أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

أعرب "نور الدين مضيان"، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، اليوم الثلاثاء، خلال أشغال مناقشة مشروع قانون المالية السنوي، عن اعتزاز حزبه بأهمية الأشواط الكبرى التي قطعتها بلادنا، بقيادة جلالة الملك حفظه الله، في كل المجالات، مشيدا بالتلاحم التاريخي للأمة المغربية، ملكا وشعبا، والاستقرار المتفرد والاستثنائي الذي تنعم به بلادنا، في ظل سياق إقليمي وعالمي بالغ التعقيد والتوتر.

 وشدد "مضيان" خلال مداخلة له باسم الفريق الاستقلالي على أن الاستقرار الذي تعيشه بلادنا، يشكل في حد ذاته، نعمة ورأسمال ثمين لبناء دولة المؤسسات وسمو القانون، وترسيخ حقوق الإنسان مسلحين في ذلك بالإجماع الوطني المطلق حول ثوابتنا الدستورية الجامعة، وفق تعبيره.

في ذات السياق، قال رئيس الفريق الاستقلالي: "نعبر عن اعتزازنا الكبير بوحدة صف أمتنا وصمودها في دفاعها المستميت عن قضيتنا الأولى، قضية وحدتنا الترابية المقدسة بقيادة جلالة الملك حفظه الله"، مشيرا إلى أنها (قضية الوحدة الترابية): "أضحت تتمتع اليوم بمساندة واسعة ومتزايدة من المنتظم الدولي، ليس فقط بفضل جدية ومصداقية مقترح الحكم الذاتي الذي طرحته بلادنا والذي يعتبر الحل الوحيد والأوحد لحل هذا النزاع المفتعل من طرف عدد محدود جدا من الأنظمة المأزومة والشاردة، بل أيضا بفضل اقتناع العالم بما تحقق ويتحقق يوميا بجهاتنا الجنوبية الغالية من منجزات تنموية كبيرة على كل الأصعدة، بل تحولها الى قاطرة لتنمية الوطن، كما أكد ذلك جلالة الملك بمناسبة خطابه السامي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة".

 وتابع "مضيان" مداخلته قائلا: "الجهات الجنوبية للمملكة ولله الحمد، بات اليوم تنعم بمقومات تنمية مستدامة، صلبة ومنصفة، تتوجها المشاركة الفاعلة لساكنة الصحراء المغربية، سواء في دينامية البناء والتنمية الوطنية، أو في تدبير الشؤون السياسية والتمثيلية المحلية، وهو ما أصبح محط إشادة من المجتمع الدولي والحقوقي".

 في مقابل ذلك، يضيف ذات المتحدث: "نسجل إصرار زمرة الانفصاليين وداعميهم على نهج التطرف والإرهاب كما حدث مؤخرا بمدينة السمارة، حيث امتدت الأيادي الإرهابية الغاشمة، لقتل المدنيين وترويع استقرارهم وأمنهم"، مشيرا إلى أن هذا الحادث: "خلف شهيدا وعددا من الجرحى، وهو إرهاب آثم رفضته وترفضه ليس فقط كل الدول الديموقراطية في العالم، بل كل ساكنة أقاليمنا الجنوبية بمختلف مكوناتها التي خرجت في مسيرات كبرى للتنديد بهذه الجريمة النكراء التي تؤكد بكل وضوح أن موضوع هذا الصراع المفتعل لم يكن يوما مع جماعة إرهابية وراعية للإرهاب والتطرف، بل مع النظام الجزائري الذي يصر على معاكسة مجرى التاريخ والمستقبل ويصر على رفض اليد المدودة التي عبر عنها جلالة الملك في مناسبات عديدة". 

