قمة الويب 2023.. جدل الذكاء الاصطناعي يستحوذ على الاهتمام
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
مع انطلاق فعاليات اليوم الأول لقمة الويب، والتي بلغت نحو 250 فعالية، بدا واضحا أن الذكاء الاصطناعي يطغى على معظم ندواتها وجلساتها، كما بدا واضحا وجود معسكرين في هذا المجال، فهناك من يدافع عنه ويتحمس له، وهناك من يدعو إلى تنظيمه وتقنينه.
وكانت القمة افتُتحت الاثنين في العاصمة البرتغالية لشبونة. وتمكنت الجزيرة نت من حضور ومتابعة بعض أبرز فعالياتها وخرجت بالانطباعات التي نوردها في هذا التقرير.
ففي ندوة بعنوان "كيف ننظم الذكاء الاصطناعي؟"، عارض عالم الأبحاث الرئيسي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أندرو مكافي، فكرة تنظيم الذكاء الاصطناعي، واعتبر أن التنظيم يقف في طريق الابتكار.
وقال في ندوة صباحية في قمة الويب إن "القوانين تحمي بالطبع من الضرر والآثار السلبية، لكنها تقف أيضا في طريق الابتكار". وانتقد الخبير بشكل خاص المجالات التي تم تعريفها على أنها قطاعات عالية المخاطر في قانون الذكاء الاصطناعي، مثل التعليم.
ووفقا له، فإن هذا التصنيف يجب أن ينطبق أكثر على مجالات مثل البيئة أو صحة الإنسان. وفي مجالات أخرى، ينبغي أن تظل القواعد التنظيمية مريحة.
ويرى مكافي أن هناك فريقين بهذا الشأن؛ أولئك الذين يؤيدون مزيدا من التنظيم الحكومي، وأولئك الذين يدعمون "الابتكار بدون إذن"، معتبرا أنه ينتمي بشكل مباشر إلى المعسكر الأخير، ويشير في الوقت ذاته إلى أن هناك بعض الاختلافات التي لا يمكن التوفيق فيها بين الاثنين.
لكنه في المقابل يرى أن الفريقين يتفقان على أن هناك الكثير على المحك حاليا، لأن الذكاء الاصطناعي "يغير عالمنا بشكل جذري" ووفقا لمكافي، فـ"الابتكار بدون إذن" لا يعني أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي تنظيم على الإطلاق، حيث إن الأهم هو التعرف على السياق ووضع اللوائح في الوقت المناسب وبالقدر المناسب.
من جهتها ترى ميريديث وايتيكر رئيسة شركة سيغنال (تطبيق للمراسلة المشفرة) والباحثة الأخلاقية في مجال الذكاء الاصطناعي، أن مصطلح الذكاء الاصطناعي ليس حديثا وإنما يعود إلى عام 1956، وتم تطبيقه على مجموعة غير متجانسة من التكنولوجيا في كثير من الحالات.
واعتبرت، في ندوة بعنوان "هل الذكاء الاصطناعي هو الصفقة الحقيقية أم مجرد ضجيج؟"، أنه مصطلح تسويقي أكثر منه تقني، وتساءلت: لماذا عاد هذا المصطلح إلى السطح الآن؟
وقالت إن إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون على وجه الخصوص فشلت في أواخر التسعينيات في تنظيم نموذج الأعمال التجارية والمراقبة عبر الإنترنت والذي يتيح المراقبة عبر الإعلانات، لذلك فإن الشركات التي كانت قادرة على تبني هذا النموذج تمكنت من ترسيخ نفسها كشركات مهيمنة وأصبحت تتمتع بمواد هائلة من البيانات الحاسوبية والشبكات الضخمة مع أسواق هائلة تمكنها من سحب البيانات منها باستمرار والدفع بالمنتجات والخدمات استنادا إليها، وهذه هي بالضبط الموارد التي تم الكشف عنها في عام 2012 لتكون حاسمة في إحياء الذكاء الاصطناعي هذا.
وأضافت وايتيكر التي خدمت في شركة غوغل لمدة 13 سنة، أن الذكاء الاصطناعي يتطلب كميات هائلة من البيانات التي تقود بدورها دورة الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي أصبح قوة مركزة تراكمت في أيدي حفنة من الشركات عبر احتكارها لنموذج أعمال المراقبة.
من ناحية ثانية، قالت الباحثة الأخلاقية، إن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل العمال بقدر ما يوفر لأصحاب العمل "ذريعة لتدهور ظروف عمل العمال الذين يديرون أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه"، مشيرة إلى أنها لا تنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره تقنية سحرية تحل محل العمال.
