صورة لبشار الأسد وسط جنود سوريين (حلب، 21 ديسمبر 2017)

أكد مصدر قضائي فرنسي اليوم الأربعاء (15 نوفمبر/ تسرين الثاني 2023) إصدار أربع مذكرات توقيف بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في هجمات بغاز السارين استهدفت في 21 آب/أغسطس 2013 الغوطة الشرقية ومعضمية الشام قرب دمشق، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص، وفق ما أعلنت واشنطن ونشطاء.

وتستهدف مذكرات التوقيف الى جانبالرئيس الأسد، شقيقه ماهر القائد الفعلي للفرقة الرابعة في الجيش السوري وعميدين آخرين هما غسان عباس، مدير الفرع 450 من مركز الدراسات والبحوث العلمية السورية، وبسام الحسن، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية وضابط الاتصال بين القصر الرئاسي ومركز البحوث العلمية.

ويحقق قضاة تحقيق من وحدة الجرائم ضد الانسانية التابعة لمحكمة في باريس منذ نيسان/أبريل 2021 في الهجمات التي ارتكبت عام 2013 واتٌهم النظام السوري بالوقوف خلفها. وجاء الإجراء القضائي بناء على شكوى جنائية قدّمها المركز السوري للإعلام وحرية التعبير والأرشيف السوري ومبادرة عدالة المجتمع المفتوح ومنظمة المدافعين عن الحقوق المدنية.

وتتعلّق التحقيقات، التي أُجريت في إطار "الاختصاص العالمي" للقضاء الفرنسي، كذلك بهجوم وقع ليل 4- 5 آب/أغسطس في عدرا ودوما (450 مصاباً). وقال مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مازن درويش في بيان موقع من المنظمات المدعية إن متشكل "سابقة قضائية تاريخية ونصراً جديداً للضحايا وعائلاتهم وللناجين والناجيات، وخطوة جديدة على طريق العدالة والسلام المستدام في سوريا".

وذكّر بأن الشكوى استندت الى "شهادات مباشرة من العديد من الضحايا والناجين والناجيات" من الهجمات الكيميائية. واحتوت على "تحليل شامل لتسلسل القيادة العسكرية السورية وبرنامج الأسلحة الكيميائية" إضافة إلى "مئات الأدلة الموثقة بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو". وتستهدف دعاوى قضائية عدة أطلقت في أوروبا النظام السوري، خصوصا في ألمانيا.

وفي باريس، تُعقد بين 21 و24 أيار/ مايو المقبل أول جلسة محاكمة لثلاثة مسؤولين بارزين في النظام السوري، في مقتل سوريَّين يحملان الجنسية الفرنسية هما مازن دبّاغ وابنه باتريك اللذين اعتقلا عام 2013، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب.

وفي محاكمة أخرى، أصدر القضاء الفرنسي مذكرات توقيف دولية بحق أربعة مسؤولين كبار سابقين في الجيش السوري يشتبه بمسؤوليتهم في قصف على درعا عام 2017 وأدّى إلى مقتل مدني فرنسي-سوري. وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، ونزوح وتشريد أكثر من نصف عدد السكان.

ح.ز/ ا.ف (أ.ف.ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد القضاء الفرنسي جرائم ضد الانسانية دويتشه فيله رفعت الأسد سوريا بشار الأسد القضاء الفرنسي جرائم ضد الانسانية دويتشه فيله رفعت الأسد

إقرأ أيضاً:

بعد اعتقاله في اللاذقية .. من هو عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد؟

أعلن مدير مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية السورية، المقدم مصطفى كنيفاتي، الجمعة، اعتقال العميد عاطف نجيب، والذي شغل منصب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا السابق وشارك في قمع احتجاجات عام 2011 وابن خالة الرئيس السابق بشار الأسد بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية "سانا".

واعتُقل عاطف نجيب في منطقة اللاذقية، معقل عائلة الأسد حيث لجأ بعض الموالين للنظام السابق. وفر الأسد وعائلته إلى روسيا عندما اجتاحت الفصائل السورية المسلحة البلاد العام الماضي.

