ماذا تعرف عن القنابل الإسفنجية الإسرائيلية التي يمكن استخدامها لتدمير أنفاق غزة؟
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
قالت صحيفة لوفيغارو إن إسرائيل تدرس استخدام "القنابل الإسفنجية"، لمحاولة إغلاق أنفاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المحفورة في أقبية قطاع غزة، وهي قنابل لا تحتوي في الواقع على أي مادة متفجرة، لكنها -بحسب صحيفة ديلي تلغراف البريطانية- تنتِج من خلال تفاعل كيميائي "انفجارا مفاجئا للرغوة التي تتوسع بسرعة ثم تتصلب".
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن هذا السلاح الجديد طورته إسرائيل منذ سنوات عدة، وشوهد جنود الجيش الإسرائيلي "ينشرون هذه الأجهزة خلال التدريبات في عام 2021" حين أقام الجيش شبكة أنفاق وهمية في قاعدة تسئيليم العسكرية بالقرب من الحدود مع غزة، لتغلق هذه الرغوة مداخل الأنفاق أو الثغرات التي يمكن أن يخرج منها مقاتلو حماس.
كابوس تحت الأرض
وفي أعقاب هجوم حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي سعت إسرائيل بكل الوسائل إلى تدمير البنية التحتية العسكرية التي تم حفرها تحت قطاع غزة، وهي شبكة سرية وصفها معهد الحرب الحديثة في الأكاديمية العسكرية الأميركية "ويست بوينت" بأنها "كابوس تحت الأرض"، وهي تمتد بين 300 و500 كيلومتر، وقد تم حفرها على عمق يتراوح بين 40 و50 مترا، ويمكن أن تكون مجهزة بوسائل اتصال وإضاءة وحتى تهوية متطورة.
وتم إنشاء وحدة إسرائيلية متخصصة لاستكشاف هذه الأنفاق باستخدام أدوات تكنولوجية مثل الطائرات المسيرة وأجهزة الاستشعار وأنظمة الرؤية الحرارية وغيرها، وحاولت إسرائيل مرات عدة تدمير هذه المنشآت في السنوات الأخيرة عن طريق تفجيرها أو استخدام الجرافات، ورغم ذلك تمكنت حماس في كل مرة من إعادة بنائها، لكن "القنابل الإسفنجية" هذه المرة ستعطي إسرائيل ميزة عسكرية كبيرة، وهي أن "نظام الرغوة المتوسع" سيملأ مساحات تبلغ عشرات الأمتار المكعبة، مما يجعل الأنفاق غير صالحة للاستخدام بشكل دائم، بحسب صحيفة ديلي تلغراف.
ووفقا للوفيغارو، تتكون هذه "القنابل" من سائلين موجودين في الكيس نفسه ويفصل بينهما حاجز معدني، وعندما يتم إلقاؤها في الأنفاق يختلط المنتجان مسببين تفاعلا كيميائيا، ثم تنتشر موجة من الرغوة قبل أن تتوسع وتتصلب لتسد تجاويف النفق، ولا تسبب هذه السوائل انفجارات وبالتالي تحد من الأضرار الجانبية، كما أنها مقاومة للماء والمواد الكيميائية وغير قابلة للاشتعال.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير استراتيجي: هيكلة الوحدات العسكرية الإسرائيلية بعد فشلها في 7 أكتوبر
قال العميد عادل المشموشي، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الحروب عادة هي التي تخضع العسكريين عامة، والقياديين لامتحانات عسيرة، حيث من يحقق نجاحات يتم ترقيته لمراكز هامة بالنسبة له، وبالعكس من يتبين أنه أخفق في المهام الموكلة إليه ربما يتم يخضع للمساءلة ومحاسبته على ضوء النتائج التي تحققت.
أضاف «المشموشي»، خلال مداخلة مع الإعلامي خالد عاشور، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الوحدة الإسرائيلية 8200 تعد من الوحدات الأكثر شهرة في الاستخبارات الإسرائيلية، بل تعتبر هي الركيزة الأساسية لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية على المستوى المركزي، وانشأت منذ ثلاثينات القرن الماضي، بالتالي لديها تاريخ عريق في متابعة الحروب والنشاطات الاستخباراتية من قبل العدو الإسرائيلي.
وتابع: «وفي السنوات الأخيرة، خاصة بعد عملية طوفان الاقصى، نلحظ أن هذه الوحدة تلقت انتكاسة كبيرة عندما أخفقت في تقدير أو استشراف عملية طوفان الأقصى، بالتالي يسجل عليها أن ذلك تقصيرا كبيرا في العمل الاستخباراتي، خاصة في إغفالها أو عدم تمكنها من كشف مؤشرات التحركات الفلسطينية التي كانت تتحضر لها منظمتي الجهاد الإسلامي وحماس في هذا الإطار».
واصل: «أعتقد أن الأمور قد لا تتوقف عند بعض التنقلات أو الاستبدالات في القيادات إنما يبدو أن العدو الإسرائيلي أجرى تحقيقات معمقة في هذا الإطار، وربما يصار إلى تغييرات جذرية من حيث الهيكلية أو طريقة الاستعلام، بالتالي كل الوحدات التي ثبت إخفاقها، خاصة في مجال الاستعلام التقني، ربما ستطرح عليها تغييرات جذرية، وربما مسائلات وملاحقات».