سنا كجك انشغل قادة العدو الإسرائيلي واعلامه المرئي والمسموع في الآونة الأخيرة بالحدث الأبرز والأول من نوعه على الحدود اللبنانية- الجنوبية-  لفلسطين المحتلة ألا وهو خيم حزب الله.. إذ أنها المرة الأولى التي تعمد فيها المقاومة اللبنانية إلى تطبيق مثل هذا الإجراء… أي نصب خيمتين بمواجهة الجيش الإسرائيلي..

“وترمي” خيمها في “ملعب” كاميراته وآلياته العسكرية وتسجل الهدف تلو الآخر لتحقق الفوز في جولتها الميدانية. ومن نافل القول أن حزب الله وقواته الخاصة المتمثلة في “وحدة الرضوان “متمركزة في مناطق حدودية عدة…. “والله وحده يعلم وين ممكن يطلعوا لك “!! من تحت الأرض .. من بين الصخور…. على الأشجار..  ” أنت وحظك”!  فهم أسياد الميدان في كل ساح … علما” أن كل بقعة جغرافية  في تلك المنطقة الحدودية مرصودة من قبل الإسرائيلي وطائراته التجسسية ولكنه ما زال يعجز عن اكتشاف” قوات الرضوان”  إن لم يبادروا هم لاظهار أنفسهم أمامه وهذا ما يُدهشه ويصيبه بالهستيريا! على الرغم من كل وسائل التكنولوجيا المتطورة التي يمتلكها عدونا.. فمنذ متى كان الإسرائيلي يعتمد على “محركاته” الدبلوماسية وليست العسكرية؟  لقد أرسل رسائل عدة باتجاه  قوات اليونيفل الدولية في جنوب لبنان والأمم المتحدة وحتى فرنسا وامريكا كي يضغطوا على لبنان الرسمي ومقاومته من أجل ازاله الخيمتين مع التهديد والوعيد أحيانا” ولكنه يدرك أن العمل العسكري سيكلفه غاليا”! وإلا لبادر وقصفهما عبر الجو دون أي تردد أو انذار مسبق!  العقلية الإسرائيلية بمفهومها الاحتلالي أن خيم حزب الله في مزارع شبعا المحتلة  والتي تعتبرها ضمن “حدودها “قد تستدعي جولة من القتال… ورصدنا سخرية الصحافة الإسرائيلية من تقاعس “حكومتها ” في مواجهة تمدد قوة حزب الله وترسانته العسكرية والصاروخية… فقد نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” كاريكاتير عنوانه: “في تلك اللحظات في موقع حزب الله….  نرى قائد عسكري من الحزب يخاطب أحد جنوده مستنكرا”:  ما هذا صحيفة صهيونية؟  ليرد عليه الجندي: ولكن يا سيدي نحن الآن في إسرائيل ويجب أن نبقى على اطلاع دائم … ويظهر في الخلفية للرسمة خيمة حزب الله وجندي إسرائيلي يراقب المشهد من مسافة قريبة…. الرسام أراد ايصال رسالة  أن حزب الله احتل جزء من إسرائيل وبالتالي يتابع صحافتنا كبقية سُكان إسرائيل!”.  وهذه الصحيفة تُعتبر من أهم الصحف في ” تل أبيب”.  إن قلق العدو الصهيوني من اقتراب رجال المقاومة اللبنانية ليس فقط لأنهم يراقبون تحركاته وحتى “نوبات الحراسة” للجنود الصهاينة واسماء ضباطهم تعلمها المقاومة!  ولكن الهاجس الأكبر الذي يسيطر عليهم هو فكرة تسلل قوات نخبة “الرضوان “إلى الجليل.  أما الوحدة الهندسية  الخاصه بالأنفاق في جيش العدو والتي تُسمى “يهلوم” بالعبرية أي “الجوهرة” بالعربية هي مختصة  بالأنفاق ومن مهامها: تركيب أجهزة استشعار تحت الأرض للكشف عن الأنفاق على طول الحدود اللبنانية- الفلسطينية  وأيضا” على الحدود مع قطاع غزة.  تفكك العبوات الناسفة وتقتحم الأنفاق والممرات الأرضية…  مُجهزة بأحدث الوسائل البصرية للرؤية الليلية أضف أنها تمتلك كل مستلزمات البقاء على قيد الحياة لجنودها ولساعات طويلة في الأنفاق… وتؤمن لهم أجهزة التنفس والملابس الواقية والخوذات وكاشف الألغام.  “وحدة يهلوم” كشف مركز “ألما” الإسرائيلي المختص برصد ومتابعة  كل ما يجري على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان أن “وحدة يهلوم” من ضمن السيناريوهات التي تأخذها بعين الاعتبار  قيادة الجيش لازالة خيم حزب الله على أرض إسرائيل!  وكما وردنا أن المنشور قد حُذف بعد دقائق! وهذا يعني أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية منعت نشر هذا الكلام الذي يدل على دلالات كثيرة..  وإن أردنا التحليل.. فهل حفرت “وحدة الجوهرة” أنفاقها باتجاه جنوب لبنان؟!! وهل من الممكن أن تتسلل داخل الأنفاق  للبقعة التي نُصبت عليها الخيم ؟ على قدر معرفتنا بالتفكير الإسرائيلي من خلال دراسته ومتابعة شؤونه لا نستبعد أن تكون “وحدة يهلوم ” قد خططت للقيام بعمل ما!  والسؤال:  هل يتوقع حزب الله اقدام “إسرائيل” على هكذا فعل ؟؟ ونعني هنا الأنفاق باتجاه لبنان وليس الجليل!  علما” أن قادة جيش العدو  ينتظرون ويتوقعون اقتحام “قوات الرضوان” في أية لحظة إلى المستوطنات! وقد أشار الصحفي الإسرائيلي يوسي يهوشع في صحيفة “يديعوت أحرنوت” إلى: “أن التغييرات التي يجريها حزب الله على طول الحدود مع إسرائيل تشير إلى التحضير لعملية مفاجئة تتمثل في اقتحام المستوطنات فالحزب جاهز ومستعد للحرب.” أما مراسل القناة “13” العبرية  ألون بن دافيد عبر عن رأيه بالقول: “اقتربت إسرائيل من استنفاذ  القنوات الدبلوماسية للتحرك بقوة فمن المحتمل أن يواجه الجيش خيارات عدة منها: احضار الجرافات التي ستقطع الطريق نحو الموقع مع تقدم قوات من الجيش لمحاولة اخلائه بالقوة….” أما الخيار الثاني الذي تحدث عنه… “يتمثل في الهجوم الجوي لابعاد عناصر حزب الله…  والخيار الثالث: التحرك السري للوصول إلى الموقع والسيطرة على عناصر الحزب واعادتهم إلى لبنان أو احضارهم للاستجواب في إسرائيل وتصويرهم وهم يعترفون بانتهاك السيادة”! ونود الاشارة إلى كلماته -(التحرك السري) فهل المغزى منه “وحدة يهلوم” ستكون جاهزة فوق الأرض أم في باطنها؟!! وهل من الممكن أن تجازف قيادة العدو بانتقاء أيا” من هذه الحلول العسكرية؟  إن تصعيد لهجة التهديد في باطنه ليس الاستقواء للقيام بأي خيار عسكري لأن” إسرائيل” ليست بوارد فتح جبهات متعددة وهي تتخبط في الداخل الفلسطيني وقواتها مُنهكة … “وحكومتها” مشرذمة…. ومستوطنيها بات همهم الأساسي تلك التظاهرات ضد الاصلاح القضائي والتي باتت شبه يومية.  وعليه فإن الكيان الغاصب مُرغم على الاستسلام لإرادة حزب الله!  فاليوم قصة خيمه تشتت أفكاره وتفشل مخططاته… وغدا” لا نعلم ماذا سيتخذ من خطوات مؤكد أنها ستستفز العدو.  وكي لا تلجأ “إسرائيل” لتنفيذ أي سيناريو عسكري يؤدي إلى حرب في المنطقة  فلربما توسعت في قنواتها الدبلوماسية ليصل بها الأمر الى التنازل عن أجزاء محتلة من الأراضي اللبنانية.  وما يؤكد صحة وجهة نظرنا أفادت مصادر دبلوماسية أمس بأن موفد دولي مختص بالملف الإسرائيلي في الأمم المتحدة  سيزور الربوع اللبنانية بهدف إجراء اللقاءات والمحادثات للتطرق إلى الوضع الراهن على الحدود الجنوبية للبنان…  وفي أجندته طلب اللقاء مع السيد حسن نصر الله لمناقشة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الغجر وتلال كفر شوبا وقسم من مزارع شبعا المحتلة.  يوحي المناخ الدولي بأن الكيان الموقت  لن يصعد وقد يميل للحلول السلمية عبر الدبلوماسية وهذا “جني ثمار” قوة حزب الله ومعادلات الردع  التي أجبرته على اتباع تكتيكات دقيقة في تعامله على الحدود اللبنانية- الفلسطينية  تجنبا” لأي احتكاك أو استفزاز للمقاومة اللبنانية.  فقد حذرت شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”: “بأن تآكل الردع ضد حزب الله على الحدود الشمالية ينتج عنه أعمال استفزازية من قبله…  مثل تقييد حرية الطيران وقضية الخيم داخل الأراضي الإسرائيلية.”  وبناء عليه فهل تلتزم “إسرائيل” الصمت وتنتظر الحل الدبلوماسي ؟ في حين أن المقاومة  “متسلحة بعنادها” تجاه خيمها الشامخة على أراضينا اللبنانية.. أم قد يجنح بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو نحو اتخاذ القرارات المتهورة والتي ستطيح به “وبحكومته “؟؟ سقنا ما تقدم لنؤكد على أن ” إسرائيل” لربما ترضخ لاملاءات وشروط لبنان فهي في موقع الضعف وليس القوة …. وكل خططها العسكرية باتت تعتمد على المنهج الدفاعي وليس الهجومي.  وما كتبناه في سياق موضوعنا التحليلي لن يروق بالطبع “لوحدة  يهلوم” المختصة بالأنفاق لعلنا كشفنا بين السطور خطتها السرية!!!! صحافية لبنانية

