أيام الأسبوع إرهابية والمصعد تحول لنفق.. الاحتلال يسقط في فخ فبركاته
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
يتنقل الاحتلال الإسرائيلي من كذبة إلى أخرى ويختلق الأحداث ثم يقع في فخها، متجاهلا أن مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل التحقق باتت قادرة على كشف زيف ادعاءاته، التي كان آخرها اتهام "أيام الأسبوع بالإرهاب".
بدا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال غاري مزهوا وكأنه وجد كنزا، حين كشف ما قال، إنها "أدلة" تشير إلى أن حركة حماس تستخدم مستشفى "الرنتيسي" للأطفال في غزة، لاحتجاز أسرى عملية طوفان الأقصى.
وليدعم الضابط روايته التي يبثها من "قبو" يزعم أن حماس تستخدمه لأمور عسكرية، يُظهر "قائمة" يقول، إنها "باللغة العربية ومكتوب فيها تفاصيل العملية العسكرية التي شنت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (طوفان الأقصى)، وتتضمن -أيضا- أسماء الحراس الذين يتناوبون على حراسة الأشخاص الذين كانوا موجودين هنا".
ناشطون يسخرون من فيديو نشره المتحدث باسم جيش الاحتلال أشار فيه إلى قائمة قال إنها أسماء لمقاتلين فلسطينيين بينما هي في الواقع تتضمن أيام الأسبوع باللغة العربية#حرب_غزة pic.twitter.com/svgBZHrCZX
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 14, 2023
تقويمولم يكتف الاحتلال بنشر المرئية والصور على مواقع التواصل؛ بل أرفقه المتحدث الآخر باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه الرسمي في منصة "إكس".
وكتب أدرعي أنه عُثر على الورقة في الطابق السفلي لمبنى مستشفى الرنتيسي في غزة بعنوان (معركة طوفان الأقصى)، وتشمل أيام الأسبوع من تلك العملية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وتابع "كما يبدو كانت مخصصة لاستخدام المخربين الذين كان يهمون بحراسة المختطفين الإسرائيلين في تلك المنطقة".
وبعد التدقيق بالصور والمرئيات، يتبين أن هذه "القائمة" تؤرخ لأيام الأسبوع التي تلت عملية "طوفان الأقصى"، وهي عبارة عن جدول يبدأ من 7 الشهر الماضي، وينتهي في اليوم الأخير من الشهر نفسه.
مسؤولون فلسطينيون وناشطون يفندون ادعاءات جيش الاحتلال بشأن مستشفيات #غزة#الجزيرة_مباشر | #غزة_لحظة_بلحظة pic.twitter.com/7KUnEzomH5
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 14, 2023
قبو اجتماعات
ويردّ المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة، أن القبو الذي عرضه الاحتلال هو من "ضمن تصميم المستشفى ويوجد فيه مستودعات وإدارة المستشفى، بالإضافة إلى قاعة اللقاءات مع المؤسسات الدولية التي تُعنى بالطفل وبصحة الطفل"، وأضاف أن "الكل يعرف هذا القبو لأن الاجتماعات معهم كانت تحصل فيه".
أما القيادي في حماس أسامة حمدان فيصف غاري بأنه "مدّعٍ يضع صورة لأيام الأسبوع سوى ما وضعه النازحون إلى هذا المشفى، يعدّون أيام العدوان ويسجلونه يوما بيوم حتى لا تفر أي لحظة من لحظات العدوان القاسية".
ولم يمر هذا المقطع، بما فيه من تحويل أيام الأسبوع إلى أسماء "حراس الأسرى" مرور الكرام في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول لمادة للسخرية.
تحقيق من الجزيرة ينفي مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بوجود نفق لمقاتلي حماس تحت مستشفى الشيخ حمد، ويظهر أن الفتحة التي عرضها الاحتلال ما هي إلا لخزان للمياه. pic.twitter.com/1L5tjGrcd4
— AJ+ عربي (@ajplusarabi) November 11, 2023
مراقبة الصحفيين
والمثير أن شبكة "سي إن إن" الأميركية، نشرت -اليوم الأربعاء- تقريرا يكرر قصة "قائمة الإرهابيين في مستشفى الرنتيسي"، التي تبين أنها مجرد تقويم يتضمن أيام الأسبوع باللغة العربية.
واعترفت الشبكة الأميركية نفسها، -في وقت سابق- بأن الصحفيين الأجانب المرافقين للجيش الإسرائيلي يجب أن يحصلوا على إذن من الاحتلال قبل نشر موادهم.
وهذه الاختلاقات ليست الأولى وعلى ما يبدو لن تكون الأخيرة، فبداية حلقات المسلسل كانت مع "رواية قطع رؤوس الأطفال" ولا أحد يعرف متى وكيف ستكون نهايتها.
