هل تصيبك مهام الأمومة بـالاحتراق النفسي؟.. 5 خطوات لتخفيف الإرهاق واستعادة بهجة البدايات
تاريخ النشر: 9th, July 2023 GMT
تتفق كثير من الأمهات على أن رؤية أطفالهن يضحكون تبعث فيهن شعورًا لا يوصف بالبهجة، حتى وإن قابله قدرٌ من الخوف على الأطفال والقلق على مستقبلهم والشك في مدى إجادة دور الأمومة والقيام بما تتطلبه من واجبات.
قد يفسر "الاحتراق النفسي" تلك المشاعر المتناقضة؛ ويعد "الاحتراق النفسي من تربية الأطفال" مصطلحًا جديدًا نسبيًّا، ظهر بقوة بعد حالة انعدام الاستقرار الاقتصادي عالميًّا بعد وباء "كوفيد-19".
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا من جامعة أوهايو في العام الماضي أفاد بأن معظم الآباء والأمهات يستوفون معايير الاحتراق النفسي التربوي، ويعني أنهم مرهقون نفسيا، وجسديا، وذهنيا للغاية، بسبب ضغوط رعاية أطفالهم، ويشعرون بأنه لم يتبق لهم شيء ليقدموه للأطفال.
جاء في التقرير أن 68% من الأمهات منهكات مقارنة بـ42% من الآباء، وخص التقرير الأمهات العاملات بنسب مرتفعة من معدلات الاحتراق النفسي، للعبهن دورًا مزدوجًا داخل البيت وخارجه.
تتمثل أعراض الاحتراق النفسي الأمومي في:
الغضب والاستياء من الاضطرار إلى رعاية طفلكِ. الاتجاه للعزلة عنه جسديا أو عاطفيا. الإرهاق عند التفكير في يوم جديد مع أطفالكِ. فقدان المتعة في دوركِ الأمومي.لكن لا تزال أمامكِ فرصة لشحن بطاريتكِ من جديد، باتباع الخطوات التالية:
1- امدحي الإيجابياتتوصل محررو قسم التربية في صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية، إلى أن الأبناء يهتمون بلفت إنظارنا وانتباهنا، فتجدين طفلكِ يخبركِ بكل ما تعلمه في المدرسة، ويلح عليكِ لرؤية آخر اختراعاته. أما إذا فقدتِ اهتمامكِ بنشاطاته وإنجازاته، فقد يلجأ إلى رفض الامتثال إلى أوامركِ، لمعرفته أنه سيجذب انتباهكِ حتمًا إذا أساء التصرف.
لذلك ينصحكِ المحررون بالتعبير عن انتباهكِ للسلوكيات الإيجابية ومدحه عليها، مهما بدت بسيطة أو مكررة، مثل غسل الأسنان، وترتيب الغرفة، والاستيقاظ مبكرًا، وتلبية الأوامر، من أجل أن يكرر تلك السلوكيات.
ينبغي عليكِ أيضًا وضع قواعد للنظافة، والترتيب، والاستيقاظ، بدلًا من توقع مساعدة طفلكِ، فيسهل عليكِ تقييم درجة تعاونه معكِ عندما تحددين له 5 قواعد يومية، ومدحه إذا طبق 3 قواعد منها، وتشجيعه على أن يطبقها جميعها في اليوم التالي.
أمهات الجيل الحالي يشعرن بأنهن مثاليات إذا ملأن جداول أطفالهن بالأنشطة (غيتي) 2- لستِ "سوبر ماما"تشعر أمهات الجيل الحالي بأنهن مثاليات إذا ملأن جداول أطفالهن بالأنشطة، حتى صرن يراقبن كل حركة لأطفالهن، ويشرفن عليهم على مدار الساعة، ونسين أن بذل قليل من الجهد قد يجعل من تجربة الأمومة أكثر إمتاعًا.
يشبه اللعب الحر بالنسبة إلى طفلكِ قضاءكِ وقتًا مع نفسكِ، فعلى عكس النشاط المنظم والخاضع لإشرافكِ، يساعد اللعب الحر طفلكِ على تعلم مهارة اتخاذ القرار، وحل المشكلات، والتحكم في النفس، والتجربة، واكتساب خبرات حياتية من أخطائه، والبحث عن هوايات ممتعة لأوقات فراغه.
