الذكاء الاصطناعي يحول قاضيا إلى متهم
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
أكدت السلطات البرازيلية لوكالة AFP أن قاضيا فيدراليا في ولاية إيكا الشمالية قد أُمر بشرح أسباب نشره لقرار مليء بالأخطاء، شارك في تأليفه برنامج الدردشة الآلي ChatGPT.
وأعطى مجلس العدل الوطني (CNJ) القاضي جيفرسون رودريغيز، 15 يوما لشرح قرار مليء بالتفاصيل غير الصحيحة حول قضايا المحكمة السابقة والسوابق القانونية، بما في ذلك الإسناد الخاطئ للقرارات السابقة إلى محكمة العدل العليا، حسبما كشفت سجلات القضية.
واعترف رودريغيز في الوثائق المقدمة إلى الهيئة الإشرافية بأن القرار تمت كتابته بالاشتراك مع "مستشار موثوق به" والذكاء الاصطناعي. وتجاهل الخطأ ووصفه بأنه "مجرد خطأ" ارتكبه أحد مرؤوسيه، وألقى باللوم على "عبء العمل الزائد الذي يواجه القضاة" في الأخطاء.
إقرأ المزيدوزعم مجلس CNJ أن الواقعة كانت "القضية الأولى من نوعها" في البرازيل، التي ليس لديها قوانين تحظر استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعدادات القضائية. والواقع أن رئيس المحكمة العليا يخطط للتكليف بإنشاء "ChatGPT القانوني" ليستخدمه القضاة، وهو المشروع الذي يقال إنه قيد التنفيذ بالفعل في ساو باولو.
وكان القضاة يستخدمون روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي لتوجيه قراراتهم طوال الفترة التي كانت فيها متاحة للعامة تقريبا، على الرغم من ميلها إلى إنتاج "هلوسة" شديدة الوضوح، وهي استجابات ليس لها أي أساس في الواقع.
ونسب القاضي الكولومبي خوان مانويل باديلا غارسيا، من محكمة الدائرة الأولى في Cartagena، الفضل بفخر إلى ChatGPT في القرار الذي أصدره في يناير بشأن ما إذا كان ينبغي للطفل المصاب بالتوحد أن يحصل على تغطية تأمينية للعلاج الطبي، ما أدى إلى تأهيل طريقة البحث غير العادية مع التأكيد على أن ردودها كانت حقيقة. وتم فحصها و"لم يكن المقصود منها بأي حال من الأحوال أن تحل مكان قرار القاضي".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: السلطة القضائية روبوت
إقرأ أيضاً:
كيف وقع الذكاء الاصطناعي ضحية كذبة أبريل؟
اعتاد الصحفي بن بلاك نشر قصة كاذبة في الأول من أبريل/نيسان من كل عام على موقعه الإخباري المحلي "كومبران لايف" (Cwmbran Life)، ولكنه صُدم عندما اكتشف أن الذكاء الاصطناعي الخاص بغوغل يعتبر الأكاذيب التي كتبها حقيقة ويظهرها في مقدمة نتائج البحث، وفقا لتقرير نشره موقع "بي بي سي".
وبحسب التقرير فإن بلاك البالغ من العمر 48 عاما بدأ بنشر قصصه الزائفة منذ عام 2018، وفي عام 2020 نشر قصة تزعم أن بلدة كومبران في ويلز سُجلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لامتلاكها أكبر عدد من الدوارات المرورية لكل كيلومتر مربع.
ورغم أنه عدل صياغة المقال في نفس اليوم ولكن عندما بحث عنه في الأول من أبريل/نيسان، صُدم وشعر بالقلق عندما رأى أن معلوماته الكاذبة تستخدمها أداة الذكاء الاصطناعي من غوغل وتقدمها للمستخدمين على أنها حقيقة.
يُذكر أن بلاك قرر كتابة قصص كاذبة في يوم 1 أبريل/نيسان من كل عام بهدف المرح والتسلية، وقال إن زوجته كانت تساعده في إيجاد الأفكار، وفي عام 2020 استلهم فكرة قصته من كون كومبران بلدة جديدة حيث يكون ربط المنازل بالدوارات من أسهل طرق البناء والتنظيم.
وقال بلاك: "اختلقت عددا من الدوارات لكل كيلومتر مربع، ثم أضفت اقتباسا مزيفا من أحد السكان وبعدها ضغطت على زر نشر، ولقد لاقت القصة استحسانا كبيرا وضحك الناس عليها".
إعلانوبعد ظهر ذلك اليوم أوضح بلاك أن القصة كانت عبارة عن "كذبة نيسان" وليست خبرا حقيقيا، ولكن في اليوم التالي شعر بالانزعاج عندما اكتشف أن موقعا إخباريا وطنيا نشر قصته دون إذنه، ورغم محاولاته في إزالة القصة فإنها لا تزال منشورة على الإنترنت.
وقال بلاك: "لقد نسيت أمر هذه القصة التي مر عليها 5 سنوات، ولكن عندما كنت أبحث عن القصص السابقة في يوم كذبة نيسان من هذا العام، تفاجأت بأن أداة غوغل للذكاء الاصطناعي وموقعا إلكترونيا لتعلم القيادة يستخدمان قصتي المزيفة ويظهران أن كومبران لديها أكبر عدد للدوارات المرورية في العالم".
وأضاف "إنه لمن المخيف حقا أن يقوم شخص ما في أسكتلندا بالبحث عن الطرق في ويلز باستخدام غوغل ويجد قصة غير حقيقية" (..) "إنها ليست قصة خطيرة ولكن الخطير حقا هو كيف يمكن للأخبار الكاذبة أن تنتشر بسهولة حتى لو كانت من مصدر إخباري موثوق، ورغم أنني غيرتها في نفس اليوم فإنها لا تزال تظهر على الإنترنت -فالإنترنت يفعل ما يحلو له- إنه أمر جنوني".
ويرى بلاك أن الذكاء الاصطناعي أصبح يشكل تهديدا للناشرين المستقلين، حيث تستخدم العديد من الأدوات محتواهم الأصلي دون إذن وتعيد تقديمه بأشكال مختلفة ليستفيد منها المستخدمون، وهذا قد يؤثر سلبا على زيارات مواقعهم.
وأشار إلى أن المواقع الإخبارية الكبرى أبرمت صفقات وتعاونت مع شركات الذكاء الاصطناعي، وهو أمر غير متاح له كناشر مستقل.
ورغم أن بلاك لم ينشر قصة كاذبة هذا العام بسبب انشغاله، فإن هذه التجربة أثرت عليه وجعلته يقرر عدم نشر أي قصص كاذبة مرة أخرى.