نظمت جمعية إسعاد لرعاية الأرامل والمطلقات رحلة العمرة، الثالثة عشر، لـ 35 مستفيدة من مستفيدات الجمعية لمدة أربع أيام، وذلك لأداء مناسك العمرة، وتحقيق شعور التقرب من الله، وزيارة المسجد الحرام. 

تم ترتيب الرحلة بخطوات مدروسة، والتي جاءت بالشراكة مع شركة "حج وعمرة" لتلبية جميع احتياجات المستفيدات، من حيث الإقامة والنقل والإرشاد لضمان راحتهن.

وعبرت المستفيدات عن الأثر الإيجابي على روحانيتهن وأعمالهن الدينية وسعادتهن الكبيرة وشكرهن للجمعية على هذا التنظيم الرائع للرحلة المباركة لإداء مناسك العمرة. 

وقالت إحداهن: «تمت بحمد الله عمرتنا وجزاء الله كل من قام وساهم في هذا العمل الخير، ويعطيه الله أجر عمرة كاملة».

فيما عبرت إحدى المستفيدات: «الله يكتب أجركم لم تقصروا والحمد لله تمت عمرتنا على خير والله يقبلها يا رب..  وما أقدر أوصف شعوري ما بين فرح وبكاء.. يا رب لك الحمد على تمام النعمة شكراً لكم من كل قلبي».

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الحج والعمرة جمعية إسعاد

إقرأ أيضاً:

في محراب القلوب.. رحلة الروح إلى بارئها

محمد حسين الواسطي **

في لحظات الصفاء حين تنجلي غشاوة المادة عن القلب، وتصفو المرآة من كدر الحياة اليومية، يجد المرء نفسه أمام حقيقة جوهرية: أن السعادة الحقيقية لا تكمن في تكديس المال، ولا في تحصيل المناصب، بل في ذلك الرباط الوثيق الذي يصل القلب بخالقه، والروح ببارئها.

إنها حالة من الأنس الإلهي، تتجلى في سلوك المؤمن وتعاملاته، فتراه يفيض رحمة على الخلق، ويشع نورًا في دروب الحياة. هذا السمو الروحاني يجعل القلب معلقًا بباريه، متجردًا من كل ما سواه، حتى يصير الحب الإلهي دينه وإيمانه.

وكما قال ابن الفارض (576 - 632هـ) في وصف العشق الإلهي الذي يسمو بالروح ويهذب القلب:

شَرِبْنا على ذِكْرِ الحَبيبِ مُدَامَةً

سَكِرْنا بِها مِنْ قَبْلِ أَنْ يُخْلَقَ الكَرْمُ

ونحن اليوم، في رحاب شعبان، وعلى أعتاب شهر رمضان المبارك، أحوج ما نكون إلى هذا النوع من التربية الروحية التي تنعكس على سلوكنا اليومي، فالعبادة ليست مجرد طقوس وحركات، إنما هي روح تسري في جسد الحياة كلها، تهذب الأخلاق، وترقق الطباع، وتجعل الإنسان أكثر رحمة وتعاطفًا مع من حوله.

والعجيب أن هذا الارتباط الروحي بالخالق يجعل صاحبه في حالة دائمة من السكينة والطمأنينة، فكأنه يشرب من رحيق المحبة الإلهية كأسًا تسكر القلب قبل أن تسكر العقل، وتملأ الروح نشوة قبل خلق الوجود. كما قال الله تعالى في وصف الاطمئنان بذكره: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد: 28).

إن هذا الحب المقدس، وهذا الارتباط الروحي، ليس ترفًا فكريًا أو حالة صوفية معزولة عن الواقع، بل هو منهج حياة متكامل. فمن صفا قلبه لله، صفت معاملاته مع خلق الله، ومن أحب الله حقًا، انعكس هذا الحب على تعامله مع أسرته ومجتمعه.

وفي زمن طغت فيه المادية، وكثرت فيه الضغوط النفسية، وتعقدت فيه العلاقات الاجتماعية، نحن بحاجة إلى العودة إلى هذا المنبع الصافي، منبع الحب الإلهي الذي يطهر النفوس من أدرانها، ويصقل الأرواح من صدئها، ويعيد للحياة بهجتها ومعناها، هو شراب روحاني طاهر يسكر القلوب بنشوة القرب الإلهي.

كما ورد في مناجاة الإمام علي -كرم الله وجهه- في شهر شعبان عن حب الله والخشوع له: "إلهي، هَبْ لي كمالَ الانقِطاعِ إلَيكَ، وأنِرْ أبصارَ قلوبِنا بضِياءِ نَظَرِها إلَيكَ، حتّى تَخرِقَ أبصارُ القُلوبِ حُجُبَ النّورِ، فتَصِلَ إلى مَعدِنِ العَظَمَةِ، وتَصيرَ أرواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدسِكَ".

فدعونا نجعل من هذه الأيام المباركة فرصة للعودة إلى الذات، وتجديد العهد مع الخالق، وترميم علاقتنا بمن حولنا، فالقلب حين يمتلئ بمحبة الله، لا يبقى فيه متسع للحقد أو الكراهية أو الأنانية، وحين تشرق شمس المعرفة الإلهية في القلب، تنجلي ظلمات النفس، وتتفتح براعم الرحمة والمحبة والإحسان.

** كاتب عراقي

مقالات مشابهة

  • أنها الرحلة الأعظم فى الوجود
  • جلسة ملتقى النص الثالثة: استنطاق للنقوش الصخرية وسياحة و”رحلة الأمل والألم”
  • هل يجوز عمل أكثر من عُمرة في اليوم الواحد؟.. دار الإفتاء تجيب
  • قصة قصيرة من وحي الحرب على غزة.. عمرة vip
  • قصة ظهور زوجة الشرع بشكل علني أثناء أداء مناسك العمرة
  • في محراب القلوب.. رحلة الروح إلى بارئها
  • حكم تكرار العمرة فى اليوم الواحد .. سبب اختلاف العلماء
  • أول ظهور للطيفة الدروبي زوجة أحمد الشرع خلال مناسك العمرة (شاهد)
  • يدخل الكعبة ويقبل الحجر الأسود.. صور جديدة للشرع يؤدي مناسك العمرة
  • أول ظهور للطيفة الدروبي زوجة احمد الشرع خلال مناسك العمرة (شاهد)