة عملها العسكرية".
وأضاف: "في الماضي، أوصت الإدارة الأمريكية بسحب القوات ثم التحول إلى عمليات أكثر تركيزًا، مثل الغارات محدودة المدة على أهداف تابعة لحماس".
لكن هارئيل أوضح أن "هذه الخطوة ستتطلب إطلاق سراح المزيد من جنود الاحتياط. وهذا من شأنه أن يكون مفيداً للاقتصاد، ولكنه ينطوي أيضاً على مخاطر" دون ذكر ماهيتها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صعوبات غزة الجيش العملياتية غزة الجيش صعوبات العمليات دولة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى اتفاق إلى أنه
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يسوي رفح بالأرض
القاهرة - رويترز
قال سكان إن الجيش الإسرائيلي يسوي بالأرض ما تبقى من أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة فيما يخشون أن يكون جزءا من خطة لمحاصرة الفلسطينيين في معسكر ضخم على الأرض القاحلة.
ولم تدخل أي إمدادات غذائية أو طبية إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منذ ما يقرب من شهرين حين فرضت إسرائيل ما أصبح منذ ذلك الحين أطول حصار شامل لها على الإطلاق على القطاع، في أعقاب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع.
واستأنفت إسرائيل حملتها العسكرية في منتصف مارس آذار، واستولت منذ ذلك الحين على مساحات واسعة من الأراضي وأمرت السكان بإخلاء ما تطلق عليها "مناطق عازلة" حول أطراف غزة، بما في ذلك مدينة رفح بأكملها والتي تشكل نحو 20 بالمئة من مساحة القطاع.
وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان) يوم السبت أن الجيش بصدد إنشاء "منطقة إنسانية" جديدة في رفح حيث سيتم نقل المدنيين بعد إجراء تفتيش أمني لمنع مقاتلي حماس من دخولها. وستتولى شركات خاصة توزيع المساعدات.
لم يعلق الجيش الإسرائيلي على التقرير بعد، ولم يستجب حتى الآن لطلب رويترز للتعقيب.
وقال سكان إن دوي انفجارات هائلة يُسمع الآن بلا انقطاع من المنطقة المدمرة التي كان يقطنها سابقا 300 ألف نسمة.
وقال تامر، وهو من سكان مدينة غزة نزح إلى دير البلح شمالا لرويترز عبر رسالة نصية "الانفجارات ما بتتوقفش لا نهار ولا ليل، كل ما الأرض تهز بتعرف أنهم بينسفوا بيوتا في رفح، رفح انمسحت".
وأضاف أنه يتلقى مكالمات هاتفية من أصدقاء في مصر على الحدود مع قطاع غزة، حيث لم يتمكن أطفالهم من النوم بسبب الانفجارات.
وقال أبو محمد، وهو نازح آخر في غزة، لرويترز عبر رسالة نصية "إحنا الخوف عنا إنه يجبرونا ننزح هناك ويسكروا علينا زي القفص أو معسكر نزوح كبير معزولين عن العالم".
وتقول إسرائيل، التي تفرض حصارا مطبقا على غزة منذ الثاني من مارس آذار، إن إمدادات كافية وصلت إلى القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت ستة أسابيع، ومن ثم فإنها لا تعتقد أن السكان في خطر. وتؤكد أنها لا يمكنها السماح بدخول الغذاء أو الدواء خشية أن يستغلها مقاتلو حماس.
وتقول وكالات الأمم المتحدة إن سكان غزة على شفا تفش واسع للمجاعة والمرض، وأن الظروف الآن في أسوأ حالاتها منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما هاجم مقاتلو حماس تجمعات سكنية إسرائيلية.
وأعلن مسؤولو الصحة في غزة اليوم الاثنين مقتل 23 شخصا على الأقل في أحدث الضربات الإسرائيلية على القطاع.
وقُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص بينهم أطفال في غارة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا شمال القطاع، إلى جانب ستة آخرين في غارة جوية على مقهى بجنوب القطاع. وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بعض الضحايا مصابين بجروح خطيرة حول طاولة بالمقهى.
* يأكلون العشب والسلاحف
لم تفلح المحادثات التي توسطت فيها قطر ومصر حتى الآن في تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أطلقت حماس خلاله سراح 38 رهينة فيما أفرجت إسرائيل عن مئات المعتقلين.
ولا يزال 59 رهينة إسرائيليا محتجزين في غزة ويُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة. وتقول حماس إنها لن تفرج عنهم إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب بينما تقول إسرائيل إنها لن توافق إلا على هدن مؤقتة ما لم يتم نزع سلاح حماس بالكامل، وهو ما يرفضه مقاتلو الحركة.
وفي الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري أمس السبت إن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة أحرزت بعض التقدم.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة نفاد مخزوناته الغذائية في غزة بعد أطول حصار يفرض على القطاع على الإطلاق.
وجاب بعض السكان الشوارع بحثا عن الأعشاب التي تنمو طبيعيا على الأرض، بينما جمع آخرون أوراق الأشجار اليابسة. وفي ظل اليأس، لجأ صيادون إلى صيد السلاحف وسلخها وبيع لحومها.
وقالت امرأة من مدينة غزة لرويترز طالبة عدم نشر اسمها خشية الانتقام "المرة الماضية رحت على الدكتور قال لي عندك حصاوي في الكلى ولازم عملية جراحية بتكلف حوالي 300 دولار، أنا أحسن لي آخد مسكنات وأخلي المصاري لأولادي أطعميهم فيهم".
وأضافت "باختصار الوضع في غزة لا أكل ولا غاز للطبخ ولا طحين ولا حياة".
واندلعت حرب غزة بعد هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل، والذي أسفر حسبما تشير الإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ ذلك الحين أدت إلى مقتل أكثر من 51400 فلسطيني.