أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية تشهد تصاعدًا هائلًا في أعمال العنف من قبل المستوطنين الإسرائيليين، الذين يستغلون حاليًا انشغال العالم بأحداث قطاع غزة الدامية.
وذكرت الصحيفة- في تقرير، نشرته عبر موقعها الإلكتروني، نقلًا عن الأمم المتحدة- أن 167 فلسطينيا قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة، في حين قُتل ثمانية آخرون على أيدي المستوطنين وقتل ثمانية آخرون يوم أمس الثلاثاء، سبعة منهم في اشتباكات خلال مداهمة بالقرب من الحدود مع إسرائيل، بحسب مسعفين فلسطينيين ووسائل إعلام محلية.

 
وقالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 1000 شخص أُجبروا على ترك قراهم.
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن بعض المستوطنين يشعرون الآن بالجرأة حتى أنهم يفكرون في التوسع في غزة نفسها، التي انسحبت منها إسرائيل في عام 2005، حيث تحدثت رئيسة منظمة (ناشالا) الاستيطانية المتطرفة دانييلا فايس، في مقابلة إعلامية، عن "الجهود التي تبذلها حركتها للعودة إلى غزة بأكملها، وبناء المستوطنات.
وأضافت الصحيفة أن حلم فايس ليس منتشرا على نطاق واسع، لكن في الضفة الغربية، تتوسع بالفعل المستوطنات التي يعتبرها معظم المجتمع الدولي غير قانونية تدريجيا، وهو ما يقول الفلسطينيون إنه يدمر أي أمل في حل الدولتين، ويعترف قادة المستوطنين بأنه رغم نشاط الجيش الإسرائيلي الملحوظ إلا أن التوسع في المستوطنات يعتبر تهديدا متزايدا، حيث قال عمدة بلدة إفرات الاستيطانية عوديد ريفيفي: "لا أحد يرغب في المخاطرة بالمزيد".
وتابعت: "حتى قبل 7 أكتوبر، كانت الضفة الغربية، التي ظلت تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي منذ عام 1967، تعاني من أسوأ أعمال عنف منذ نهاية الانتفاضة الثانية في عام 2005، حيث كانت القوات الإسرائيلية تشن غارات شبه يومية على المنطقة.. لكن أعمال العنف الأخيرة لا ترجع فقط إلى الوجود الموسع للجيش الإسرائيلي، حيث تعزو الأمم المتحدة وآخرون الكثير منها إلى المستوطنين المتشددين".
وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين في تصريح خاص لـ"فاينانشيال تايمز": "في السابق كان هناك شعور بوجود إطار قانوني يقيدهم، لكن هذا بدأ يتآكل.. إننا نشهد أيضًا تلاشي الانقسام بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، الذين غالبًا ما يرافقهم جنود يرتدون زي الجيش الإسرائيلي عندما يقومون بأعمال عنف".
وأضاف الدبلوماسي- الذي طلب عدم الكشف عن هويته- أن وجود المستوطنين في الحكومة الإسرائيلية قد عززهم، وهو ما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه تواجد في حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل ومن بين هؤلاء وزير المالية بتسلئيل سموتريش، الذي قال إن الشعب الفلسطيني غير موجود.. فمنذ أن تولت هذه الحكومة السلطة، تمتع المستوطنون بإفلات شبه كامل من العقاب".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المستوطنون الإسرائيليون غزة الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

شهيد وإصابات والاحتلال يقرر هدم 106 منازل بالضفة الغربية

أُصيب 5 فلسطينيين، بينهم فتاتان من ذوات الاحتياجات الخاصة، جراء اعتداءات نفذها مستوطنون بمناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، في وقت استشهد فيه فلسطيني برصاص جيش الاحتلال وأصيب 7 آخرون بينهم طفل، خلال اقتحام إسرائيل عدة بلدات فلسطينية.

وقال الناشط الفلسطيني ضد الاستيطان سامي مخامرة -في وقت متأخر أمس الخميس- إن 3 مواطنين أصيبوا بجروح ورضوض جراء اعتداء مستوطنين عليهم قرب قرية سوسيا في مسافر يطا جنوب الخليل.

وأضاف مخامرة أن عددا من المستوطنين المسلحين هاجموا رعاة أغنام في منطقة "أم نير" القريبة من سوسيا، واعتدوا عليهم بالضرب، وحاولوا سرقة بعض مواشيهم.

وأشار الناشط الفلسطيني ضد الاستيطان إلى أن جيش الاحتلال حضر إلى المنطقة، واعتقل مواطنين اثنين قبل أن يفرج عنهما لاحقًا.

وشمال الخليل، أفاد شهود عيان بأن مستوطنين قاموا بمهاجمة فتاتين من ذوات الإعاقة في المدخل الجنوبي لبلدة سعير.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) إن المستوطنين قاموا برش الشقيقتين دينا ودنيا يوسف جرادات -وهما في الثلاثينات من العمر ومن ذوات الاحتياجات الخاصة- بمادة سائلة لم تعرف طبيعتها، مما أدى إلى إصابتهما باحمرار شديد في الوجه والعيون، وقد نقلا على إثرها الى أحد المراكز الطبية في البلدة لتلقي العلاج.

إعلان

وفي برية تقوع شرق بيت لحم (جنوب) اقتحم مستوطنون مناطق رعوية واعتدوا على رعاة أغنام ومنعوهم من الوصول إليها.

وأشارت "وفا" إلى استيلاء المستوطنين على مساحات واسعة من المنطقة منذ بدء الإبادة بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإحضار بيوت متنقلة إليها، ومنع أصحابها الفلسطينيين من الوصول إليها.

