مازال الاحتقان يسود قطاع التربية الوطنية باستمرار الإضراب الوطني في أسبوعه الرّابع على التوالي، حيث شن التنسيق الوطني للتعليم إضرابا جديدا هذا الأسبوع شل المدارس العمومية في جل مناطق المغرب.
عبد الناصر الناجي، خبير تربوي، ورئيس جمعية أماكن لجودة التعليم، قال في تصريح لـ “اليوم 24″، إن الإضرابات المستمرة “تؤثر سلبا على السير العادي للتحصيل المدرسي”، مشيرا إلى أن استمرار الإضرابات على هذا النحو، بدون أن يكون هناك أفق لحل جدي وعاجل بين الأطراف المعنية، “قد يؤدي إلى سنة بيضاء”.


وكشف الناجي، أن الحكومة “ارتكبت بعض الأخطاء التي أدت إلى تأجيج الصراع، كالاقتطاع من الأجور”، معتبرا أن اللحظة تتطلب التوافق وإيجاد أرضية مناسبة للحوار والاستجابة لبعض المطالب التي يصر عليها الأساتذة، لكي تمهد لوقف الإضراب وبالتالي الحوار بين كل الأطراف.
وكشف المتحدث ذاته، أن الظاهر من خلال بيان رئيس الحكومة الذي كشف فيه استعداده فتح حوار جديد مع النقابات الأربع لتجويد النظام الأساسي أن “سقفه لا يتجاوز اتفاق 14 يناير”، وهو اتفاق، يقول الناجي، “لا يستجيب لكل انتظارات رجال ونساء التعليم، خاصة فيما يتعلق بالزيادات وحل قضية الأساتذة أطر الأكاديميات”.
وأشار الخبير التربوي، إلى الاجتماع الذي عقدته الأغلبية الحكومية، أمس الاثنين، بدوره، والذي تحدث عن إعادة فتح قنوات الحوار مع المضربين “ولكن سقفه أعتقد أنه محدد بدوره في الاتفاق الذي وقعته الحكومة مع أربع نقابات فقط، وليس كل النقابات، بل نتحدث اليوم عن دور التنسيقيات في الإضراب”.
وتابع بالقول: “يجب أن نعرف أن من يؤطر الإضراب اليوم في الميدان هو التنسيقيات، وبالخصوص التنسيق الوطني الذي يضم أزيد من عشرين تنسيقية، وبالتالي فالأمر لا يعني فقط أربع نقابات التي تتحاور معها الحكومة”.
وأوضح الناجي، أن الحكومة لم تعط إلى حدود الساعة أي إشارة تبين قبولها المناقشة الجذرية للنظام الأساسي، وسقف ما تتجه إليه هو تعديلات طفيفة عكس ما يطالب به رجال ونساء التعليم، خاصة الأساتذة المتعاقدين الذين يجب الحسم في ملفهم من طرف الحكومة.
وشدد الخبير التربوي، على أن هذا الملف يجب أن تحسم فيه الحكومة؛ أي هل سيتم إدماجهم في الوظيفة العمومية، أو لن يتم ذلك؟ وهنا، يقول الناجي “يجب على الحكومة أن تكون مسؤولة وتصارح الرأي العام الوطني بخصوص هذا الملف، وتدافع عن عدم إدماجهم إن رأت ذلك فيه مصلحة”.
وقال المتحدث ذاته، إن مراجعة النظام الأساسي بمرجعية سقفها اتفاق 14 يناير “لا أعتقد أنه سيرضي الأطراف التي تخوض الإضراب، حيث يقولون بأن مضامينه لا تلبي جميع مطالبهم”، مشيرا إلى أن هذا السقف من النقاش “قد يطيل من الإضراب، مما سيكون له انعكاسات على الموسم الدراسي”.
وطالب الناجي، بأن يكون قانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي المرجع المؤطر لأي إصلاح يشمل النظام الأساسي، لأنه “يقدم إجابات عن مجموعة من الإشكالات التي تواجه قطاع التربية الوطنية، وبالتالي ستكون مدخلاته أرضية جدية لنقاش فعال بين الأطراف المعنية.
ودعا الخبير التربوي كذلك، إلى اعتماد البرنامج الحكومي كمرجع، خاصة منه إقرار الزيادات التي ستشمل رجال ونساء التعليم، باعتباره من المطالب الأساسية التي تنادي بها الشغيلة التعليمة لوقف الإضراب، داعيا، في السياق نفسه، لـ “إشراك المجلس الأعلى للتربية والتكوين كمؤسسة استشارية في هذا الجانب، لتساهم إلى جانب الحكومة في تجويد النظام الأساسي بما يؤدي لرفع الاحتقان في هذا القطاع الحيوي”.
وشدد الناجي، على أن أمر وقف الإضراب، بناء على هذه المعطيات، أمر “يبدو صعبا” إن لم تتنازل الحكومة وتتجه لمراجعة جذرية للنظام الأساسي، قائلا: “أعتقد أنه من الصعب أن يوقف الأساتذة إضرابهم إن لم تكن هناك خطوة جدية تهم مراجعة جديدة وشاملة للنظام الأساسي بما يلبي الملف المطلبي لرجال ونساء التعليم، خاصة مطلب الزيادات وحل نهائي لأطر الأكاديميات”.

