صورة جوية لمجمع الشفاء الطبي في غزة (11 نوفمبر 2023)

اقتحم الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء (15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع  غزة، حيث لا يزال أكثر من ألفي شخص عالقين، بعد معارك عنيفة في محيط المنشأة التي تتهم إسرائيل، حماس باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.

وأكد مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون فجرا اقتحام المستشفى الواقع في مدينة غزة بشمال القطاع. وأكد وكيل وزارة الصحة التابعة لحكومة  حماس في غزة يوسف أبو الريش رؤية الدبابات خارج المجمع، مؤكدا دخول "عشرات الجنود" الى مبنيي الطوارئ والاستقبال.

مختارات جهود لإطلاق سراح الرهائن لدى حماس و "لا دليل على أنهم أحياء" منظمات حقوقية توثق: تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية شولتس يرفض تصريحات أردوغان بشأن إسرائيل ويعتبرها "عبثية"

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ وحداته "تنفّذ عملية دقيقة ومحدّدة الهدف ضدّ حماس في منطقة محدّدة في مستشفى الشفاء، وذلك بناء على معلومات استخباراتية وضرورات عملياتية". وأكّد الجيش في بيانه أنّ وحداته "تضمّ طواقم طبّية ومتحدّثين باللغة العربية خضعوا لتدريبات محدّدة للاستعداد لهذه البيئة المعقّدة والحسّاسة، بهدف عدم إلحاق أيّ ضرر بالمدنيين الذين تستخدمهم حماس دروعاً بشرية"، مشيرا إلى أن قواته قدمت حضانات وأغذية للأطفال الرضع في المستشفى.
 

وأتى البيان بعيد إعلان المتحدّث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أنّ الجيش الإسرائيلي اتّصل هاتفياً بوكيل الوزارة لإخطاره بأنّ قواته ستقتحم المستشفى. وقال الدكتور أشرف القدرة لقناة الجزيرة القطرية عبر الهاتف إنّ "الجيش الإسرائيلي تواصل مع وكيل وزارة الصحة وأبلغه أنّه خلال الدقائق القادمة سيتمّ اقتحام مجمّع الشفاء الطبّي وطلب أن يتمّ إبلاغ الجميع بعدم الوقوف قرب النوافذ حتى لا يكون هناك خطر على حياتهم".

قصف بلا هوادة

وكانت تقديرات الأمم المتحدة أشارت الى وجود 2.300 شخص على الأقل داخل المجمع، بينهم مرضى وأفراد طواقم طبية والعديد من النازحين، مرجحة أن يكونوا غير قادرين على مغادرته في ظل المعارك العنيفة التي تدور في محيطه. وقالت منظمات إنسانية في وقت سابق إن الأشخاص الموجودين في المستشفى تعرضوا لإطلاق نار لدى محاولتهم المغادرة.

ويأتي اقتحام المستشفى في خضم عمليات برية يشنّها الجيش الإسرائيلي ضمن الحرب التي اندلعت بينه وبين حركة حماس بعد هجوم غير مسبوق نفّذته على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. وقتل نحو 1.200 شخص في إسرائيل غالبيتهم من المدنيين قضوا في اليوم الأول من الهجوم بحسب السلطات الإسرائيلية التي تقدّر كذلك أن نحو 240 شخصا أخذوا رهائن في الهجوم.

 وتقصف  إسرائيل القطاع دون هوادة منذ الهجوم، وبدأت شنّ عمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول/ أكتوبر بهدف "القضاء" على حماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007. وقال الجيش الثلاثاء إن 46 جنديا قتلوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الثلاثاء أن 11.320 شخصا قتلوا في القصف المتواصل على القطاع المحاصر، وأن من بين القتلى 4.650 طفلا.

البيت الأبيض: يجب حماية المرضى

من جهته، أعلن البيت الأبيض الأمريكي تعليقاً على العملية أنّه "يجب حماية المستشفيات والمرضى". وقال متحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في بيان مقتضب "لن نعلّق بالتفصيل على العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية". وأضاف "كما قلنا من قبل، نحن لا نؤيّد قصف مستشفى من الجوّ، ولا نريد أن نرى تبادلاً لإطلاق النار يحصل داخل مستشفى يجد فيه أبرياء وأناس لا حول لهم ومرضى يبحثون عن الرعاية الصحية التي يستحقّون، أنفسهم عالقين في مرمى النيران. يجب حماية المستشفيات والمرضى".

