فريدمان: رؤية نتنياهو لحل الصراع مع الفلسطينيين وصفة لكارثة على إسرائيل واليهود وأميركا
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
انتقد الكاتب الأميركي توماس فريدمان رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسلام مع الفلسطينيين، قائلا إنها وصفة لكارثة ستحل بإسرائيل وأميركا واليهود في كل مكان وحلفاء الولايات المتحدة من العرب المعتدلين.
وأوضح فريدمان أنه كان يحزم أمتعته لمغادرة إسرائيل -بعد 9 أيام من زيارته لها لتغطية الأحداث هناك- عندما كشف نتنياهو عن رؤيته تلك في مؤتمر صحفي صرّح فيه إلى وجود خلاف بين بلاده والولايات المتحدة، بشأن كيفية إنهاء الحرب المشتعلة في قطاع غزة.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن البلدين ليس لديهما رؤية مشتركة حول الكيفية التي ينبغي لإسرائيل أن تكمل بها حربها في غزة، أو كيفية تحويل أي انتصار إسرائيلي إلى سلام دائم مع الفلسطينيين.
وفي مقاله الأسبوعي بصحيفة "نيويورك تايمز"، علّق فريدمان على تصريحات نتنياهو قائلا، إنه "يتعين علينا إما أن نصبح أسرى لإستراتيجية نتنياهو -التي قد تطيح بنا جميعا معه- وإما أن نضع رؤية أميركية للكيفية التي يجب أن تنتهي بها حرب غزة".
وأضاف أن ذلك سيتطلب خطة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "لإنشاء دولتين لشعبين أصليين يعيشان في مناطق غزة والضفة الغربية وإسرائيل".
واستفاض الكاتب الأميركي في التعليق على خطة نتنياهو، ووصفها بأنها رؤية واحدة فقط في الوقت الحالي، وتتلخص في أن "7 ملايين يهودي يسعون لحكم 5 ملايين فلسطيني إلى الأبد"، وهو ما عدّه فريدمان وصفة لكارثة على إسرائيل وأميركا واليهود في جميع أنحاء العالم، وعلى حلفاء أميركا العرب المعتدلين.
وذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض في مؤتمره الصحفي المخاوف الأميركية والدولية بشأن آلاف الفلسطينيين الذين فقدوا أرواحهم في الحرب. والأهم من ذلك -برأي الكاتب- إعلانه بأن الجيش الإسرائيلي سيبقى في غزة طالما كان ذلك ضروريا.
فريدمان: خطة نتنياهو تقوم على أن يظل 7 ملايين يهودي يحكمون 5 ملايين فلسطيني إلى الأبد.. وتلك وصفة لكارثة على إسرائيل وأميركا واليهود في جميع أنحاء العالم
خطة سلامويعتقد فريدمان أن نتنياهو -بإعلانه عن رؤيته تلك- إنما ينفّذ حملة انتخابية تمكّنه من الاستمرار في الحكم. ولإحباط هدفه، فإن الوقت قد حان لكي يكشف الرئيس بايدن عن خطة سلام "عادلة" لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تعكس المصالح الأميركية، وتمكن واشنطن من دعم إسرائيل والفلسطينيين، وكسب دعم العرب المعتدلين لإعادة الإعمار "الاقتصادي" لغزة بعد الحرب.
لكنه لا يرى مثل هذا الدعم ممكنا من أوروبا أو من الإمارات والسعودية، ما لم تلتزم إسرائيل و "بعض" السلطة الفلسطينية "الشرعية" بمبادئ السلام القائم على إنشاء دولتين لشعبين.
ووفقا للمقال، فإن على بايدن أن يقول لإسرائيل، "نحن نغطي جناحكم عسكريا بحاملتي طائراتنا، وماليا بمساعدات بقيمة 14 مليار دولار، ودبلوماسيا في الأمم المتحدة. وثمن ذلك هو قبولكم لإطار سلام يُبنى على دولتين لشعبين أصليين في غزة والضفة الغربية وإسرائيل ما قبل 1967".
