عدن ((عدن الغد ))خاص:

 

 

قال:" إننِي جُنديٌّ في الجَيشِ الأحمَرِ اليابانيّ أحاربُ مِنْ أجلِ الثَّورةِ العالميَّةِ، أقاتلُ معَ الجبْهةِ الشعبيّة لتحريرِ فلسطينَ، وإذا مِتُّ سأتحوّلُ إلى نَجمٍ في السماءِ"


   اِعْتقدَ اليابانيُّ "أوكاموتو" غيرُ المُؤْمنِ أنّهُ سيتَحوّلُ إلى نَجْمٍ في السماءِ؛ إذا مَا مَاتَ وهوَ يدافعُ بسلاحِه عَنْ فَلَسْطين قبلَ أنْ يُعلنَ إسلامَهُ ويتخذَ لهُ "أحمدَ اليابانيّ" مسمّىً دالًا؛ فما الذي يدفعُ نجومَ العالمِ الأحرارَ أن يتدافعوا لنصرةِ فلسطينَ وغزةَ؟!
 مُؤمِنينَ بعدالةِ القضيّة الفلسطينيّة وحقّ أهلِها استعادةَ كاملِ أرضِهِم المغتصبة، باتوا يتداعون مِنْ كُلِّ حدَبٍ وصوب "ليناضلوا من أجلِ وطنٍ ليس وطنَهم، مشاركين في معركةٍ ليست معركتَهم، وهكذا نشاهد أيرلنديين وايطاليين وجنوب أمريكيين ويابانيين، ولهم مساهمةٌ عظيمةٌ في الكفاحِ لأجل استعادة الحق الشرعي للفلسطينيين، لإيمانهم بقضيةٍ إنسانيّةٍ، دونَ انتظارِ أي مقابلٍ ماديّ أو معنويّ!


    إذَنْ الأمرُ يبدو ليس كما يُصوّرهُ الإعلامُ الصهيوني أو المُتصهين من تسطيحٍ للوقائع والأحداث على أنّها صراعٌ خاص بين الفلسطينيين والصهاينة، ولا بينَ العربِ واليهود أو المسلمين، إنّه صراع عالميٌّ ذو بعدٍ إنساني فطري بين الحق والباطل هكذا يجب أن نَعي ويَعي العالم.


  كَادَ "أوكاموتو" أنْ يُقتل في العملية الفدائية التي قام بها ورفاقه في مطار الّلدِّ الإسرائيلي ليحكمَ عليه بالإعدام ولأن الكيان أراد أن يكسبَ ودّ اليابان خُفِّفَ عليه الحكم إلى مؤبدات ثلاثة، ليقضي ربيع عمره في حبس انفراديّ وحشي في الزنزانة الصهيونية مدةً تزيد عن 13 سنة و"قد أفاد بعضُ من عايشوه في الأسر بأنّ صحته العقلية والنفسية آنذاك تدهورت بشكل كبير، واستمرت آثار التعذيب عليه حتى بعد إطلاق سراحه بصفقة تبادل للأسرى بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وإسرائيل، عام 1985، ومنذ هذا التاريخ يعيش في مكان مجهول في لبنان خوفًا على حياته، كما أن السلطات اليابانية ما زالت تطالب به لتحاكمه.

   َيُخلِّدُ ذكره الشاعر التونسي الفذّ "مختار اللغماني⃰⃰⃰ " بقصيدة في ديوانه (أقسمت على انتصار الشمس) الصادر عام 1978... فيكتب:


أُحبّكَ يَا أوكاموتو

أُحبك يا أخي الإنسان

ولست أخي في الدِّين

ولست بقارئ القرآن

ولست من خيرِ أمّة قد أُخرِجَتْ للنّاس

فحين حبول البركان

تذوب جميع الأجناس..

وتسقط كل الأديان

سقطت كل التيجان..

مات أبطال الروم

ومات أبطال اليونان

ومات عنترة وعلي بن السلطان

مات جميع الأبطال...

