الصين تسابق أميركا في جلب عينات من المريخ
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
في إطار التنافس الفضائي مع الويلاات المتحدة، تخطط الصين لتحقيق سابقة جديدة بأن تكون أول دولة في العالم تتمكن من إحضار عينات من تربة المريخ إلى الأرض، وذلك عبر مهمة تنطلق في عام 2028 وترجع للأرض في يوليو/تموز 2031.
وكانت وكالتا الفضاء الأميركية (ناسا) والأوروبية (إيسا) اقترحتا مهمة مشتركة لجلب عينة من المريخ، لكنها لن تعود إلى الأرض إلا في عام 2033.
وسميت المهمة الصينية الجديدة تيانوين3، وهي المرحلة الثالثة من ثلاث مهام:
الأولى: تيانوين 1، وهي أول مهمة صينية إلى المريخ، وتتكون من مركبة مدارية ومركبة جوالة، وقد نجحت المهمة بالفعل، وتعمل على اكتشاف جيوب الماء تحت سطح الكوكب.
الثانية: تيانوين 2، ومن المقرر أن تنطلق في مايو/أيار 2025، وهي شبيهة في وظيفتها بمهمة هايابوسا اليابانية وأوزيرس ريكس الأميركية، وتهدف لاستكشاف الكويكب المداري القريب من الأرض (469219 كامو أوليوا)، والمذنب "311بي/بانستارز"، وستلتقي المركبة الفضائية مع كامو أوليوا أولا، وستجري عمليات رصد لمدة من الزمن قبل الهبوط على الكويكب لجمع عينة مقدارها نحو 100 غرام. وبعد ذلك تعود المهمة للأرض، لكنها لن تهبط، بل سترسل العينات في كبسولة، ثم تسافر لدراسة بانستارز بالكيفية نفسها.
الثالثة: كما يتضح، فإن المهمتين تيانوين 1 و2 مقدمة للمهمة الثالثة التي ستجمع قدراتهما، حيث ستستخدم "تيانوين 3" مركبتين فضائيتين كل منهما تنطلق عبر صاروخ خاص إلى المريخ؛ واحدة للهبوط وتجميع عينات، وأخرى للدوران حول المريخ وجلب العينات إلى الأرض عندما تصل إليها.
التنافس على جلب عينات من تربة المريخ هو تمهيد لحلم قديم بأن يستعمر البشر الكوكب (شترستوك) تحديات جديدةوكانت المهمة تيانوين 1 قد واجهت مشكلة يحاول العلماء الصينيون الآن حلها، فقد دخلت مركبتها الجوالة في حالة سبات مخطط لها في مايو/أيار 2022 ولم تستيقظ في ديسمبر/كانون الأول 2022 كما كان مفترضا. ويشتبه الصينيون في أن المركبة تحتوي على الكثير من الغبار على ألواحها الشمسية المستخدمة لتوليد الطاقة.
ودفع ذلك العلماء من معهد فيزياء الغلاف الجوي التابع للأكاديمية الصينية للعلوم إلى تطوير نموذج عددي جديد لمحاكاة البيئة الجوية للمريخ.
وفي دراسة نشرت مؤخرا في دورية "تشينيز ساينس بوليتين"، نجح برنامج المحاكاة في إعادة إنتاج الخصائص الفريدة للضغط السطحي على المريخ كما سجلته مركبات فضائية صينية وأميركية.
وسيساعد هذا النموذج على تنبؤات الطقس المريخي، وبشكل خاص ظواهر مثل العواصف الترابية، والتي تمتلك تأثيرا كبيرا على مرحلة الدخول إلى الغلاف الجوي للكوكب والهبوط على سطحه والحركة وجمع العينات.
تيانوين 1 كانت أول مهمة صينية إلى المريخ وتتكون من مركبة مدارية ومركبة جوالة (شينخوا) سباق من نوع مختلفيأتي كل ما سبق في سياق التنافس بين الصين والولايات المتحدة الأميركية للسيطرة على الفضاء. وطوال عقود مضت منذ مشروع أبولو والهبوط على سطح القمر، كانت الولايات المتحدة صاحبة سيطرة شبه كاملة على هذا النطاق، فكانت دائما الأولى في كل أنواع المهام.
لكن الحال لم يعد كذلك الآن، فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال صاحبة المشروعات الفضائية الأكبر، فإن الصين تسرّع من خطواتها للحاق بالولايات المتحدة، وقد بدأت بالفعل في تحقيق بعض السبق. فمثلا تمتلك الصين الآن أكبر تلسكوب راديوي على الأرض وهو "فاست".
وإلى جانب ذلك، كانت الصين هي أولى دول العالم في الصعود على الجانب البعيد للقمر عبر مهمتها تشانغ إيه 4، وكذلك فإن محطة تيانغونغ الفضائية قد بدأت في العمل بالفعل، وتساوي المحطة خُمس حجم المحطة الفضائية الدولية وتستوعب 3 رواد فضاء.