وأتى البيان بعد محادثة هاتفية جرت بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وبحث فيها الرجلان الجهود المبذولة لتحرير الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، بحسب البيت الأبيض. وعلى ما يبدو فإنّ المكالمة الهاتفين بين بايدن ونتانياهو جرت قبل إعلان  الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية "دقيقة ومحدّدة الهدف" ضدّ حركة حماس داخل مجمّع الشفاء الطبّي في مدينة غزة.

وسبق للبيت الابيض أن أكد الثلاثاء أن حركتي حماس والجهاد الاسلامي لديهما "مركز قيادة ومراقبة انطلاقا من مستشفى الشفاء" في قطاع غزة. واعتبر أن الحركتين تستخدمان "بعض المستشفيات في قطاع غزة، بما فيها مستشفى الشفاء. وهناك أنفاق تحته لإخفاء ودعم عملياتهما العسكرية ولاحتجاز رهائن".

حماس تنفي الاتهامات

وسارعت حماس إلى القول في بيان "ندين بشدة ونرفض تصريحات البنتاغون والبيت الأبيض التي يتبنّون فيها أكاذيب" إسرائيل حول استخدام الحركة مستشفيات لغايات عسكرية في انتهاك للقانون الدولي.

واعتبرت أن هذه التصريحات هي "بمثابة ضوء أخضر أمريكي لارتكاب الاحتلال لمزيد من المجازر الوحشية بحقّ المستشفيات بهدف تدمير القطاع الصحي والضغط على شعبنا لتهجيره من أرضه". ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

ودعا الرئيس الامريكي جو بايدن اسرائيل الى ضبط النفس، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه الشديد للوضع المروع والخسائر الكبيرة في الأرواح في العديد من المستشفيات" في غزة، وفق ما أعلن المتحدث باسمه الثلاثاء. وأضاف المتحدث ستيفان دوجاريك "باسم الإنسانية، يدعو الأمين العام الى وقف إنساني فوري لإطلاق النار".

ومجمع الشفاء الطبي ليس الوحيد الذي يعاني في قطاع غزة جراء المعارك. فقد أعلنت حكومة حماس مطلع الأسبوع أن كل مستشفيات شمال قطاع غزة حيث تتركز المعارك باتت "خارج الخدمة" بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود. وأعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أن 22 من أصل 36 مستشفى في غزة باتوا خارج الخدمة.

ح.ز/ ا.ف/ ع.غ (د.ب.أ / أ.ف.ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: غزة إسرائيل حماس مستشفى الشفاء دويتشه فيله اقتحام مستشفى الشفاء الوضع في غزة تعليق البيت الأبيض على اقتحام مستشفى الشفاء تعليق حماس على اقتحام مستشفى الشفاء الحرب بين حماس وإسرائيل غزة إسرائيل حماس مستشفى الشفاء دويتشه فيله اقتحام مستشفى الشفاء الوضع في غزة تعليق البيت الأبيض على اقتحام مستشفى الشفاء تعليق حماس على اقتحام مستشفى الشفاء الحرب بين حماس وإسرائيل الجیش الإسرائیلی مستشفى الشفاء وزارة الصحة فی قطاع غزة حرکة حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

مدير مستشفى الشفاء يكشف جرائم «التعذيب» الإسرائيلية

دير البلح (الأراضي الفلسطينية) «أ.ف.ب»: اتهم مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة محمد أبو سلمية، الذي أطلق سراحه بعد أكثر من سبعة أشهر من الاحتجاز، اليوم إسرائيل بـ«التعذيب».

وأكد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط) الإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين، وتم إدخال خمسة منهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في حين تم تحويل البقية إلى مستشفيات خان يونس وفق المصدر ذاته.

وردا على سؤال وكالة فرانس برس بهذا الصدد، قال الجيش الإسرائيلي إنه «يتحقق من المعلومات».

