قال رشيد الطالبي العلمي، القيادي بالمكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إن باب الحوار من طرف الحكومة مفتوح، وتمد يدها للتفاوض مع الأساتذة المضربين احتجاجا على النظام الأساسي للتعليم الذي تقدم به شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، معتبرا أن الخلاف الحالي هو موجود فقط في المقاربة.

وأوضح العلمي، على هامش مشاركته ببرنامج نقطة إلى السطر، مساء أمس الثلاثاء على القناة الأولى، الذي تناول موضوع التعليم وما أثاره  نظام بنموسى، من جدل، وكيف السبيل للخروج من حالة التعثر التي تعرفها بداية السنة الدراسية!؟ أن النظام الأساسي يريد أن يربط الواجب بالمسؤولية، مستغربا في السياق ذاته، من رغبة بعض المضربين الجمع بين الاستفادة من المكتسبات المالية للنظام الأساسي والتخلى عن المسؤولية في المدرسة! كاشفا أن بنموسى تفاوض باسم الحكومة وله تفويض من رئيسها.

وشدد العلمي، على ضرورة استئناف الدراسة، حفاظا على مصلحة التلاميذ، لأن مصير البلاد مرتبط بالتعليم، مناشدا الروح الوطنية للأساتذة، قائلا: “الاعتصام في الشارع حق دستوري ولكن من الضحية!؟ إنه البلد”.

وحذر القيادي التجمعي، من أن الصراع الدائر اليوم تزامنا مع احتجاجات الأساتذة الرافضين العودة لحجرات الدراسة بسبب النظام الأساسي لبنموسى، يخفي وراءه إشكال التموقع على حساب التلاميذ ومصلحة البلاد، قبل أن يستغرب بقوله: “كان هناك اتفاق مع رئيس الحكومة والبعض وقع عليه وبعد يومين خرجوا وأعلنوا الإضراب!!!؟”.

وقال العلمي، يجب أن نقبل التحول ونسعى لتجويد النظام الأساسي الذي تم التفاوض في شأنه لمدة سنتين، فإما أن يتم اختيار الحوار أو الإضراب! لكن نحن محتاجون لتغليب المصلحة العليا”.

من جانبه، قال رشيد الحموني، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ورئيس الفريق بمجلس النواب، إن هناك قلقا وسط العائلات بسبب توقف الدراسة التي ينبغي أن تستأنف في أقرب فرصة.

وأوضح حموني، أثناء مشاركته في برنامج نقطة إلى السطر بالقناة الأولى، أن النظام الأساسي المختلف في شأنه والمرفوض من نساء ورجال التعليم، هو تنفيذ للقانون الإطار، الذي هو نتاج توصيات النموذج التنموي، واختار الوزير بنموسى، بدء إصلاح التعليم بالاهتمام بالفاعل الأساسي الذي هو الأستاذ، قبل أن يؤكد من جهته أيضا أن النظام الأساسي المرفوض حاليا تمت بشأنه حوارات ماراطونية، لمدة سنتين، وبعد خروجه لحيز الوجود حمل في طياته ما هو إيجابي وما هو غير ذلك، وهو ما ضرب كل المجهود المبذول في المفاوضات السابقة في الصفر، مشددا على غياب التواصل بشكل جيد في هذا الملف.

طالب الحموني، النقابات والحكومة بالحوار المسؤول، قائلا: “التلاميذ يضيعون، ولا بد من حق مستعجل، لا بد من رجوع الأساتذة إلى القسم ثم يكون بالموازاة مع ذلك فتح باب الحوار والتفاوض، والنقاط الخلافية يمكن مناقشتها”، معلنا استعداد فريقه البرلماني بمجلس النواب للقيام بالوساطة لفك الاحتقان، داعيا إلى العودة السريعة للأساتذة لحجرات الدراسة.

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: النظام الأساسی

إقرأ أيضاً:

غياب مؤسسات التعليم يعيق عودة السوريين إلى إدلب

إدلب- "انتباه.. خطر ذخائر غير منفجرة"، تستقبلك هذه العبارة التي كُتبت على جدران المدارس فور المرور بالقرب منها، والتي حوّلها النظام السوري المخلوع إلى مستودعات أسلحة وذخيرة في المناطق التي كان يسيطر عليها قبل سقوطه في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.

في بلدة معصران جنوب شرقي إدلب، حولت قوات النظام المخلوع المدرسة الثانوية إلى مستودع لذخائر المدفعية وراجمات الصواريخ، وفور انسحابها منها قصفتها الطائرات الروسية فدمرت مبانيها المؤلفة من طوابق عدة والتي كانت تستقبل أكثر من ألف طالب.

محمد خير عساف عاد إلى بلدته بعد 5 سنوات من التهجير ليجدها مدمرة، ولكن العائق الأكبر له هو المدارس التي تحولت إلى ركام جراء القصف ولا يمكن أن تستقبل طلابها إذا عادوا إليها، كما قال للجزيرة نت.

الجرك يقطع مسافة 20 كيلومترا يوميا لنقل أطفاله إلى مدرسة معرة النعمان (الجزيرة) تشجيع العودة

وأضاف عساف أن لديه 4 أطفال مسجلين في المدارس، و"اليوم إذا فكرت بالعودة إلى منزلي سأحرمهم من التعليم، وهذا ما يستوجب سرعة إعادة ترميمها وتأهيلها لتكون الخطوة الأولى التي تشجع الأهالي على العودة إلى قراهم".

بدوره، يقطع محمد الجرك، وهو من بلدة معرشورين جنوبي إدلب، يوميا مسافة 20 كيلومترا إلى مدينة معرة النعمان التي افتُتحت بها مدرسة حاملا معه أطفاله الأربعة على دراجته النارية لتلقي تعليمهم بسبب عدم إنشاء واحدة في قريته.