ومازال الإنسان

أوكاموتو...

 

   في عام 1947 ولد "أوكاماتو"، لأسرةٍ متوسطةِ الحال، درس علم النبات، وهو يتحدث بطلاقة إلى جانب لغته اليابانية الأمّ، العبرية، والعربية، والصينية، والروسية بطلاقة. انضمَّ في بداية شبابه إلى الجيش الأحمر الياباني، الذي تأسس عام 1971، ويهدف للإطاحة بالحكومة اليابانية والحكم الإمبراطوري لبدء ثورة عالمية؛ حيث آمن أعضاؤها بحرية الإنسان والشعوب، ونفّذوا عددًا من العمليات الفدائية حول العالم، والتي قد تتهم حالياً بأنها كانت عمليات إرهابية.

  من هذه العمليات عملية مطار الّلدِّ، التي شارك فيها "كوزو أوكاموتو" عندما كان في عمر 28، حيثُ قام برفقة زميلين له من أعضاء الجيش الأحمر الياباني، وبالتنسيق مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بتنفيذ عملية في مطار الّلدِّ.

  ففي تاريخ 30 مايو 1972 وصل كلٌّ من(كوزوأوكاموتو) و(ياسويوكي ياسودا)، و(أوكادابرا تسويوشي)، إلى مطار الّلدّ في تل أبيب، على متن الطيران الفرنسي، وحال نزولهم من الطائرة، توجهوا نحو منطقة الأمتعة، وحصلوا على أمتعتهم ليخرجوا منها أسلحة رشاشة وقنابل يدوية، وبدأوا بإطلاق النار، فنتج عن الهجوم مقتل 26 شخصًا، وإصابة 71 آخرين، أمّا المهاجمون فقد قتل منهم "ياسويوكي ياسودا"  أثناء تبادل إطلاق النار، وانتحر تسويوشي بقنبلة يدوية كان يحملها، بينما تمّت إصابة وأسر "كوزو أوكاموتو" أثناء محاولته الفرار من المطار.

    ⃰ولد الشاعر المختار اللغماني في قرية الزارات (قابس) بتونس، سنة 1952م وتوفي في تونس (العاصمة) وهو لا يزال في نضرة شبابه، تلقى علومه في المدرسة الابتدائية بقرية الزارات (1958 - 1964)، ثم التحق بمدرسة قابس الثانوية، وحصل على شهادة البكالوريا عام 1970، ثم قصد تونس العاصمة، فالتحق بكلية الآداب، قسم اللغة العربية، وتخرج فيها عام 1976. عين أستاذًا بمدينة تستور، وتوفي بعد شهرين من تعيينه. الإنتاج الشعري: - له ديوان مطبوع بعنوان: «أقسمت على انتصار الشمس» - الدار التونسية للنشر - تونس 1978. شاعر قومي مجدِّد قلق، كتب قصيدة التفعيلة، في شعره جدل ينشأ عبر تصارع الأفكار الداخلية، بما يعكس نازع المناجاة، كما أن كثيرًا من قصائده تتعدَّد فيها الأصوات وتتباين مستويات الذات الشاعرة فهي أقرب إلى الحوار. ومجمل شعره يصدر عن وعي يقِظٍ لقضايا الواقع العربي مثل: «الهوية - المصير- الموقف من الآخر»، فضلاً عن اهتمامه بالقضايا السياسية الصريحة مثل القضية الفلسطينية. وإذا كانت قصائده تنطلق من لحظات معيشة آنيًا، فإنها تشتبك بالتاريخ، وتجد فيها شواهد تضيء الحاضر، وتبرِّر نزوعه الثوري، ورغبته الكشف عن معاناة الإنسان العربي تحت أساليب القهر المختلفة، مبشرًا بغدٍ أفضل، قد تكون صريحة، وقد تتوسّل بالرمز، وربما نجد في شعره أصداءً لكبار شعراء الحداثة أمثال صلاح عبدالصبور ونزار قباني.

