إعتباراً من يوم 3 تشرين الثاني الجاري، تاريخ الخطاب الأوّل للأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله بشأن أحداث جنوب لبنان وحرب غزّة، بدأت مرحلة جديدة من الضغط الميداني الذي يُمارسهُ الحزبُ ضدّ العدو الإسرائيلي في الجنوب. عندها، انتقلَ الحزب إلى رفع مستوى استهدافاته كماً ونوعاً، وعند أيّ استهدافٍ خطير تنفذه إسرائيل ضدّ الأراضي اللبنانية، يأتي الرّد سريعاً من جبهة "حزب الله" وذلك وفق قواعد يرسمها هو بنفسه.

 
الخطاب الثاني لنصرالله يوم 11 تشرين الثاني، شكّل مُنعطفاً جديداً على صعيد العمليات، فمنه رفع الحزبُ من وتيرة إستهدفاته للإسرائيليين، والمُفارقة أن طبيعة الأهداف التي يقصد الحزبُ ضربها تعتبرُ مؤثرة ومُوجعة بالنسبة للداخل الإسرائيلي.  
أمام كل ذلك، يتبين أن خطابي نصرالله كانا بمثابةِ "كلمة السر" العلنية التي تُدير عمل المقاومة، ومن المتوقع أن يكون الخطاب الثالث لأمين عام "الحزب" بمثابة نقلة نوعية إلى مرحلةٍ أشدّ خطوة، وذلك طبعاً في حال إستمر عدوان إسرائيل على غزة. 
عسكرياً.. ما الذي اعتمده الحزب خلال المواجهات الأخيرة؟ 
من خلال مُراجعة مضامين وبيانات العمليات التي يُنفذها "حزب الله" منذ أكثر من 10 أيام وحتى الآن، يتبين أنّ الأخير اتخذ نمطاً جديداً من القتال وهو: تضليل العدو ميدانياً، إستهداف تجمعات بشريّة عسكرية إسرائيليّة، الإنتقال إلى القصف الليلي للمواقع المُعادية.  
في ما خصّ النقطة الأولى، فإن الحزب ولكي يُجنّب عناصره القصف الإسرائيلي بواسطة الطائرات المُسيرة، أقدم على دراسة ما يمكن فعله في الميدان بشكلٍ مباشر. الأمرُ هذا شهدَ تدخلاً لكبار الخبراء العسكريين في الحزب، وتقولُ معلومات "لبنان24" إنَّ القادة الأمنيين في "حزب الله" المعنيين بالمعركة، درسوا مع نصرالله الآليات المطلوبة لزيادة تضليل العدو أثناء تنفيذ العمليات وخداع طائرات التجسُّس وعدم السماح لتلك الأخيرة بإكتشاف المُقاتل أثناء تحركاته في الميدان.  
لتحقيق هذه الأهداف، دأب "حزب الله" على أمرين مُهمين: الأول وهو اللجوء إلى المناطق الحُرجية والغابات لرصد وتنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ، فيما الأمر الثاني يتصلُ بمبادرة الحزب إلى تمويه الأماكن التي يستخدمها لدكّ المعاقل الإسرائيلية. هنا، فإن هذين الأمرين يُمثلان خطوة ضرورية باعتبار أنَّ الحزب يطمح إلى تقليل عدد الشهداء من جهة وإلى نقل الخسائر الكبيرة من صفوفه إلى صفوف الجيش الإسرائيلي. 
على صعيد النقطة الثانية، كانت لافتة جداً محاولات الحزب إستهداف تجمعات عسكرية بشرية إسرائيلية وتحديداً "قوات المُشاة". الأمرُ هذا له تأثير ميداني وهو أنّ كل قوة راجلة ستكون عرضة لنيران الحزب، وهذه النقطة تنطبق على قاعدة "عسكري مقابل عسكري". هنا، يسعى الحزب إلى إرسال رسالة موجعة للإسرئيليين مفادها التالي: كلما سعيتم إلى التمادي في قصف غزة وزيادة الإعتداءات ضد الجنوب، كلما طال الإستهداف العسكريين الإسرائيليين". 