كلمات دلالية النظام الأساسي لموظفي التعليم خبير تربوي عبد الناصر الناجي

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: النظام الأساسي لموظفي التعليم خبير تربوي النظام الأساسی ونساء التعلیم

إقرأ أيضاً:

مدبولي: الحكومة اتخذت تيسيرات واسعة لجذب كبريات الشركات العالمية المتخصصة بصناعة الأجهزة المنزلية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماع الحكومة، بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ وذلك لمناقشة عدد من القضايا والملفات.

واستهل رئيس مجلس الوزراء الاجتماع، بالإشارة إلى أن الأيام الماضية شهدت زخما في الأحداث على الساحتين الإقليمية والعالمية، ولاسيما بعد تعرض لبنان لهجوم سيبراني خلال اليومين الماضيين، لافتا في هذا الصدد إلى موقف مصر الرافض لأية محاولات لتصعيد الصراع وتوسعة نطاقه إقليمياً، وضرورة تحلي جميع الأطراف بالمسئولية، وحرص مصر على أمن لبنان واستقراره وسيادته،  مشيرا إلى أن هذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال اللقاءات التي أجراها مع  "أنتوني بلينكن"، وزير الخارجية الأمريكي، الذي زار مصر مؤخرا، وكذلك مع عدد من رؤساء الدول.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: حرص فخامة الرئيس، خلال تناوله لأزمة قطاع غزة مع الوزير الأمريكي، على التشديد على أولوية التدخل الحاسم لإزالة العراقيل أمام إدخال كميات ضخمة من المساعدات إلى أهالي غزة، الذين يعانون من كارثة معيشية وصحية، بالإضافة إلى ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وعدم مواصلة سياسات التصعيد ضد الفلسطينيين.

 كما نوه رئيس الوزراء إلى حرص  الرئيس على التأكيد أيضا خلال الاتصال الهاتفيّ الذي تلقاه من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على الرفض التام لتصفية القضية الفلسطينية، أو تحويل الأراضي الفلسطينية إلى مناطق غير قابلة للحياة بهدف تهجير الفلسطينيين.
 وانتقل رئيس مجلس الوزراء للشأن المحليّ، مشيرا في هذا الصدد إلى حرص الحكومة على المضي في تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة، التي تستهدف تعزيز دور القطاع الخاص في الاستثمار وضمان الإدارة المُثلى لأصول الدولة، وذلك في إطار برنامج الإصلاح الهيكلي للاقتصاد الذي تنفذه الدولة المصرية، انطلاقا من الحرص على التخارج من عدد من القطاعات وإتاحة الفرصة بشكل أكبر للقطاع الخاص في هذا الشأن.