وأكد ضرورة افتتاح مدرسة في كل قرية أو بلدة حتى تكون الركيزة الأساسية لعودة أبنائها إليها، "فكثير ممن عادوا يتعطلون عن عملهم من أجل نقل أطفالهم إلى مدرسة معرة النعمان، وهذا يسبب متاعب جمة للأطفال وأهلهم".

ثانوية بلدة معصران دمرها قصف الطائرات الروسية (الجزيرة) خطط بديلة

من جانبه، أفاد يوسف عنان مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة التربية والتعليم السورية -للجزيرة نت- بأنه وفق الإحصائيات الأولية التي أجرتها الوزارة، بلغ عدد المنشآت التعليمية المدمرة حوالي 8 آلاف تم تقسيمها إلى 3 أقسام كالتالي:

إعلان الأول: يحتاج إلى إعادة تأهيل بالكامل ويبلغ عددها قرابة 500 بناء مدرسي. الثاني: يحتاج إلى صيانة ثقيلة ويبلغ عددها نحو ألفي بناء مدرسي. الثالث: يحتاج إلى صيانة متوسطة ويناهز عددها 5500 بناء مدرسي. مدرسة تعرضت للقصف المدفعي في بلدة تل مرديخ جنوبي إدلب (الجزيرة)

وأضاف عنان أن عدد المنشآت التربوية التي تحتاج إلى صيانة تصل إلى 19 ألفا، ومعظمها بحاجة إلى صيانة دورية لافتقارها إلى ذلك خلال السنوات الماضية.

ووفقا له، فإن لدى وزارة التربية خططا بديلة من خلال العمل -بالشراكة مع الجهات الفاعلة والمنظمات- على تفعيل مدرسة في كل مركز حضري لاستيعاب الأطفال القادمين من المخيمات وبلدان الاغتراب، في مناطق شمالي حماة وجنوبي إدلب وغربي حلب وشرقي اللاذقية، المدمرة والمهجر أهلها منذ أعوام.

ولفت المسؤول السوري إلى أن الوزارة فعّلت 7 مدارس في ريف إدلب الجنوبي بعد تأهيلها وتأمين البنية التحتية والأثاث المدرسي، لتستقبل الطلاب في بعض المدن والبلدات ذات التجمع السكاني الكثيف والتي عاد إليها الأهالي بعد سقوط النظام السابق.

عدد المنشآت التربوية التي تحتاج إلى صيانة يصل إلى 19 ألفا (الجزيرة) تكاليف باهظة

وحسب عنان، سيكون مع بداية العام القادم أعداد أكبر من المدراس التي ستفتح أبوابها أمام الطلاب العائدين، و"هذا سيكون دافعا أيضا للأهالي من أجل العودة إلى منازلهم فور علمهم بتفعيل المدارس في مناطقهم".

وقال إن أعداد الطلاب كبيرة وخاصة بعد عودة كثير من المهجرين في دول الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن، بالإضافة إلى المهجرين داخل سوريا وهم ما زالوا حتى الآن في خيام النزوح، وأحد أهم العوائق التي تمنعهم من الرجوع هي عدم وجود مدارس تستقبل أبناءهم.

ويتابع أنه فور سقوط النظام السابق بدأت وزارة التربية بعمليات مسح وتقييم لاحتياجات المدارس والبنية التحتية الموجودة في المحافظات السورية، وتم عقد جلسات مع العديد من الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية من أجل تفعيل مدرسة كحد أدنى في كل مركز حضري.

عنان قال إن عمليات إعادة إعمار المدارس مكلفة جدا (الجزيرة)

ونوّه مدير التخطيط والتعاون الدولي في الوزارة إلى أن الخطى في إعادة تأهيل وإعمار المدارس تسير "ببطء وخاصة في المناطق المدمرة بالكامل والتي تحتاج إلى تكاليف باهظة جدا". وأضاف أنهم فعّلوا بعض المدارس بريفي إدلب الجنوبي والشرقي، ونقلوا معدات هذه المدارس وكوادرها من مخيمات النزوح إلى بعض القرى والبلدات التي عاد سكانها إلى منازلهم بعد سقوط النظام المخلوع.

إعلان

وحسب عنان، فإنه مع بداية العام القادم سيفتتح عدد أكبر من المدارس بعد إتمام إعادة تأهيلها وترميمها وتأمين الكادر الإداري والتعليمي اللازم، مما سيشجع الأهالي المهجرين على العودة بالتزامن مع إنجازات أخرى من بقية القطاعات مثل الصحة والماء والكهرباء.

مقالات مشابهة

  • محافظ الدقهلية:علماء مصر تخرجوا في المدارس الحكومية ما يعكس أهمية التعليم النظامي
  • "الغياب بالحصة".. نظام جديد لتقييم حضور طلبة المدارس في الإمارات
  • تقارير وزيارات ميدانية.. ”التعليم“ تتابع انتظام الدراسة في رمضان
  • دراسة: ضعف الحوكمة يُعيق إصلاح التعليم في المغرب رغم ارتفاع الميزانية
  • تشغيل مدرسة السعديين الابتدائية.. ومتابعة مكثفة لضمان جودة التعليم
  • مع عودة الدراسة في رمضان..  التعليم تطلق خدمة “المحسن الصغير”
  • مدير تعليم القليوبية يتفقد سير العملية التعليمية بمدارس بنها
  • مدير التعليم بالقليوبية يتفقد التدريبات العملية لطلاب الفندقية بالمطبخ والمطعم
  • إدارات التعليم تحدد مواعيد الدراسة في رمضان.. الشرقية والأحساء تبدأ 9:30 صباحًا
  • غياب مؤسسات التعليم يعيق عودة السوريين إلى إدلب