أما إذا كنتِ تخشين ترك طفلكِ يلعب وحده، وتشعرين بذنب إذا حاول تسلية نفسه، فتذكري أن سعيكِ إلى الكمال الأمومي ليس إلا نتيجة كم الواجبات التي تتبادلها الأمهات على منصات التواصل الاجتماعي، وأن الإفراط في الأمومة قد يزيد من قلقكِ وقلق طفلكِ في المستقبل.
3- شتتي انتباهكِقد لا يكون الصبر حليفكِ في كل مرة يسيء طفلكِ فيها التصرف، ولن تسيطري على غضبكِ دومًا، لذلك ينصحكِ تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية بتشتيت انتباهكِ في تلك الأوقات، فلا يتعين عليكِ الفوز في معركتكِ معه كل مرة، وتوجيهه إلى السلوك الجيد كلما أخطأ، ما دمتِ لا تتحكمين في أعصابكِ، ولأن هدفكِ من تأديب طفلكِ أن توضحي له أنكِ ترفضين السلوك، لكنك ما زلت تحبينه.
قد يفيدك تشتيت انتباهكِ عن أخطاء طفلكِ في أوقات غضبكِ، بدلًا من تعنيفه، لأن العقاب اللفظي والعاطفي والجسدي يحفز لجوء طفلكِ إلى السلوك العدواني. لذلك حاولي أخذ قسطٍ من الراحة والانفصال عما حولكِ في أوقات غضبكِ، حتى تستعيدي هدوءكِ، بدلًا من خسارة طفلكِ في لحظة غضب.
4- كوني محور حياتكِمن السهل جدًّا الشعور بأن كل شيء صغير نقوم به سيكون له تأثير قوي أو غير متوقع على نمو أطفالنا أو نجاحهم في الحياة، لكن من المهم أن نتذكر أن ذلك ليس صحيحًا، وربما يكون تحسين صحتكِ العقلية أفضل طرقكِ لتربية طفل سليم نفسيا وذهنيا.
أشار باحثو قسم علم النفس في جامعة أيرلندا الوطنية في تقرير بحثهم إلى مصطلح "محور الطفل" ويعني أن تضعي احتياجات الأطفال ورغباتهم قبل احتياجاتكِ ورغباتكِ دائمًا. وأكد الباحثون أن الآثار السلبية للأمومة ناتجة عن طريقة التربية المتبعة، وليس كونكِ أُمًّا، فزادت نسب التوتر والقلق والإحباط بين الأمهات اللواتي يعتقدن أن تربية أطفالهن أهم من صحتهن الجسدية والذهنية، وأنهن مسؤولات عن تربية أطفالهن وحدهن، ولا يشركن الأب في التربية.
لذلك نصح الباحثون الأمهات بتشارك مسؤولياتهن مع أزواجهن، والاستعانة بأفراد العائلة، والتشاور مع أمهات زملاء الأطفال للاتفاق على توزيع أدوار لاصطحاب الأطفال معًا، من المدرسة وإليها، وتبادل أوقات الراحة.
الأمهات يصبن أحيانا بالقلق والإحباط عندما تراودهن أفكار بأنهن فشلن في مهمتهن تجاه أطفالهن (بيكسابي) 5- تذكري محاسنكِيصيبنا القلق والإحباط بأفكار حول فشلنا في مهمتنا، لكن تذكري أن الأمومة تجربة خاصة، ولكل منا محاسنه ونقاط ضعفه، ومحاولاتك لتحسين الوضع إحدى نقاط قوتكِ. قد يصعب عليكِ تحديد نقاط قوتكِ مرة واحدة، لذلك خصصي وقتًا كل أسبوع لكتابة ما تعنيه لكِ الأمومة، وتصرفاتكِ الجيدة نحو طفلكِ خلال الأسبوع، مثل: مذاكرة دروسه معه، والتزامكِ بمواعيد تمرينه، وتحضير الطعام الذي يحبه، وتعليمه كلمة جديدة، واصطحابه معكِ في نزهة.
إذا واجهتِ صعوبة في كتابة محاسنكِ، يمكنكِ عندئذ الاستعانة بطفلكِ لإخباركِ عما يحبه فيكِ، أو الاستعانة برأي زوجكِ، أو صديقتكِ، لتذكيركِ بمدى اهتمامك وانشغالك بطفلكِ.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم تنظّم ندوة حول “آخر المستجدات في رعاية الأمومة”
نظّمت مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية فعاليات الندوة الإلكترونية بعنوان “آخر المستجدات في رعاية الأمومة”، والتي أقيمت عبر منصة زوم وشهدت حضوراً لافتاً من الخبراء والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية من مختلف الدول.