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: على الحدود حزب الله

إقرأ أيضاً:

ضغط ميداني جنوباً وشرقاً على العهد والحكومة والقوى العسكرية

يتصاعد القلق من عودة لبنان ساحة استقطاب او توظيف او تلق لتطورات شديدة الخطورة سواء عبر حدوده الجنوبية مع إسرائيل او حدوده الشرقية مع سوريا.     صورة التداعيات التصعيدية التي تتفاقم يومياً مع العمليات الميدانية الحربية التي تمضي فيها إسرائيل في الجنوب كما صورة المخاوف من انسحاب الاشتعالات الأهلية الدموية في الساحل السوري على مناطق البقاع والشمال، علماً أن منطقتي البقاع الشمالي وعكار عادتا تشهدان نزوح ألوف السوريين الهاربين من سوريا ، هاتان الصورتان ترسمان واقعيا معالم سيناريو مقلق للغاية كان اللبنانيون ظنوا او راهنوا على انه طوي مع بدء الحقبة الجديدة في لبنان.
وكتبت "النهار": الواقع بمعطياته الميدانية او الأمنية والعسكرية على جوانب الحدود اللبنانية مع إسرائيل وسوريا عاد يضغط بهواجسه على العهد والحكومة والقوى العسكرية والأمنية من جهة كما على الرأي العام الداخلي الذي تعتريه نقزة واضحة حيال الخشية من التطورات التصعيدية جنوبا وتداعيات الفوضى الأمنية الدموية في سوريا على لبنان عبر الحدود الشرقية والشمالية .     ولذا، تبدو السلطة اللبنانية في موقع لا تحسد عليه وهي ستكون موقع الرصد والترقب في الأيام القليلة المقبلة لاستكشاف مدى قدرتها على توظيف التحرك الديبلوماسي بكل وجوه الضغط الممكنة التي سيعتمدها لمنع عودة الأمور الى الوراء خصوصا ان الورشة الكبيرة الداخلية انطلقت في ملفات التعيينات والإصلاحات والإجراءات المالية والمساعي لتوفير مستلزمات إعادة الاعمار والاستعدادات للانتخابات البلدية، وكلها أولويات مزدحمة بأجندات لم تعد تحتمل مزيدا من الارجاء والترحيل.      وكتبت "الديار": اعتبرت اوساط وزارية لبنانية، ان ما يحصل في سورية لا بد له من ان ينعكس على الساحة اللبنانية، في نقطتين اساسييتين، قد تعرض الداخل لخطر كبير، وهما:   - مسألة النزوح وفلتان الحدود، وهو ملف بحثه الرئيسان اللبناني والسوري في القاهرة، حيث من مصلحة سورية كما لبنان حسم هذا الملف، خصوصا في ظل موجة النزوح الجديدة التي بدأت بعيد الانقلاب الذي شهدته سورية، مع دخول عشرات آلاف السوريين من مؤيدي النظام الى مناطق متفرقة من لبنان، بينهم عدد لا يستهان به من العسكريين السابقين، وهم يشكلون قنبلة موقوتة، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فلتان الحدود، لجهة استخدام المعابر غير الشرعية المستحدثة والمستخدمة في حركة الذهاب والاياب من والى سورية.   - النقطة الثانية، امكان استفادة بعض الخلايا الارهابية النائمة من الوضع القائم، لتنفيذ اجندات معينة، في ظل الاحتقان الذي تعيشه بعض المناطق، سواء شمالا، او بقاعا، والدعوات لحملات النصرة والجهاد.
