الجزيرة:
2025-03-10@13:59:58 GMT

الصين تسابق أميركا في جلب عينات من المريخ

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

الصين تسابق أميركا في جلب عينات من المريخ

في إطار التنافس الفضائي مع الويلاات المتحدة، تخطط الصين لتحقيق سابقة جديدة بأن تكون أول دولة في العالم تتمكن من إحضار عينات من تربة المريخ إلى الأرض، وذلك عبر مهمة تنطلق في عام 2028 وترجع للأرض في يوليو/تموز 2031.

وكانت وكالتا الفضاء الأميركية (ناسا) والأوروبية (إيسا) اقترحتا مهمة مشتركة لجلب عينة من المريخ، لكنها لن تعود إلى الأرض إلا في عام 2033.

وسميت المهمة الصينية الجديدة تيانوين3، وهي المرحلة الثالثة من ثلاث مهام:

الأولى: تيانوين 1، وهي أول مهمة صينية إلى المريخ، وتتكون من مركبة مدارية ومركبة جوالة، وقد نجحت المهمة بالفعل، وتعمل على اكتشاف جيوب الماء تحت سطح الكوكب.

الثانية: تيانوين 2، ومن المقرر أن تنطلق في مايو/أيار 2025، وهي شبيهة في وظيفتها بمهمة هايابوسا اليابانية وأوزيرس ريكس الأميركية، وتهدف لاستكشاف الكويكب المداري القريب من الأرض (469219 كامو أوليوا)، والمذنب "311بي/بانستارز"، وستلتقي المركبة الفضائية مع كامو أوليوا أولا، وستجري عمليات رصد لمدة من الزمن قبل الهبوط على الكويكب لجمع عينة مقدارها نحو 100 غرام. وبعد ذلك تعود المهمة للأرض، لكنها لن تهبط، بل سترسل العينات في كبسولة، ثم تسافر لدراسة بانستارز بالكيفية نفسها.

الثالثة: كما يتضح، فإن المهمتين تيانوين 1 و2 مقدمة للمهمة الثالثة التي ستجمع قدراتهما، حيث ستستخدم "تيانوين 3" مركبتين فضائيتين كل منهما تنطلق عبر صاروخ خاص إلى المريخ؛ واحدة للهبوط وتجميع عينات، وأخرى للدوران حول المريخ وجلب العينات إلى الأرض عندما تصل إليها.

التنافس على جلب عينات من تربة المريخ هو تمهيد لحلم قديم بأن يستعمر البشر الكوكب (شترستوك) تحديات جديدة

وكانت المهمة تيانوين 1 قد واجهت مشكلة يحاول العلماء الصينيون الآن حلها، فقد دخلت مركبتها الجوالة في حالة سبات مخطط لها في مايو/أيار 2022 ولم تستيقظ في ديسمبر/كانون الأول 2022 كما كان مفترضا. ويشتبه الصينيون في أن المركبة تحتوي على الكثير من الغبار على ألواحها الشمسية المستخدمة لتوليد الطاقة.

ودفع ذلك العلماء من معهد فيزياء الغلاف الجوي التابع للأكاديمية الصينية للعلوم إلى تطوير نموذج عددي جديد لمحاكاة البيئة الجوية للمريخ.

وفي دراسة نشرت مؤخرا في دورية "تشينيز ساينس بوليتين"، نجح برنامج المحاكاة في إعادة إنتاج الخصائص الفريدة للضغط السطحي على المريخ كما سجلته مركبات فضائية صينية وأميركية.

وسيساعد هذا النموذج على تنبؤات الطقس المريخي، وبشكل خاص ظواهر مثل العواصف الترابية، والتي تمتلك تأثيرا كبيرا على مرحلة الدخول إلى الغلاف الجوي للكوكب والهبوط على سطحه والحركة وجمع العينات.

تيانوين 1 كانت أول مهمة صينية إلى المريخ وتتكون من مركبة مدارية ومركبة جوالة (شينخوا) سباق من نوع مختلف

يأتي كل ما سبق في سياق التنافس بين الصين والولايات المتحدة الأميركية للسيطرة على الفضاء. وطوال عقود مضت منذ مشروع أبولو والهبوط على سطح القمر، كانت الولايات المتحدة صاحبة سيطرة شبه كاملة على هذا النطاق، فكانت دائما الأولى في كل أنواع المهام.

لكن الحال لم يعد كذلك الآن، فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال صاحبة المشروعات الفضائية الأكبر، فإن الصين تسرّع من خطواتها للحاق بالولايات المتحدة، وقد بدأت بالفعل في تحقيق بعض السبق. فمثلا تمتلك الصين الآن أكبر تلسكوب راديوي على الأرض وهو "فاست".

وإلى جانب ذلك، كانت الصين هي أولى دول العالم في الصعود على الجانب البعيد للقمر عبر مهمتها تشانغ إيه 4، وكذلك فإن محطة تيانغونغ الفضائية قد بدأت في العمل بالفعل، وتساوي المحطة خُمس حجم المحطة الفضائية الدولية وتستوعب 3 رواد فضاء.

