تسلمت وزارة السياحة والآثار ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، جائزة مجلة Lonely Planet البريطانية، باعتبار مصر المقصد السياحي الأفضل لعام 2023 ضمن قائمة المقاصد العالمية وفقا للاستفتاء التي أجرته المجلة، جاء ذلك بنهاية مشاركة الوزارة في بورصة لندن الدولية للسياحة (WTM2023) في دورتها 44 التي انطلقت فعالياتها خلال الفترة من 6 وحتى 8 نوفمبر الجاري بالعاصمة البريطانية لندن.


وفى ضوء ذلك يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أن القيادة السياسية وضعت نصب أعينها على منظومة السياحة فى مصر وكيفية تطويرها منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى باعتبارها تنشيط لكافة أوجه النشاط الاقتصادى فى مصر من زراعة وصناعة ونقل وغيرها، وتم وضع مخطط وجهت كل الوزارات للمشاركة فيه كل فيما يخصه للوصول بالسياحة المصرية إلى 30 مليون سائح، علاوة على تنشيط كافة المقومات السياحية لزيادة عدد الليالى السياحة ومعدلات الإنفاق السياحي واستهداف شرائح ذات إنفاق أعلى من السائحين، حيث يعمل بالسياحة ما يقرب من مليون شخص بطريقة مباشرة، و2.4 مليون شخص بطريقة غير مباشرة من خلال العمل بالصناعات التكميلية التي تصل إلى ما يقرب من 70 صناعة مكملة لصناعة السياحة.
وأضاف الدكتور ريحان أن خطة التطوير انطلقت بعد فترة ركود تام بعد أحداث 2011 وهو التحدى الأول وكان على الدولة مواجهة ذلك بتوفير الأمن المناخ الرئيسى لنمو السياحة وزيادتها، وقطعت الدولة شوطًا كبيرًا فى محاربة الإرهاب كان له تضحيات كبرى من رجال الشرطة الأوفياء حتى تحققت الركيزة الأولى وهى توفير الأمن، ثم اتجهت لبناء البنية الأساسية من مياه وكهرباء وغاز طبيعى وشبكة طرق متطورة وتطوير وسائل النقل برًا وبحرًا وجوًا بعد أن كانت تعالج بالمسكنات مما هددها بالتوقف التام
وأصبحت مصر بفضل قياداتها السياسية الواعية قلب العالم العربي وواسطة العالم الإسلامي وحجر الزاوية في العالم الإفريقي، كما وصفها الكاتب والفيلسوف جمال حمدان، وعادت إليها مكانتها اللائقة بين الشعوب وألغت بريطانيا وروسيا الحظر، وبدأت الانطلاقة بمعدلات كبرى رغم أزمة كورونا والتى تعاملت معها الدولة بمعايير خاصة أشاد بها العالم واستمرت الزيارات السياحية وقت الأزمة نفسها ثم تلتها أزمة أوكرانيا، واستأنفت رحلات الطيران من روسيا إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة بعد توقف منذ عام 2015، وكذلك رحلات الطيران من إنجلترا إلى شرم الشيخ.
وأشار الدكتور ريحان إلى التحركات الملموسة فى قطاع السياحة والتى وصلت بها من 5 مليار دولار "2013 - 2014" إلى  12.6مليار دولار "2018 - 2019"، ففى قطاع الآثار تم إنشاء المتاحف الجديدة مثل متحف شرم الشيخ وكفر الشيخ والغردقة ومتحف سوهاج القومى ومتحف الحضارة، وتطوير متاحف تعرضت للتلف بفعل الإرهاب مثل متحف الفن الإسلامى ومتحف ملوى، وتطوير ميدان التحرير محط أنظار سياح العالم بتكلفة 150 مليون جنيه، وانتظار العالم لافتتاح الرئيس السيسى للمتحف الكبير
هذا علاوة على استعادة  30 ألف قطعة أثرية من الخارج معظمها غير مسجل أى كان فى حكم المستحيل عودته ولكن تم استعادتها بمجهودات مكثفة وعلاقات دبلوماسية ومعاهدات ثنائية، ووفرت الدولة الموارد لانطلاق أعمال التنقيب التى أنتجت اكتشافات أثرية بحجم اكتشاف خبيئة الدير البحرى عام 1881 ومقبرة توت عنخ آمون عام 1922 وهى اكتشاف خبيئة العساسيف بالأقصر والاكتشافات المتوالية بسقارة، علاوة على مائة كشف أثرى بالأقصر وسقارة والمنيا والمنوفية وسيناء عن طريق البعثات الأثرية المصرية التى بلغت 80 بعثة، والبعثات الأجنبية العاملة في مصر والتى بلغت 190 بعثة