وقال كنيفاتي، إن "عاطف نجيب يعتبر من المتورطين بارتكاب جرائم بحق الشعب السوري، وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود السلطات لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات تجاه الشعب السوري وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة"، طبقا لوكالة "سانا".

وأوضح كنيفاتي أنه "تم تحويل المجرم عاطف نجيب للجهات المعنية لمحاكمته ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري".

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على عاطف نجيب لدوره في قمع الاحتجاجات بعنف في عام 2011.

من هو عاطف نجيب؟

عاطف نجيب، وهو ابن خالة الرئيس السابق بشار الأسد "والدته فاطمة مخلوف شقيقة أنيسة مخلوف، والدة بشار الأسد". وتطوّع في الكلية الحربية، وتخرّج برتبة ملازم، لكن قربه من عائلة الأسد الحاكمة، آنذاك، منحه ترفيعات عسكرية متسارعة، وتنقّل بين عدة أفرع أمنية في دمشق والساحل السوري بين اللاذقية وطرطوس، قبل أن ينتهي به المطاف رئيساً لفرع الأمن السياسي في درعا حتى عام 2011.

وعام 2011، قام أطفال من محافظة درعا بخطِّ كتاباتٍ على جدران مدرستهم "إجاك الدور يا دكتور"، في إشارة للمطالبة برحيل بشار الأسد الرئيس السوري، آنذاك، ولم يتخيلوا بأن هذه الكلمات ستكون فتيل الثورة السورية الذي اشتعل لاحقاً.

وحينها، اعتقلت القوات الأمنية الأطفال، بعد أن أعطى نجيب تعليماته بتعذيبهم واقتلاع أظافرهم وقتلهم، فضلاً عن تعرّض وجهاء المحافظة لإهانات إنسانية وتعدّياً أخلاقياً على كرامتهم ولفظياً بحق نسائهم.

رده الاستفزازي، أشعل فتيل الثورة السورية وانطلقت المظاهرات التي هتفت ضده وطالبت بإسقاطه، ليشكّل الأسد لجنة تحقيق دون محاسبة عاطف نجيب، بل اكتفى بنقله إلى فرع الأمن السياسي في إدلب، ومنعه من السفر خارج البلاد إلى جانب محافظ درعا آنذاك.

ولم يرد اسم عاطف نجيب في الأوساط المحلية والإعلامية منذ عام 2012، حين ورد اسمه ضمن قائمة عقوبات البيت الأبيض على نظام الأسد.

وعقب سقوط النظام السوري وفرار بشار الأسد، أعلنت إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، مساء الجمعة، إلقاء القبض على العميد عاطف نجيب بالتعاون مع القوى العسكرية في المحافظة، ليتم تحويله للجهات المعنية ليصار إلى محاكمته ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري.

مقالات مشابهة

  • قتيل من الأمن السوري باللاذقية.. والسلطات تعلق على مقتل عنصر من نظام الأسد بعد اعتقاله
  • مقتل عنصر من الأمن السوري في اللاذقية جراء كمين من فلول النظام
  • آخرهم عاطف نجيب.. الأمن السوري يواصل ملاحقة فلول نظام الأسد
  • انهيار النظام السوري: وثائق استخباراتية تكشف ضعف الجيش وتداعيات الهجوم المفاجئ
  • بعد اعتقاله في اللاذقية .. من هو عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد؟
  • وثائق استخباراتية تكشف اللحظات الأخيرة لانهيار نظام الهارب بشار
  • الطغاة لا ينتصرون : هل اقتربت محاكمة بشار الاسد ونظامه ؟
  • كم قتل الاحتلال الفرنسي من الشعب الكاميروني أثناء الاستقلال.. مؤرخون يجيبون؟
  • كلام عن مذكرة توقيف بحق علي حجازي.. ما القصة؟
  • بشار.. توقيف شخصين وحجز كمية معتبرة من المهلوسات