       تحية شكر وتقدير للمفكر النّاقد التونسي مختار المختاري الزاراتي الذي أمدّنا بديوان الشاعر اللغماني وكان أول من أشار الى القصيدة والشاعر في مناسبة سابقة.

مجيب الرحمن الوصابي

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

أبو الغيط: طوكيو شريك مهم وصوت معتدل اتجاه القضايا العربية

تواصل الجامعة العربية لعب دور محوري في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية واليابان من خلال مشاركتها الفاعلة في فعاليات "الدورة الخامسة للمنتدى الاقتصادي العربي الياباني" الذي يُعقد حاليًا في طوكيو.

في اليوم الخامس للموجة 23.. إزالة 17 حالة تعدٍ على الأراضي بالشرقية

وتسعى الجامعة العربية، من خلال مشاركتها في هذا المنتدى، إلى تحقيق جملة من الأهداف، أهمها تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين الدول العربية واليابان، نقل المعرفة والخبرات بين الجانبين في مختلف المجالات الاقتصادية، خلق فرص جديدة للشراكة بين الشركات العربية واليابانية،و دعم التنمية الاقتصادية المستدامة في الدول العربية.

وفي هذا السياق،  أعرب أحمد أبو الغيطالأمين العام لجامعة الدول العربية، عن طموحه للانتقال بالشراكة العربية اليابانية إلى آفاق أرحب لتكون مستقبلا شراكة استراتيجية ذات نتائج ملموسة في قطاعات مختلفة.

مساندة فلسطين

أكد  أبو الغيط  أهمية  المنتدى الاقتصادي العربي الياباني، الذي أُطلق في عام 2009 تحت مظلة جامعة الدول العربية، لتعزيز التعاون الاقتصادي مع اليابان الدولة الصديقة التي يكنُّ العرب الكثير من الاحترام والإعجاب بنموذجها الفريد، قائلا :" اليابان شريك مهم للدول العربية ، واليابان ليس فقط قصة نجاح اقتصادي أبهر الكثير، ولكنه أيضا صوت معتدل ومسيرة من المواقف الثابتة والواضحة تجاه القضايا العادلة ،وعلى رأسها القضية الفلسطينية" .

وحث أبو الغيط على هامش المنتدي طوكيو للاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتبار أن ذلك يُمثل انحيازاً للجانب الصحيح من التاريخ، كما يمنح الفلسطينيين الأمل فى أن دولتهم المستقلة سترى النور فى يوم قريب، وذلك خلال لقاء موسعاً بنادى الصحفيين اليابانيين، بحضور عدد كبير من الصحفيين اليابانيين والدوليين.

مبادرات للحد من الكوارث

وأكد أبو الغيط  خلال كلمته في المنتدي على أهمية التوسيع في مجال التعاون ليشمل مجالات جديدة كاستخدام التكنولوجيا لمجابهة التغير المناخي، والحد من مخاطر الكوارث والنقل الذكي والسياحة وأمن المعلومات والذكاء الاصطناعي والإسكان الذكي والتعليم وغيرها، قائلا: هي مجالات ستتيح بلا شك فرصًا واعدة للاستثمار والتعاون، وإمكانيات لنقل التكنولوجيا والاستفادة من الخبرات اليابانية”.

جاء ذلك في كلمة الأمين العام للجامعة العربية لليوم الثاني في الدورة الخامسة للمنتدى الاقتصادي العربي الياباني،  بحضور وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا، ووزير الاقتصاد والتجارة والصناعة في اليابان كين سايتو، ووزير الطاقة والثروة المعدنية بالمملكة الأردنية الهاشمية صالح الخرابشة، والوزراء ورؤساء الوفود العرب

وقال: "إننا في جامعة الدول العربية على أتم الاستعداد لمناقشة وتنفيذ الأفكار والمبادرات التي من شأنها تعزيز دور هذا المنتدى بالتعاون مع المنظمات العربية والمجالس الوزارية المتخصصة وجميع الشركاء العرب واليابانيين".

