نورالدين برحيلة “لا تُضاجع ذكرا مضاجعة امرأة إنه رجس”. سفر اللاويين حين يُصرِّح بابا الفاتيكان فرانشيسكو بأنّ المِثلية الجنسية ليست خطيئة ولا جريمة، ويَنعتُ القوانين المُجرِّمة للمثلية بالظالمة، وغيرها من العبارات التي تـتغزَّلُ بالمثليين وتَصِفُهم بأبناء الله وأحبّاؤه..، هنا لا بُدّ من التدخل لتصحيح الخطير من المُغالطات، بكل موضوعية ونزاهة وهدوء، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
. أولا: الكتب السماوية جميعا، جاءت لمُحاصرة الرذيلة ومحاربة الجريمة.. ومكافحة الشر، مهما بدا صغيرا، كخُطّة استباقيةٍ، لتجنُّب نتائجة الكارثية، هكذا تُميِّزُ الكتب المقدّسة بين الصدق والكذب، التواضع والاستعلاء، الرحمة والقسوة، العدالة والطغيان، العفّة والفجور، الحقيقة والوهم، الفضيلة والرذيلة، وتُعلي من قيمة الخير، وتُحذِّرُ من عواقب الشر، ولن يكون الأخيار والأشرار سواسية حتى في نظر الأطفال والبسطاء. ثانيا: أثبتت عدة تقارير غربية أنجزتها مظمات وجامعات موثوقة، منها اللجنة الوطنية الفرنسية التي كشف تحقيقُها بخصوص الاعتداءات الجنسية على الأطفال في كنيسة جان مارك سوفيه، ارتكاب 3200 اعتداء جنسي من طرف رجال الدين والكنهة، على 115ألف طفل على مدار سبعين سنة منذ 1950، كما خلص تقرير آخر نشرته مجلة دير شبيل، أن 1670 من رجال الدين بألمانيا، قاموا باعتداءات جنسية على 3677 طفل..، طبعا أمام هول وفداحة هذه الأفعال والأرقام سارع البابا والمتحدثون باسم الكنيسة إلى لاعتذار والشعور بالعار.. وهذا يجعلنا نتحدّثُ عن معاناة ومصير الأطفال الذين يتبنّاهم المثليون، بداية حين نتحدث عن “طفل” هذا يعني أننا أمام إنسان ضعيف قاصر، يفتقر إلى التمييز العقلي والضعف النفسي وعدم القدرة على الدفاع عن النفس، وتواجده تحت وصاية ذكرين لم يستطيعا التحكم في الغريزة وضبطها، علما أن رجال دين في ظروف مُشابهة اختلوا بأطفال والنتيجة هي الأرقام السالفة الغارقة في الاغتصابات.. بمعنى إذا كان شخص له “تكوين” في مجال الدين والقيم.. انزلق إلى هذه الجريمة القاسية، فكيف الحال بأشخاص يعيشون لأجل رغباتهم المتحوِّلة وأمزجتهم المتقلّبة، ويعيشون اللحظة، وبعد مدّة قصيرة نسمع أخبارالانفصال وبداية فضح الأسرار، ولا داعي لتقديم الأمثلة لكثرتها.. ثالثا: حاولت في هذه الرسالة أن أقدّم اقتباسات من الإنجيل، الذي يرفض التماهي مع خطاب رجال الدين الكذبة ومدّعي النبوة والدجالين والوعاظ المزيفين، الذين يُتاجرون بآيات الله، وهذا ما ورد بالحرف في إنجيل متى “احذروا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثايب الحملان، ولكنهم من الداخل ذئاب خاطفة”. رابعا: المثلية الجنسية كانت تصنف حسب منظمة الصحة العالمية إلى وقت قريب بالشذوذ الجنسي، قبل اختراق هذه المنظمة من طرف الإمبريالية الرأسمالية، بمباركة “الكَذَبَة”، والقرآن الكريم يُسميها بالفاحشة، (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ، إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ، وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ، فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ، وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) سورة الأعراف، الآيات: 80ـ84. خامسا: الشذوذ الجنسي خراب الإنسانية، وهو مظهر من القتل السري والوأد الخفي للبشر، وإذا استفحل، ولم يقم العقلاء في العالم بالتصدي له، سينقرض البشر، والأكثر خطورة، بعد دفاع الولايات المتحدة المستميت عن حقوق المثليين، وتسلّلهم إلى مراكز السلطة والقرار، ومختلف مفاصل المؤسسات الاقتصادية والرياضية والفنية، وفرض شعارهم في الفضاءات العمومية والمؤسسات التعليمية، فإنهم سيتغوّلون ويُصبح الزواج جناية والعفة جريمة.. لقد بدأ العقلاء في المجتمع الغربي يُدركون خطورة المؤامرة الشيطانية، وهذا ما حدث في مدرسة ابتدائية حين أراد المثليون القيام بنشاط دعائي مع الأطفال الصغار، فرفض الآباء هذه الخطوة الوقحة ورفعوا شعارات مُندِّدة من بينها: “دعوا أطفالنا بعيدا عنكم”.. وهو ما دفع قوم قزح لتعنيف الآباء بشدّة، مع سلبية الشرطة التي كانت حاضرة.. بدعوى الحياد..سادسا: أدعو بابا الفاتيكان وكل الغيورين على الإنسان أن يمتلكون الشجاعة لقول الحقيقة.. لأن قول الحقيقة يتطلب التضحية وهذا ما فعله الأنبياء والمفكرون والعلماء والشرفاء الصادقون.. والكثيرون منهم دفعوا حياتهم لكشف الحقيقة.. وهو ما مكنهم من الخلود في التاريخ أما الكذبة والخونة.. فمزبلة التاريخ امتلأت بهم، وعليهم البحث عن مزبلة تقبل بهم.. كاتب مغربي
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
“أونروا” و”يونيسف”: غزة من أكثر الأماكن المحزنة وكل الطرق فيها تؤدي إلى الموت
#سواليف
قالت مسؤولة الطوارئ في وكالة غوث وتشغيل #اللاجئين #الفلسطينيين ( #أونروا ) لويز ووتريدج، إن أكثر من مليوني شخص ما زالوا #محاصرين في ظروف مروعة في #غزة ومحرومين من احتياجاتهم الأساسية.
وأضافت ووتريدج، أن “السكان لا يمكنهم الفرار، ويبدو الأمر وكأن كل طريق يمكن أن تسلكه يؤدي إلى #الموت”.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من جانبها، إن “الحرب على الأطفال في #غزة تشكل تذكيرا صارخا بمسؤولية العالم الجماعية للقيام بكل ما هو ممكن لإنهاء معاناتهم”.
مقالات ذات صلة
أين ثروة الأسد وعائلته وهل يمكن للشعب السوري استرجاعها؟ 2024/12/21
وأضافت أن “جيلا من #الأطفال يتحملون وطأة الانتهاك الوحشي لحقوقهم وتدمير مستقبلهم”.
وأكدت أن “غزة هي واحدة من أكثر الأماكن المحزنة بالنسبة لنا كعاملين في المجال الإنساني، لأن كل جهد صغير لإنقاذ حياة طفل يضيع بسبب #الدمار العنيف”.
وحذرت “يونيسف” من صعوبة الوضع مع حلول فصل #الشتاء على غزة، “حيث الأطفال يشعرون بالبرد والرطوبة وهم حفاة الأقدام”.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.