فريدمان: على بايدن أن يقول لإسرائيل: نحن نغطي جناحكم عسكريًا بحاملتي طائراتنا، وماليًا بمساعدات بقيمة 14 مليار دولار، ودبلوماسيًا في الأمم المتحدة. وثمن ذلك هو قبولكم لإطار سلام يقوم على دولتين لشعبين أصليين في غزة والضفة الغربية وإسرائيل ما قبل عام 1967
وعمد الكاتب إلى تذكير نتنياهو بخطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التي منحت الفلسطينيين نحو 70% من الضفة الغربية لإقامة دولة، بالإضافة إلى قطاع غزة الموسع وعاصمة في منطقة القدس، وهي الخطة التي وافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه، واصفا إياها بأنها اختراق تاريخي"، ورفضتها السلطة الفلسطينية "بحماقة"، ناصحا إياها بأن هذه فرصة للتعويض عن خطئها، حسب قوله.
وتقوم خطة ترامب -طبقا للمقال- على إمكانية تحقيق السلام، بشرط الإطاحة بحركة حماس من حكم قطاع غزة، على أن تتولى السلطة الفلسطينية زمام الأمور فيه.
ويطرح فريدمان أفكارا على بايدن لكي يتبناها في خطته، موضحا أن بإمكان الرئيس الأميركي –"بمساعدة من حلفائه العرب المعتدلين؛ مثل: الإمارات والسعودية ومصر والأردن والبحرين"- أن يقترح طريقة للتوصل إلى خطة تستند إلى إصلاح السلطة الفلسطينية، وتطهير نظامها التعليمي من المواد المناهضة لإسرائيل، وتحديث قواتها التي تعمل يوميا مع فرق الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية، والإلغاء التدريجي لدعمها المالي للسجناء الفلسطينيين الذين ألحقوا الأذى بالإسرائيليين، على حد تعبير المقال.
فهل السلطة الفلسطينية مستعدة لمثل هذه الصفقة؟ وهل أنصار الفلسطينيين "التقدميين" في الغرب مؤهلون لذلك؟ يتساءل الكاتب، ويمضي فيقول، إنه يعلم أن كثيرا من الزعماء اليهود الأميركيين يرغبون سرا في أن يطرح بايدن مثل هذه الخطة.
لكنه يستدرك أن واحدا منهم فقط هو رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، رونالد لودر، هو الذي أوضح في مقال بإحدى الصحف السعودية أن حل الدولتين وحده كفيل بأن يضمن للإسرائيليين والفلسطينيين حياة كريمة وآمنة.
ويخلص الكاتب إلى أنه إذا تبنت إسرائيل خطة الدولتين "حتى ولو مع بعض التحفظات، فإن من شأن ذلك أن "يعزز نظرة العالم إلى أن حربها في غزة لازمة للدفاع عن النفس، ومقدمة لسلام دائم".
وإذا تبنت السلطة الفلسطينية، بدورها، هذه الخطة "حتى مع بعض التحفظات"، فإن ذلك من شأنه أن يعزز أن السلطة تنوي أن تكون البديل لحماس في تشكيل مستقبل مستقل للفلسطينيين إلى جانب إسرائيل، وأنها لن تقف موقف المتفرج على أفعال حماس أو تقع ضحية لها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء الإسرائیلی السلطة الفلسطینیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أوروبا تتحسر لضعف جيوشها وأميركا تطالب أوكرانيا بالتنازل لروسيا
أقر مسؤولون وقادة أوروبيون بحاجة دولهم لتعزيز قدراتها العسكرية، في ظل مخاوفهم من انفراط عقد تحالفهم مع الولايات المتحدة التي طالبت أوكرانيا بالتنازل عن بعض أراضيها لروسيا من أجل إنهاء الحرب.
وقد استضافت لندن، ظهر اليوم الأحد، اجتماعا لقادة أوروبيين لبحث دعم أوكرانيا ومستقبل أمن القارة.
وتأتي هذه التطورات بعد يومين من طرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من البيت الأبيض، بعد مشادة حادة بينهما حول وقف الحرب بين كييف وموسكو.
وشدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على الحاجة إلى سلام في أوكرانيا تدعمه ضمانات أمنية قوية.