تعاون مثمر

واستطرد ابو الغيط بداية المنتدي وما تبعه من خطوات عملية بتوقيع مذكرة التعاون بين جامعة الدول العربية وحكومة اليابان في العام 2013، كإطار مؤسسي شامل للتعاون العربي الياباني، وأيضا إطلاق  الحوار السياسي في عام 2017 لتبادل الرؤى حول مستجدات القضايا والأزمات الدولية الراهنة، معربا عن ثقته في أن المنتدى سيخرج بنتائج وأفكار ومبادرات تعزز التعاون الاقتصادي العربي الياباني، لتحقيق تطلعات الشعوب العربية والشعب الياباني في الأمن والتقدم والازدهار.

وأكد الأمين العام أن  اليابان يظل شريكا مهما للدول العربية، إذ ارتفع التبادل التجاري بين الجانبين من 114 مليار دولار في عام 2022 إلى ما يقرب 140 مليار دولار منذ مطلع العام 2024  إلا أن هذه الارقام تظل دون تطلعاتنا الجماعية خاصة في ظل المزايا التنافسية للاقتصاد الياباني وتقدمه التكنولوجي والسمعة الطيبة التي تحظى بها سلعه وأيضا في ظل المزايا التي تتوفر عليها المنطقة العربية من موقع استراتيجي وموارد وفيرة ومتعددة، وأيادٍ عاملة متدربة في سن الشباب.

مؤتمر تجاري

و على هامش المنتدى انعقد " المؤتمر الاقتصادي والتجاري بين القطاعين العام والخاص من الجانبين العربي والياباني "  بمشاركة رفيعة المستوى من قبل  يوكو كاميكاوا  وزيرة خارجية اليابان، و كين سايتو  وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني والدكتور صالح علي حامد الخرابشة  وزير الطاقة والثروة المعدنية بالمملكة الأردنية الهاشمية  رئيس الدورة 113 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي)، بهدف التباحث بين كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال من الجانبين حول عدد من موضوعات جلسات العمل مثل توسيع الاستثمار المتبادل (تنويع العلاقات الاقتصادية، التعاون في مجال الابتكار)، معالجة تغير المناخ (المنتجات الخضراء، المياه، إدارة النفايات، الهيدروجين والأمونيا) ، التقنيات الجديدة، مرونة سلسلة التوريد (تكنولوجيا الاتصالات، الذكاء الاصطناعي).

واعرب الدكتور علي بن إبراهيم المالكي  الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية عن طموحه في للارتقاء بحجم التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات البينية بين الجانبين في المستقبل القريب.

وشهدت أعمال المؤتمر مشاركة رفيعة المستوي من كبار المسؤولين وأصحاب الشركات من الجانب العربي والياباني وكذلك عدد من رؤساء ومديري المنظمات العربية المتخصصة مثل اتحاد الغرف العربية، الغرفة العربية الالمانية للتجارة والصناعة، اتحاد المصارف العربية، المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الهيئة العربية للطاقة الذرية، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، المنظمة العربية للسياحة.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان تشارك في المنتدى الاقتصادي العربي الياباني بطوكيو
  • أبو الغيط: طوكيو شريك مهم وصوت معتدل اتجاه القضايا العربية
  • عُمان تشارك في "المنتدى الاقتصادي العربي الياباني"
  • المؤشر الياباني يسجل أعلى مستوياته على الإطلاق متجاوزا 42 ألف نقطة
  • نيكي الياباني يسجل أعلى مستوياته على الإطلاق
  • أبو الغيط يطالب بالانتقال بالشراكة العربية اليابانية إلى الاستراتيجية
  • أبو الغيط: الجامعة العربية حريصة على الارتقاء بمجالات التعاون مع اليابان
  • أبو الغيط يلتقي الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني ووزيرة الخارجية اليابانية
  • السودان:«جبريل» يدعو «طوكيو» للاستثمار في إعادة إعمار السودان
  • أندريه كاريو : لن أنسى ما فعله نجم الهلال السابق من أجلي