حرب المستشفيات وهواجس إسرائيل|تبحث عن حماس أم تسعى لتدمر آخر حصون غزة
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
المستشفيات والمدارس التابعة للأونروا وبعض المؤسسات الأممية المتواجدة داخل قطاع غزة هي عبارة عن حصون أمنية يلجأ إليها سكان القطاع للاحتماء ضد الضربات الإسرائيلية المتتالية التي لا تفرق بين بشر وحجر.
وترى إسرائيل في المستشفيات والمدارس أنها قد تكون عائق لتحقيق أهدافها فيما يتعلق بتفريغ القطاع من سكانه وتهجيرهم إلى خارج غزة؛ لأن المستشفيات والمدارس يوجد بها المئات بل آلاف المواطنين اللذين لجأوا أليها خلال فترة الحرب للاحتماء بها.
كما يعتقد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن المستشفيات ومنها الإندونيسي، الجزائري العسكري، الميداني الأردني، مجمع الشفاء الطبي، الشهيد كمال عدوان الحكومي، الشهيد محمد الدرة للأطفال، الصداقة التركي الفلسطيني، القدس، عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال، ووغيرها ربما تكون حصون لعناصر المقاومة ويتخذون منها ستارا.
كما يعتقدون أن هذه المجمعات الطبية يقع أسفلها عدد كبير من الأنفاق التي تتجمع بها عناصر المقاومة، وربما يتم وضع الرهائن الذين تمكنت المقاومة من آسرهم عند تنفيذ عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي، بداخلها، فتهدد قوات الاحتلال باستهدافها.
وبدأت حرب المستشفيات من قصف مستشفى المعمداني الأهلي وقتل ما يقارب من 500 فلسطيني كانوا قد احتموا داخل هذا المستشفى، وتعرضت ايضا مستشفى الرنتيسي للأطفال المصابين بالسرطان في قطاع غزة لاستهداف من قبل قوات الجيش الإسرائيلي أدى إلى نشوب حريق فيه.
وطال الثلاثاء القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، مدرسة تأوي نازحين بجوار مستشفى ناصر في خان يونس مخلفا عشرات الضحايا، حيث أعلن مدير مستشفى الشفاء عن انتشال حوالي 50 قتيلا من داخل مدرسة البراق بعد قصف صاروخي ومدفعي إسرائيلي.
وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي محيط "مستشفى القدس" فى غزة، حيث اسهدف طيران الاحتلال موكب إسعاف خرج من مجمع "الشفاء" لنقل مُصابين وجرحى إلى معبر "رفح"، كما استهدف قصف إسرائيلي آخر قافلة من السيارات المدنية كانت على الطريق الساحلي من شمال القطاع إلى جنوبه، والذي أعلنته قوات الاحتلال مكانًا آمنا، إلا أنه لم يسلم هو الآخر من القصف الإسرائيلي.
وكانت أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن ما لا يقل عن 10 مستشفيات خرجت من الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي ونقص الوقود.
وذكرت الوزارة في بيان: أن عدد المستشفيات التي توقفت عن العمل بسبب القصف ونقص الوقود ارتفع إلى 10.
كما أفادت الوزارة بأن إجمالي المؤسسات الطبية بمختلف أنواعها التي توقفت عن الخدمة نتيجة لتعرضها للقصف الإسرائيلي بلغ 29 مؤسسة.
وشهدت مدينة غزة انفجارات عنيفة وقصف غير مسبوق من قبل الطائرات والبوارج الحربية الإسرائيلية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب أكثر من 11 ألف هدف في قطاع غزة منذ بدء الحرب مع حماس بعد هجوم غير مسبوق للحركة في السابع من أكتوبر الماضي.
واقتحمت، فجر اليوم الأربعاء، آليات الجيش الإسرائيلي القسم الغربي من مجمع الشفاء وفجر الجيش خلال الاقتحام أبواب الأقسام وجدران المنطقة، وأثار حالة من الفزع بين الفلسطينيين والنازحين في داخله، بحسب ما نقله الإعلام الفلسطيني عن الطواقم الطبية الموجودة داخل المجمع.
واقتحم الجيش، بحسب إدارة المستشفى، قسم الطوارئ وفتش قبو المستشفى، وأطلق الرصاص على من حاول الخروج من ممر قسم الطوارئ.
وحذرت وزارة الصحة في غزة، من ارتكاب الجيش الإسرائيلي مجزرة تهدد المرضى والنازحين والطواقم الطبية المحاصرين داخله، الذين يقدر عددهم بتسعة آلاف شخص.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي يطوق المجمع الطبي غرب مدينة غزة، وسط قصف مدفعي متواصل وإطلاق نار كثيف على كل من يتحرك داخله، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.
وحملت حركة حماس، إسرائيل والرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته، كامل المسؤولية عن تبعات اقتحام الجيش الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي.
وقالت حماس في بيان فجر اليوم الأربعاء، إن "الجريمة الوحشية التي تنفذها إسرائيل في مرفق صحي محمي بحكم اتفاقية جنيف الرابعة، لن يمر بدون حساب".
اتهمت وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية، مي الكيلة، إسرائيل بارتكاب "جريمة جديدة ضد الإنسانية والطواقم الطبية والمرضى" من خلال تنفيذ عملية عسكرية داخل مستشفى الشفاء.
وقالت، الأربعاء، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا): "نحمل قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الطواقم الطبية والمرضى والنازحين في المستشفى".
وتعتبر مستشفى الشفاء هو أكبر مستشفى في غزة، وتدعي كل من إسرائيل والولايات المتحدة أن حماس لديها مقر قيادة عسكري بالمستشفى، وهو ما تنفيه حماس.