وفي هذا السياق فإن المحطة الفضائية الدولية ستخرج من الخدمة في عام 2031، وسيترك ذلك الصين لتكون صاحبة أكبر وأهم محطة في الفضاء. ويعطي ذلك رسائل سياسية هامة إلى جانب الأهمية العلمية لتلك الإنجازات.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن احتضان الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعل الحلفاء القدامى للولايات المتحدة ينظرون إليها، لا باعتبارها حليفا غير موثوق به فقط، بل باعتبارها تهديدا محتملا لأمنهم.

وذكرت الصحيفة -في تقرير بقلم ياروسلاف تروفيموف- أن بقاء أميركا لمدة 80 عاما كقوة خيرية نسبيا مهيمنة في العالم، جذب لها شركاء وحلفاء راغبين في التعاون، وذلك يعود إلى مبادرتين رئيسيتين أطلقتهما استجابة للاضطرابات التي أحدثتها الحرب العالمية الثانية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جيروزاليم بوست: هل معاهدة كامب ديفيد للسلام في خطر؟list 2 of 2صحف عالمية: ترامب يرضي اليمين الإسرائيلي وحكم غزة صعب دون رضا حماسend of list

كانت الأولى عقد مؤتمر بريتون وودز عام 1944، الذي كرس فكرة التجارة الحرة والتعريفات الجمركية المنخفضة، وأدى إلى ازدهار غير مسبوق بالنسبة للغرب، وكانت الثانية قيادة إنشاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو التحالف الذي انتصر في الحرب الباردة وضمن السلام في أوروبا.

ولتشكيل هذا النظام من الفوضى، وعلى أنقاض الحرب العالمية الثانية، كما كتب دين أتشيسون، المستشار الرئيسي للرئيسين فرانكلين روزفلت وهاري ترومان المعادي للانعزاليين الذين ينادون بشعار "أميركا أولا"، يجب أميركا أن "تبذل جهدا خياليا فريدا من نوعه أكثر حتى من ذلك الذي بُذِل في فترة الحرب السابقة".

إعلان

البحث عن رد

ورأت الصحيفة أن إرث هاتين المبادرتين بدأ يتراجع بسرعة مذهلة بسبب مساعي ترامب الذي استهدفت إدارته الثانية أقرب حلفاء أميركا برسوم جمركية عقابية، وأمرت بوقف مفاجئ للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، وجمدت المساعدات الخارجية، وتميل إلى إعادة تنظيم جيوسياسي جانح لروسيا الاستبدادية، على حد تعبير الصحيفة.

وقد دفعت تحركات ترامب هذه بقية العالم -حسب الصحيفة- إلى البحث عن رد، وقال النائب الكندي إيفان بيكر، مرددا وجهة نظر أصبح عليها إجماع أوروبا "لقد غيرت الولايات المتحدة من وقوفها مع الديمقراطيات مثل كندا وفرنسا واليابان، وهي تقف الآن مع الدكتاتوريين مثل بوتين، ويجب أن يشعر الناس في البلدان الحرة في جميع أنحاء العالم بالقلق الشديد".

وفي خطاب دراماتيكي، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحملة إعادة تسليح كبرى، وقال إن أوروبا لا يمكنها السماح لواشنطن وموسكو بتحديد مستقبلها، وبالتالي يجب عليها الآن الاستعداد لأميركا التي لم تعد إلى جانبها.

وإذا كان ترامب -كما ترى الصحيفة- شكك أثناء رئاسته الأولى، علنا في قيمة التحالفات والتجارة الحرة، وأعرب عن إعجابه بالزعماء الاستبداديين واحتقاره للديمقراطيات الأخرى، لا سيما في أوروبا، فإنه اليوم يعود بلا معارضة تقريبا لمتابعة هذه الدوافع بقوة غير مقيدة وبلا مثيل، مضيفا إليها المطالبات المفترسة بأراضي الغير، مثل كندا وغرينلاند وقناة بنما وحتى قطاع غزة.

وقال مايكل فوليلوف، المدير التنفيذي لمؤسسة لوي للأبحاث في أستراليا، إن "ترامب في ولايته الأولى، اعتقد أن أميركا كانت ضحية للخداع، وكان رد فعله هو التقشف، أما في ولايته الثانية، فيدفعه الاعتقاد نفسه لطلب المزيد من أموال الحماية والمزيد من الأراضي، وهو مستعد لاستخدام الإكراه للحصول على هذه الأشياء".

إعلان

وحذرت إيفلين فاركاس، المديرة التنفيذية لمعهد ماكين، من أن المزيج المتفجر من مذهب ترامب التجاري الجديد واحتضانه التفكير الإمبراطوري الذي يشبه القرن التاسع عشر قد يدفع العالم نحو حريق جديد، لأن "كلا من جانبي سياسته الخارجية، المكون الأمني ​​وكذلك المكون التجاري والاقتصادي، يحملان الكثير من الخطر، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل والعالم".

