الجيش الاسرائيلي يحول مستشفى الشفاء الى معسكر اعتقال وتحقيق
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
احال الجيش الاسرائيلي مستشفى الشفاء في غزة الذي اقتحمه مساء الثلاثاء الى معسكر للاعتقال مع احتجازه نازحين وذوي مرضى واخضاعهم للتحقيق، فيما يواصل البحث عن ادلة تثبت زعمه حول اتخاذ حماس للمستشفى مركز قيادة لعملياتها.
اقرأ ايضاًونقلت وسائل اعلام عن مصادر من داخل مجمع الشفاء قولها ان الجيش الاسرائيلي يجري عمليات استجواب وتحقيق مع نازحين داخل مجمع مستشفى الشفاء بعدما احاطه بدائرة مغلقة من دباباته ومدرعاته التي ادخل بعضها الى ساحات المجمع.
واضافت المصادر ان الجنود الاسرائيليين يستدعون عبر مكبرات الصوت اشخاصا باسمائهم من ضمن النازحين من اجل تسليم انفسهم، حيث يتم اخضاعهم بعد ذلك الى التحقيق.
واقتحم الجيش الاسرائيلي المجمع مساء الثلاثاء، بعد حصار استمر لاكثر من اسبوع، وذلك بزعم ان حركة حماس تتخذ في انفاق تحته مقرا لقيادة عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
كما قال الجيش ان حماس تخفي في المستشفى عددا من الرهائن الذين احتجزتهم خلال هجومها الذي شنته في السابع من تشرين الاول/اكتوبر، وقتلت خلاله المئات من المستوطنين والجنود.
واعلنت اسرائيل الحرب على قطاع غزة اثر الهجوم، حيث اطلقت حملة قصف وغارات مدمرة خلفت حتى الان اكثر من 11 الف شهيد وزهاء 30 الف جريح ودمارا هائلا وغير مسبوق في انحاء القطاع.
وانضمت الولايات المتحدة الثلاثاء، الى اسرائيل في مزاعمها، مشيرة الى ان لديها معلومات تؤكد وجود عناصر وقيادة لحماس في المجمع الذي يعد اكبر مستشفيات قطاع غزة.
لا اثر للرهائنوحتى الان، لم تفلح عمليات البحث والتفتيش التي يجريها الجنود داخل المجمع في العثور على اي من الرهائن المزعومين، بحسب ما اكدته اذاعة الجيش الاسرائيلي.
ونقلت الاذاعة عن مسؤول امني اسرائيلي قوله انه لم يتم العثور حتى الان على اي مؤشرات لوجود رهائن في مستشفى الشفاء.
ونفى المسؤول ان يكون الجيش قد تعرض لاي من الطواقم الطبية او المرضى داخل المجمع، او قام بتدمير شبكة الكهرباء والاتصالات فيه، وذلك ردا على اتهام حماس للجنود الاسرائيليين بالقيام بعمليات تخريب متعمدة في مستشفى الشفاء.
لكنه اشار الى اشتباكات حصلت في محيط المستشفى، وتمكن الجيش الاسرائيلي خلالها من قتل خمسة مسلحين.
اقرأ ايضاًوبينما لم يحدد الجيش الاسرائيلي وقتا لعمليته الجارية داخل مستشفى الشفاء، فقد حذر المرصد الأورومتوسطي الحقوقي من ان طول امد العملية يثير مخاوف من احتمال قيام اسرائيل باعداد مسرح لمشهد مصطنع فيه لاثبات مزاعم وجود قيادة لحماس داخل المجمع.
وقال المرصد ان اثبات تلك المزاعم لا يتطلب هذه الساعات الطويلة التي استغرقها الجيش الاسرائيلي منذ اقتحامه للمستشفى.
وفي ما يشير الى احباط لدى الحكومة الاسرائيلية ازاء العثور على ما يثبت استخدام المستشفى لاغراض عسكرية من قبل حركة حماس، فقد اكد وزير الدفاع يوأف غالانت انه ابلغ مبعوث البيت الابيض الى الشرق الاوسط ريت ماكغورك ان العملية التي تشنها الدولة العبرية في غزة لن تتوقف حتى تحقق اهدافها المتمثلة في القضاء على حماس واستعادة الرهائن.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التاريخ التشابه الوصف الجیش الاسرائیلی مستشفى الشفاء
إقرأ أيضاً:
السودان .. سيطرة الجيش على الخرطوم بداية لـ «الاستقرار» أم استمرار لـ «الحرب»
و سط الدمار و الدموع استقبلت الحجة رقية و هي سيدة ستينية من سكان العاصمة الخرطوم نبأ سيطرة الجيش السوداني على المدينة بمزيج من الفرح و القلق بعد أشهر من العزلة و الرعب و بدأت هذه اللحظة بالنسبة لها كأنها نهاية كابوس طويل لكنها في الوقت ذاته مثلت بداية لأسئلة جديدة حول المستقبل.
التغيير – فتح الرحمن حمودة
ما عاشته الحجة رقية يعكس مشاعر العديد من سكان الخرطوم الذين وجدوا أنفسهم بين الأمل في استعادة الحياة الطبيعية و الخوف من أن تكون السيطرة العسكرية مجرد فصل آخر من فصول الأزمة المستمرة في البلاد .
و منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 أصبحت البلاد مسرحا لصراع معقد بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع و تحول النزاع إلى حرب استنزاف أرهقت البلاد و أدت إلى دمار واسع النطاق خاصة في العاصمة الخرطوم حيث تسببت المعارك في انهيار مؤسسات الدولة و انهيار البنية التحتية و نزوح الملايين فضلا عن أزمة إنسانية خانقة.
و يقول الصحفي و المحلل السياسي محمد سعيد أن الصراعات الداخلية بين الأطراف المتقاتلة و خاصة داخل الجيش تؤثر بشكل مباشر على الوضع الأمني و يضيف في حديثه لـ ” التغيير” بأن تعدد الجماعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش قد يؤدي إلى توترات داخل العاصمة الخرطوم حيث يسعى كل طرف للحصول على نصيبه من المكاسب السياسة و حصته في السلطة .
و يرى سعيد أن المتغيرات أصبحت تصب في مصلحة الجيش ما يمنحه موقفا تفاوضيا اقوى خاصة بعد إحكام سيطرته الميدانية على العاصمة و ويرى أن الجيش نجح في إيصال الحرب إلى مرحلة التفاوض و هو الهدف الذي يسعى إليه منذ البداية بحسب رائه .
و طوال الفترات الماضية حاولت وساطات إقليمية و دولية مثل منبر جدة التوصل إلى حلول سلمية لكنها باءت بالفشل بسبب تمسك كل طرف بمطالبه و سعيه لتعزيز مواقعه الميدانية قبل الدخول في أي تفاوض جاد .
ويرى الصحفي و المحلل السياسي ماهر أبو الجوخ أن الجيش قد يجد نفسه في موقف أقوى للتفاوض و يشير إلى أن هناك تعقيدات داخلية قائلا في حديثه لـ ” التغيير ” أن هناك تيارات مختلفة داخل الجيش و التحالفات التي تدعمه بدءا من الإسلاميين الذين يسعون لاستعادة نفوذهم بالكامل مرورا بالحركات المسلحة التي تبحث عن مكاسب سياسية وصولا إلى القيادة العسكرية التي تريد السلطة المطلقة و يقول إن هذه التباينات قد تعرقل أي مسار سياسي حقيقي .
و يضيف أبو الجوخ أن الاستقرار في الخرطوم لا يعني نهاية الحرب حيث لا تزال هناك تهديدات قائمة مثل القصف المدفعي و الطائرات المسيرة فضلا عن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تجعل أي استقرار حقيقي مرهونا بوقف شامل للحرب .
و إلى جانب التحديات السياسية تواجه الخرطوم واقعا امنيا معقدا بسبب الانقسامات داخل القوات التي قاتلت إلى جانب الجيش فهناك فصائل مسلحة متعددة بعضها ينتمي إلى حركات دارفور و أخرى مرتبطة بالإسلاميين بالإضافة إلى مليشيات محلية مثل “درع السودان” و كل منها له أجندته الخاصة .
و يعتقد المحلل السياسي عبدالله رزق أن الجيش لن يتخلى عن الحكم بسهولة قائلا في حديثه لـ ” التغيير ” إن الجيش يسعى للهيمنة على المرحلة الإنتقالية حتى تسليم السلطة لحكومة منتخبة وفق شروطه و يقول بأنه أمر قد يعطل أي تسوية سياسية شاملة، في المقابل قوات الدعم السريع تسعى لفرض واقع أشبه بحل الدولتين حيث تبني مناطق نفوذ خاصة بها مما يزيد من تعقيدات المشهد .
و لكن يقول الصحفي و المحلل السياسي شوقي عبدالعظيم لـ ” التغيير” أنه بعد تحقيق الجيش لأي تقدم عسكري سيجد نفسه أمام تحديات سياسية و اقتصادية لأن الحركات المسلحة التي تقاتل معه لديها مطالبها و الأسلاميون الذين دعموا الجيش لديهم أجنداتهم أيضا، و يضيف بأن هذا قد يؤدي إلى صراعات داخلية بين الفصائل نفسها مما قد يعرقل أي استقرار دائم .
و ينظر بعض المحللين السياسين إلى أن السيطرة العسكرية على الخرطوم تمثل انتصارا سياسيا و معنويا كبيرا للجيش و لكنها لا تعني بالضرورة نهاية الحرب أو بداية الحل السياسي بين الاطراف المتقاتلة معتقدين أن التصعيد العسكري يقلل فرص الحلول السياسية لأن كل طرف يسعى إلى تحسين موقفه التفاوضي من خلال تحقيق مكاسب ميدانية .
و يجد سكان الخرطوم أنفسهم في انتظار ما ستؤول إليه الأحداث، وفي الوقت الذي يعلن فيه الجيش عن استعادة السيطرة و عودة الحياة لا تزال هناك تحديات كبيرة تعيق تحقيق الاستقرار الحقيقي أبرزها استمرار النزاع و الانقسامات الداخلية و الأوضاع الأقتصادية المتدهورة كما لا يزال السؤال مطروحا هل تعني السيطرة على الخرطوم بداية الاستقرار أم مجرد محطة في حرب لم تنتهِ بعد ؟.
الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع السيطرة