رأي اليوم:
2024-12-21@17:42:07 GMT
ساعة حنين لبغداد التي احببناها ووقفنا في خندقها
تاريخ النشر: 9th, July 2023 GMT
عدنان نصار تركت بغداد في العام 1984..لكني عدت اليها مشاركا بتسع مؤتمرات على مدار تسع سنوات كان آخرها مؤتمر القوى الشعبية العربية سنة 2001.. كانت بغداد تحت قصف الطغاة (اميركا) ومن تعلق في ذيلها، ولعق صديد سياستها الماجنة .. (1) ها آنذا ، اجلس على شرفة مقهى وسط عمان الفديمة، قهوتي وسط، لاني لا احتاج الى مرار إضافي، فيكفينا مرار تجرعناه على مدى 40 سنة شمسية.
. أنظر الى الشرق تماما ، فيلوح امام ناظري العراق العظيم ، في رحلة ثلاثية الابعاد تسكن في مخيلتنا، يوم كان العراق العظيم مصدر قوتنا وخبزنا، وعزنا وكرامتنا.. اتصفح الاوراق التي سقطت وعرت وفضحت ما تبقى من ستر لأمة عربية “رسمية” وكشفت عورتها بصورة تبعث على القيء من الحنجرة ..اغوص في قلب المشهد، واروح الى الأعظمية، والقي التحية على بيت “بلقيس”، ثم الوذ الى جذع نخلة تحميني لو قليلا من شمس حزيران.. أتراخى قليلا وانا حيران، واطرح اسئلة على “عيون المها بين الرصافة والجسر ..” وقبل ان يجيء الجواب ترميني عابرة طريق، بحبات من “الرطب ” في وقت كنت فيه اسأل: ما الذي جرى لبغداد يا “مريم”؟!. (2) في عام 1984 ،لم نكن نميز بين السنة والشيعة ، ولا احد يتجرأ ان يتحدث في هذا الأمر ، فالعراق يتسع للجميع ، وحبيبا للجميع ، والجميع يحب العراق العظيم ..،كنا شلة نتوق الى العلم والمعرفة (المرحوم د.ربيع من اربد ، وفرحان من ريف الرمثا ، وقيس من الدار البيضاء ، وصفوان من سوريا ، ورشيدة من تونس ، ولينا من بيروت..” كنا نعكس الوحدة العربية بشكل عفوي وفردي ، ونتحدث بلغة الحالمين عن قادم جميل ،يكفينا ويعفينا من حرج السؤال ..كانت بغداد على سعتها الأفقية وحافلاتها الطابقية الحمراء تعزز فينا روح التفكير الجماعي الباحث عن مستقبل مشرق ..وقتها ،لم نتردد في التطوع للدفاع عن العراق في حربها مع إيران ، لكن تم اعفاءنا وتكليفنا بمهمة “بعثية” الى الفلوجة..استرسل في توجيه البصر والذاكرة الى الشرق من وسط عمان القديمة ..،فيرفع الشيخ الجليل آذان العصر من المسجد الحسيني الكبير ..، يلكزني صابر المصري العامل في المقهى العتيق ويقول بلهجته المصرية المحكية:” ايه يا استاز ، رحت لحد فين ” ؟ ابتسمت واجبته بلهجة مصرية جميلة :”انا هنا ..بس رحت شويه لحي السيدة” وقتها كان الراحل المطرب الشعبي محمد عبد المطلب يغني :” انا ساكن بالسيدة وحبيبي بالحسين..وعشان انول الرضا اروحله مرتين” ..ثمة شبه بين وسط عمان القديمة وشارع “طلعت حرب” بالقاهرة وشارع ابو النواس في بغداد ..أي لغة أصف صبرك يا بغداد.؟! (3) صابر المصري ، يتسم بالكرم وطيبة ابن البلد ..وبناء عليه ، أحضر لي الشاي المعتق ، ووضعه على طاولة خشبية مستديرة.. بغداد نحو الشرق، اقابلها تماما في جلستي، أكاد ان أراها لولا جبال عمان الشرقية امامي..، أتحدث مع طيف بغداد وشوارعها ومطاعمها وفنادقها.. وسكن الاعظمية والبط العوام في الصبح الباكر على ضفاف الماء..، استحضر الشاعر الراحل نزار قباني حينما القى قصيدة “بلقيس” على مسرح جامعة بغداد سنة 1981 حين تم اغتيالها في بيروت ..”بلقيس يا وجع القصيدة”، واتحدث مع طيف بغداد من على شرفة مقهى وسط عمان.. يلوح في الأفق نادي الفروسية في بغداد، واستحضر الشهيد طارق عزيز وسعدون حمودي حين كانا يرتبا لنا أكلة “المسقوف”..، استحضر د. حسن طوالبة من المكتب الاعلامي في قصر الرئاسة “بالمناسبة د. الطوالبة معتكف سياسيا في منزله الريفي في بلدة سحم الكفارات شمال الاردن.. ويعيش بسلام وهدوء” بعيدا عن ضوضاء الدجل والنفاق . العراق حاضر، في ذاكرتنا وخبزنا وكرامتنا ومجد هويتنا العربية ..، العراق وان اصيب بسهام جارحة في خاصرته سيعود معافى وبسلام .. لم يدر في خلدي، ان الجلسة على شرفة المقهى في عمان القديمة، سيفتح جروح بغداد.. ولم اتقصد للحظة ان اخرج عن دائرة الواقع الرديء، لادخل في مربع الماضي.. ابدا، كل ما في الأمر أن صابر المصري يسألني دائما: “ازي بغداد ” فهو الذي يصر على إسماعي مقطع من اغنية الراحل ناظم الغزالي: ” .. من ورى التنور تناوشني الرغيف يا رغيف الحلوه يكفيني سنه لون خمري لا سمار ولا بياض مثل بدر تام واشرف ع الرياض” ..فصابر هو من يتحمل مسؤولية نكأ جراحنا .!! كاتب وصحفي اردني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
درجال يحذر من مواجهة اليمن ويكشف سبب عدم إقامة مباريات العراق في بغداد
شبكة انباء العراق ..
حذر عدنان درجال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، منتخب أسود الرافدين من صعوبة المنتخب اليمني في مستهل مشوار العراق بكأس الخليج “خليجي 26” في الكويت، على استاد جابر المبارك عند الساعة الخامسة و25 دقيقة من مساء يوم غد الأحد.
user