الذكاء الاصطناعي والصحافةوفي ندوة أخرى بعنوان "الذكاء الاصطناعي في الصحافة: الآفاق والصعوبات"، شارك فيها إيثان ستيفانوبولوس المسؤول الرقمي الرئيسي في شبكة سي إن إن، وإد فريزر مدير تحرير القناة الرابعة في المملكة المتحدة؛ يعتقد الطرفان أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الصحفيين، بل سيساعدهم على أداء المهام "المعتادة"، بحيث يكون لديهم المزيد من الوقت للقيام بما يجيدونه وهو "إعداد التقارير".
كما يريان أن من بين الأمور التي يمكن أن يساهم فيها الذكاء الاصطناعي تسجيل المقابلات، وتوفير زوايا لإجراء تحقيق أو تقرير، وإنشاء الرسوم البيانية وغيرها من أشكال الدعم البصري للمعلومات.
وبهذه الطريقة، ستعمل منصات الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" بمثابة "مساعد الطيار" في جمع المعلومات، بحسب ستيفانوبولوس. كما أشار إد فريزر أيضا إلى أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساعد كذلك "فرق البحث".
لكن مدير تحرير القناة الرابعة حذر في المقابل بأن أحد المجالات التي لا يجب الاعتماد فيها على الذكاء الاصطناعي هو التوثق من الحقائق، حيث إنه في هذا المجال "لا يمكننا إخراج البشر من هذه المعادلة".
من الندوات الأخرى التي تابعتها الجزيرة نت، واحدة بعنوان "الحقيقة في عصر الذكاء الاصطناعي.. هل يمكننا تحصين وسائل الإعلام؟"، وتحدثت فيها مانويلا كاسبر كلاريدج رئيسة تحرير موقع دويتشه فيله الألماني.
تقول كلاريدج إن تحصين الحقيقة يكون بتدريب الصحفيين وتقديم التوجيه لهم، وبالتالي الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بطريقة معقولة تضمن وصول الحقيقة للجمهور، مشيرة إلى التطور السريع للذكاء الاصطناعي بحيث أصبح بالإمكان إنتاج فيديو لشخص يتحدث أكثر من لغة، وكأنه حقيقة.
وأضافت أن علينا التأقلم مع التقنية ومواكبة التطور وتبني الأساليب الجديدة التي ستأتي بها مستقبلا، لكن مع الالتزام بالحقائق، وهذا يكون بالتدريب والإرشاد، مشيرة إلى أن الأمر ليس عملا فرديا وإنما يتطلب تكاتف الجميع لتحقيقه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أن الذکاء الاصطناعی فی ندوة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يعزِّز الأفلام المحلية
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
رسخت دولة الإمارات مكانتها الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة، مستفيدة من تجربتها الفريدة في تأسيس شراكات عالمية في هذا المجال الحيوي، بما يتوافق مع رؤيتها التنموية، وطموحها بأن تكون في طليعة الدول الأكثر تقدماً، في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في شتى المجالات، وصناعة السينما أحد هذه المجالات التي حرص فيها المخرجون والمنتجون الإماراتيون على مواكبة هذا التقدم والتطور، ووضع لمسات تقنية وتكنولوجية في تنفيذ مشاريع سينمائية تسوق عالمياً.
مؤثرات بصرية
المخرج فاضل المهيري، الذي يبحث حالياً عن سبل التعاون لتنفيذ مشروعه السينمائي الجديد «تومينا» الذي تدور قصته حول الذكاء الاصطناعي، كما سيتم تنفيذه بتقنيات الذكاء الاصطناعي والمؤثرات البصرية العالمية، صرح لـ«الاتحاد» بأنه بدأ في تنفيذ فيلمه «تومينا» بدعم من وزارة الثقافة في أبوظبي، حيث تم تقديم التصور المبدئي للروبوت، والعمل على تقديم «تومينا» كروبوت يعمل في بيت أسرة إماراتية، ورب هذه الأسرة يعشق التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، فيقرر الاستعانة بروبوت لمساعدة عائلته في الأمور المنزلية وغيرها، إلى أن يكتشف أن الروبوت تتولد فيه مشاعر إنسانية حقيقية، حتى يصبح جزءاً رئيساً من العائلة.
إسقاط تقني
لفت المهيري إلى أن الفيلم معزز بتقنية الذكاء الاصطناعي، خصوصاً بالنسبة للروبوت «تومينا»، حيث ستتم الاستعانة بشخص يجسد المشاهد الصعبة من إيماءات وحركات انفعالية ومشاهد حركة صعبة، مثل القفز، ويتم إسقاط تقني لصورة الروبوت الذي تم تصميمه على هذا الشخص لتكون الصورة أكثر واقعية، منوهاً بأنه سيبدأ تصوير الفيلم خلال عام 2025، وتم اختيار البطل الرئيس، وهو الممثل الصاعد سيف الحمادي، على أن يتم اختيار الفريق خلال الأشهر المقبلة.
