بغدادـ ما إن أعلنت مفوضية الانتخابات في العراق البدء بتسلم طلبات تسجيل التحالفات الراغبة بالمشاركة في الانتخابات المحلية المقررة نهاية العام الجاري، حتى بدأت معالم التحالفات الجديدة تتضح ولو بشكل بطيء، فيما بدأت القوى السياسية الراغبة بالمشاركة تخوض حراكا لتشكيل التحالفات الانتخابية الجديدة.

وبدأت القوى السياسية العراقية بمختلف مكوناتها وتسمياتها الاستعداد والتحشيد الجماهيري لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة والتي ستكون بوابة رئيسية للانتخابات النيابية التي تنتظرها الأوساط السياسية والشعبية.

وفي أول إعلان رسمي يعتزم ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، خوض انتخابات مجالس المحافظات بقائمة منفردة بعيدا عن التحالفات السياسية، وبمعزل عن التحالفات والائتلافات السياسية والانتخابية التي تجري قبل بدء موعد الانتخابات.

ويرغب المالكي بالتحرك وإجراء حوارات لتشكيل التحالفات لانتخاب المحافظين وتشكيل الحكومات المحلية بعد إجراء الانتخابات وإعلان النتائج، ومعرفة عدد المقاعد التي حصلت عليها الكتل والأحزاب السياسية.

وحددت الحكومة العراقية يوم 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل موعدا لإجراء الانتخابات المحلية، مع تأكيدها دعم مفوضية الانتخابات للقيام بمهامها وتوفير كل متطلبات العملية الانتخابية بما يضمن انتخابات عادلة ونزيهة وشفافة.

تصدعات وولادات

وعن طبيعة التحالفات السابقة وتصدعها وانفراد ائتلاف دولة القانون الذي يترأسه المالكي، يرى أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية فاضل البدراني أن ائتلاف دولة القانون وضع نفسه في طريق خاص، مستندا على الأرقام التي حصل عليها بالانتخابات السابقة وهي 34 مقعدا في البرلمان.

وأضاف أن الائتلاف يعتقد أن لديه جمهورا ثابتا ومن الممكن أن يتزايد، "فضلا عن ذلك فهم يراقبون أيضا مدى مشاركة التيار الصدري من عدمه، وفي حال عدم مشاركته فسيزداد وجودهم في مجالس المحافظات".

وتوقع البدراني، في حديث للجزيرة نت، حدوث تصدع في تحالف الإطار التنسيقي، بخروج ائتلاف المالكي، خاصة وأن تيار الحكمة الذي يتزعمه عمار الحكيم، وكذلك ائتلاف النصر الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي سيشاركان في قائمة واحدة، منوها إلى أن انتخابات مجالس المحافظات من حيث التحالفات السياسية لن تسير باتجاه تحالف واحد لقوى الإطار.

وأشار البدراني إلى أن ذلك ينسحب أيضا على القوى السنية، التي ستخوض الانتخابات بمفردها خاصة الكبيرة منها مثل تحالف تقدم الذي يترأسه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وتحالف السيادة الذي يترأسه خميس الخنجر، وكذلك المشروع العربي برئاسة جمال الضاري، وتحالف الأنبار، وتحالفات أخرى جديدة.

وأضاف أن الأحزاب الصغيرة قد تلجأ إلى تحالفات كبيرة لتلتئم معه، ولكن العقبة أمام الجميع هي أن الجميع يرغب بالحصول على منصب المحافظ بكونها سلطة مهمة تقود المحافظة، وهذه الطموحات قد تجعل الكل يعتمد على نفسه ولا يعتمد على التحالفات حتى يحقق الأرقام التي تؤهله لتشكيل الحكومة المحلية.

وتتولى مجالس المحافظات المنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ويملك هؤلاء صلاحيات الإقالة والتعيين وإقرار خطة المشاريع وفقا للموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، بحسب الدستور العراقي النافذ في البلاد منذ عام 2005.

الحياة الحزبية في #العراق تشهد زخماً كبيراً قبيل #الإنتخابات_المحلية بنهاية العام، حيث شهدت مدينة #نينوى تأسيس حزب التجديد كحزب سياسي جديد يخوض الإنتخابات يقائمة خاصة به pic.twitter.com/srPBeBZ9jQ

— صبا فارس (@hariasu1) July 6, 2023

المكون السني

وعن تحالفات المكون السني في المحافظات ذات الغالبية السنية يؤكد النائب عن محافظة ديالى محمد قتيبة البياتي، وهو عضو سابق في تحالف السيادة، للجزيرة نت أن هناك 3 قوائم أساسية ستكون في المناطق السنية ومنها ديالى للمشاركة في الانتخابات المقبلة، وهي تحالف تقدم وتحالف السيادة وتحالف العزم، وقد تكون هناك تحالفات، بمعنى تحالفين في تحالف واحد لكنه مستبعد في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن التمثيل السني ينبغي أن يكون بمستوى قائمتين حتى لا تتشتت الأصوات.

ومحافظة ديالى الواقعة شمال شرقي بغداد هي عراق مصغر لكونها خليطا سكانيا يضم السنة والشيعة والكرد والتركمان والأقليات الأخرى، وهي متاخمة لإيران في بعض أجزائها.

