تعد محافظة مسندم وجهة جاذبة للسيّاح من مختلف دول العالم طيلة العام وخاصة خلال الموسم السياحي الشتوي، الذي يبدأ في شهر أكتوبر ويستمر حتى نهاية شهر أبريل؛ نظرًا لما تزخر به المحافظة من مقومات ومفردات متعددة بطبيعتها الخلابة وجبالها الشاهقة التي تتناغم مع مياه البحر وتكوّن الجزر والخيران والخلجان التي تلفت الأنظار.

وقال نوفل بن محمد الكمزاري مدير مساعد إدارة التراث والسياحة بمحافظة مسندم: إن المحافظة تتوفر بها عدد من المقومات السياحية الفريدة من نوعها والتي تمزج بين سياحة المغامرات والثقافة والتراث والترفيه، وهي من الوجهات للسياحة البحرية كذلك، وتتيح للزائر الاستمتاع بالرحلات البحرية لمشاهدة الدلافين، والغوص لاستكشاف الأعماق التي تزدهر بالشعاب المرجانية، ورحلات الصيد والتجديف والتخييم وغيرها. وأضاف: القطاع السياحي بالمحافظة شهد نموًّا ملحوظًا في عدد السفن السياحية التي رست بميناء خصب، حيث بلغ عددها 38 سفينة منذ بداية عام 2023 حتى شهر نوفمبر الجاري، فيما بلغ عدد السيّاح القادمين نحو 54 ألفًا و681 سائحًا، ووصل عدد زوار المعالم التاريخية إلى 15 ألفًا و486 زائرًا خلال هذا العام. وأشار إلى أن المحافظة تتمتع ببنية أساسية جيدة في القطاع السياحي، حيث بلغ عدد المنشآت الفندقية ذات التصنيف (1–5) نجوم نحو 7 منشآت فندقية تضم 412 غرفة، بالإضافة إلى الشقق الفندقية والنزل الخضراء. وذكر مدير مساعد إدارة التراث والسياحة بمحافظة مسندم أن مركز مغامرات عُمان يعد إضافة نوعية في مجال السياحة الترفيهية؛ حيث يتيح للزائر تجربة العديد من الأنشطة الترفيهية كالسلك الانزلاقي الذي يعد أطول سلك انزلافي فوق الماء في العالم، كما تعد المتاحف والقلاع والحصون التاريخية مثل: حصن خصب وحصن الكمازرة وحصن بخاء وحصن البلدة وقلعة دبا ومتحف مدحاء وجهةً مثالية لمحبي الثقافة والتاريخ العريق للمحافظة، إضافة إلى العديد من الوجهات السياحية الأخرى كخور نجد (أكبر الأخوار في مسندم) الذي يتميّز بتضاريس فريدة، والقرى الجبلية والمناطق البحرية التي تنفرد بشواطئها الرملية الخلابة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الرياضة في "اقتصادية الدقم"

 

 

 

أحمد السلماني

 

في ظل التوجهات الطموحة لسلطنة عُمان نحو التنويع الاقتصادي وتعزيز الاستثمارات، تبرز المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم كإحدى الركائز الاستراتيجية لتنمية البلاد. فبفضل موقعها الجغرافي الفريد على بحر العرب، ومرافقها المتطورة، مثّلت محطة تعنى بجذب الاستثمارات في مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاعين السياحي والرياضي.

وتمتلك الدقم إمكانيات سياحية هائلة تؤهلها لأن تكون وجهة عالمية للسياحة والترفيه؛ حيث تتميز بشواطئها البكر، ومناظرها الطبيعية الخلابة، ومناخها المعتدل. إن إقامة مشاريع سياحية متكاملة، تشمل المنتجعات الفاخرة، والمرافق الترفيهية، والبنية الأساسية المتطورة، ستجعلها مركزًا سياحيًا بارزًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وفي ظل الاهتمام العالمي بالاقتصاد الرياضي، يمكن أن تتحول الدقم إلى وجهة رياضية رائدة من خلال إقامة بطولات رياضية دولية في مختلف الألعاب، سواء على مستوى كرة القدم، أو الرياضات البحرية مثل التجديف وسباقات القوارب الشراعية، أو حتى رياضات التحمل والمغامرات الصحراوية. شريطة تشييد بنية رياضية أساسية ولا بأس من إقامة مجمع رياضي متكامل بملعب كرة قدم بمواصفات حديثة، هذه الفعاليات ستسهم في الترويج للمنطقة وزيادة عدد الزوار، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي من حيث الترويج للمنطقة ولسلطنة عُمان عموما.

ولقد سُعدتُ جدًا بتنظيم المنطقة لملتقى الدقم الرياضي الأول؛ فالفكرة جميلة ويمكن أن تكون نواة لمشروع استضافة وتنظيم البطولات الرياضية والثقافية وعلى مستوى دولي شريطة إشراك الإعلام الرياضي والشركات المتخصصة في الترويج والتسويق واستضافة الإعلام من مختلف دول العالم الشقيقة والصديقة.

لا يقتصر دور الدقم على السياحة والرياضة فقط؛ بل يمكن أن تصبح مركزًا إقليميًا للمؤتمرات والفعاليات الثقافية، مستفيدة من بنيتها الأساسية الحديثة والموقع الاستراتيجي الذي يربط بين آسيا وأفريقيا. وإقامة المعارض الاقتصادية والمنتديات الاستثمارية والمؤتمرات الدولية ستجعل الدقم محط أنظار رجال الأعمال والمستثمرين، وتعزز من مكانتها كوجهة اقتصادية عالمية.

إنَّ تحويل الدقم إلى مركز سياحي ورياضي عالمي سيدعم "رؤية عُمان 2040"، وسيسهم في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي عبر جذب الاستثمارات الأجنبية وخلق فرص عمل جديدة. كما أن تطوير قطاع الضيافة والترفيه والفنادق بمختلف فئاتها سيدعم الشركات المحلية، ويعزز من مكانة السلطنة على الخريطة الاقتصادية والسياحية العالمية.

بوجود رؤية واضحة واستثمارات مدروسة، يمكن أن تصبح الدقم واحدة من أهم الوجهات السياحية والرياضية في المنطقة، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في النمو الاقتصادي للسلطنة، فهل نشهد قريبًا تحولات كبيرة تجعل من الدقم مقصدًا عالميًا ينافس أبرز المدن الاقتصادية والسياحية في العالم؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة على هذا السؤال.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • "العُمانية لنقل الكهرباء" تطلق برنامج "التدريب الشتوي" لإعداد قادة المستقبل
  • الرياضة في "اقتصادية الدقم"
  • بازار ليما يعكس روح الحرفة وأصالتها ويدعم التنمية السياحية
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم
  • رئيس «الغرف السياحية»: البحر المتوسط أكبر مقصد سياحي في العالم
  • الإمارات.. وطن «القوة الناعمة»
  • بدءُ فعاليّات بازار ليما احتفاءً بالتراث العريق لمحافظة مسندم
  • المسبحي: محمد علي ياسر نفذ مئات المشروعات التي أحدثت نقلة نوعية في المهرة
  • انطلاق فعاليات الموسم الثالث من "إنت النجم" لاكتشاف المواهب الطلابية بجامعة حلون
  • محمد صلاح يواصل التوهج ويسجل للمباراة السابعة على التوالي