خبير يكشف المكاسب الاقتصادية المحققة من إقامة معرض التجارة البينية الأفريقية بمصر
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن إقامة النسخة الثالثة من معرض التجارة البينية الأفريقية "IATF 2023"، بمصر، بمشاركة 75 دولة وأكثر من 1600 شركة عارضة وآلاف الزائرين، والذي تستضيفه مصر للمرة الثانية، يمثل فرصة كبيرة أمام مصر للترويج للمنتج المحلي، وزيادة حجم صادراتها بدول القارة الأفريقية التي تعد سوقا بكرا.
وأضاف “غراب”: “كما أنها تمثل فرصة كبيرة يمكن من خلالها تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة السمراء بقيادة مصر”.
وأوضح أن مصر بذلت جهدا كبيرا لتحقيق هذا الهدف خلال السنوات السابقة وقطعت فيه شوطا كبيرا.
وذكر غراب، أن القارة الأفريقية محط أنظار العالم لما تتمتع به من الخيرات والمواد الخام والثروات الطبيعية وتباع لدول أوروبية.
وأكد أنه بتحقيق التكامل الاقتصادي الشامل صناعي وتجاري وزراعي بين دول القارة، يمكن استغلال هذه الخيرات والاستفادة منها وتصنيعها وتعزيز مشروعات التصنيع المشترك لتحقيق معدلات نمو مرتفعة وتنمية اقتصادية شاملة بدول القارة.
ولفت إلى أن حجم التجارة البينية بين الدول الأفريقية لا يزال صغيرا لا يتعدى 16 - 17% من حجم التجارة الخارجية للقارة، وهو رقم صغير إذا ما قورن بحجم التبادل التجاري بين دول الاتحاد الأوروبي أو دول القارة الأفريقية والصين.
وأشار إلى أن قيمة التجارة بين مصر والدول الأفريقية خلال أول 8 أشهر من عام 2023 سجلت نحو 5.819 مليار دولار .
ونوه غراب، إلى أن تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية ضروري وهام جدا وهذا توقيته المناسب، فهو يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين دول القارة السمراء.
وقال إن مصر بذلت جهدا عظيما لتفعيل تلك الاتفاقية وتعميق وتعزيز التعاون مع دول القارة الأفريقية، إضافة لتشجيع مشروع القاهرة كيب تاون الذي يمر بريا ويربط عددا من دول القارة، إضافة إلى تطبيق برنامج جسور التجارة العربية الأفريقية، وإعداد قائمة بالفرص الاستثمارية المتاحة لعرضها على مجتمع الأعمال، وسعي مصر الدائم لتعزيز خطط التكامل والاندماج التجاري بالقارة الأفريقية.
وأوضح أن تفعيل إنشاء سوق أفريقية واحدة للسلع والخدمات وتسهيل حرية حركة الأشخاص ورؤوس الأموال والاستثمار، يسهم في تعميق التكامل الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة لدول القارة.
ولفت غراب إلى أن مشاركة رواد الصناعة والتجارة والاستثمار وغيرهم من أنحاء القارة الأفريقية بالمعرض يعد ترويجا للفرص الاستثمارية في مصر، ويسهم في جذب المستثمرين الأفارقة للاستثمار بمصر.
وأضاف أن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية تضم 55 دولة و8 مجموعات اقتصادية، بإجمالي ناتج محلي 3.4 تريليون دولار، وأن إنشاء سوق قارية واحدة يزيد حجم التجارة البينية والاستثمارات والتصنيع المشترك وتوفر فرص العمل.
وأشاد بتوقيع بروتوكولات واتفاقيات في المعرض بـ3 مليار دولار، وفرص تبادل تجاري بين دول القارة تقدر بنحو 10 مليارات دولار .
وتابع غراب، أن القارة السمراء بها العديد من التجمعات الاقتصادية وفقا للمناطق الجغرافية وهي الكوميسا والنيباد الذي تترأسه مصر حاليا والإيكواس والساديك، مؤكدا أنه آن الأوان لاندماج هذه التجمعات الاقتصادية من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة من أجل تحقيق إنشاء السوق الأفريقية المشتركة وتطبيق منطقة التجارة الأفريقية القارية الحرة.
ولفت إلى أن هناك فرصة في يد الدول الأفريقية للتحول من الاستيراد من دول أوروبا إلى التصنيع وتحقيق الاكتفاء الذاتي والتحول من دول مستوردة إلى دول مصدرة لما تمتلكه من إمكانيات كبيرة من الخيرات والثروات الطبيعية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اتفاقية التجارة الحرة التجارة البينية الافريقية التنمية الاقتصادية الثروات الطبيعية التکامل الاقتصادی القارة الأفریقیة التجارة البینیة بین دول القارة إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير مناخي يكشف سر ظهور الفاكهة الموسمية مبكرا في الأسواق
أوضح الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، الأسباب العلمية وراء ملاحظة البعض لانتشار محاصيل الفاكهة والخضروات في الأسواق المصرية قبل مواعيدها المعتادة، مؤكدًا أن الأمر لا يرتبط بتغيرات مناخية طبيعية بل بتقنيات زراعية حديثة.
وخلال مداخلة هاتفية مع برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا" على قناة CBC، أكد الدكتور فهيم أنه "لا توجد فاكهة تخرج عن جدولها الزمني الطبيعي من تلقاء نفسها"، مشيرًا إلى أن البطيخ المتوفر حاليًا في الأسواق هو نتاج "عروة الأنفاق البلاستيكية"، وهي طريقة زراعية متطورة تسمح بزراعته مبكرًا خلال فصل الشتاء.
وأوضح أن هذه العروة تبدأ زراعتها في شهر نوفمبر من كل عام، وتعتمد على استخدام أغطية بلاستيكية منخفضة تشبه الأنفاق الصغيرة لحماية النبات من البرد، خاصة وأن البطيخ من المحاصيل شديدة الحساسية لدرجات الحرارة المنخفضة.
ما هي الأنفاق البلاستيكية؟
عرّف الدكتور فهيم "عروة الأنفاق البلاستيكية" بأنها أسلوب زراعي ذكي يمنح المزارعين مرونة في تحديد موعد الحصاد، ويختلف عن الصوب الزراعية التقليدية. تعتمد هذه التقنية على تغطية النباتات بأغطية بلاستيكية منخفضة، مما يحافظ على درجة حرارة مناسبة لنمو المحصول مع تقليل التكاليف مقارنة بالصوب الكبيرة.
وأشار إلى أن هذه التقنية تُمكّن المزارعين من طرح منتجاتهم في الأسواق مبكرًا، مما يمنحهم ميزة تنافسية، خاصة بالنسبة للمحاصيل المطلوبة مثل البطيخ والكوسة والخيار.
تقنيات زراعية لمواجهة التغيرات المناخية
أكد رئيس مركز تغير المناخ أن استخدام الأنفاق البلاستيكية لا يقتصر على تسريع الإنتاج، بل يُعد أيضًا حلًا هامًا لمواجهة التغيرات المناخية وتقلبات الطقس، بالإضافة إلى دوره في سد الفجوات السوقية بين المواسم الزراعية الرئيسية، مما يساهم في استقرار الأسعار وتوفير المنتجات على مدار العام.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن التوسع في استخدام هذه التقنيات الزراعية يعكس تطور القطاع الزراعي في مصر والتحول نحو زراعة أكثر استدامة ومرونة تعتمد على التكنولوجيا والمعرفة المناخية.