بالنسبة للهدف الثالث، فإن الحزب بدأ يعتمدُ أسلوباً جديداً من المواجهة أساسه تنفيذ عملياته خلال ساعات مُتأخرة من الليل. هذا الأمر جرى لمسه أمس الأول حينما إستخدم مقاومو الحزب الأسلحة المناسبة لضرب موقع المالكية. هنا، تقولُ مصادر معنية بالشؤون العسكرية إن "قدرة الحزب على التحرك ليلاً أسهل بكثير من فترات النهار، فالرقابة على عناصره قد تكون أخف، كما أنّ الحركة خلال الليل أسهل بكثير كون التخفي وسط الأحراج مطلوب". 
إنطلاقاً من كل ذلك، يمكن القول إن الحزب استطاع تثبيت زمام الجبهة في جعبته، وهذا الأمر يُقر به الإسرائيليون رغم التهديدات المتصاعدة ضدّ لبنان.. إلا أن الأمر الأساس الذي لا يسقط بتاتاً هو تصويب الحزب عمله الأمني داخل الجنوب. هذا وصفه باحثون إسرائيليون بالقول إن المعركة في الجنوب انتقلت من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الدفاع، وما يجري حالياً هو تدريب حول كيفية التعاطي مع أي حرب شاملة قد تندلع بقوة. 
إذاً، وبعد اللمحة الميدانية، يبقى السؤال:متى ستصل العمليات إلى ذروتها؟ وهل سيُحول الإسرائيليون دفاعهم إلى هجوم مُباغت؟ الإجابات على هذا السؤال سيكشفها الميدان بلغته، وذلك كما قال نصرالله الذي وعدَ "حماس" ولبنان بـ"نصرٍ من الله"! 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

خطر قد يهدّد جنازة نصرالله.. باحث إسرائيليّ يكشف!

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدث فيه البروفيسور الإسرائيليّ أميتسيا برعام، الخبير في الشرق الأوسط، عن الوضع بين لبنان وإسرائيل وتحديداً في ظل استمرار الهدنة بين الطرفين لغاية 18 شباط الجاري.     ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنهُ في ظلّ التوترات المُتزايدة في جنوب لبنان، انتشرت في الأيام الأخيرة مقاطع فيديو توثق مواطنين لبنانيين، بعضهم يحملون أعلاماً، يقتربون من جنود الجيش الإسرائيلي ويواجهونهم.     إزاء ذلك، يقول برعام إنَّ هذا الأمر يمثل تكتيكاً متعمداً من قبل "حزب الله"، وأضاف: "إن هدف الحزب هو إرسال مواطنين مغسولي الدماغ يخاطرون بمُواجهة الجيش الإسرائيلي حتى يُنظر إلينا على أننا قتلة المدنيين".     واعتبر برعام أنَّ "حزب الله" يعيشُ أصعب وضعٍ عسكريّ منذُ تأسيسه، وقال: "لقد قضينا على كل قياداته العليا تقريباً سواء العسكريَّة أو السياسيَّة. بالإضافة إلى ذلك، فقد جرى قتل الآلاف من العناصر ومن الصعب جداً عليهم أن يُقاتلوا ضدَّ إسرائيل".     وتابع: "هُناك أزمة عسكريَّة عميقة وبالتالي فهم غيرُ مهتمّين بتجدُّد الصراع العسكريّ ضد إسرائيل، فالقيادة المنظمة والمُستويات الميدانية تدركُ هذا الأمر جيداً".     وهنا، يقول برعام إنَّ "حزب الله، وبسبب الصعوبات العسكريَّة، بدأ باعتماد تكتيك جديد وهو إرسال المدنيين العُزل وعناصره للعودة إلى القرى الواقعة عند الحدود اللبنانية وخلق احتكاكٍ مع الجيش الإسرائيلي".     ووفقاً لبرعام، فإن "حزب الله"، ورغم وصوله إلى أدنى مستوياته التاريخية، إلا أنه يحاول استعادة صورته من خلال هجمات متجددة، وأضاف: "إن الحزب يشعر بالإهانة وهذا صحيح. لقد تغيّر ميزان الردع وهو ليس لصالحهم. لهذا السبب، فإنَّ الحزب في الوقت الحالي لا يُطلق النار على إسرائيل بل يُرسل المدنيين فقط للإستفزازات".     