كما أعرب رئيس الفريق الاستقلالي بهذه المناسبة عن الاعتزاز الكبير لحزبه بالقرار الأممي الأخير بشأن الصحراء المغربية والذي أكد مرة أخرى، وفق تعبير، على أن: "مقترح المغرب بتمكين ساكنة الصحراء المغربية من حكم ذاتي في إطار السيادة المغربية هو مشروع جدي وذو مصداقية، مع التأكيد على ضرورة أن يكون الحل واقعيا وعمليا ومستداما، وهو ما يمثله المقترح المغربي للحكم الذاتي الذي ندعو إلى التسريع بتنزيله".

في سياق متصل، قال "مضيان": "لا يفوتنا هنا أن نجدد التقدير والاعتزاز بقواتنا المسلحة الملكية الباسلة، بكل تصنيفاتها، تحت قيادة جلالة الملك القائد العام للقوات المسلحة الملكية، على ما تبذله من تضحيات وطنية جسيمة واستثنائية، للدفاع عن حوزة الوطن وحماية حدوده".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: جلالة الملک

إقرأ أيضاً:

14 عاما على ربيع مصر الذي سحقته الفاشية العسكرية

تمر اليوم الذكرى الرابعة عشرة على ثورة مصر البيضاء، التي أظهرت إرادة شعبية واعدة جمعت أطياف المجتمع المصري العريق. تلك الثورة كانت بمثابة إعلان صريح من شعب شاب، متوسط أعمار أبنائه صغير، ومتعطش للديمقراطية والعدالة الاجتماعية رافعين شعارهم الذي بات رمزا للربيع العربي (عيش- حرية- عدالة اجتماعية- كرامة إنسانية) تعبر عن طموحه في بناء مستقبل قائم على العدالة الاجتماعية والسياسية.

هذه الديمقراطية الوليدة، التي كانت إحدى أبرز إنجازات الثورة، أثارت قلق قوى إقليمية ودولية. هذه القوى، وعلى رأسها الكيان الصهيوني، استخدمت أدواتها لإجهاض الإقليمية والدولية لإجهاض هذا الحلم الشعبي، عبر دعم ثورة مضادة استهدفت تقسيم المصريين وتشويه إرادتهم ليوظف النظام العسكري تلك الانقسامات لإعادة ترسيخ أركان حكمه الاستبدادي، ما أدى إلى سحق أول ديمقراطية منتخبة في تاريخ البلاد وإعادة المصريين إلى مربع الاستبداد.

لقد أدركوا أن الرئيس المنتخب الذي اعتمد التقشف ولم يسكن القصور ولم يجدوا عليه أو على مساعديه، رغم كل ما افتأتوا عليهم من اتهامات فسادا في جنيه واحد.

في العام المالي اليتيم 2012/2013 الذي حكم فيه الرئيس مرسي رحمه الله وعلى الرغم كل مؤامراتهم لإعاقته؛ يشير الحساب الختامي الرسمي للبنك المركزي المصري لمعجزة لم تحدث من 50 عاما، فقد نشرت صحيفة الأهرام الرسمية في المانشيت الرئيسي بتاريخ الأول من أيلول/ سبتمبر 2013 -أي بعد الانقلاب في يوليو 2013- "فائض في الميزان التجاري لأول مرة منذ نصف قرن". وفي 25 أيلول/ سبتمبر نشرت الأهرام أيضا "ميزان المدفوعات يتحول من عجز ‏11.3‏ مليار دولار إلى فائض‏237‏ مليون دولار"..

هذا هو العام المالي الذي حكم فيه الرئيس مرسي رحمه الله. لقد أدرك المتربصون بمصر أنه لو تركت الديمقراطية لعالجت أي قصور بنفسها، وأن تمكينه من تنفيذ برنامجه ومشاريعه التنموية الكبرى التي انتهت بالفعل دراستها، كانت ستضع مصر في مكانها الذي لا ينازعها فيه أحد في الإقليم والعالم.

هذه الأرقام تعكس رؤية اقتصادية كان من الممكن أن تنتشل البلاد من أزماتها، لكن المتربصين بمستقبل مصر أدركوا أن هذه النجاحات إن استمرت ستعزز استقلال القرار المصري وتعيده إلى موقعه الريادي في الإقليم. ولهذا، أُجهضت الديمقراطية عبر انقلاب عسكري ألقى بالبلاد في دوامة من القمع والديون.