تأثير التيار الصدري

وبخصوص مشاركة التيار الصدري الذي يمكن أن يغير خريطة التحالفات السياسية يرى الخبير السياسي حمزة مصطفى أن هذا المتغير هو الأكبر في حال حدوثه، كون التيار الصدري لو شارك في الانتخابات سيشارك بـ3 قوائم كما قيل إعلاميا.

ونوه إلى أن دخول التيار الصدري للانتخابات سيؤدي إلى تغير النتائج وليس الخرائط، لأن هذه التحالفات ستبقى كما هي، فيما تتغير نتائج الانتخابات خاصة في مناطق الوسط والجنوب، لأن عودة التيار الصدري بقوة سوف تقلل حجم الكثير من القوى التي تعتقد أنها تتسيد الساحة.

ويبين مصطفى للجزيرة نت أن الخريطة السياسية متغيرة أو تفككت من فترة سابقة، مع وجود خلافات داخل المكونات نفسها، ومنها الخلافات الواضحة داخل الإطار التنسيقي الشيعي، وخلافات أخرى داخل المكون السني وكذلك خلافات كردية كردية أيضا، لذلك ستبقى خريطة التحالفات في هذه الكيفية، وبذلك ستدخل تلك القوى بقوائم مختلفة الحجم.

وأشار إلى أن القوى السنية هي الأخرى بدت متصدعة خاصة بين حزب تقدم -الذي يترأسه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي- والقوى الأخرى المناوئة له.

مفوضية الانتخابات لـ "الأولى": ملزمون بإعلان نتائج الانتخابات المحلية خلال 24 ساعة#العراق#التردد_10971H27500#قناة_الاولى_العراقية pic.twitter.com/GyYfyHhwIh

— قناة الاولى العراقية (@AlawlaTv) July 1, 2023

أعداد الأحزاب والتحالفات

وتبين المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات جمانة الغلاي أن لدى المفوضية 269 حزبا مسجلا في دائرة شؤون الأحزاب التي تأسست عام 2015 وإقرار قانون الأحزاب رقم 36 لسنة 2015، وأن هناك 79 حزبا قيد التأسيس، ومع فتح تسجيل الأحزاب والتحالفات السياسية تم تسجيل 11 حزبا سياسيا و3 تحالفات جديدة.

وتوضح المتحدثة باسم المفوضية، في تفاصيل خصت بها الجزيرة نت، أن لدى مفوضية الانتخابات 42 تحالفا سياسيا مسجلا في عام 2018، شاركت في انتخابات عام 2018 وانتخابات عام 2021، تضاف لها التحالفات الثلاثة لتصبح 45 تحالفا.

وتؤكد جمانة أن هناك شروطا لتسجيل الأحزاب الجديدة التي ترغب في المشاركة فإن عليها رسوما بـ25 مليون دينار (الدولار يساوي 1300 دينار)، إضافة إلى 10 ملايين دينار تدفع إلى هيئة المساءلة والعدالة، وكذلك مليون و250 ألف دينار تدفع إلى مفوضية الانتخابات وهي رسوم خدمات عامة، ويجب أن يكون الحزب من 7 أعضاء ضمنهم امرأة، على أن يكون الأعضاء من محافظتين أو أكثر، وأن يضم كل حزب ألفي عضو، وجميع ذلك يذهب إلى المساءلة والعدالة لتدقيق بيانات أعضاء كل حزب.

وفي السياق ذاته، بينت جمانة الغلاي أن عدد الناخبين في 15 محافظة عراقية أكثر من 23 مليون ناخب مسجلين لدى المفوضية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

وورلد بولوتكس رفيو: سعي الدبيبة للسيطرة على المركزي عقبة أمام الوحدة السياسية والاقتصادية لليبيا

ليبيا – وصف تقرير تحليلي اتفاق مجلسي النواب والدولة الاستشاري على تعيين محافظ جديد للمركزي ونائب له بتراجع ليبيا خطوة أخرى للوراء عن حافة الهاوية.

التقرير الذي نشره موقع “وورلد بولوتكس رفيو” الإخباري الأميركي وتابعته وترجمت أهم ما ورد فيه من رؤى تحليلية  صحيفة المرصد أكد أن السلام البارد الهش في البلاد كاد أن ينهار في أغسطس الفائت مع تراجعها إلى أسفل قائمة أولويات القوى الغربية.

ووفقًا للتقرير كاد النزاع حول المركزي أن يوقف النظام المالي في ليبيا إلا أن الأزمة قد تم تفاديها بصعوبة كاشفة عن الكيفية التي يظل فيها المشهد السياسي الهش ضعيفا بسبب صراعات القوة الداخلية والافتقار لهياكل الحكم المتماسكة فكلها بمثابة مشاكل لا يمكن معالجتها إلا من خلال جهد دولي موحد نحو الاستقرار.