مع هذا، فقد أشار برعام إلى أنه لا ينبغي التقليل من احتمال أن يحاول "حزب الله" إعادة إشعال الصراع مُجدداً، وقال: "في حال استمر انكسار الحزب، عندها سيشعر أنه لا خيار لديه سوى الرد، سواء بإطلاق الصواريخ على قواتنا في القرى بجنوب لبنان أو بإطلاق النار على المستوطنات الإسرائيليّة في الشمال. إذا حدث ذلك، فسنجدُ أنفسنا في حربٍ مرّة أخرى".     كذلك، تحدّث برعام عن أمين عام "حزب الله" السابق السيد حسن نصرالله، زاعماً أن حقيقة عدم إجراء دفن رسميّ علني لأخير حتى الآن، هو دليلٌ آخر على ضعف الحزب، كما يقول، ويضيف: "لم يتم دفن نصرالله حتى الآن بشكلٍ علني، لأن حزب الله يخشى أن تقوم إسرائيل بتصفية جميع كبار مسؤولي الحزب في الجنازة. صحيحٌ أن إسرائيل لا تقصف الجنازات عادة، ولكن بما أنَّ حزب الله عدو صعب، فإن الأخير يخشى هذا الأمر".     وأكمل: "بعد حرب لبنان الثانية في عام 2006، اعترف نصرالله نفسه بأنه لو كان يعلم بأن إسرائيل ستردّ بتوسيع هجماتها على لبنان آنذاك لما كان بادر إلى اختطاف جنديين إسرائيليين واندلاع الحرب قبل 19 عاماً".     وختم: "إنني على يقين من أن نصرالله كان سيقول الشيء نفسه الآن لو كان يعلم أن حزب الله سيتعرض لضربة شديدة كهذه، وبالتالي كان سيؤكد أنه ما كان ليُطلق النار في تشرين الأول 2023 على إسرائيل".       "الهُدنة هشّة"     في المقابل، يقول الباحث الإسرائيلي إيدي كوهين إنَّ "وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل هشّ"، وأضاف: "الإتفاق كله لم يكن جيداً. لقد رأينا في اليوم الأخير من وقف إطلاق النار كيف فشل الجيش اللبناني بالتواجد حيث كان من المُفترض أن يكون".     وتطرّق كوهين إلى وضع "حزب الله" الحالي، وقال: "قبل أسبوع، نُشر رقم في الصحافة اللبنانية تحدّث عن 11 ألف قتيل من حزب الله، وهذا كثير. بالإضافة إلى الجرحى الذين سقطوا في عملية تفجير البيجر، هناك ما لا يقل عن 15 ألف جريح آخرين".     وتابع: "حزب الله مُني بخسائر كبيرة وكاد أن يتم القضاء عليه. مع هذا، فإن القتال كان جيداً، لكن الاتفاق الذي لم يضمن منطقة عازلة أو تقسيم هو اتفاق سيئ، وسيئ للغاية. أنا لا أقول أنه لا يوجد حزب الله، هناك حزب الله وهم يحاولون إحياءه".     واعتبر كوهين أن إسرائيل لم تقضِ على "حزب الله" وحركة  "حماس" بالكامل، مشيراً إلى أن هذا الأمر يعني أن إسرائيل "لم تُكمل المهمة التي قامت بها". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • سماع دوي انفجارات في بلدة بليدا جنوب لبنان تزامنا مع كلمة نعيم قاسم
  • بيرم: أهل الجنوب يصنعون المعادلة التي تحمي الوطن
  • الجنوب يضخّ الدم في حزب الله
  • هذه قصة خروقات حزب الله.. السرّ في شهر 1!
  • إسرائيل تحذر السكان من العودة إلى قراهم في جنوب لبنان
  • كلمة لأمين حزب الله حول آخر التطورات وتشييع السيد نصر الله
  • سيناريوهان أمام الرئيس المكلف.. وإطلالة لقاسم اليوم حول الجنوب وموعد تشييع نصر الله
  • خطر قد يهدّد جنازة نصرالله.. باحث إسرائيليّ يكشف!
  • الحملات الميدانية المشتركة تضبط 21564 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود في مناطق المملكة خلال أسبوع
  • أكثر من نصف مليون مراجعا للمستشفيات الميدانية الأردنية في غزة والضفة خلال الحرب