إدراج حصن جبرين والمؤرخ العُماني حميد بن رزيق على قائمة اليونسكو
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
مسقط ـ في إطار برنامج "يونسكو" للاحتفال بالذكرى الخمسينية، أو المئوية للأحداث التاريخية والشخصيات المؤثرة عالميا، أعلنت سلطنة عُمان إدراج اليونسكو لحصن جبرين، والمؤرخ الشاعر العُماني حميد بن محمد بن رزيق عنصرين ثقافيين جديدين في البرنامج الدولي.
جاء ذلك خلال مشاركة سلطنة عمان في اجتماعات لجنة الشؤون الإدارية والمالية المنبثقة من أعمال الدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، والمنعقدة حاليا في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، وتستمر حتى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وأدرجت منظمة اليونسكو حصن جبرين في هذا البرنامج ليكون أحد الأحداث التاريخية المهمة بمناسبة مرور 350 عاما على إنشائه في عهد الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي، واكتمل بناؤه عام 1675.
ويعدّ حصن جبرين من أهم التحف المعمارية العُمانية في القرن 17، وشارك في بنائه أمهر الحرفيين والمعماريين آنذاك، واستخدم مقرا لحكم وسكن ريفي للإمام بلعرب بن سلطان اليعربي ثالث أئمة دولة اليعاربة، الذي تولى الحكم سنة 1679 وحتى وفاته في 1692.
أما المؤرخ الشاعر حميد بن محمد بن رزيق فأُدرج بمناسبة مرور 150 سنة على وفاته، ويعدّ ابن رزيق من أهم المؤرخين العُمانيين في القرن الـ19، وعمل على توثيق المرحلة التاريخية الممتدة منذ قيام أسرة آل بو سعيد حتى نهاية عهد السيد سعيد بن سلطان في 1856.
وأصبحت مؤلفاته شاهدا على تلك الفترة ومرجعا لأحداثها للباحثين، وحقّق مؤلفاته عدد من المتخصصين من داخل سلطنة عمان وخارجها، واتسم أسلوبه بالحياد في كتابة الأحداث، وبتحقيق الروايات التي تصف الأحداث السابقة لزمانه، كما كان منفتحا على علوم الآخرين من غير العمانيين.
وبإدراج هذين الملفين خلال 2023، يصبح عدد العناصر الثقافية التي أدرجتها سلطنة عمان في هذا البرنامج الدولي 8 عناصر، حيث تمكّنت خلال السنوات الماضية من إدراج 6 شخصيات عمانية ضمن برنامج يونسكو للاحتفال بالذكرى الخمسينية، أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميا.
ويعدّ إدراج حصن جبرين، والمؤرخ الشاعر العُماني بن رزيق في برنامج اليونسكو إضافة نوعية لِما تحقق لسلطنة عمان في الشأنين الفكري والثقافي، وما لهذين العنصرين من أهمية بالغة في خريطة الثقافة العمانية، وأهمية بالغة في بيان واقع مثل تلك المنتجات الثقافية على أرض الواقع.
المؤرخ حميد بن محمد بن رزيق النخلي
????ولد عام 1783 في مدينة #نخل في جنوب الباطنة من #عُمان
????شغل وظيفة مسؤول بالحسابات والمالية في ميناء مسقط
????أدرج اسمه في قائمة التراث العالمي #اليونسكو pic.twitter.com/cIROWXdNfh
— عمانيون خلدهم التاريخ (@historyom1) November 9, 2023
تواصل حضاريويقول الباحث في تراث وتاريخ عمان، وأستاذ مساعد بجامعة نزوى الدكتور سليّم بن محمد الهنائي، إن السلطنة لها تاريخ ضارب في القدم، وزاخر بالعديد من المكنونات الأثرية والتاريخية، لقد وعى الإنسان العماني منذ القدم أن التقدم والتطور يحتاج أن يكون هناك اتصال وتواصل حضاري مع العوالم والحضارات الأخرى.
