يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القضاء على حركة "حماس"، ويرفض احتمال إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة، لكن مسؤولين إسرائيليين يضعون بالفعل خططا للقطاع تحت حكم السلطة، على اعتبار أن نتنياهو لن يكون موجدا بعد نهاية الحرب.

ذلك ما خصلت إليه مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية (The Economist) في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، وركز في جانب منه على مستقبل غزة بعد الحرب المتواصلة بين جيش الاحتلال و"حماس" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

المجلة رأت أن "رفض الحكومة الإسرائيلية الالتزام بأي شكل من أشكال السيطرة الفلسطينية على غزة بعد الحرب يؤدي أيضا إلى تقويض الدعم الدولي لحملتها (ضد حماس)".

ولفتت إلى أن "أعضاء الائتلاف اليميني المتطرف في إسرائيل يدعون إلى إعادة احتلال غزة وبناء المستوطنات التي فككتها في القطاع في عام 2005".

وبين عامي 1967 و2005،  كانت إسرائيل تحتل غزة، ومنذ صيف 2007 تسيطر "حماس" على القطاع؛ إثر انهيار حكومة وحدة وطنية، ضمن خلافات لا تزال قائمة مع حركة "فتح"، التي تقود السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة.

اقرأ أيضاً

انهيار مصداقية نتنياهو.. 4% فقط يثقون بمعلوماته عن حرب غزة

سيطرة أمنية

و"نفى نتنياهو أن تكون هناك أي خطط لإعادة احتلال غزة، لكنه أصر أيضا على أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية الشاملة على القطاع لبعض الوقت"، وفقا للمجلة.

واستبعد نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، قائلا إنها: "تربي أطفالها على كراهية إسرائيل وقتل الإسرائيليين والقضاء على إسرائيل"، مشددا على أن عباس لم يدن بعد هجوم "حماس".

وفي 7 أكتوبر الماضي، أطلقت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات محيط غزة؛ ردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

لكن في المقابل، كما تابعت المجلة، "أوضحت إدارة (الرئيس الأمريكي) بايدن بالفعل أنها تريد أن تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة بمجرد انتهاء القتال، وهي تعمل على تحقيق ذلك".

وزادت بأنه "يبدو أن نتنياهو، الذي يتراجع دعمه الشعبي، أكثر قلقا بشأن التشبث بقاعدته القومية المتقلصة من الاستعداد لمصير القطاع إذا تمت الإطاحة بحماس من السلطة".

وأضافت: "في إشارة إلى أن نتنياهو قد لا يبقى في منصبه إلى الأبد، يعمل المسؤولون الإسرائيليون بهدوء بالفعل على وضع خطط لغزة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية".

وحمَّل نتنياهو، في أواخر أكتوبر الماضي، الجيش وأجهزة الاستخبارات المسؤولية عن هجوم "حماس" المفاجئ، لكنه تراجع واعتذر.

ومن المتوقع على نطاق واسع في إسرائيل أن تحقيقات بشأن هذا الإخفاق، ستكتب نهاية حياة نتنياهو السياسية وتقود إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد الحرب على غزة.

ولا تحظى السلطة الفلسطينية بشعبية بين الكثير من الفلسطينيين إذ يعتبرونها مجرد أداة أمنية مساعدة للاحتلال الإسرائيلي.

وأعلن مسؤولون في السلطة، بينهم رئيس الوزراء محمد اشتية، مؤخرا عن رفضهم عودة السلطة على "ظهر دبابة إسرائيلية" إلى غزة، وشددوا على ضرورة وجود التزامات أمريكية نحو حل سياسي شامل يقود لإقامة الدولة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً

تقدير أمريكي: ما لم تظهر الدولة الفلسطينية.. غزة تتجه لحرب دائمة

شبكة الأنفاق

وبعد أسبوعين من إطلاق هجومها البري داخل غزة، في 27 أكتوبر الماضي، تحتفظ إسرائيل بحوالي أربعة فرق (نحو 100 ألف جندي) في القطاع، بحسب المجلة.

وأردفت أن الجنود يتنقلون من منزل إلى آخر، بحثا عن المزيد من فتحات الأنفاق التابعة لـ"حماس".

