مسقط ـ في إطار برنامج "يونسكو" للاحتفال بالذكرى الخمسينية، أو المئوية للأحداث التاريخية والشخصيات المؤثرة عالميا، أعلنت سلطنة عُمان إدراج اليونسكو لحصن جبرين، والمؤرخ الشاعر العُماني حميد بن محمد بن رزيق عنصرين ثقافيين جديدين في البرنامج الدولي.

جاء ذلك خلال مشاركة سلطنة عمان في اجتماعات لجنة الشؤون الإدارية والمالية المنبثقة من أعمال الدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، والمنعقدة حاليا في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، وتستمر حتى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وأدرجت منظمة اليونسكو حصن جبرين في هذا البرنامج ليكون أحد الأحداث التاريخية المهمة بمناسبة مرور 350 عاما على إنشائه في عهد الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي، واكتمل بناؤه عام 1675.

ويعدّ حصن جبرين من أهم التحف المعمارية العُمانية في القرن 17، وشارك في بنائه أمهر الحرفيين والمعماريين آنذاك، واستخدم مقرا لحكم وسكن ريفي للإمام بلعرب بن سلطان اليعربي ثالث أئمة دولة اليعاربة، الذي تولى الحكم سنة 1679 وحتى وفاته في 1692.

حصن جبرين استخدم سكن ريفي للإمام بلعرب بن سلطان اليعربي (غيتي)

أما المؤرخ الشاعر حميد بن محمد بن رزيق فأُدرج بمناسبة مرور 150 سنة على وفاته، ويعدّ ابن رزيق من أهم المؤرخين العُمانيين في القرن الـ19، وعمل على توثيق المرحلة التاريخية الممتدة منذ قيام أسرة آل بو سعيد حتى نهاية عهد السيد سعيد بن سلطان في 1856.

وأصبحت مؤلفاته شاهدا على تلك الفترة ومرجعا لأحداثها للباحثين، وحقّق مؤلفاته عدد من المتخصصين من داخل سلطنة عمان وخارجها، واتسم أسلوبه بالحياد في كتابة الأحداث، وبتحقيق الروايات التي تصف الأحداث السابقة لزمانه، كما كان منفتحا على علوم الآخرين من غير العمانيين.

وبإدراج هذين الملفين خلال 2023، يصبح عدد العناصر الثقافية التي أدرجتها سلطنة عمان في هذا البرنامج الدولي 8 عناصر، حيث تمكّنت خلال السنوات الماضية من إدراج 6 شخصيات عمانية ضمن برنامج يونسكو للاحتفال بالذكرى الخمسينية، أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميا.

ويعدّ إدراج حصن جبرين، والمؤرخ الشاعر العُماني بن رزيق في برنامج اليونسكو إضافة نوعية لِما تحقق لسلطنة عمان في الشأنين الفكري والثقافي، وما لهذين العنصرين من أهمية بالغة في خريطة الثقافة العمانية، وأهمية بالغة في بيان واقع مثل تلك المنتجات الثقافية على أرض الواقع.

المؤرخ حميد بن محمد بن رزيق النخلي

????ولد عام 1783 في مدينة #نخل في جنوب الباطنة من #عُمان

????شغل وظيفة مسؤول بالحسابات والمالية في ميناء مسقط

????أدرج اسمه في قائمة التراث العالمي #اليونسكو pic.twitter.com/cIROWXdNfh

— عمانيون خلدهم التاريخ (@historyom1) November 9, 2023

تواصل حضاري

ويقول الباحث في تراث وتاريخ عمان، وأستاذ مساعد بجامعة نزوى الدكتور سليّم بن محمد الهنائي، إن السلطنة لها تاريخ ضارب في القدم، وزاخر بالعديد من المكنونات الأثرية والتاريخية، لقد وعى الإنسان العماني منذ القدم أن التقدم والتطور يحتاج أن يكون هناك اتصال وتواصل حضاري مع العوالم والحضارات الأخرى.

وأضاف أن هذا التطور الحضاري أسهم في إيجاد تنوع في التراث الذي تركه العمانيون، بين تراث ثقافي مادي وغير مادي، وقد عكس هذا التراث ما تمتع به الإنسان العماني من فضاء فكري واسع، أسهم في أن يؤسس مراكز حضارية زخرت بالعديد من المكونات الثقافية.

ويشير إلى أن إدراج التراث الثقافي العماني بشقيه المادي وغير المادي يمثل قيمة حضارية وفكرية كبيرة، ليوجه رسالة للعالم عما تزخر به سلطنة عمان من تنوع تراثي دليلا على عمق تاريخها وأصالتها، كما أن القيمة الفكرية من ناحية أخرى تنمي اعتزاز أبناء السلطنة بتاريخهم مع الاعتزاز بما حققه الإنسان العماني من إنجاز في شتى المجالات.

أما عضو مجلس إدارة الجمعية التاريخية العمانية أحلام بنت حمود الجهورية، فأكدت إمكانية تسخير هذه الإنجازات في بناء منظومة متكاملة ومستدامة، من خلال تعزيز منظومة القيم بالعمل على تقديم الشخصيات العمانية المؤثرة عالميا قدوات ونماذج يحتذى بها، وتعزيز قيم الانتماء والهُوية الوطنية كذلك.