وينوه الدكتور ريحان إلى افتتاح أول مصنع للمستنسخات الأثرية في مصر، وتطوير وإعادة تأهيل 24 متحف، ومائة مشروع للترميم والتطوير بمختلف المحافظات، كما شهد قطاع الآثار تنظيم 253 معرضًا دوليًا وإقليميًا منها معرض توت عنخ آمون في باريس، وتساهم هذه المعارض فى دعاية كبرى للسياحة المصرية وتحقق إيرادات عالية، وحصلت أعمال الترميم فى مصر على جوائز عالمية، حيث منحت جريدة "يوميوري" اليابانية، مشروع حفظ وترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير جائزة "يوميوري" للتعاون الدولي، كما فاز مشروع ترميم وتوثيق المعبد اليهودي "الياهو هانبي بالإسكندرية" بجائزة أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات الترميم وإعادة التأهيل، في مسابقة التحكيم العالمية لأفضل أعمال إنشائية في العالم لعام 2021، في نسختها السنوية التاسعة، بمشاركة 21 دولة فى 18 مجال مختلف فى صناعة التشييد والبناء، وفقا لمجلة  "Engineering News - Record" الأمريكية. 
وتبنت الدولة حدثين تاريخيين أسهما فى عودة الولع بالحضارة المصرية داخليًا وخارجيًا وهما نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصرى إلى متحف الحضارة وافتتاح طريق الكباش فى احتفالية شهدتها كل وسائل الإعلام العالمية وأشعرت المواطن المصرى بقيمة حضارته ونشأ الشغف والحب بين الشباب للحضارة المصرية انعكست على نشاطهم فى وسائل التواصل الاجتماعى.
ويشير الدكتور ريحان إلى تبنى الدولة ثلاثة مشاريع قومية لإحياء السياحة الروحية بمصر، والتأكيد على مبدأ تلاقى وتعانق الأديان، باعتبار مصر نقطة الانطلاق لنشر السلام العالمى، وهما مشروع التجلى الأعظم الذى يحول منطقة سانت كاترين إلى ملتقى دولى للسلام والمحبة بين روحانيات المنطقة التى تجلى فيها المولى عز وجل، وناجى فيها نبى الله موسى ربه ثلاث مرات، وتلقى من على جبل طور سيناء ألواح الشريعة.
ومشروع إحيار مسار العائلة المقدسة كطريق للحج فى مصر الذى يستهدف 2.3 مليار مسيحى فى العالم لو حصلت مصر منهم على نسبة 2% فقط فقد ضمنت دخول 46 مليون سائح مما ينعش الحياة الاقتصادية فى مصر، ومشروع تطوير القاهرة التاريخية وإحياء مسار آل البيت.
ويتابع الدكتور ريحان بأن التنشيط السياحى داخليًا وخارجيًا أسهم بشكل كبير فى اختيار مصر المقصد السياحي الأفضل لعام  2023 حيث تم إنتاج مجموعة من الأفلام الترويجية والتوثيقية مثل فيلم "مصر الحضارة" عن جهود الدولة في مجال الآثار، وفيلم ترويجي للأسواق العربية، وفيلم توثيقي لأعمال إعادة الألوان لمعابد الأقصر والكرنك وإسنا ودندرة، و27 فيلمًا لإبراز المقومات السياحية بكل محافظة من محافظات الجمهورية، وكذلك إطلاق عددًا من الحملات الترويجية لتشجيع السياحة الداخلية والوافدة، كما قام سفراء دول الاتحاد الأوروبي بالقاهرة بنشر أكثر من 20 فيلمًا للترويج للأماكن السياحية والأثرية المصرية المفضلة لهم ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم وبسفارات دولهم 
وفازت مصر بأفضل حملة ترويجية رقمية على منصات التواصل الاجتماعي في روسيا في نوفمبر 2021، كما فازت بجائزة أفضل فيلم دعائي في الشرق الأوسط لفئة القصص الاستثنائية عن السياحة المستدامة.
كما أطلقت وزارة السياحة والآثار حملة  Same Great Feelings  على منصات التواصل الاجتماعي المصرية والعربية والدولية بهدف تعريف المسافرين بالمقصد السياحي المصري وطمأنتهم وتشجيعهم على زيارة مصر، استهدفت أسواق أوكرانيا وإيطاليا والسعودية والتشيك وبولندا والامارات وبيلاروسيا وألمانيا وغيرها من الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر.
وأردف الدكتور ريحان بأن هذه الطفرة شهد بها العالم أجمع حيث تقدمت مصر 18 مركزًا في مؤشر تنافسية السياحة والسفر في الفترة من 2015 وحتى 2019
كما أكدت مجلة "travel inside" أن مصر الأولى عالميًا بين الوجهات السياحية الأكثر طلبًا خلال الفترة الحالية، لتتفوق بذلك على العديد من المقاصد السياحية الأخرى كجزر المالديف وجزر الكاريبي، كما أكد المجلس العالمي للسفر والسياحة، حصول مصر على خاتم السفر الآمن، فضلا عن اختيار موقع "tripadvisor"- الذي يعتبر أكبر منصة للسفر في العالم- مدينة الإسكندرية أحد أفضل الوجهات السياحية الرائجة على مستوى العالم، حيث جاءت في المركز 23 عالميًا، كما اختارت الإيسيسكو القاهرة كعاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامى 2022، كما تم اختيار سيوة من قبل منظمة السياحة العالمية لتكون ضمن أجمل القرى السياحية حول العالم في 2023.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الدکتور ریحان فى مصر