وفي هذا السياق فإن المحطة الفضائية الدولية ستخرج من الخدمة في عام 2031، وسيترك ذلك الصين لتكون صاحبة أكبر وأهم محطة في الفضاء. ويعطي ذلك رسائل سياسية هامة إلى جانب الأهمية العلمية لتلك الإنجازات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
السجن 20 عاما وغرامات 100 مليون دولار عقوبة تنزيل ديب سيك داخل أميركا
قدم السيناتور جوش هولي وهو جمهوري من ولاية ميزوري مشروع قانون جديد يستهدف نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية وبالتحديد شركة "ديب سيك"، إذ يهدف المشروع إلى منع الأميركيين من تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي داخل جمهورية الصين الشعبية. ويقول المحللون إن الحكومة إذا وافقت على القانون المقترح فإنه قد يحظر فعليا استخدام "ديب سيك" داخل الولايات المتحدة، بحسب تقرير نشره موقع "إنترستنغ إنجنيرينغ".
البنود الرئيسية والعواقب لتنزيل "ديب سيك"بموجب القانون المقترح من قبل هولي، سيُحظر استيراد التقنيات أو الملكية الفكرية المطورة في الصين إلى الولايات المتحدة، وأي شخص يُخالف هذه القيود سيواجه عقوبة السجن 20 عاما، بالإضافة إلى عقوبات مالية كبيرة تصل إلى مليون دولار للأفراد و100 مليون دولار للشركات. وقد صرح بن بركس زميل أبحاث الذكاء الاصطناعي في جامعة هارفارد بأن هذه الإجراءات تُعد بلا شك أكثر الإجراءات التشريعية عدوانية بشأن الذكاء الاصطناعي حتى الآن.
ورغم ن أن مشروع القانون تأجل بعد فترة قصيرة من طرحه وهو ما يعد عادةً إشارة على أن الاقتراح يفقد زخمه، فإن الحقيقة تشير إلى وجود ضغط متزايد داخل الكونغرس للتعامل مع هذا الموضوع بشكل عاجل.
ومن المثير للاهتمام أن المشرعين ما زالوا قلقين بشأن التقدم الكبير الذي حققه نموذج "ديب سيك" والذي كان له دور كبير في بيع أسهم بقيمة تريليون دولار الأسبوع الماضي. وقد جذبت "ديب سيك" الانتباه الدولي في وقت سابق من هذا الشهر من خلال منافسة أفضل روبوتات الدردشة في الولايات المتحدة.
إعلانولأن روبوت الدردشة الصيني يستخدم موارد أقل بكثير، فقد أثار ذلك مخاوف واشنطن من أن شركات التكنولوجيا الأميركية قد تكون تضيع مليارات الدولارات، خاصة إذا أثبتت البدائل الأصغر فعالية النماذج الضخمة ذاتها. ومن جهة أخرى، يشعر المشرعون بالقلق من أن الاختراقات في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين قد تسرّع من تطوير التقنيات العسكرية أو تقنيات المراقبة.
وقال هولي "إن حظر واردات الذكاء الاصطناعي المرتبطة بالصين سيحمي الأمن القومي بالإضافة إلى المصالح الاقتصادية الأميركية".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن كلا من هولي والسيناتور إليزابيث وارن انتقدا وتيرة العمل البطيء من قبل إدارة بايدن قبل فرض قيود جديدة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي العالية الأداء إلى الصين في عام 2022، وكتب هاولي ووارن في نداء إلى الكونغرس "لقد فشلت العديد من الإدارات في تحديث وتنفيذ ضوابط تصديرنا في الوقت المناسب، ولا يمكننا السماح بالاستمرار بذلك".
التأثير على التكنولوجيا الأميركيةأدى ظهور "ديب سيك" المفاجئ وقدرات الذكاء الاصطناعي الأوسع في الصين إلى ظهور مخاوف بشأن الأمن القومي والتحكم في تقنيات الذكاء الاصطناعي والتي أصبحت أساسية على مر السنين، ويقول المشرعون إن السماح لأداة ذكاء اصطناعي صينية بالتغلغل داخل الولايات المتحدة يمكن أن يطرح قضايا الخصوصية والأمن ذاتها التي حدثت مع تطبيق "تيك توك"، ورغم أن الكونغرس وافق على حظر "تيك توك" العام الماضي فإن هذا التقييد لا يزال عالقا بشكل جزئي بسبب تدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أجل قرار الحظر.
ومع ظهور مشاريع قوانين جديدة مثل تلك المقدمة من هولي والتي تهدف لتقييد أو حتى تجريم استيراد واستخدام الذكاء الاصطناعي الصيني، يظل السؤال المفتوح حول إمكانية التجاوز التشريعي، إذ يزعم المنتقدون أن المشرعين مدفوعون جزئيا لحماية الأسواق الأميركية من التهديدات التنافسية بدلا من معالجة مخاوف الأمن القومي.
إعلانومع ذلك، من المرجح أن يستمر الضغط نظرا لحجم الاضطراب الذي أحدثته شركة "ديب سيك" والحالة الهشة للأسواق المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وسواء تحقق الحظر الرسمي على "ديب سيك" أم لا، فإن تقديم مشروع القانون يسلط الضوء على التدقيق المكثف على الذكاء الاصطناعي الصيني والذي يمكن أن يشكل سياسات التكنولوجيا المستقبلية داخل الولايات المتحدة.