وأشارت إلى تخصيص السلطنة يوم العاشر من فبراير/شباط من كل عام يوما للاحتفاء بالشخصيات العمانية المدرجة في يونسكو، وهو اليوم الذي يصادف انضمام سلطنة عمان لمنظمة يونسكو في 10 فبراير/شباط 1972، بالإضافة إلى تكثيف إقامة المسابقات البحثية والندوات العلمية المحلية والعالمية، التي تتناول تلك الشخصيات وغيرها من المفردات الثقافية، تعزيزا للبعد الحضاري والإنساني العماني.

حصن جبرين بناء كبير مستطيل الشكل يقع بولاية بهلا (غيتي) مواقع عمانية

كانت سلطنة عمان قد أدرجت 5 مواقع عمانية في قائمة التراث العالمي بيونسكو، هي:

قلعة بهلا عام 1987. مواقع بات والخطم والعين عام 1988. مواقع أرض اللبان في 2000. نظام الري بالأفلاج في 2006. مدينة قلهات الأثرية في 2018.

كما تمكنت من إدراج مفردات التراث الثقافي غير المادي ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بيونسكو، وهي فنون: البرعة، والعازي، والتغرود، والعيالة، والرزفة والقهوة العربية، وعرضة الخيل والإبل وسباقات الهجن والخط العربي، وحداء الإبل والخنجر العماني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: سلطنة عمان بن سلطان بن محمد حمید بن

إقرأ أيضاً:

بداية الضغط : الولايات المتحدة تعيد إدراج "الحوثيين" في قائمة الإرهاب

واشنطن - في خطوة تأتي تنفيذا لأحد الوعود الأولى التي قطعها الرئيس، دونالد ترامب، منذ توليه منصبه، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، تصنيف جماعة الحوثي، منظمة إرهابية أجنبية.

فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن واشنطن أعادت رسميا إدراج جماعة الحوثيين باليمن إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

وأوضح روبيو في بيان مكتوب، الثلاثاء، أن واشنطن اتخذت خطوات رسمية تتوافق مع المرسوم الرئاسي الذي وقعه سابقا الرئيس دونالد ترامب.

وجاء في البيان: "تنفذ وزارة الخارجية اليوم أحد الوعود التي قطعها الرئيس ترامب منذ توليه منصبه، ويسعدني أن أعلن أن الوزارة صنفت أنصار الله، المعروفة أيضا باسم الحوثيين، منظمة إرهابية أجنبية".

وأشار روبيو إلى أن أنشطة الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن تضر بالمصالح الأميركية.

وبموجب مرسوم رئاسي، قرر ترامب في 23 يناير/كانون الثاني الماضي إعادة إدراج الحوثيين في قائمة "المنظمات الإرهابية" بعد أن أخرجتهم إدارة الرئيس السابق جو بايدن، من القائمة.

وفي 16 فبراير/ شباط 2021 أعلن وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن أن إدارة بايدن قررت إزالة "أنصار الله" من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

وأشار بلينكن حينها إلى أن هذا القرار تم اتخاذه بسبب الوضع الإنساني المتدهور في اليمن.

وكان الحوثيون أضيفوا إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية في الأيام الأخيرة لإدارة دونالد ترامب الأولى (2017-2021).

هذا وأكدت واشنطن أنها "لن تتسامح مع أي دولة تتعامل مع منظمات إرهابية مثل الحوثيين تحت غطاء الأنشطة التجارية المشروعة"، مشددة على أن هذه الخطوة "تعكس التزام إدارة ترامب بحماية المصالح الأمنية الأميركية وسلامة المواطنين، كما تساهم في الحد من الدعم الذي تتلقاه الجماعات الإرهابية".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ألغى في 22 يناير الماضي قرار إدارة جو بايدن، الذي أزال الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، عبر توقيع أمر تنفيذي يعيد إدراج الجماعة ضمن التصنيف الإرهابي.

يذكر أن إدارة ترامب قد أدرجت الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية في يناير 2021، إلا أن إدارة بايدن ألغت هذا التصنيف بعد توليها السلطة، لكن خلال السنوات اللاحقة، أدى نهج الإدارة الأميركية إلى تصعيد الحوثيين هجماتهم، حيث استهدفوا سفناً حربية تابعة للبحرية الأميركية عشرات المرات، ونفذوا هجمات على بنية تحتية مدنية في "دول حليفة"، بالإضافة إلى أكثر من 100 هجوم استهدف سفناً تجارية في باب المندب.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأعمال العُماني الإيراني يستعرض الحلول المبتكرة لتعزيز العمليات التجارية
  • توتر متصاعد بين إيران وبريطانيا بعد إدراج طهران في قائمة التهديدات الأمنية
  • احكي لنا حكاية.. برنامج إذاعي يروي قصصا من التراث العماني والعربي
  • وزارة التراث والسياحة تطلق برنامج الحملات الترويجية الخارجية لعام 2025
  • هل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية تغيِّر مسار مستقبل المهن والوظائف في سلطنة عمان؟
  • مجلسُ الأعمال العُماني الإيراني المشترك يناقش تعزيز التعاون بين البلدين
  • بداية الضغط : الولايات المتحدة تعيد إدراج "الحوثيين" في قائمة الإرهاب
  • حضور لافت لسلطنة عُمان في معرض بورصة برلين الدولية للسياحة ٢٠٢٥
  • الإسكان تستعرض فرص الاستثمار العقاري في مهرجان عالمي بفرنسا
  • سلطنة عمان تحقق إنجازا طبيا بفصل توأم سيامي