شي يزور الولايات المتحدة وسط تبدد حلمه الصيني
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
ذكر موقع "بي بي سي" البريطاني، أن الرئيس الصيني شي جينبينغ عندما نزل من طائرته في سان فرانسيسكو، أمس الثلاثاء، لحضور قمة أبيك، كانت الظروف مختلفة تماماً عن آخر مرة هبط فيها على الأراضي الأمريكية.
شي أصبح في موقف تفاوضي أكثر ضعفاً
وأوضح الموقع، أنه عندما تناول دونالد ترامب النبيذ والعشاء معه في مارالاغو قبل 5 سنوات، كان شي مسؤولاً عن الصين التي لا تزال في صعود.
ولفت إلى أنه كان لديها اقتصاد مزدهر يفوق التوقعات، كما أن معدل البطالة فيها من بين أدنى المعدلات منذ سنوات.. مبيناً أنه في الوقت الذي عزز فيه سلطته لفترة ولاية ثانية، أشار شي بفخر إلى نموذج النمو "المزدهر" في الصين باعتباره شيئاً يمكن أن تحاكيه الدول الأخرى.
Xi Jinping arrives in the US as his Chinese Dream sputters https://t.co/Df1TM5o0Uz
— BBC News (World) (@BBCWorld) November 15, 2023 الحلم الصينيوكشف تقرير للموقع، أنه بحلول وايته الثانية كانت الشقوق قد بدأت تظهر بالفعل، فيما يسميه "حلمه الصيني"، مشيراً إلى أنها اتسعت فقط منذ ذلك الحين.. وقال: "تذهب إحدى وجهات النظر إلى أن شي جينبينغ، لهذا السبب، أصبح في موقف تفاوضي أكثر ضعفاً هذه المرة، على الرغم من انخفاض توقعات تحقيق اختراقات كبيرة".
وأوضحت أنه بعد الارتداد الأولي، أصبح الاقتصاد الصيني في مرحلة ما بعد كوفيد-19 بطيئاً.. أما سوق العقارات الذي كان ذات يوم محركاً رئيسياً للنمو، فقد أصبح الآن غارقاً في أزمة ائتمانية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم "قنبلة الديون" المحلية التي تضخمت، نتيجة لسنوات من الاقتراض من جانب الحكومات المحلية والشركات المملوكة للدولة.
وذكرت الصحيفة أنه في العامين الماضيين، تسببت حملات القمع على مختلف قطاعات الاقتصاد، فضلاً عن رجال الأعمال الصينيين البارزين، في إثارة حالة من عدم اليقين.
واتسعت هذه الأنشطة في الآونة الأخيرة لتشمل المواطنين والشركات الأجنبية، ما يزيد من المخاوف في مجتمع الأعمال الدولي.. حيث يقوم المستثمرون والشركات الأجنبية الآن بنقل أموالهم إلى خارج الصين، بحثاً عن عوائد استثمارية أفضل في أماكن أخرى.
اقتصاد متدهوروتطرق التقرير أيضاً إلى ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب إلى حد كبير، لدرجة أن المسؤولين لم يعودوا ينشرون تلك البيانات.
ولفت إلى أن شي يكافح أيضاً مع قضايا داخل هيكل سلطته المبني بعناية.. ويمكن اعتبار حالات الاختفاء غير المبررة لأعضاء رئيسيين في فريق قيادته وكبار الضباط العسكريين، إما علامات على الفساد المتفشي أو عمليات التطهير السياسي.
وقارن بعض المراقبين بين الصين والولايات المتحدة، التي تمكن اقتصادها من الصمود في وجه التعافي بعد كوفيد-19 بشكل أفضل.. حتى وقت قريب، ربما كان الأمريكيون يخشون اليوم الذي قد تتفوق فيه الصين عليهم باعتبارها الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، ولكن المحللين الآن يشككون في إمكانية حدوث ذلك.