وأضاف أن هذا التطور الحضاري أسهم في إيجاد تنوع في التراث الذي تركه العمانيون، بين تراث ثقافي مادي وغير مادي، وقد عكس هذا التراث ما تمتع به الإنسان العماني من فضاء فكري واسع، أسهم في أن يؤسس مراكز حضارية زخرت بالعديد من المكونات الثقافية.
ويشير إلى أن إدراج التراث الثقافي العماني بشقيه المادي وغير المادي يمثل قيمة حضارية وفكرية كبيرة، ليوجه رسالة للعالم عما تزخر به سلطنة عمان من تنوع تراثي دليلا على عمق تاريخها وأصالتها، كما أن القيمة الفكرية من ناحية أخرى تنمي اعتزاز أبناء السلطنة بتاريخهم مع الاعتزاز بما حققه الإنسان العماني من إنجاز في شتى المجالات.
أما عضو مجلس إدارة الجمعية التاريخية العمانية أحلام بنت حمود الجهورية، فأكدت إمكانية تسخير هذه الإنجازات في بناء منظومة متكاملة ومستدامة، من خلال تعزيز منظومة القيم بالعمل على تقديم الشخصيات العمانية المؤثرة عالميا قدوات ونماذج يحتذى بها، وتعزيز قيم الانتماء والهُوية الوطنية كذلك.
وأشارت إلى تخصيص السلطنة يوم العاشر من فبراير/شباط من كل عام يوما للاحتفاء بالشخصيات العمانية المدرجة في يونسكو، وهو اليوم الذي يصادف انضمام سلطنة عمان لمنظمة يونسكو في 10 فبراير/شباط 1972، بالإضافة إلى تكثيف إقامة المسابقات البحثية والندوات العلمية المحلية والعالمية، التي تتناول تلك الشخصيات وغيرها من المفردات الثقافية، تعزيزا للبعد الحضاري والإنساني العماني.
كانت سلطنة عمان قد أدرجت 5 مواقع عمانية في قائمة التراث العالمي بيونسكو، هي:
قلعة بهلا عام 1987. مواقع بات والخطم والعين عام 1988. مواقع أرض اللبان في 2000. نظام الري بالأفلاج في 2006. مدينة قلهات الأثرية في 2018.كما تمكنت من إدراج مفردات التراث الثقافي غير المادي ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بيونسكو، وهي فنون: البرعة، والعازي، والتغرود، والعيالة، والرزفة والقهوة العربية، وعرضة الخيل والإبل وسباقات الهجن والخط العربي، وحداء الإبل والخنجر العماني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: سلطنة عمان بن سلطان بن محمد حمید بن
إقرأ أيضاً:
فعالية ترويجية في أمستردام بمشاركة 150 شركة سياحية
نظّمت وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع سفارة سلطنة عمان بمملكة هولندا فعالية ترويجية في العاصمة الهولندية أمستردام، بالتزامن مع تدشين الرحلة المباشرة الجديدة بين مسقط وأمستردام عبر الطيران العُماني، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة سفر عالمية متميزة.
وشهدت الفعالية مشاركة 150 شركة سياحية هولندية، ضمن مسعى مشترك للترويج لبرامج السفر إلى سلطنة عمان، حيث تأتي هذه المبادرة في إطار البرنامج الترويجي السنوي للوزارة بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والسياحي بين سلطنة عُمان وهولندا، واستقطاب عشرات الآلاف من السياح خلال المواسم القادمة.
وأكد سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي، وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة أن هذه الحملة تندرج ضمن جهود تحقيق مستهدفات رؤية “عُمان 2040”، التي تولي اهتمامًا بالغًا بتنمية القطاع السياحي وتنويع مصادر الدخل الوطني. وأشار سعادته إلى أن السوق الأوروبية بشكل عام والسوق الهولندي بشكل خاص يمثل فرصة استراتيجية للنمو السياحي، مضيفًا: نعمل من خلال هذه الشراكات على ترسيخ موقع السلطنة كوجهة سياحية فريدة تجمع بين الجمال الطبيعي، والتنوع الجغرافي، والإرث الثقافي العريق.