غير أن الاوساط تستدرك، معتبرة ان الاجهزة الامنية والعسكرية، تتابع عن كثب وبدقة الوضع ، حيث تؤكد وفقا لتقاريرها ان الارض والشارع مضبوطان، وان الحدود ممسوكة الى حد كبير، كاشفة ان الاطراف الداخلية تبلغت ان أي محاولات للعب بالنار ستواجَه بحزم وقوة لان القرار متخذ بابقاء لبنان خارج دائرة الصراع، فالغطاء السياسي مؤمن للقوى الامنية لضرب أي محاولات لاستجلاب الصراع الى الداخل اللبناني.   وتحدث النائب سجيع عطية عن "موجات كبيرة جداً" من النزوح عند الحدود الشمالية بين سوريا ولبنان، وتحديداً في عكار. وأشار عطية في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "الآلاف يصلون إلى 5 أو 6 قرى علوية في عكار، بحيث بات المنزل الواحد يعيش فيه العشرات"، لافتاً إلى أن "عدد الوافدين في يوم واحد بلغ 10 آلاف، بحيث إن النازحين من الساحل السوري يصلون وفوداً عبر الحدود غير الشرعية".     وأضاف: "حالياً لا معابر شرعية بيننا وبين سوريا في شمال لبنان. فإسرائيل قصفت المعابر الثلاثة (الشرعية) وهي العريضة والعبودية والبقيعة، ومن ثم لا أمن عام لضبط حركة النزوح. كما أن الجيش اللبناني لا يتصدى لهذه الموجات".   وشدد عطية على وجوب قيام الدولة اللبنانية بواجباتها واتخاذ الإجراءات المناسبة لجهة إحصاء الداخلين وتنظيم دخولهم، مستهجناً عدم التعلم من تجربة النزوح السابقة. وقال: "إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن مليون نازح سوري جديد سيضافون إلى مليونين وصلوا قبل سنوات".   وأشار إلى أن "عكار، التي تكاد تكون منطقة نازحة في لبنان، أصبحت تستضيف آلاف النازحين، كما أن نحو ألفي نازح وصلوا مؤخراً إلى منطقة جبل محسن في طرابلس موضحاً أنه أطلع نائب رئيس الحكومة طارق متري على هذه المعطيات ليقوم بدوره بإبلاغ رئيس الحكومة نواف سلام بها "لاتخاذ الإجراءات اللازمة".     وفي المشهد الجنوبي واصل الجيش الاسرائيلي العمليات التصعيدية بعد ليل ناري شن فيه الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة غير مسبوقة منذ سريان اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل . وامس شنت مسيرة إسرائيلية غارة على سيارة في بلدة خربة سلم ما ادى إلى مقتل مواطن وإصابة آخر بجروح، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة. وأفاد الجيش الاسرائيلي أنه استهدف عنصرا من "حزب الله" عمل على اعمار بنية تحتية لتوجيه أنشطة الحزب في جنوب لبنان.  

مقالات مشابهة

  • هل تمثل التدريبات العسكرية “الفرنسية – المغربية” تهديدات للجزائر؟
  • حزب الله: لا اتفاق سري مع إسرائيل وعلى الاحتلال الانسحاب من جنوب لبنان
  • ضغط ميداني جنوباً وشرقاً على العهد والحكومة والقوى العسكرية
  • إسرائيل تغتال عنصرا لحزب الله في جنوب لبنان
  • إسرائيل تعلن استهداف عنصر من حزب الله جنوب لبنان
  • جنوب لبنان: الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصر في حزب الله
  • هكذا علّق العدوّ الإسرائيليّ على استهداف السيارة قبل قليل في جنوب لبنان
  • في جنوب سوريا..توغل جديد للقوات الإسرائيلية
  • إسرائيل تعلن استهداف مواقع عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات جوية على جنوب لبنان