ضد التيار.. شخصيات وأحزاب سياسية غربية مساندة لفلسطين
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
اتخذت العديد من الأحزاب والشخصيات السياسية الغربية مواقف داعمة ومؤيدة للقضية الفلسطينية منذ عقود، مخالفة بذلك المواقف الرسمية والتوجهات السياسية لبلدانها، المتراوحة بين الدعم العلني والمباشر للاحتلال الإسرائيلي وسياسة التغاضي عن الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، والدعوة إلى التهدئة رغم اختلاف موازين القوى بين الجانبين.
هذه المواقف الواضحة تجاه ما يعيشه الفلسطينيون من احتلال وقتل وتدمير جعلت هذه الشخصيات والأحزاب السياسية الغربية تتعرض لموجات من الانتقادات الحادة والاتهام بـ"التعاطف مع الإرهاب".
أبرز الشخصيات الغربية الداعمة لفلسطينجيرمي كوربن
ولد في 26 مايو/أيار 1949، وهو سياسي بريطاني ورئيس سابق لحزب العمال المعارض في الفترة (2015-2020)، وعضو بالبرلمان البريطاني عن دائرة إسلنغتون الشمالية منذ عام 1983.
وطوال مسيرته السياسية لازمته سمة أساسية، وهي التغريد لصالح فلسطين وغيرها من مناطق الصراع حول العالم، مخالفا بذلك حتى توجهات حزب العمال نفسه في بعض محطاته التاريخية.
ويعتبر جيرمي كوربن أحد الرعاة الأساسيين لمنظمة حملة التضامن مع فلسطين "بي إس سي"، وهو أحد الأعضاء الفاعلين في لجنة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل "بي دي إس"، إذ ركّز نشاطه ما يزيد على 20 عاما على الترويج لهذه المنظمات وأهدافها المنصبّة على إعادة حقوق الشعب الفلسطيني.
كما عرف بحضوره المكثّف في المظاهرات والمسيرات الداعية إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين، وعرف عنه رفضه لوعد بلفور الذي طالما اعتبره أحد الوعود المخادعة والكاذبة المعبّرة عن ازدواجية السياسة البريطانية تجاه الملف الفلسطيني.
جيريمي كوربن سياسي بريطاني اتسمت مسيرته السياسية بمساندة القضية الفلسطينية (الجزيرة)كين ليفنغستون
ولد في 7 يونيو/حزيران 1945 في لندن، هو سياسي بريطاني يلقب بـ"كين الأحمر" بسبب مواقفه المثيرة داخل حزب العمال الذي ينتمي إليه، تولى منصب عمدة مدينة لندن لفترتين انتخابيتين، واشتهر بمواقفه المؤيدة للعرب والمناهضة لإسرائيل.
وعرف ليفنغستون بمواقفه وتصريحاته غير المعهودة في أوروبا ضد إسرائيل والجالية اليهودية في بريطانيا، واتهم إسرائيل بأنها تمارس سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين عن طريق تهجيرهم من الأرض التي عاشوا فيها منذ قرون باستخدام العنف المنظم. كما سبق ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون بأنه "مجرم حرب".
وهذه المواقف والتصريحات جعلته عرضة للعديد من التضييقات والقرارات منها إصدار لجنة قضائية بإنجلترا في فبراير/شباط 2006 أمرا بوقفه عن عمله لمدة 4 أسابيع، وذلك لتشبيهه صحفيا يهوديا بكونه أحد حراس معسكرات الاعتقال النازية.
بيرني ساندرز
ولد في 8 سبتمبر/أيلول 1941 في بروكلين بنيويورك، وهو سيناتور أميركي من أصول يهودية، ترشّح للانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، وكسر القاعدة الأميركية المألوفة، إذ انتقد صراحة وبطريقة غير مسبوقة الممارسات الإسرائيلية القمعية تجاه الشعب الفلسطيني، وبذلك غيّر طريق نقل الموقف من الانحياز الشامل إلى مدار الإدانة لعدوانية إسرائيل.
ونبعت أهمية مواقف بيرني ساندرز من ترجيحه الاعتبارات الأخلاقية على الحسابات السياسية، خاصة عندما تكون في صميم حملة انتخابية شرسة لقيادة البيت الأبيض الأميركي متحدّيا بذلك الممنوعات الإسرائيلية التي طالما التزم بها المتنافسون على الرئاسة الأميركية.
ومواقف ساندرز تعتبر الأولى من نوعها في سياق الانتخابات التي يتابعها العالم بأسره، وهي المرة الأولى التي تظهر فيها أصواتٌ تؤيد حق الشعب الفلسطيني في أثناء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، من خلال طرح موضوع حقوق الشعب الفلسطيني وانتقاد العدوان المتواصل على غزة، وخاصة العدوان الإسرائيلي الذي وقع صيف 2014.