إقرأ أيضاً:

للمرة الأولى.. الإحصاء يعلن مسح سوق العمل التتبعي لعام 2023

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، مسح سوق العمل التتبعى لعام 2023"، والذى يتم للمرة الاولى بالشراكة مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى والتى ساهمت بتقديم الدعم الفنى واللوجيستى والمالى للمسح.

 كما شاركت فى مراجعة المنهجية  المقترحة وتعديل الاستمارة، وكذا بمشاركة منتدى البحوث الاقتصادية.

وتأتي نتائج المسح في ظل التحول الكبيرالذي تشهده الدولة المصرية نحو التطور التكنولوجي والتحول الرقمي وتأثيره على متطلبات سوق العمل.

يلقي المسح الضوء على عدد من المفاهيم والعلاقات الاقتصادية شديدة الأهمية، وفي مقدمتها العلاقة المتشابكة بين قضية التشغيل والنمو الاقتصادي، فهناك علاقة طردية بينهما حيث يتيح النمو الاقتصادي المرتفع مجالا أوسع للنهوض بمستويات التشغيل، ومن ثم تخفيض معدل البطالة، فالسعي لتحقيق معدل نمو اقتصادي مرتفع هو السبيل الى اتاحة فرص العمل وزيادة التشغيل، كما انه يوفر لنا قاعدة بيانات متكاملة وتفصيلية لأحد أهم القضايا والمتغيرات الاقتصادية ذات البعد الاجتماعي، وهي قضية التشغيل وسوق العمل فى مصر.