وذكرت وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة، التي لم تكن دائما قوة عالمية حميدة، لم تحاول طوال قرن من الزمان الاستيلاء بشكل دائم على أراضي دول أخرى، رغم أنها دعمت الانقلابات والدكتاتوريات القمعية في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، وغزت واحتلت العراق عام 2003.

غير أن حروب ترامب التجارية -كما تقول الصحية- وإذلاله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتهديداته لكندا وبنما والدانمارك، وتهميشه الحلفاء الأوروبيين أدت إلى تآكل هذا الإرث في جميع أنحاء العالم، وغيّرت صورة أميركا في آسيا "من دولة محررة إلى دولة هدامة"، كما قال وزير الدفاع السنغافوري نغ إنغ هين، أحد أقرب شركاء واشنطن الآسيويين.

والسؤال الحاسم الذي يطرحه الحلفاء الآسيويون على أنفسهم هو الآن: هل إدارة ترامب، بعد أن بدت وكأنها تقبل حق روسيا في منطقة نفوذ بأوروبا، ستسعى أيضا إلى إيجاد تسوية مماثلة فوق رؤوسهم لتقاسم العالم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، خاصة بعد أن قال وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية إلبريدج كولبي إن تايوان، رغم أهميتها الكبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، ليست "مصلحة وجودية؟".

الصين أم أوروبا؟

وفي هذا السياق، قدمت الصين نفسها للأوروبيين على أن نهجها الدبلوماسي يؤكد على السلام والصداقة وحُسن النية والتعاون المربح للجانبين، معربة عن فظاعة تعامل ترامب معهم، واتفقت معهم على أن مستقبل أوكرانيا لا ينبغي أن تقرره واشنطن وموسكو وحدهما.

إعلان

ويأتي ذلك -حسب الصحيفة- في وقت أدركت فيه الحكومات الأوروبية أن الولايات المتحدة تتحول من حليف إستراتيجي إلى مفترس، مما يعني أن إعادة التوازن أمر لا مفر منه، وإن كانت لا تزال تتشبث بالأمل في أن الرابطة عبر الأطلسي التي استمرت 8 عقود من الزمان سوف تبقى بطريقة أو بأخرى.

وتساءلت ريم ممتاز، المحللة في مؤسسة كارنيغي بباريس، هل الأوروبيون قادرون على أن يصبحوا القطب الرابع، بحيث لا يتم استيعابهم في مجالات نفوذ روسيا ولا الولايات المتحدة ولا الصين، أم إنهم مقتنعون بأنهم لا يستطيعون ذلك، ومن ثم سيكون هناك تقسيم لأوروبا".

وقال المارشال الجوي المتقاعد إدوارد سترينغر، رئيس العمليات السابق في هيئة أركان الدفاع البريطانية، إن نوعا من "تحالف شرق الأطلسي"، ربما يشمل كندا، قد يحل محل الناتو في السنوات المقبلة، وأوضح "أن أوروبا لديها فرصة عابرة لمواجهة التحدي الذي يفرضه بوتين وترامب بشكل مباشر وغير مباشر".

وقال ثورستن بينر، مدير معهد السياسات العامة العالمية في برلين، متحدثا عن أوروبا "لقد اتبعنا دائما مبدأ الأمل في الأفضل، ولكننا الآن نستعد أخيرا للأسوأ، بأن تصبح الولايات المتحدة قوة معادية علنا متحالفة مع روسيا"، وتساءل: هل فات الأوان؟

في حين أن تآكل التحالفات بين الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى يصب في مصلحة الصين، فإن الفائز الأكبر في النهاية قد يكون أوروبا، كما يرى الأدميرال البحري الأميركي المتقاعد جيمس ستافريديس، الذي يقول "إن الأحداث التي تنسحب فيها الولايات المتحدة من الممكن أن تدفع أوروبا إلى التوحد والإرادة والوحدة، وتجعلها قوة أكثر أهمية في العلاقات الدولية".

مقالات مشابهة

  • اكتشاف معادن غير متوقعة على المريخ تشير إلى احتمال وجود حياة
  • هل سيتأثر مونديال 2026 بالتوترات بين أميركا وكندا والمكسيك؟
  • أميركا تأمر موظفيها غير الأساسيين بمغادرة جنوب السودان
  • أميركا تسحب موظفيها غير الأساسيين من جنوب السودان
  • الصين تحدد موعد تطبيق رسوم جمركية ردا على أميركا
  • كيف تناور إندونيسيا بين الصين وأميركا؟
  • أمير غالب.. أول يمني في تاريخ أميركا عينه ترامب سفيرا للولايات المتحدة لدى دولة الكويت
  • ماذا حدث لـمعجزة اليابان؟ وكيف أدخلتها أميركا إلى النفق المظلم؟
  • وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب
  • صحيفة بريطانية: أميركا تسعى لصفقة معادن مع الكونغو الديمقراطية