من جانبه، قال جهاز الأمن الداخلي «شين بيت» إنه تكلف إلى جانب الجيش الإسرائيلي «بإطلاق سراح عشرات السجناء من أجل توفير أماكن في معتقل سدي تيمان المخصص لاحتجاز المعتقلين لفترات قصيرة بحسب بيان.

وأضاف الجهاز في البيان «نظرا للحاجة الوطنية التي حددها مجلس الأمن القومي، فقد تقرر إطلاق سراح عدد من المعتقلين من غزة الذي يشكلون مستوى أقلّ خطورة، بعد تقييم واسع للمخاطر بين جميع المعتقلين».

وكانت القوت الإسرائيلية اعتقلت الطبيب أبو سلمية في نوفمبر الماضي.

وفي أول تصريح له عقب الإفراج عنه، أكد أبو سلمية خلال مؤتمر صحفي أن «الأسرى يتعرضون لكل أنواع التعذيب ... الكثير من الأسرى توفوا في مراكز التحقيق».

وقال أبو سلمية إنه لم توجه له أية تهمة خلال اعتقاله.

وحول وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية، قال أبو سلمية «هناك جريمة ترتكب بحق الأسرى، عشرات الأسرى يذوقون العذاب الجسدي والنفسي، بعضهم استشهد في أقبية التحقيق».

وأضاف «اعتدوا علينا بالكلاب البوليسية، بالهراوات، بالضرب، سحبوا منا الفراش والأغطية».

ووفقا لأبو سلمية «لمدة شهرين لم يأكل أي من الأسرى سوى رغيف خبز واحد يوميا».

وتتهم إسرائيل حماس التي تحكم قطاع غزة منذ العام 2007، باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية وهو ما تنفيه الحركة.

وقال الجيش في وقت سابق عن أبو سلمية «تحت قيادته كان المستشفى مسرحا للعديد من الأنشطة الإرهابية لحماس».

وقام الجيش الإسرائيلي عدة مرات بتفتيش مستشفى الشفاء، الأكبر في قطاع غزة، بشكل دقيق.

وفي أول تعليق له حول الإفراج عن أبو سلمية، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتشدد إيتمار بن غفير عبر منصة إكس إن «الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء الطبي في غزة إلى جانب عشرات الإرهابيين الآخرين، تنازل عن الأمن».

وشاهد مراسل فرانس برس في دير البلح أشخاصا يبحثون عن أحبائهم بين الأسرى المفرج عنهم وآخرين يعانقونهم.

وأعلن المستشفى الأوروبي في خان يونس الإفراج عن رئيس قسم العظام فيه الطبيب بسام مقداد «بعد اعتقاله قبل أشهر».

وفي مايو الماضي، توفي الطبيب عدنان البرش في أحد السجون الإسرائيلية وقالت منظمات حقوقية فلسطينية إنه قضى تحت التعذيب.

وردّا على استفسارات وكالة فرانس برس في ذلك الوقت، قال الجيش الإسرائيلي: «نحن حاليا لسنا على دراية بالحادثة».

مقالات مشابهة

  • مدير مستشفى الشفاء المفرج عنه يكشف طرق تعذيب الاحتلال له
  • تراشق بالاتهامات بيبن قادة إسرائيل بسبب حرب غزة والإفراج عن مدير مستشفى الشفاء
  • مدير مستشفى الشفاء يكشف جرائم «التعذيب» الإسرائيلية
  • نتنياهو: نتجه نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس
  • ‏تايمز أوف إسرائيل: بن غفير يدعو إلى إقالة رئيس الشاباك بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء
  • إسرائيل تفرج عن 54 معتقلا بينهم مدير مستشفى الشفاء
  • إسرائيل تطلق سراح مدير مستشفى الشفاء وآخرين اعتقلوا أثناء الحرب
  • إسرائيل تطلق سراح مدير مستشفى الشفاء وعددا من المعتقلين أثناء الحرب
  • مصر ترفض دخول قواتها إلى قطاع غزة وتتمسك بموقع معبر رفح
  • خطط ما بعد الحرب تقترح عيش الفلسطينيين داخل جزر وفقاعات في قطاع غزة