وبحسب التقرير قد تعيد إعادة هيكلة إدارة المركزي بعض التوازن من دون مزيد من التغييرات للحد من قوته ما يعني العودة لوضع راهن مألوف فيما سيتعين على المحافظ الجديد تولي مهام استقرار اقتصاد البلاد وتضييق الفجوة بين السوق السوداء وأسعار الصرف الرسمية وخفض العجز والسيطرة على التضخم.

وأضاف التقرير إن المخاوف لا تزال قائمة بشأن ما إذا كان المركزي سوف يميل إلى الاستفادة من احتياطيات النقد الأجنبي بصفة حل قصير الأجل للمشاكل الاقتصادية في ليبيا وهو ما قد يجعلها أكثر عرضة للخطر في الأمد البعيد لتجد البلاد نفسها في مأزق.

وتابع التقرير إن تحقيق الاستقرار في ليبيا يحتاج إلى قوانين ومؤسسات موحدة ولتحقيق هذه الوحدة يجب أولًا إرساء الاستقرارية في وقت يبدو فيه أن الأمر الحاسم الآن يتمثل في حاجة المركزي إلى التخلص من سمعة خدمة النخبة التي اكتسبتها معظم المؤسسات الكبرى.

وأوضح التقرير إن دور المركزي الحاسم في استقرار الاقتصاد الليبي لم يحل دون نظرة العديد من الليبيين إليه على أنه يعمل بصفة كيان سياسي أكثر من كونه مؤسسة مالية محايدة في وقت يتطلب فيه تحقيق أهداف الشعب الليبي المزيد من الشفافية والمساءلة حول كيفية إنفاقه لعائدات النفط.

وبين التقرير إن استدامة اتفاق وصول ناجي عيسى لمنصب المحافظ ومرعي البرعصي لمنصب النائب تعتمد أيضا على ردود أفعال الفصائل المتنافسة المختلفة في ليبيا وخاصة إذا ظهرت خلافات أخرى حول إطلاق الأموال بمجرد أن تتلاشى النشوة الأولية لحل النزاع.

واتهم التقرير رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة بالسعي لتعزيز سلطته على المركزي في العاصمة طرابلس في سياق استراتيجية أوسع لتعظيم نفوذه في جميع أنحاء ليبيا، مبينًا أن هذه المساعي لا تزال تمثل عقبة أمام الوحدة السياسية والاقتصادية للبلاد.

وأكد التقرير إن ليبيا قد تجنبت على ما يبدو في الوقت الحالي التحول إلى الأسوأ إلا أن ذلك تم من خلال إعادة تدوير النخب في داخل ذات المؤسسات الغامضة وغير الخاضعة للمساءلة في كثير من الأحيان، مشيرًا لحالة من الافتقار إلى المشاركة الدولية الغربية الأوسع في سياق معالجة الأزمة الليبية.

وأوضح التقرير أن هذا الحال وضع القوى الإقليمية وخاصة تركيا ومصر في وضع ملء الفراغ في حين قد يكون فيه التعاون بين أنقرة والقاهرة الخيار الأكثر براغماتية لدفع ليبيا نحو حل سياسي في عملية قد تحتاج إلى إشراك دول محايدة من الاقليم مثل الجزائر.

وأضاف التقرير إن فرنسا وإيطاليا تظلان منقسمتان بشأن أجنداتهما السياسية وصفقات النفط في ليبيا ما يعني أن دولًا أوروبية أخرى ذات مصالح في البلاد مثل إسبانيا والنرويج والنمسا وألمانيا إلى جانب بريطانيا قد تلعب دورًا في دعم أهداف البعثة الأممية.

واختتم التقرير بالإشارة لأهمية الجهود الدولية الموحدة لكونها ضرورية لدعم مبادرات البعثة الأممية والعمل على الضغط على النخب الليبية في كل من الحكومات المتنافسة وجميع مؤسسات الدولة الرئيسية للانخراط في عملية الاستقرار.

ترجمة المرصد – خاص

مقالات مشابهة

  • الدهلكي يطالب بإدراج قانون مفوضية الانتخابات ضمن جدول أعمال البرلمان
  • تعليق كردي على احتمالية اندلاع مواجهة مسلحة بين الأحزاب قبيل الانتخابات بالإقليم
  • تعليق كردي على احتمالية اندلاع مواجهة مسلحة بين الأحزاب قبيل الانتخابات بالإقليم - عاجل
  • أحزاب تونسية تُقاطع الانتخابات.. وحركة النهضة تحذّر من الـالمخاطر
  • مفوضية الانتخابات تعلن إكمال إجراءاتها لانتخابات الإقليم
  • “مفوضية الانتخابات” تطلق ورشة تدريبية لتعزيز حماية المسار الانتخابي من المخاطر الرقمية
  • وورلد بولوتكس رفيو: سعي الدبيبة للسيطرة على المركزي عقبة أمام الوحدة السياسية والاقتصادية لليبيا
  • مفوضية انتخابات الإقليم:(1191) مرشحا لانتخابات برلمان الإقليم
  • جبالي يدعو الأحزاب السياسية إلى سرعة موافاة النواب بأسماء ممثلي الهيئات البرلمانية
  • جبالي يدعو الأحزاب السياسية بسرعة إخطار المجلس بأسماء ممثلي الهيئات البرلمانية