 وعقب ذلك، نوّه الدكتور مصطفى مدبولي إلى زيارته التي قام بها مؤخرا للمملكة العربية السعودية، ولقاءاته العديدة التي أجراها مع وزراء: الاستثمار والتجارة، والمالية، والصناعة والثروة المعدنية، بالسعودية، إلى جانب حضور لقاء موسع مع عدد من كِبار المستثمرين السعوديين من أعضاء اتحاد الغرف السعودية ومجلس الأعمال المصري السعودي، لافتا إلى استقباله في نهاية الزيارة، الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، حيث تم التأكيد، خلال هذا اللقاء، على توافق مصر والمملكة حول مختلف القضايا الإقليمية.

 وفي سياق حديثه عن زيارته للمملكة، شدد رئيس مجلس الوزراء على أهمية التوصل إلى صورة نهائية لاتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات المصرية السعودية،  والاستعداد لتوقيعها قريبا.  
وخلال الاجتماع، أثنى رئيس الوزراء على الجهود التي بذلتها الحكومة لجذب الاستثمارات الأجنبية في الصناعات المستهدفة، والتي أثمرت عن افتتاح مصنع "بيكو" للأجهزة المنزلية ، وهو ما يمثل رسالة إيجابية قوية عن الاقتصاد المصري بوجه عام، فالحكومة اتخذت إجراءات وتيسيرات واسعة أسهمت في جذب كبريات الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الأجهزة المنزلية، مؤكدا استمرار الحكومة في سعيها لجذب كبريات الشركات العالمية في مختلف القطاعات والمجالات.

وخلال حديثه، تطرق الدكتور مصطفى مدبولي لاحتفالية إطلاق المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي أقيمت تحت رعاية رئيس الجمهورية، والتي تعد إعلانا عن انطلاق المبادرة لجميع المواطنين على مستوى الجمهورية وإتاحة طريق للمواطن المصري نحو التنمية الذاتية، والصحية، والتعليمية، والرياضية، والثقافية، والسلوكية؛ من أجل تقديم مواطن صحيح متعلم، متمكن، قادر، واع، ومثقف للمجتمع.  

 وفي هذا الإطار، وجه رئيس مجلس الوزراء الشكر والتحية للمجموعة الوزارية للتنمية البشرية، التي بذلت جهودا واضحة؛ حتى خرجت المبادرة للنور، مشددا على ضرورة أن تكون للمبادرة مستهدفات تنفيذية واضحة يتم متابعتها بصورة دورية؛ حتى يتسنى لنا تحقيق مستهدفات الدولة من هذه المبادرة الرئاسية المهمة.
وعقب الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، بالإشارة إلى أنه تم وضع الخطة التنفيذية للمبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، مؤكدا أنه ستكون هناك متابعة دورية لكل محاور المبادرة.

 كما أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، من جانبها، أن المحافظات بدأت على الفور في تنفيذ المحاور المختلفة للمبادرة، وذلك بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، مضيفة أن هناك متابعة مستمرة من المسئولين لهذا الملف المهم.

مقالات مشابهة

  • خبير تربوي: تطوير عملية هيكلة المناهج تتناسب مع قدرة استيعاب الطلاب
  • خبير تربوي: مصر طورت عملية هيكلة المناهج لتخفيف المواد
  • أمر ملكي: اعتماد النظام الأساسي لمؤسسة الملك سلمان غير الربحية
  • خادم الحرمين الشريفين يصدر أمرًا ملكيًا باعتماد النظام الأساسي لمؤسسة الملك سلمان غير الربحية
  • الملك يصدر أمرًا ملكيًا باعتماد النظام الأساسي لمؤسسة الملك سلمان غير الربحية
  • أمر ملكي باعتماد النظام الأساسي لمؤسسة الملك سلمان غير الربحية
  • مدبولي: الحكومة اتخذت تيسيرات واسعة لجذب كبريات الشركات العالمية المتخصصة بصناعة الأجهزة المنزلية
  • مدبولي: الحكومة اتخذت تيسيرات واسعة لجذب كبريات الشركات العالمية
  • انطلاق مؤتمر الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير التعليم
  • خبير تربوي لـ«الأسبوع»: إدراج مواد الهوية الوطنية في المدارس الدولية علاج للتغريب التعليمي