شي وبايدن سيبحثان "السلام العالمي والتنمية" خلال لقائهما https://t.co/GoNRnqFYTS
— 24.ae (@20fourMedia) November 13, 2023 استقرار العلاقاتوعن اللقاء المرتقب مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال لي مينغ جيانغ، الأستاذ المشارك في كلية إس راجاراتنام للعلوم الدولية في سنغافورة: إن "التحديات الاقتصادية الحالية التي تواجهها الصين ستكون عاملاً مهماً في مفاوضات شي، وستؤدي إلى رغبة أقوى في استقرار العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع الولايات المتحدة".
وأضاف "سيرغب شي في الحصول على تطمينات من بايدن، بأن الولايات المتحدة لن توسع حربها التجارية أو التنافس التكنولوجي، ولن تتخذ إجراءات إضافية للفصل اقتصادياً".
وسبق أن اشتكت بكين بشدة من فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية على الواردات الصينية، وإدراج الشركات الصينية في القائمة السوداء، وتقييد وصول الصين إلى تكنولوجيا تصنيع الرقائق المتقدمة.
وأوضح الموقع أن حقيقة أن الرئيسين يجتمعان في سان فرانسيسكو، موطن وادي السليكون وشركات التكنولوجيا الرائدة في العالم، لن تغيب عن ذهن الزعيمين.. فهناك تكهنات بأنهما قد يعلنان عن مجموعة عمل لمناقشة الذكاء الاصطناعي، الذي يقال إن الصينيين يأملون في استخدامه لإقناع الأمريكيين بعدم تمديد قيود تصدير التكنولوجيا الأمريكية.
#تايوان: #الصين تحاول التأثير على الناخبين قبل الانتخابات https://t.co/4QGIl9lUH5
— 24.ae (@20fourMedia) November 14, 2023 انتخابات تايوانومع اقتراب موعد الانتخابات في تايوان، والتي من المحتمل أن تتحول إلى نقطة اشتعال، أوضح المسؤولون الصينيون أنهم يريدون من الولايات المتحدة أن تبتعد عن دعم استقلال تايوان.. ولكن الولايات المتحدة أكدت مراراً وتكراراً دعمها للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، في مواجهة العدوان الصيني والمطالبات المتعلقة بها، وتظل تايوان بمثابة حبل مشدود محفوف بالمخاطر بالنسبة لكلا البلدين.
ويسعى المسؤولون الأمريكيون أيضاً إلى استئناف الاتصالات العسكرية والتعاون الصيني، في وقف تدفق المكونات التي تغذي تجارة "الفنتانيل" في الولايات المتحدة، وهناك بالفعل تقارير تفيد بأن الصينيين سيوافقون على ذلك.
ضبط التعاونوتوقفت وسائل الإعلام الرسمية الصينية عن انتقاد الولايات المتحدة، وأصدرت مجموعة من التعليقات التي تمجد مزايا إعادة ضبط العلاقات والعمل على التعاون.
وقال المحلل الصيني بيل بيشوب للموقع: "إن الاستعدادات الدعائية لاجتماع شي وبايدن هذا الأسبوع، توضح أنه من المقبول أن نحب أمريكا والأمريكيين مرة أخرى، أعتقد أنه يمكنك تقديم حجة مفادها أن الدعاية 180، تجعل شي يبدو وكأنه حريص جداً على علاقة مستقرة بسبب الضغوط الاقتصادية، إن لم تكن السياسية أيضاً".
ويبدو شي جينبينغ أيضاً حريصاً بنفس القدر، إن لم يكن أكثر، على جذب مجتمع الأعمال الأمريكي.. وعلم "بي بي سي"، أنه سيكون ضيف الشرف في حفل عشاء فاخر ليلة، اليوم الأربعاء، تم تنظيمه خصيصاً له للقاء كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات.. وفيما يمكن أن يكون علامة على أولوياته الحقيقية، طالب المسؤولون الصينيون في البداية بأن يتم العشاء قبل اجتماع شي مع بايدن، وفقاً لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال".