وقال ضباط: "ستكون هذه فرصتنا الوحيدة للقضاء على أكبر قدر ممكن من شبكة حماس تحت الأرض"، في إشارة إلى نظام أنفاق يبلغ طوله 500 كيلومتر.

ووفقا للمجلة، تأمل حكومة نتنياهو في التوصل إلى اتفاق مع "حماس" يضمن إطلاق سراح أكبر عدد من الأسرى.

وأسرت "حماس"، في 7 أكتوبر الماضي، نحو 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

ومن المتوقع أن تتضمن أي صفقة لتبادل أسرى دخول المزيد من الإمدادات الإنسانية، ولاسيما الوقود، إلى غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني.

ومنذ اندلاع الحرب، يقطع الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، الذين يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

ولليوم الـ40، يواصل جيش الاحتلال الأربعاء شن حرب مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و320 قتيلا فلسطينيا، بينهم 4650 طفلا و3145 امرأة، فضلا عن 29 ألف و200 جريح، 70% منهم من الأطفال والنساء. فيما  قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 آخرين.

اقرأ أيضاً

أبو عبيدة: دمرنا 20 آلية إسرائيلية في 48 ساعة.. والاحتلال يعرقل وساطة الأسرى

المصدر | ذي إيكونوميست/ الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نتنياهو رفض غزة السلطة الفلسطينية خطط إسرائيل السلطة الفلسطینیة أکتوبر الماضی على غزة إلى غزة

إقرأ أيضاً:

جنرال إسرائيلي: اليمنيون “لن يخسروا الحرب مع إسرائيل” 

الجديد برس|

نقل موقع “المصدر الأول” العبري تصريحات هامة للقائد السابق لهيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، الجنرال “غيرشون هكوهين”، أكد خلالها أن اليمنيين “لن يخسروا أبداً الحرب مع إسرائيل”.

وأوضح هكوهين أن اليمنيين يتميزون بإيمانهم بمفهوم ديني عميق، وأن واقعهم غير خطي، مشيراً إلى أن قوة عظمى مثل الولايات المتحدة لم تستطع هزيمتهم حتى الآن.

وأضاف الجنرال المتقاعد أن على “إسرائيل” عدم الاستهانة بالقدرات العسكرية لليمنيين، الذين أثبتوا قدرتهم على تنفيذ عمليات نوعية استهدفت المستوطنات الإسرائيلية، بما في ذلك الهجمات الأخيرة التي ضربت “تل أبيب”.

في سياق متصل، نشر موقع القناة الرابعة عشرة العبرية تقريراً تناول فيه سلسلة العمليات العسكرية اليمنية التي استهدفت مواقع في عمق الأراضي المحتلة، بما في ذلك تل أبيب.

وأشار التقرير إلى أن الهجمات الصاروخية اليمنية أصابت الأوساط الإسرائيلية بالصدمة وكشفت عن ثغرات في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية.

وتوقع التقرير أن يواصل اليمنيون تكثيف عملياتهم العسكرية في الأيام المقبلة، مستهدفين مواقع جديدة داخل الأراضي المحتلة.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: تصريحات نتنياهو وكاتس ضارة وعلينا قبول ما تعرضه حماس
  • نتنياهو: لن نسمح للحوثيين بمهاجمة إسرائيل
  • نتنياهو وكاتس يُعرقلان مفاوضات صفقة التبادل
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين تهدد نتنياهو باللجوء للمحكمة العليا
  • عائلات أسرى إسرائيليين تهدد نتنياهو
  •  نتنياهو يتوعد الحوثيين: سيتعلمون أيضا ما تعلمته حماس وحزب الله ونظام الأسد وآخرون
  • إعلام إسرائيلي: تصريحات نتنياهو وكاتس عن حماس تسببت في «ضرر هائل» للمفاوضات
  • إعلام إسرائيلي: تصريحات نتنياهو وكاتس بشأن "حماس" تسببت في "ضرر هائل" لمفاوضات صفقة تبادل المحتجزين
  • جنرال إسرائيلي: اليمنيون “لن يخسروا الحرب مع إسرائيل” 
  • الصفقة المنتظرة: نتنياهو يريد ولا يريد