جيش الاحتلال هدم مئات المنازل بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (الفرنسية)

وفي أريحا (شرق) هاجم مستوطنون يستقلون الخيول تجمع عرب المليحات البدوي شمال غرب المدينة، واعتدوا على مواطنين ونشطاء أجانب، مستخدمين غاز الفلفل، وفق منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو.

وقد نشرت هذه المنظمة مقاطع مصورة لمستوطنين مسلحين وملثمين يتجولون بين المساكن، ويهاجمون الفلسطينيين ومتضامنين أجانب معهم.

وقالت "وفا" إن المستوطنين قاموا برش غاز الفلفل على عدد من الفلسطينيين و"نشطاء السلام" الذين يتضامنون معهم.

ومن جهة ثانية، قال المشرف على منظمة البيدر حسن مليحات إن المستوطنين جففوا قناة مائية في "نبع العوجا" (شرق) كانت تعتمد عليها التجمعات البدوية.

وأضاف أن المستوطنين جففوا هذه القناة المائية بالاستيلاء على نبع العوجا المغذي لها، ونقلوا مياه النبع إلى المستوطنات بهدف الضغط على سكان التجمعات البدوية لترحيلهم.

وأوضح مليحات أن هناك ألف شخص وأغنامهم يعتمدون على هذه القناة المائية، وباتوا ليلتهم عطشى.

وفي الأغوار الشمالية، حطم مستوطنون خلايا شمسية ومضخات مياه في "خربة الدير" ضمن حملة استهداف متواصلة للبنية التحتية الزراعية بالمنطقة.

الاحتلال الإسرائيلي شرد آلاف الفلسطينيين من جنين وطولكرم شمالي الضفة (الفرنسية) شهيد وإصابات

بالتوازي مع ذلك، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيا وأصابت آخرين خلال اقتحامها مناطق متفرقة بالضفة الغربية.

إعلان

ومن جانبها أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد المواطن علاء خضير (29 عاما) برصاص جيش الاحتلال الذي اقتحم بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس شمال الضفة.

كما ذكرت مصادر طبية بمستشفى رفيديا بمدينة نابلس أن الشاب خضير استشهد متأثرا بإصابته الخطيرة في الصدر.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيتا، وسط إطلاق كثيف للرصاص، مما أدى لاندلاع مواجهات في المنطقة.

كما أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني -في بيان- أن طواقمها نقلوا إلى المستشفى طفلا عمره 16 عاما مصابا بالرصاص الحي في الظهر، بعد اقتحام جيش الاحتلال بلدة سالم شرق نابلس.

وقال الهلال الأحمر إن طواقمه تعاملت مع 6 إصابات بحالات اختناق -في بلدة بني نعيم شرق الخليل (جنوب)- نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، وذلك بعد اقتحام القوات الإسرائيلية البلدة وإغلاق عدد من الطرق وانتشارها بعدة أحياء.

الجيش الإسرائيلي يقتحم بشكل يومي مدن وبلدات ومخيمات الضفة المحتلة (الأناضول) هدم مبان بجنين وطولكرم

وفي الوقت ذاته، أعلن جيش الاحتلال أمس عزمه على هدم 106 مبان لفلسطينيين بمخيمي طولكرم ونور شمس شمال الضفة.

وجاء ذلك في إعلان صادر عن الجيش، مرفق بخرائط تحدد المنازل المستهدفة، وقد سلم نسخة منه للارتباط الفلسطيني (جهة اتصال رسمية مع إسرائيل).

وتظهر الخرائط المرفقة بالقرار وقد بدت علامات حمراء على المنازل المستهدفة بالهدم.

وجاء في نسخة القرار بالعربية والموقع من قبل قائد جيش الاحتلال بالضفة آفي بلوط أنه "بموجب صلاحياتي كقائد عسكري (..) وبما أنني أعتقد أن الأمر ضروري لأغراض عسكرية بحتة، فإنني آمر بهدم المباني المحددة بالأحمر على الخريطة".

وأشار بلوط إلى أن عملية هدم المباني تبدأ خلال 24 ساعة من حين توقيع هذا الإعلان المؤرخ في اليوم الأول من مايو/أيار الجاري.

ومن جهته، طالب محافظ طولكرم عبد الله كميل بتدخل دولي عاجل للضغط على إسرائيل من أجل وقف قرار هدم 106 مبان بمخيمي طولكرم ونور شمس.

توسع المستوطنات بالضفة وصل إلى مستويات غير مسبوقة (الفرنسية)

 

ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية) نفذ المستوطنون 860 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة خلال الشهور الـ3 الأولى من هذا العام.

وبالتوازي مع الإبادة الجماعية بغزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون عدوانهم بالضفة، مما أدى لاستشهاد أكثر من 959 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف آخرين، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.

إعلان

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل إبادة ممنهجة بقطاع غزة خلفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية
  • شهيد وإصابات والاحتلال يقرر هدم 106 منازل بالضفة الغربية
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • الضفة الغربية.. استمرار الاقتحامات الإسرائيلية وحملات الاعتقال
  • “حماس” تشيد بمقاومة بيتا وتدعو للتصدي لاقتحامات العدو وجرائم المستوطنين
  • الجيش الإسرائيلي يهدم منزلي عائلتين في قرية قبيا شمال الضفة الغربية المحتلة
  • حماس” تشيد بمقاومة بيتا وتدعو للتصدي لاقتحامات العدو وجرائم المستوطنين
  • "نار الله الموقدة".. الحرائق تلتهم المستوطنات الإسرائيلية وتحاصر جنود الاحتلال
  • جيش الاحتلال يقتحم بلدة حجة شرق قلقيلية في الضفة الغربية
  • مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى وإضراب شامل في طولكرم