وأضاف سعادته أن عددًا من الشركات السياحية الهولندية أبدت اهتمامًا كبيرًا بزيارة سلطنة عُمان، مشيرًا إلى تنظيم لقاء موسع سيُنظم خلال شهر سبتمبر المقبل في هولندا، بمشاركة 22 شركة سياحية عُمانية؛ بهدف مواصلة الترويج لعُمان كإحدى الوجهات السياحية البارزة في المنطقة.
من جانبه، قال هيثم بن محمد الغساني، المدير العام للترويج السياحي بوزارة التراث والسياحة: نُدرك أهمية التواجد في الأسواق العالمية الكبرى، وقد تم تصميم هذه الفعالية ضمن سلسلة حلقات العمل السياحية التي تنفذها الوزارة في أوروبا. وتهدف هذه المبادرة إلى تقديم سبب مقنع للمسافرين العابرين عبر الطيران العُماني لتحويل عبورهم إلى إقامة ممتدة، واستكشاف ما تزخر به سلطنة عُمان من كنوز طبيعية وثقافية وتاريخية.
وأضاف الغساني أن الوزارة تعمل وفق خطط مدروسة لتعزيز السياحة المستدامة بالتكامل مع الناقل الوطني “الطيران العُماني” والمبادرات النوعية مثل “اكتشف عمان”، موضحًا أن السلطنة سجلت نموًا بنسبة 35% في أعداد السياح الهولنديين خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
من ناحيته قال كون كورفياتيس، الرئيس التنفيذي للطيران العُماني: سعدنا بتدشين خط الطيران المباشر إلى العاصمة الهولندية أمستردام، بمعدل أربع رحلات أسبوعية، في خطوة نؤمن بأنها ستُسهم بشكل فعّال في تعزيز الحركة السياحية والتجارية بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا، كما تُعد امتدادًا لاستراتيجية الطيران العُماني في توسيع شبكة وجهاته الدولية وربط السلطنة بالعالم.
وأشار إلى أهمية الفعالية الترويجية التي نظّمتها وزارة التراث والسياحة في العاصمة أمستردام، مؤكدًا أنها شكّلت منصة نوعية للتعريف بمقومات سلطنة عُمان السياحية، لا سيما من خلال استضافة نخبة من أبرز الشركات السياحية الهولندية، بما يعزز من فرص التعاون السياحي ويُسهم في جذب المزيد من الزوار من السوق الأوروبي.
وأضاف: السلطنة تتميز بتنوّع جغرافي فريد وتضاريس طبيعية خلابة، إلى جانب ثقافة غنية ضاربة في التاريخ، وهي عناصر تشكّل عامل جذب قوي للسياح الباحثين عن التجارب الأصيلة والاستكشاف.
ويُعد تدشين الخط المباشر بين مسقط وأمستردام إحدى الخطوات النوعية لتقريب المسافات مع أوروبا، وفتح آفاق جديدة لتدفق السياح والاستثمارات، ودعم قطاعي السياحة والتجارة. كما يتيح الخط الجديد للمسافرين من أوروبا التعرف عن كثب على المقومات الطبيعية التي تتميز بها السلطنة بين الجبال الشاهقة وتنوع التضاريسي والأجواء المعتدلة في بعض المناطق، وجمالية الشواطئ البكر، إلى جانب الإرث الثقافي والحضاري العريق.
وتُعزز هذه المبادرة مكانة سلطنة عمان كحلقة وصل بين الشرق والغرب، وتسهم في دفع عجلة التبادل التجاري والسياحي بين السلطنة وهولندا، بما يتماشى مع التوجهات الاستراتيجية لتنويع الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات وتعزيز مكانة عمان في خريطة السياحة العالمية.