بيرني ساندرس سيناتور أميركي ترشح للرئاسيات الأميركية وانتقد الممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين (الفرنسية)جان لوك ميلانشون
ولد جان لوك ميلانشون في 19 أغسطس/آب 1972، وهو سياسي فرنسي يساري، ترشح باسم حركة "فرنسا الأبية" للانتخابات الرئاسية لعام 2017، ويطلق عليه مناصروه لقب "شافيز فرنسا".
وبرز موقفه خصوصا خلال العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023 على قطاع غزة، واعتبر بذلك أحد الضمائر التي ما زالت حية في فرنسا وأوروبا، ولذلك تعرض وحزبه "فرنسا الأبية" ونوابه، مثل النائبة دانيال أوبوتو وماتيلد بانو (رئيسة كتلة الحزب في الجمعية الوطنية) لحملة شرسة بتهمة "معاداة السامية"، فقط لأنهم حسب تعبير ميلانشون "يرون الفلسطيني إنسانا"، وطالب بوقف الدعم الفرنسي غير المشروط لإسرائيل، التي ارتكبت جرائم حرب ضد الفلسطينيين.
توناهان كوزو
مستشار سياسي ونائب في البرلمان الهولندي وعضو بالمجلس البلدي لمدينة لاهاي الهولندية، ولد في تركيا في 5 يونيو/حزيران 1981، ونشأ في هولندا، يتزعم حركة "دينك" السياسية المناهضة للعنصرية، التي أطلقت في فبراير/شباط 2015 لدعم حقوق المهاجرين.
وعرف بمواقفه المساندة للقضية الفلسطينية، خاصة عندما رفض مصافحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته للبرلمان الهولندي سنة 2016، وكان كوزو يومها حاملا شارة العلم الفلسطيني على بدلته.
وأثناء هذه الزيارة عرض كوزو صورا لطفل فلسطيني، وقد أمسك جندي برأسه في حركة عنيفة، وأخرى لجندي إسرائيلي يوجه بندقيته باتجاه أم فلسطينية وطفليها منددا بالأعمال الإجرامية وغير الإنسانية التي يقوم بها جيش الاحتلال تجاه الفلسطينيين العزّل.
جان لوك ميلانشون سياسي فرنسي يساري طالب بوقف الدعم الفرنسي لإسرائيل (رويترز)مايك والاس
نائب أيرلندي في البرلمان الأوروبي وناشط سلام، طالما نادى بضرورة جلاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية، ويرى أن حل الدولتين في الأراضي المحتلة طريقة غير فعالة لحل الأزمة الفلسطينية وغطاء لانتهاك حقوق الفلسطينيين.
وانتقد مايك والاس جدّية إسرائيل في احترام اتفاقياتها التي طالما رمت بها عرض الحائط، وضرب مثلا بما حدث سنة 1967، عندما هجرت إسرائيل الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم وشردتهم، كما انتقد بناء مستوطنات بصفة غير قانونية، دون أن يتحرّك المجتمع الدولي.
ودعا والاس الفلسطينيين في مناسبات عديدة إلى اتخاذ نهج المقاومة تجاه الاستعمار، واستعادة الأراضي المحتلة، والنضال من أجل الاستقلال، وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين.
الأحزاب الغربية المساندة لفلسطينتنتمي الأحزاب السياسية الغربية المساندة للقضية الفلسطينية غالبا إلى التيارات اليسارية، التي ارتبطت فكريا بأحقية الشعوب في العدالة الاجتماعية والحرية وتقاسم الثروات.
ولعل الانتماء الثقافي العربي والجغرافي لم يسقط القضية الفلسطينية من غربال اليسار الغربي الذي لم يتردد في دعم فلسطين والتعبير عن مواقف منتقدة ولاذعة للكيان الإسرائيلي ولسياساته تجاه الشعب الفلسطيني.
مايك والاس نائب أيرلندي دعا إلى جلاء الاحتلال الإسرائيلي ودعا الفلسطينيين لاتباع نهج المقاومة (رويترز)حزب فرنسا الأبية
حزب سياسي فرنسي أطلق في العاشر من فبراير/شباط 2016 لتعزيز ترشيح جان لوك ميلانشون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية وانتخابات مجلس النواب لعام 2017.
وعبّر الحزب في العديد من المحطات السياسية عن تأييده لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، ويرى أن ما تقوم به المقاومة الفلسطينية رد فعل على سياسة ضغط الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وتعرّض الحزب لانتقادات حادة واتهامات بدعم "الحركات الإرهابية" إثر موقفه من عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسيطرت فيها على مستوطنات غلاف غزة لعدة ساعات.
الحزب القومي الأسكتلندي
تأسس الحزب القومي الأسكتلندي عام 1934 باندماجه مع الحزب الأسكتلندي، ويعد ثالث أكبر حزب في المملكة المتحدة، كان أول تدشين لنشاطه عقب فوزه بـ56 مقعدا في الانتخابات التي أجريت صيف 2015 بجلسة "فلسطين وأسكتلندا"، التي احتضنها مجلس العموم البريطاني باستضافة من نواب الحزب.