 

وقال اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بيانات بمثابة العمود الفقرى للبحث فى اسواق العمل والتنمية البشرية والهجرة، وتكوين الاسرة والحماية الاجتماعية فى مصر وخاصة فى السنوات الاخيرة.

وتابع :ويعد اطلاق  مسح سوق العمل التتبعى 2023 فى نسخته الخامسة، وما يترتب عليه من تحديث للبيانات التتبعية لسنوات المسح السابقة فرصة لدراسة كيفية تاثر سوق العمل المصرى بجائحة كوفيد - 19، والازمات الدولية للحرب الاوكرانية، وادماج دراسة عديد من الظواهر الحديثة. 

ويهدف مسح سوق العمل التتبعى لعام 2023، بصورة اساسية الى دراسة الخصائص الديموجرافية وخصائص العمالة والبطالة، كما يركز على دراسة المشروعات الاسرية، لدراسة خصائص العمل فى القطاع غير الرسمى- الذى له دور لا يستهان به فى الاقتصاد المصرى، بما يساهم فى الحصول على المزيد من المعلومات حول ظروف العمل وارباح العاملين لحسابهم الخاص وغير ذلك من الاعمال غير مدفوعة الاجر فى المشروعات التى تديرها الاسرة.

 ويعد هذا المسح الوحيد الذى يقدم بيانات تتبعية بمتابعة نفس الاسر بمرور الوقت مع تتبع الافراد الذين انفصلوا عن اسرهم الاصلية مما يوفر نظرة ثاقبة لدينامكيات الزواج،والهجرة،وانتقالات العمل، بالاضافة الى تحديث البيانات المتاحة حول سوق العمل المصرى. 

ويسعى المسح وفقا لتصريحات اللواء خيرت بركات، إلى تحليل متعمق لاثار التغيرات التى طرأت على الاقتصاد المصرى منذ سنة 2018على الفئات المختلفة فى المجتمع، والمعوقات والفرص التى التى تواجهها السيدات فى سوق العمل المصرى، وفى النسخة الخامسة تم اضافة اسئلة عن الوظائف الخضراء واقتصاد العمل عبر المنصات الالكترونية.

  ويرصد سوق العمل المصرى فى السنوات الاخيرة  تحسناً كبيراً ويظهر ذلك من خلال انخفاض معدلات البطالة وزيادة معدلات التشغيل، لذا فان توافر بيانات عالية الجودة امر حيوى لصياغة سياسات فعالة، ومن الجدير بالذكر أن نتائج المسح متوائمة بشكل كبير مع اهم مؤشرات بحث القوى العاملة مما يطمنا على دقة البيانات.

 

 

مقالات مشابهة

  • خبير في هندسة الطاقة: ملف الغاز الطبيعي عامل استراتيجي لدى الدولة المصرية
  • «السياحة» تشارك في معرض الحوافز السياحي الدولي بإسبانيا
  • رئيس «المصرية لحقوق الإنسان» يشيد بمراجعة قوائم الإرهاب: قرار حكيم
  • وزارة السياحة والآثار تشارك في معرض الحوافز السياحي الدولي بإسبانيا
  • وزارة السياحة تشارك في معرض الحوافز السياحي الدولي بإسبانيا
  • «السياحة» ترعى مشروع التجديف من أجل مصر 2024 لتنويع الأنماط السياحية
  • للمرة الأولى.. الإحصاء يعلن مسح سوق العمل التتبعي لعام 2023
  • خبير سياحي: الدولة نجحت في تطوير أغلب المقاصد السياحية في آخر 11 عاما
  • رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي يشيد بالتجربة المصرية في جذب الاستثمارات
  • وزارة السياحة خلال مشاركتها بمؤتمر المناخ .. تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي