بمظهر فريد وأسلوب تربية رائع.. شاهد الغراب الفائز بلقب «طائر القرن»
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
تقيم دولة نيوزيلندا سنويًا مسابقة “جمال الطيور” للفوز بلقب الطير الأكثر شعبية أو طائر القرن.
ويسعى منظمو المسابقة إلى لفت الانتباه إلى الطيور المهددة بالانقراض من خلال قبول ترشيحات لأنواع منقرضة من الطيور.
وقد تم إجلاء الأصوات لاستطلاع طائر القرن في نيوزلندا، وإعلان حصول "الغراب الأسترالي المتوج" المعروف باسم pūteketeke أو طائر "القيء" على اللقب، حيث فاز بفارق كبير في الأصوات نظرًا لحصوله على أكثر من 290 ألف صوت.
وقالت جمعية "فورست آند بيرد" الخيرية للحفاظ على البيئة، في بيان صدر عنها اليوم، الأربعاء، بالتوقيت المحلي لإعلان النتائج: "لقد بدأت طائر القيء كمنافس خارجي في المسابقة، لكنه قفز إلى الصدارة بفضل مظهره الفريد وأسلوبه الرائع في التربية وميله إلى التقيؤ".
وجاء "طائر الكيوي" الوطني النيوزيلندي في المركز الثاني بحصوله على 12904 أصوات، بينما جاء "طائر كيا"، وهو نوع من الببغاء الكبير الذي يوصف غالبا بأنه أحد أكثر الطيور ذكاء في العالم، في المركز الثالث بحصوله على 12060 صوتا.
وأكدت جمعية "فورست آند بيرد" الخيرية أن طائر القئ Pūteketeke يستحق أن يكون طائر القرن في عام 2023 لأن أعداده تتزايد ببطء.
وقالت: “إنه لأمر رائع أن يكون لديك طائر ناجح كسفير لجميع الطيور النيوزيلندية لإظهار أنه حتى الأنواع المهددة بالانقراض يمكن أن ترتد مرة أخرى إذا ساعدناها”.
وتهدف المسابقة السنوية (جمال الطيور) التي تم إطلاقها في الأصل عام 2005، إلى رفع مستوى الوعي حول الطيور المحلية في نيوزيلندا، والعديد من أنواعها المهددة بالانقراض، أو على شفا الانقراض أو انقرضت بالفعل بسبب فقدان الموائل والنشاط البشري.
إنها طيور مائية موطنها نيوزيلندا، ومن المعروف أنها تصدر أصواتًا غريبة مثل النباح والهدر والنقر.
وتتميز بريشها المميز، حيث يتناوب الريش الأسود والأبيض مع ريش الرأس الملون.
وصغار pūteketeke قادرون أيضًا على السباحة والغوص حتى بعد الفقس حديثًا.
ويقول دعاة الحفاظ على البيئة إن هذا الطائر كاد أن ينقرض في بريطانيا خلال القرن التاسع عشر، ولا يزال معرضًا للتهديد حتى اليوم.
وقال فورست آند بيرد: "يعتقد أن هناك أقل من 1000 طائر، كما أن هذا النوع ليس جيدًا في أستراليا"، مشيرًا إلى أن أعداده في جميع أنحاء أستراليا ونيوزيلندا تقدر بأقل من 3000 طائر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الطيور المهددة بالانقراض نيوزيلندا
إقرأ أيضاً:
جنازات الأقباط – مشهد من رحيق القرن الماضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في فجر أحد الأيام، تلقيت نبأ وفاة قبطي فقير من إحدى القرى المجاورة.
وحينما توجهت على وجه السرعة إلى منزل المتوفى، كان هناك مشهد غريب لكنه عميق في معانيه يعكس جزءًا من التقاليد القبطية التي اندثرت أو تكاد.
يعود الفضل في توثيق هذا المشهد الفريد إلى الكاتبة البريطانية سوزان بلاكمان، التي تعتبر من أبرز علماء الإثنوجرافيا، والتي أمضت سنوات في صعيد مصر منذ عام 1920، تسجل مشاهد الحياة اليومية، بما في ذلك الجنازات والمعتقدات الشعبية. وقد نشرت هذه المشاهد في كتابها الشهير “فلاحين صعيد مصر” عام 1927.
بينما كنت في منزل المتوفى، وجدت أن النساء في حالة من الحزن الشديد، يتناوبن على التمايل والندب مع إلقاء صرخات عالية. كان النعش في الغرفة ملفوفًا بقماش أسود مزخرف بصلبان بيضاء. وفي مشهد آخر، كانت أخت المتوفى تضع الطين على رأسها وذراعيها، مرددة أغاني حزينة، بينما كانت النساء يلوحن بأيدهن، ليُظهرن حالة من الهياج الشديد.
تصف سوزان بلاكمان بحزن، كيف كان لهذه الطقوس طابعًا خاصًا. عندما كانت تسألها النساء إن كان مثل هذه العادات تحدث في أكسفورد، كانت تجيب بالنفي، موضحةً الفرق بين الهدوء الذي يعم في البلدان الغربية والضوضاء والعاطفة الجياشة التي تميز الجنازات في صعيد مصر.
ورغم الطابع العاطفي الحزين، كان هناك احترام قوي للروابط الأسرية، إذ كانت أخت المتوفى تتصدر المشهد وتبقى في المرتبة الأولى بعد الميت، حتى قبل الزوجة. وقد احتفظت الذاكرة الشعبية للأقباط بتقاليد الجنازات التي تتضمن مراسم غريبة، حيث كانت النساء يصرخن ويلطمن وجوههن في طقوس تعتبر فريدة في عالم الجنازات.
وبعد أن حمل الرجال النعش، كانت الحشود تتابعهم بصرخات مؤلمة، إلى أن وصلوا إلى الدير القبطي في الصحراء، حيث وُضع النعش في الكنيسة أمام المذبح، وسط حضور مهيب من الأقباط والمسلمين الذين حضروا تأبينًا لفقيدٍ كان يحظى باحترام الجميع.
هذه الطقوس التي مرّت عليها عقود، وتعدّ جزءًا من تاريخ الأقباط المنسي، تفتح لنا نافذة لفهم عاداتهم وتقاليدهم العريقة التي تحمل عبق الماضي، وتشير إلى تماسك المجتمع القبطي في مواجهة الحزن والتحديات.