شكوك متبادلةوأشار الموقع إلى أنه لا ينبغي للأمريكيين أيضاً أن يتوقعوا، أن يكون شي جينبينغ راغباً في إرضاء الجميع.. وقال: "يعتقد الكثيرون أن الشكوك المتبادلة ستستمر، ومن غير المرجح أن يقوم الزعيمان بإزالة الحواجز التجارية والاقتصادية القائمة باسم الأمن القومي".
وأوضح أن بايدن حافظ على العديد من العقوبات التي فرضها الرئيس السابق ترامب، وتعميقه لحظر تكنولوجيا الرقائق.. وفي الوقت نفسه، أصدر شي جينبينغ قانوناً واسع النطاق لمكافحة التجسس، والذي شهد مداهمات على شركات استشارية أجنبية، وفرض حظر على الخروج على مواطنين أجانب.
#بايدن عن #الصين: تعاني من "مشاكل فعلية" في عهد شي https://t.co/D6C1BgQcbW
— 24.ae (@20fourMedia) November 15, 2023ومن المرجح ألا يتزحزح الجانبان عن قضايا "المصالح الأساسية"، مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي، حيث تواصل بكين تعزيز وجودها العسكري للدفاع عن السيادة، بينما تفعل واشنطن الشيء نفسه لتعزيز تحالفاتها في المنطقة.
وفي مواجهة الحاجة إلى عدم الظهور بمظهر الضعيف في نظر الولايات المتحدة، يقول الدكتور لي: "إنه توازن صعب يتعين على القيادة الصينية تحقيقه، بين هدف السعي إلى إقامة علاقة أكثر استقراراً وإيجابية مع الولايات المتحدة من ناحية، وبين البقاء أقوياء وصامدين في مواجهة بعض الضغوط الأمريكية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الصين أمريكا جو بايدن الولایات المتحدة شی جینبینغ إلى أن
إقرأ أيضاً:
ارتفاع طفيف لأسعار النفط مع زيادة التفاؤل بالتحفيز الصيني
طوكيو- رويترز
ارتفعت أسعار النفط قليلا اليوم الخميس في تعاملات ضعيفة بسبب العطلات، وذلك بدعم من آمال تحفيز مالي إضافي في الصين أكبر مستورد للنفط في العالم.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 11 سنتا أو 0.2 بالمئة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 0148 بتوقيت جرينتش، وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 70.25 دولار بارتفاع 15 سنتا أو 0.2 بالمئة عن مستوى تسوية ما قبل عيد الميلاد يوم الثلاثاء.
وتخطط الصين لزيادة الدعم المالي للاستهلاك العام المقبل من خلال زيادة معاشات التقاعد ودعم التأمين الطبي للمقيمين وتوسيع عمليات مبادلة السلع الاستهلاكية، وفقا لإعلان صدر عن وزارة المالية يوم الثلاثاء.
في غضون ذلك، وافقت السلطات الصينية على إصدار سندات خزانة خاصة بقيمة ثلاثة تريليونات يوان (411 مليار دولار) العام المقبل، حسبما نقلت رويترز يوم الثلاثاء عن مصدرين، في وقت تعمل فيه بكين على تكثيف التحفيز المالي لإنعاش الاقتصاد المتعثر.
وقال ساتورو يوشيدا محلل السلع الأولية لدى راكوتن للأوراق المالية "الآمال المتعلقة بإجراءات التحفيز الصينية تدعم السوق".
وأضاف أن "التوقعات بنمو إنتاج الوقود الأحفوري والطلب عليه بعد تولي دونالد ترامب منصبه رئيسا للولايات المتحدة الشهر المقبل تدعم أيضا أسعار النفط".
كما تلقت الأسعار دعما من انخفاض متوقع في مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن تصدر أحدث البيانات عن إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأمريكية، في الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1800 بتوقيت جرينتش) غدا الجمعة.
وعلى جانب العرض، قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أمس الأربعاء إن متوسط إنتاج البلاد من الخام تجاوز المستهدف لعام 2024 والذي بلغ نحو 1.4 مليون برميل يوميا.