It’s an old video, but nice try ???? pic.twitter.com/LTWepwTljb
— Jacob (@cazzdovh) November 4, 2023
أنفاق المقاومةوبما أن أنفاق المقاومة الفلسطينية باتت تشكل كابوسا لجنود الاحتلال ويبحثون عن أي صورة نصر، نشر الاحتلال مرئية وصورا لما قال، إنه نفق للمقاومة الفلسطينية، وتبين لاحقا أن المكان عبارة عن حفرة لبئر مصعد.
وظهر في الصور عاكس ثلاثي لمحركات المصعد في الصندوق الكهربائي، كما يظهر في المقطع القضبان والوصلات المسطحة بوضوح في عامود المصعد.
ويتهم القيادي في حماس أسامة حمدان الضابط الأسرائيلي بالكذب؛ لأنه يشير إلى لوحة كهربائية تابعة لشبكة كهرباء واتصالات، وأوضح أن النفق المزعوم هو عبارة عن بئر لشبكة اتصالات وإنترنت تخدم المنطقة السكنية التي يوجد فيها مستشفى الرنتيسي.
كما عرض المتحدث باسم جيش الاحتلال ما قال، إنها أسلحة لحماس ضبطت داخل المستشفى، وصفها حمدان بالصور "السمجة" ورأى أنها تجميع لحواسيب محمولة من أقسام المستشفى وبعض العتاد المجموع من الميدان، ليقول، إن هذا القبو كان مقرا للعمليات والقيادة لكتائب القسام.
ويتابع أسامة في تفنيد مقطع المتحدث العسكري الإسرائيلي بقوله، إنه "يتحدث عن دورة مياه ومطبخ في هذا القبو وكأنه يكتشف أمرا جديدا، إن وجود مثل هذه الخدمات عاديا في طابق إداري بالمستشفى".
فيديو قديم وليس من غزة https://t.co/E5WHVF1IR8
— بحي (@Yahia532852879) November 4, 2023
مستشفى حمد
وقبل أيام، نفى تحقيق للجزيرة مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بوجود نفق لمقاتلي حماس تحت مستشفى "الشيخ حمد" في غزة، ويظهر أن الفتحة التي عرضها الاحتلال هي لخزان مياه.
ولم يشذ عوفير غندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن طريق نشر الاختلاقات على حسابه على منصة "إكس"، فنشر مقطعا زاعما أنه لكلاب تلاحق مقاتلي حماس في الأنفاق، ليتبين أنه قديم ويعود لسنوات، وليس من غزة.
???????? موضوع سريع || جيش العدو الصهيوني وفلم آكشن هندي جديد ولا في الأحلام والعالم الموازي ???? كالعادة سنثبت كذب ادعاءاته
1) يزعم الجيش والشاباك الإسرائيلي تمكنهما من تحرير المجندة الصهيونية Ori Megidish أوري مجيديش في عملية برية نفذها ليلة أمس في غزة ! محتفلاً ومهللاً لهذه… pic.twitter.com/pcPGuHvAaa
— نشّاب | Nashab ???????? (@Nashab_32) October 30, 2023
المجندة "الأسيرة"
وكان عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق كذّب الرواية الإسرائيلية حول تحرير مجندة إسرائيلية كانت أسيرة في قطاع غزة ورأى أنه لا أحد يصدق الرواية الإسرائيلية.
وزعم بيان مشترك صادر عن الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) أنه "أُطلق سراح المجندة أوري مجيديش، خلال عملية برية"، وأن "حالتها جيدة والتقت عائلتها".
ولكن وسائل الإعلام ومواقع التواصل كشفت أنه بعد التدقيق تبين أن اسم هذه المجندة لم يكن مدرجا ضمن القائمة التي نشرها الجيش الإسرائيلي لأسرى عملية طوفان الأقصى.
كما أنها نشرت منشورات على صفحتها على فيسبوك في 12 الشهر الماضي، رغم أن "أسرت" -حسب الرواية الإسرائيلية- في 7 من الشهر نفسه. وبعد كشف اختلاقاته أضاف الاحتلال اسم "مجيديش" على قائمته واضعا صورتها بعد "إطلاق سراحها".
وتلخص أوليفيا زيمور رئيسة مؤسسة "أورو فلسطين" الفرنسية كل ما سبق ذكره، بأن "هذه الدعاية والأكاذيب بدأت منذ بداية العدوان، يكررون أنها حرب ضد حماس، ولكن الواقع يقول، إن المجازر ترتكب بحق سكان غزة والمدنيين، وكذبة الحرب على حماس هي الكذبة الأولى التي يكررونها وتكررها وسائل الإعلام".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أیام الأسبوع المتحدث باسم طوفان الأقصى pic twitter com فی غزة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يسوي رفح بالأرض
القاهرة - رويترز
قال سكان إن الجيش الإسرائيلي يسوي بالأرض ما تبقى من أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة فيما يخشون أن يكون جزءا من خطة لمحاصرة الفلسطينيين في معسكر ضخم على الأرض القاحلة.