وأبدى نواب الحزب القومي الأسكتلندي اهتماما ملحوظا بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى ذلك، عكست كلماتهم آنذاك تضامنا كبيرا مع فلسطين، وإدانة علنية لإسرائيل ولحكومة بلادهم التي تواصل تزويدها بالسلاح.
وفي الكلمة الافتتاحية للنشاط البرلماني للحزب، التي ألقاها النائب تومي شيبرد، شدّد على رفض حزبه لسياسات الحكومة البريطانية المتعلقة بالاستمرار في عقد صفقات السلاح مع إسرائيل.
حزب شين فين الأيرلندي
حزب سياسي أيرلندي، موجود في كل من أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، وينظر إليه بعضهم على أنه الجناح السياسي للجيش الجمهوري الأيرلندي.
واعتمد في العديد من مؤتمراته العامة عددا من القرارات الهامة الداعمة للقضية الفلسطينية، من أهمها تأكيد تضامنه مع الشعب الفلسطيني، الذي يعيش تحت الاحتلال والحصار الإسرائيلي، وإدانته القاطعة لضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، الذي يتعارض مع القانون الدولي واتفاقية جنيف لعام 1949.
وأكد حزب شين فين في العديد من المراحل والأزمات التي عاشها الفلسطينيون في ظل القمع الإسرائيلي على ضرورة العمل على إنفاذ القانون الدولي، وتحقيق الحقوق الفلسطينية الوطنية والإنسانية والديمقراطية، داعيا الحكومة الأيرلندية إلى لعب دور في تحقيق هذه القرارات.
وفي 2022 شارك وفد من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، في المؤتمر العام لحزب "شين فين" الأيرلندي.
حزب اليسار السويدي
تأسّس سنة 1917، تقدّم بمشروع قرار للبرلمان السويدي بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول 2019 متكوّن من 15 بندا تتناول القضية الفلسطينية من عدة جوانب، بما فيها قضية اللاجئين والوضع القانوني والسياسي لمدينة القدس، ومستوطنات الضفة الغربية، وجدار الفصل في الضفة الغربية، وكذلك رفع الحصار عن قطاع غزة.
واشتمل المشروع في مادته الأولى على 28 مقترحا طرحت على البرلمان للتصويت بشأنها وتبنيها، ومنها:
العمل على ترقية القنصلية السويدية العامة في القدس إلى سفارة السويد في فلسطين. العمل بقوة لمنع بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية. المبادرة بوضع علامات على البضائع المنتجة في المستوطنات والعمل على جعل هذا الأمر إجباريا في الاتحاد الأوروبي. العمل على منع الشركات السويدية من الاستثمار في المستوطنات الإسرائيلية. الضغط على إسرائيل من أجل الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية. احتجاجات في بريطانيا تضامنا مع الفلسطينيين (رويترز)الحزب الشيوعي الإسباني
تأسس في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1921، وهو حزب سياسي ماركسي إسباني يمارس نفوذا كبيرا على اللجان العمالية.
ويرى أن المعركة التي يخوضها الفلسطينيون منذ عام 1948 ضد الاحتلال الإسرائيلي هي مثال لكل من يواجه الظلم وغطرسة الإمبريالية في مختلف أنحاء العالم.
كما يدين الإبادة الجماعية والجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وأظهر دعما لجميع أشكال النضال التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية.
وثمن الحزب الشيوعي الإسباني في عدد من بياناته وحدة الشعب الفلسطيني المتضامن وتصميمه على نيل الحرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی للقضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی الضفة الغربیة العدید من العمل على ولد فی
إقرأ أيضاً:
عضو «العمل الوطني الفلسطيني»: الاحتلال استخدم سلاح التجويع لقهر وقتل الفلسطينيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الوطني الفلسطيني، إن إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة لم تكتفي فقط باستخدام سلاح التجويع لقهر وقتل الفلسطينيين وإنهاء العرق الفلسطيني وإجبارهم على النزوح من منطقة إلى منطقة أخرى.
وأضافت «النتشة»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هناك التفاف دولي على قرارات الأمم المتحدة التي لم تنفذ منذ بدء الحرب على غزة بالرغم من أن كل التقارير الأممية تتحدث عن صعوبة الوضع الإنساني في غزة وضرورة فتح المعابر لإنفاذ المساعدات وإسرائيل تمتنع عن فتح المعابر لإدخال المساعدات الإغاثية للشعب الفلسطيني.
وتابعت : « الأونروا هي الشاهد الأممي الوحيد على قضية اللاجئين الفلسطينيين والجسم الوحيد الآن في قطاع غزة القادر على تنسيق دخول المساعدات الإنسانية»، مشيرة إلى أن إسرائيل لديها مخططات باستبدال الأونروا بوكالات أخرى تسيطر عليها إسرائيل أمنيًا وعسكريًا لتحقيق أهدافها.