ويحتمي آلاف المرضى والمدنيين في مستشفى الشفاء بغزة، وكانت منظمة الصحة العالمية قالت في وقت سابق إن هناك نحو 700 مريض و400 من العاملين بالمستشفى و3000 مدني في المستشفى.
وأعلنت صحة غزة أن هناك ما لا يقل عن 2300 شخص ما زالوا داخل المستشفى، هم 650 مريضا، و200 إلى 500 موظف، وحوالي 1500 مدني.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن اخر المعاقل او مظاهر الحياة في شمال قطاع غزة هو المستشفيات، وبالتالي إسرائيل تسعى بكل قوة للقضاء على أي مظاهر للدولة في شمال قطاع غزة للعمل على تنفيذ مخططها لإخلاء قطاع شمال غزة بالكامل هو سعى إسرائيلي واضح لتهجير هذا العدد.
وأوضح فارس ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد": فالمخطط الإسرائيلي باحتلال شمال قطاع غزة لتقليص مساحة شمال قطاع غزة وهذا ظهر بشكل واضح جدا من التصريحات المتكررة للكثير من المسؤولين لمحاولة اثناء كل سكان القطاع من الشمال للجنوب ثم بعد ذلك ماذا يفعلون هل يتوقفون عن الاقتحام ضد الناس في الجنوب بل ستقوم بالهجوم.
وتابع: فبالتالي هو مخطط واضح للقضاء على كل مظاهر الحياة لتنفيذ مخطط نتنياهو وحكومته لإطالة امد المعركة لان ذلك سيجعلهم متواجدين في السلطة لأطول فترة ممكنة.
وأكد أن العمليات العسكرية لقوات الاحتلال ترفع من الروح المعنوية للشعب اليهودي لان الاعلام العبري وخاصة القناة 14 العبرية تقول ان حماس تستخدم المستشفيات ولكن تم استهداف مستشفى القدس والعودة والرنتيسي والشفاء والأهلي المعمداني والتركي معقبا: فأكيد ليس كل ذلك تحتهم انفاق لحماس بل بالعكس بل هو مخطط لاستهداف لكافة مظاهر الحياة وانتقلت الحرب الي حرب المستشفيات.
ويشار إلى أن الحرب التي دخلت يومها الـ 40 بين إسرائيل وحماس أدت حتى الساعة إلى مقتل 11 الفا و240 فلسطينيا، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة بغزة، بينهم أكثر من 4600 طفل.
أما على الجانب الإسرائيلي فسقط 1200 قتيل إثر الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلو حركة حماس في السابع من أكتوبر، فيما احتجزت الحركة نحو 240 شخصاً لا تزال المفاوضات جارية بشأنهم من أجل إطلاق سراحهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المستشفيات قصف المستشفيات بغزة غزة مستشفى المعمداني الأهلي إسرائيل مجمع الشفاء شمال قطاع غزة الاحتلال الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی قوات الاحتلال مستشفى الشفاء شمال قطاع غزة مجمع الشفاء الصحة فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: التصعيد الإسرائيلي لن يعيد الأسرى أحياء
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ما يجري في غزة ليس ضغطا عسكريا، وإنما انتقام وحشي من المدنيين الأبرياء، كما دانت اعتقال أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مشاركين في مسيرات نصرة غزة.
وأكد بيان للحركة أن التصعيد العسكري لن يعيد الأسرى أحياء، بل يهدد حياتهم ويقتلهم، مشددة على أنه لا سبيل لاستعادتهم إلا عبر التفاوض.
وقالت في بيان إن سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتقام من الأطفال والنساء والمسنين هي وصفة لفشل محتوم، وإن زيادة وتيرة العدوان لن تكسر إرادة الفلسطينيين، بل سترفع منسوب التحدي والإصرار على التصدي له.
ودعت دول العالم لتحمل مسؤوليتها في وقف انتقام الاحتلال من المدنيين الأبرياء فورا.
إدانة اعتقال المقاومين بالضفة
وفي موقف آخر، دانت حركة حماس، اعتقال أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مشاركين في مسيرات نصرة غزة.
وقالت الحركة في بيان إن "حملة الاعتقالات التي شنتها أجهزة أمن السلطة ضد أبناء شعبنا في الضفة عقب مشاركتهم في مسيرات وفعاليات نصرة غزة، هو مؤشر خطير وسلوك يخدم أهداف الاحتلال الإسرائيلي ويشكل طعنة جديدة لشعبنا وقضيتنا التي تمر في أخطر مراحلها".
وأكدت حماس أن اعتقال أمن السلطة لعضو مجلس بلدية "بيتا" جنوب نابلس وقمع مسيرة في رام الله واعتقال مشاركين فيها، يؤكد أن السلطة تسعى بشكل مباشر وواضح لإفشال أي حراك جماهيري لنصرة غزة ورفض جرائم الاحتلال، وهذا يعد جريمة وطنية وأخلاقية، تستدعي تحركا وطنيا واسعا يضع حدا لما يجري في الضفة الغربية من قتل وتهجير وتخريب.
إعلانودعت حماس أهالي الضفة لإعلان رفضهم لممارسات أمن السلطة القمعية، ومواصلة الحراك الجماهيري بوجه الاحتلال نصرة لغزة وللتصدي لمخططاته بتهويد القدس وضم الضفة ونهب الأراضي وتهجير أهلها وتمرير مخططاته الخبيثة.
وأمس الاثنين، قمعت أجهزة أمن السلطة مسيرة للتضامن مع غزة قرب دوار المنارة في مدينة رام الله، واعتقلت عددا من المتظاهرين بعد الاعتداء عليهم بالضرب.
وترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألفا بين شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.