ولم تدخل أي إمدادات غذائية أو طبية إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منذ ما يقرب من شهرين حين فرضت إسرائيل ما أصبح منذ ذلك الحين أطول حصار شامل لها على الإطلاق على القطاع، في أعقاب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع.
واستأنفت إسرائيل حملتها العسكرية في منتصف مارس آذار، واستولت منذ ذلك الحين على مساحات واسعة من الأراضي وأمرت السكان بإخلاء ما تطلق عليها "مناطق عازلة" حول أطراف غزة، بما في ذلك مدينة رفح بأكملها والتي تشكل نحو 20 بالمئة من مساحة القطاع.
وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان) يوم السبت أن الجيش بصدد إنشاء "منطقة إنسانية" جديدة في رفح حيث سيتم نقل المدنيين بعد إجراء تفتيش أمني لمنع مقاتلي حماس من دخولها. وستتولى شركات خاصة توزيع المساعدات.
لم يعلق الجيش الإسرائيلي على التقرير بعد، ولم يستجب حتى الآن لطلب رويترز للتعقيب.
وقال سكان إن دوي انفجارات هائلة يُسمع الآن بلا انقطاع من المنطقة المدمرة التي كان يقطنها سابقا 300 ألف نسمة.
وقال تامر، وهو من سكان مدينة غزة نزح إلى دير البلح شمالا لرويترز عبر رسالة نصية "الانفجارات ما بتتوقفش لا نهار ولا ليل، كل ما الأرض تهز بتعرف أنهم بينسفوا بيوتا في رفح، رفح انمسحت".
وأضاف أنه يتلقى مكالمات هاتفية من أصدقاء في مصر على الحدود مع قطاع غزة، حيث لم يتمكن أطفالهم من النوم بسبب الانفجارات.
وقال أبو محمد، وهو نازح آخر في غزة، لرويترز عبر رسالة نصية "إحنا الخوف عنا إنه يجبرونا ننزح هناك ويسكروا علينا زي القفص أو معسكر نزوح كبير معزولين عن العالم".
وتقول إسرائيل، التي تفرض حصارا مطبقا على غزة منذ الثاني من مارس آذار، إن إمدادات كافية وصلت إلى القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت ستة أسابيع، ومن ثم فإنها لا تعتقد أن السكان في خطر. وتؤكد أنها لا يمكنها السماح بدخول الغذاء أو الدواء خشية أن يستغلها مقاتلو حماس.
وتقول وكالات الأمم المتحدة إن سكان غزة على شفا تفش واسع للمجاعة والمرض، وأن الظروف الآن في أسوأ حالاتها منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما هاجم مقاتلو حماس تجمعات سكنية إسرائيلية.
وأعلن مسؤولو الصحة في غزة اليوم الاثنين مقتل 23 شخصا على الأقل في أحدث الضربات الإسرائيلية على القطاع.
وقُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص بينهم أطفال في غارة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا شمال القطاع، إلى جانب ستة آخرين في غارة جوية على مقهى بجنوب القطاع. وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بعض الضحايا مصابين بجروح خطيرة حول طاولة بالمقهى.
* يأكلون العشب والسلاحف
لم تفلح المحادثات التي توسطت فيها قطر ومصر حتى الآن في تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أطلقت حماس خلاله سراح 38 رهينة فيما أفرجت إسرائيل عن مئات المعتقلين.
ولا يزال 59 رهينة إسرائيليا محتجزين في غزة ويُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة. وتقول حماس إنها لن تفرج عنهم إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب بينما تقول إسرائيل إنها لن توافق إلا على هدن مؤقتة ما لم يتم نزع سلاح حماس بالكامل، وهو ما يرفضه مقاتلو الحركة.
وفي الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري أمس السبت إن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة أحرزت بعض التقدم.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة نفاد مخزوناته الغذائية في غزة بعد أطول حصار يفرض على القطاع على الإطلاق.
وجاب بعض السكان الشوارع بحثا عن الأعشاب التي تنمو طبيعيا على الأرض، بينما جمع آخرون أوراق الأشجار اليابسة. وفي ظل اليأس، لجأ صيادون إلى صيد السلاحف وسلخها وبيع لحومها.
وقالت امرأة من مدينة غزة لرويترز طالبة عدم نشر اسمها خشية الانتقام "المرة الماضية رحت على الدكتور قال لي عندك حصاوي في الكلى ولازم عملية جراحية بتكلف حوالي 300 دولار، أنا أحسن لي آخد مسكنات وأخلي المصاري لأولادي أطعميهم فيهم".
وأضافت "باختصار الوضع في غزة لا أكل ولا غاز للطبخ ولا طحين ولا حياة".
واندلعت حرب غزة بعد هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل، والذي أسفر حسبما تشير الإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ ذلك الحين أدت إلى مقتل أكثر من 51400 فلسطيني.