4 لغات
بعدما خاضت المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة تجربة الذكاء الاصطناعي بفيلمها الروائي الطويل الأول «ثلاثة»، الذي يُعتبر نموذجاً استثنائياً محلياً وعربياً، في كسر الحواجز الثقافية واللغوية عبر ترجمته إلى الصينية بلغة «الماندرين» وتسويقه في الصين، وإصداره في صالات السينما المحلية والعالمية، مع الحفاظ على أصوات الممثلين الأصلية، لتعزيز جودة الفيلم، صرحت بأنها اتفقت مبدئياً مع إحدى الشركات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، ومقرها دبي، على ترجمة الفيلم ودبلجته بـ 4 لغات أخرى، هي: الفرنسية والإسبانية والألمانية والهندية، لتحقيق انتشار أوسع في مختلف أنحاء العالم.
إصدار متفرد
لفتت الخاجة إلى أن «ثلاثة» هذا الإصدار المتفرد في صناعة السينما المحلية، بمثابة دراسة لحالة سينمائية مبتكرة، من خلال الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تمكن من تجاوز الفجوات الثقافية واللغوية، لفتح آفاق جديدة وغير مسبوقة أمام صناع السينما لإنتاج أعمال إبداعية تحسّن تجارب المشاهدة، وسرد القصص المحلية عالمياً.
دور مهم
أكدت المخرجة نايلة الخاجة أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في تطوير صناعة الأفلام المحلية وتوزيعها في الخارج، خصوصاً أنه في الفترة المقبلة سيتم ترجمتها بكل لغات العالم عبر هذه التقنية، ما يسهل من عملية تسويقها عالمياً.
«قيد»
المخرج والمنتج عادل الحلاوي الذي أطلق مؤخراً تطبيقاً تكنولوجياً فنياً عالمياً مبتكراً بعنوان «آرت هب» على «آبل ستور» و«غوغل بلاي» و«آب غاليري»، يهدف إلى دعم صناع السينما، ويقدم العديد من الخدمات لصناع الترفيه في الإمارات والمنطقة، والتي تسهم في تيسير عملية الإنتاجات الفنية بتنفيذ المشاريع السينمائية بمستوى عالمي عن طريق هذا التطبيق المعزز بتقنية الذكاء الاصطناعي، أوضح أنه يستعد حالياً إلى تنفيذ فيلمه الجديد بعنوان «قيد» الذي يتولى فيه عمليتي التأليف والإخراج، والذي يُعتبر أولى باكورة إنتاجات تطبيق «آرت هب».
«كاستينغ أونلاين»
لفت الحلاوي إلى أن التطبيق الذي تم تحميله خلال الشهرين الماضيين لأكثر من 12 ألف مشترك، يجمع الممثلين والمخرجين والمنتجين والمواهب الإبداعية من مختلف المجالات في منصة واحدة، الأمر الذي يساعده في عملية اختيار فريق عمل الفيلم، خصوصاً أنه يوفر عملية سهلة للبحث عن المواهب، من خلال عملية «كاستينغ أونلاين»، ويقدم أدوات بحث قوية مدعومة بالذكاء الاصطناعي للعثور على المواهب المناسبة بكفاءة، حيث توفر الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مطابقة الباحثين عن العمل بأكثر الفرص الوظيفية ملاءمة من خلال تحليل مهاراتهم وخبراتهم، ليس فقط في مجال التمثيل، بل تمتد إلى مجالات فنية أخرى منها الديكور والإضاءة والموسيقى التصويرية، لذا فهو يدعو المؤسسات المعنية بالفن للاستعانة بهذا التطبيق لخلق فرص للفنانين والمبدعين من خلال مشاركتهم وفتح باب الوظائف ومساعدتهم في النمو والابتكار حتى تصبح العلاقة تكاملية.
جمهور أوسع
أكد الحلاوي أنه مع وجود عدة تطبيقات مبتكرة في صناعة الأفلام، يقدم الذكاء الاصطناعي العديد من الفوائد لصناع «الفن السابع» من ناحية الجودة وتحسين الصوت والصورة وتوفير الوقت والموارد؛ منوهاً بأن هذه التقنية تسهم وبشكل كبير في تكوين جمهور أوسع للفيلم الإماراتي، مع أهمية اختيار المضمون والقصص التي تعبر عن الجمهور العربي والعالمي.