وعقب اللقاء الأوروبي، حذر ستارمر من أن الأمن الأوروبي يواجه "لحظة لا تتكرر إلا مرة واحدة في الجيل".
ووجه ستارمر خطابه للرئيس الأوكراني قائلا إننا جميعًا معك ومع شعب أوكرانيا.
وأوضح ستارمر أنه يعمل مع الولايات المتحدة على ضمان السلام، وقال "نتفق مع الرئيس الأميركي على الحاجة العاجلة لسلام مستدام".
وأضاف "علينا أن نبقي على ارتباطنا بالولايات المتحدة لأنه الطريق الوحيد لأمن أوروبا".
وشدد على أن الحفاظ على السلام يقتضي قدرتنا على الدفاع عنه، قائلا إن ما حدث في أوكرانيا بعد الهجوم الروسي أثر بشكل كبير على البريطانيين.
إعلانوقال إنه في نهاية المطاف يجب إشراك روسيا في خطتنا بشأن أوكرانيا.
حاجة عاجلة للتسلحوقالت رئيسة المفوضية الأوروبية "نحتاج لوضع أوكرانيا في موقع قوة".
وجاء، في تصريحاتها، "نريد أن تعرف الولايات المتحدة أننا مستعدون للدفاع عن الديمقراطية.. علينا تعزيز قدراتنا الدفاعية".
ولم تتوقف عند هذا الحد بل قالت "نحن في حاجة لإعادة تسليح أوروبا بشكل عاجل".
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته "نعرف وضعنا الأمني ونحتاج لزيادة إنفاقنا الدفاعي في أوروبا وكندا".
وأضاف أن على أوروبا الاستعداد للحظة إعلان وقف إطلاق النار في أوكرانيا وحراسة السلام.
ومن جانبها، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني الأحد إنه "من المهم للغاية تجنب خطر انقسام" الغرب.
موسم العار
وفي وقت سابق، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "بدأت حقبة جديدة من العار يجب أن ندافع فيها أكثر من أي وقت مضى عن النظام الدولي القائم على القواعد وقوة القانون، في مواجهة قانون الأقوى".
ودعت الوزيرة الألمانية إلى تخفيف ضوابط الميزانية المحلية والأوروبية من أجل توفير موارد إضافية لمساعدة أوكرانيا وتعزيز الدفاع الأوروبي.
وكانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس قالت الجمعة "بات واضحا أن العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد. يتعين علينا نحن الأوروبيين أن نواجه هذا التحدي".
يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبدى استعداده "لفتح النقاش" حول ردع أوروبي نووي في المستقبل بعد طلب بهذا الخصوص من المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس، الذي رأى من الضروري أن تستعد أوروبا "لأسوأ سيناريو" المتمثل بتخلي واشنطن عن حلف شمال الأطلسي.
وأعرب ماكرون، في مقابلة نُشرت السبت، عن أمله في أن تحرز دول الاتحاد الأوروبي تقدما سريعا نحو "تمويل مشترك ضخم ومكثف" مقداره "مئات المليارات من اليورو" لبناء دفاع مشترك.
إعلانوقال "أرى اليوم أن الوقت حان ليقظة إستراتيجية لأن في كل دولة ثمة عدم يقين حول استمرار الدعم الأميركي على المدى الطويل".
الأرض مقابل الأمن
في المقابل، قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز اليوم الأحد إن إنهاء الحرب في أوكرانيا يتطلب تنازلات أوكرانية عن بعض الأراضي، وتنازلات روسية بشأن الضمانات.
وأضاف والتز، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن واشنطن تحتاج قائدا في أوكرانيا قادرا على التعامل معها والتفاوض مع الروس لإنهاء الحرب.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن تحقيق السلام ليس ممكنا دون الحديث مع الجانب الروسي ومعرفة مطالبهم.
وأضاف روبيو، في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي"، إن الرئيس ترامب هو الشخص الوحيد في العالم الذي يستطيع جلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تحتاج إلى سلام مدعوم بضمانات أمنية قوية.
وأضاف أنه من المهم تعزيز مواقف أوكرانيا في التعامل مع الحلفاء بالدول الأوروبية والولايات المتحدة.