اعتقاد خاطئ عن آية "وأما بنعمة ربك فحدث"
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
كثير من الناس عند قرأتهم لسورة الضحى وبالتحديد عند آية «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ » لا يفهمون المقصود منها، فيفهمونها على أنه التحدث بما عندهم من الأملاك والأطيان وما إلى ذلك، ولكن هذا اعتقاد خاطئ، ولكن هناك معنى آخر للآية وهو التطوير والتحديث فلفظ "فحدث" مأخوذ من الحداثة، وهذا أكبر دليل على أن القرآن حمال أوجه.
إنه يجب على الإنسان أن يحمد ربه بالقول كما يحمده بالفعل على نعمه الكثيرة التى لا تعد ولا تحصى، فمن شكر الله أن ينشر الإنسان على لسانه حمد الله على النعم التى وهبها إياه.
المعنى المقصود من قوله وأما بنعمة ربك فحدث
المقصود بكلمة "نعمة" في قوله تعالى "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث" هي نعمة النبوة والقرآن والإسلام، فالله تعالى في سورة آل عمران قال: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا».
فإذا من الله علي عبده، عليه أن يحدث الناس بأن يكرموا اليتيم ويطعموه، كما كان يفعل النبي مع الأيتام والفقراء، منوهًا بأن الإنسان إذا أراد ألا يقطع الله مدده عنه فعليه أن يتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأن يطيعه كما قال الله تعالى: «مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ».
شرح قوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث
ألمح الداعية خالد الجندي، إلى أن الناس يفهمون قوله تعالى "وأما بنعمة ربك فحدث" بالخطأ، مشيرًا إلى أنهم يفهمونها على أنه التحدث بما عندهم من الأملاك والأطيان وما إلى ذلك.
وذكر "الجندي"، أن هذا الكلام خطأ وبه تُكسر قلوب الناس، لافتا إلى أن المقصود من الآية هو نقل الدين والعلم للغير والتحدث بهذا مع الغير وليس كما يفهم الناس، منوها بأن قوله "وأما السائل فلا تنهر" ليس معناه أن السائل هو الشحاذ، ولكن السائل هو الذي يسأل في الدين.
سورة الضحى من السور المكية، نزلت بعد نزول الوحي بفترة صغيرة، واشتملت هذه السورة الكريمة على معان في الإحسان والرفق باليتيم، ومساعدة المحتاج.
السورة تدعو إلى عدم الحزن والضيق على الابتلاءات، وبشارة للدعاة بأن الله تعالى لن يبغضهم ولن يتركهم، بل سيحيطهم بعنايته وتأييده.
وفي السورة تذكير بنعم الله على الإنسان وكثرة أفضاله ودعوة إلى الرأفة باليتيم وتلبية السائل وطالب المساعدة، والتحدث بنعم الله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سورة الضحى المقصود من
إقرأ أيضاً:
الزكاة.. حق لا يقبل التأخير
حثّ الله تعالى على المسارعة إلى الخيرات، والمبادرة في أداء الطاعات والعبادات، لننال أعلى الدرجات، ونحصل على أعظم الأجور والهبات، قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)، ومن تلك الأعمال والواجبات إخراج الزكاة، قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاة وَآتُوا الزَّكَاة وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِين).
والزكاة مِن العبادات التي متى ما توفرت شروطها وانتفت موانعها، وجب على المكلَّف بها المبادرة بإخراجها، وعدم تأخيرها، لأنها حق يجب صرفه لمستحقيه فوراً، فإن أخّرها بغير عذر، ولغير حاجة أَثِمَ، لقوله تعالى: (وآتوا الزكاة) وَالْأَمْر عَلَى الْفَوْرِ.
فالمبادرة في إخراج الزكاة في وقتها، ومن دون تأخير أسلمُ للمكلَّف، لأن التأخير يجرّ عليه آفات وتبعات من جراء تراكم الواجبات، فيستثقل إخراجها، ويعجز عن النهوض بها، والله يقول: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ)، وقد يعاجله أجلُه قبل إخراجها في وقتها، فيكون قد قصّر في أداء ركن من أركان الدين، ويعتبر من الكانزين الذين قال الله فيهم: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
ولا يعتبر تأخيرها لإدراك فضيلة الوقت مسوغاً شرعياً، كأن يحين وقت إخراجها فيؤخرها لشهر رمضان أو لغيره من الأيام الفاضلة، فإنّ أفضل وقت تدركه فيه الزكاة هو وقت وجوبها، فلا يجوز تأخيرها عنه.
فبادر يا من وجبت في ماله الزكاة بإخراجها فوراً، من غير تسويف أو تأخير، لقوله تعالى: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾، وقوله صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ».
ولا بأس أن يخرج المرء زكاته بنفسه، أو عن طريق من يوكّله، من الجهات المختصة في الدولة التي تعمل في خدمة فريضة الزكاة، وصرفها على مصارفها، لتعزيز السعادة والتلاحم المجتمعي.. إذ إنَّ المسارعة في العبادات دليل على رجاحة العقل وسلامة الدين، ومن تلك العبادات فريضة الزكاة التي لا يجوز تأخيرها عن وقتها. والزكاة بركة ونماء للمال، ينمو بها المال ويكثر ولا ينقص، قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾، وعن أبي كَبْشَةَ الأَنَّمَارِيّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ» قَالَ: «مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ...»، وهي حصن منيع تحفظ المال من التلف والضياع، فقد ثبت في الحديث أن الملائكة تدعو كل يوم للمتصدقين والمنفقين بالنماء والبركة، وللممسكين بالتلف والضياع، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهُمَّ، أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللهُمَّ، أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا».
أثر كبير
للزكاة أثر كبير على الفرد والمجتمع، فعلى مستوى الفرد نجد أثرها في تزكية نفسه وتطهيرها من البخل ومن الطمع وغيرها من الأمراض، قال جلّ في علاه: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)، وعلى مستوى المجتمع نجد أثرها في تحقيق الموازنة في المجتمع، وسد حاجة الفقراء والمساكين، وهي سبب لنزول الرحمة على المجتمع ككل، قال سبحانه: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).