وركّزت الندوة على استعراض أبرز التطوّرات في مجال رعاية ما قبل الولادة، بما في ذلك زيادة معدّلات الكشف المبكر وتحسين إدارة مضاعفات الحمل، إلى جانب الابتكارات التكنولوجية في التدخلات التوليدية وتوسيع برامج الفحص الشامل للولادة. كما سلّطت الضّوء على ضرورة توحيد الممارسات بناءً على أحدث الأدلة العلمية لتحسين النتائج الصحية للأمهات والأطفال.
وفي هذا السياق، أكدّت الدكتورة سلامة المهيري، مدير إدارة التميز الطبي في مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، على أهميّة مثل هذه النّدوات في تعزيز المعرفة لدى المهنيين الصّحيين وتزويدهم بأحدث المستجدات في مجالات التشخيص والرعاية التوليدية. وقالت الدكتورة المهيري: “إن تطوّر الرّعاية السّابقة للولادة يعدّ من أهمّ الأهداف الاستراتيجية في مجال الطب الحديث، وذلك نظراً لدورها المحوري في تحسين الصحة العامة للأمهات والمواليد. إذ تُظهر الدراسات أن التشخيص المبكر للمضاعفات والمخاطر المرتبطة بالحمل يؤدّي إلى تحسين كبير في نتائج الولادة ويقلل من معدلات الوفيات والأمراض المرتبطة بالمواليد. ولذلك، يجب أن يتمحور اهتمامنا حول توفير بيئة متكاملة للرعاية التوليدية تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والممارسات الطبية الموحدة، لضمان تقديم أعلى مستويات الرعاية والوقاية “.
وأضافت الدكتورة المهيري أن “التّعليم المستمر والتدريب الطبي ضروريان لمواكبة التطورات السريعة في علم الجينات والفحص المبكر، إذ تتيح الفحوصات الجينية المتقدمة حالياً إمكانية الكشف عن حالات محددة قد تؤثر على الأم أو الجنين في مرحلة مبكرة، مما يسهم في تقديم تدخلات علاجية أكثر دقة وفعالية. إن مثل هذه التحديثات تحثنا على بناء شراكات مستدامة بين القطاعات التعليمية والطبية وتطوير برامج تدريبية تفاعلية تُعنى بتمكين الكوادر الطبية بأحدث الوسائل العلمية والأدوات التشخيصية المتقدمة”.
وناقش المتحدثون مجموعة من المحاور الحيوية، شملت التحديات والفرص في رعاية ما قبل الولادة بالعصر الرقمي، إلى جانب عرض برامج إثراء العلوم في مجال الفحص السابق للولادة. كما تناولت النقاشات كيفية تحسين التدريب المستمر للمتخصصين في القطاع الطبي لسدّ الفجوات في المعرفة والممارسة.
وشهدت النّدوة مشاركة بارزة من متحدثين عالميين، حيث شارك الدكتور ياسر فادن ، رئيس قسم النساء والتوليد من جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية في المملكة العربية السعودية، والدكتورة سارة بيساري، مدير فني لقسم علم الوراثة الخلوية في المختبر المرجعي الوطني في الإمارات العربية المتحدة، ، والدكتور جهاد شلوحي، مؤسس مشارك لمركز SFERE، وخبير جراحة الأجنة في مستشفى نيكر للأطفال المرضى في باريس، فرنسا، مما أضفى طابعاً دولياً على الجلسات ونقل التجارب والخبرات المتنوعة.
وأدارت الجلسة البروفيسورة شمسة العوار، رئيسة قسم النساء والولادة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، والتي ساهمت في توجيه النقاشات وإثراء الحوار بين المتحدثين والمشاركين.
واختتمت الندوة بتوصيات شملت تشجيع الفحص الشامل والمتقدم للكشف المبكر عن التشوهات الجينية والمخاطر المحتملة، وتوحيد الإجراءات والممارسات الطبية استناداً إلى أحدث الأدلة العلمية بهدف تحسين مستوى الرعاية المقدمة للأمهات والأطفال. كما أكدت التوصيات على أهمية الاستثمار في التعليم الطبي المستمر، مع التركيز على تطوير مهارات الكوادر الطبية لمواكبة التقنيات الحديثة في التشخيص والعلاج التوليدي، وتفعيل التعاون الدولي بين المؤسسات الصحية والبحثية لتعزيز البحث العلمي وتبادل الخبرات، بما يسهم في تحقيق نتائج صحية أفضل للأمهات وحديثي الولادة على مستوى العالم.