رغم القمع والاستبداد، تبقى ثورة يناير نموذجا ملهما للشعب المصري، حيث جسّدت فهما عميقا لأهمية الحرية كشرط أساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الثورة ليست مجرد ذكرى، بل هي نموذج يُهتدى به لاستعادة الإرادة الشعبية. بعد أن عرف المصريون طعم الحرية والكرامة، أصبح من المستحيل إخماد تطلعاتهم بالكامل
لقد عانت مصر كثيرا خلال الإحدى عشر عاما الماضية من تدهور شامل على كافة الأصعدة، بعد أن أغرق النظام الحالي البلاد في الديون، وقلّص الإنفاق على التعليم والصحة، بينما أهدر الموارد على مشاريع شديدة البذخ والفخامة تخدم دائرة ضيقة من المنتفعين، وبات الآن أكثر من ثلثي الشعب المصري تحت خط الفقر، ويعاني الملايين من غياب شبكة أمان اجتماعي تحميهم من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.

الوعود التي أطلقها قادة الانقلاب بتحويل مصر إلى "قد الدنيا" باتت أوهاما، حيث أصبح النظام يعاير المصريين بفقرهم، بينما يبني لنفسه القصور الفخمة التي تُبهر لكنها لا تعكس إلا فجوة متزايدة بين النظام والشعب.

ورغم القمع والاستبداد، تبقى ثورة يناير نموذجا ملهما للشعب المصري، حيث جسّدت فهما عميقا لأهمية الحرية كشرط أساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الثورة ليست مجرد ذكرى، بل هي نموذج يُهتدى به لاستعادة الإرادة الشعبية. بعد أن عرف المصريون طعم الحرية والكرامة، أصبح من المستحيل إخماد تطلعاتهم بالكامل.

النظام الحالي، الذي ينفق مئات المليارات على أدوات القمع وبناء القلاع خوفا من ثورة جديدة، لا يدرك أن انتفاضة الشعب قد تحدث في أي لحظة. الأسباب التي أدت إلى ثورة يناير الأولى تتراكم يوما بعد يوم، والغضب الشعبي بات حاضرا في كل بيت بسبب الفقر والظلم والفساد غير المسبوق.

مصر، بحجمها وتاريخها، لن تقبل أبدا بحكم يستند إلى القمع وتكميم الأفواه. التغيير قادم، وسيكون أقرب مما يتصور النظام، لأن الشعب المصري أدرك الفرق بين الشعارات الزائفة والوعود الصادقة.

رحم الله شهداء يناير وشهداء الحرية الذين قدموا حياتهم لتحقيق أهداف ثورة يناير، المجد لهم، والعار لمن باعوا البلاد واستعبدوا العباد.

مقالات مشابهة

  • حزب الجبهة الوطنية يدين تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين ويؤكد دعمه للقيادة السياسية
  • الملك محمد السادس يجدد التزامه بتعزيز العلاقات المغربية-الهندية
  • «قلبي».. نظام ذكي لدعم صحة القلب بدراسة التاريخ الطبي
  • أحداث «الاتحادية».. أول مسمار في نعش «الإخوان» الإرهابية وكشف وجهها الحقيقي
  • مكون الحراك الجنوبي يدين إدراج أنصار الله في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية
  • “الحراك الجنوبي” يدين إدراج أنصار الله في قائمة المنظمات الإرهابية
  • 14 عاما على ربيع مصر الذي سحقته الفاشية العسكرية
  • جلالة الملك يجدد الثقة في السغروشني رئيساً للجنة حماية المعطيات الشخصية ويعين 6 أعضاء جدد
  • مجلس الشورى يدين تصنيف أمريكا لأنصار الله ضمن قائمة المنظمات الإرهابية
  • مجلس الشورى يدين بأشد العبارات تصنيف أمريكا لأنصار الله ضمن قائمة المنظمات الإرهابية