تتفق كثير من الأمهات على أن رؤية أطفالهن يضحكون تبعث فيهن شعورًا لا يوصف بالبهجة، حتى وإن قابله قدرٌ من الخوف على الأطفال والقلق على مستقبلهم والشك في مدى إجادة دور الأمومة والقيام بما تتطلبه من واجبات.

قد يفسر "الاحتراق النفسي" تلك المشاعر المتناقضة؛ ويعد "الاحتراق النفسي من تربية الأطفال" مصطلحًا جديدًا نسبيًّا، ظهر بقوة بعد حالة انعدام الاستقرار الاقتصادي عالميًّا بعد وباء "كوفيد-19".

ما الإرهاق الأمومي؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا من جامعة أوهايو في العام الماضي أفاد بأن معظم الآباء والأمهات يستوفون معايير الاحتراق النفسي التربوي، ويعني أنهم مرهقون نفسيا، وجسديا، وذهنيا للغاية، بسبب ضغوط رعاية أطفالهم، ويشعرون بأنه لم يتبق لهم شيء ليقدموه للأطفال.

جاء في التقرير أن 68% من الأمهات منهكات مقارنة بـ42% من الآباء، وخص التقرير الأمهات العاملات بنسب مرتفعة من معدلات الاحتراق النفسي، للعبهن دورًا مزدوجًا داخل البيت وخارجه.

تتمثل أعراض الاحتراق النفسي الأمومي في:

الغضب والاستياء من الاضطرار إلى رعاية طفلكِ. الاتجاه للعزلة عنه جسديا أو عاطفيا. الإرهاق عند التفكير في يوم جديد مع أطفالكِ. فقدان المتعة في دوركِ الأمومي.

لكن لا تزال أمامكِ فرصة لشحن بطاريتكِ من جديد، باتباع الخطوات التالية:

1- امدحي الإيجابيات

توصل محررو قسم التربية في صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية، إلى أن الأبناء يهتمون بلفت إنظارنا وانتباهنا، فتجدين طفلكِ يخبركِ بكل ما تعلمه في المدرسة، ويلح عليكِ لرؤية آخر اختراعاته. أما إذا فقدتِ اهتمامكِ بنشاطاته وإنجازاته، فقد يلجأ إلى رفض الامتثال إلى أوامركِ، لمعرفته أنه سيجذب انتباهكِ حتمًا إذا أساء التصرف.

لذلك ينصحكِ المحررون بالتعبير عن انتباهكِ للسلوكيات الإيجابية ومدحه عليها، مهما بدت بسيطة أو مكررة، مثل غسل الأسنان، وترتيب الغرفة، والاستيقاظ مبكرًا، وتلبية الأوامر، من أجل أن يكرر تلك السلوكيات.

ينبغي عليكِ أيضًا وضع قواعد للنظافة، والترتيب، والاستيقاظ، بدلًا من توقع مساعدة طفلكِ، فيسهل عليكِ تقييم درجة تعاونه معكِ عندما تحددين له 5 قواعد يومية، ومدحه إذا طبق 3 قواعد منها، وتشجيعه على أن يطبقها جميعها في اليوم التالي.

أمهات الجيل الحالي يشعرن بأنهن مثاليات إذا ملأن جداول أطفالهن بالأنشطة (غيتي) 2- لستِ "سوبر ماما"

تشعر أمهات الجيل الحالي بأنهن مثاليات إذا ملأن جداول أطفالهن بالأنشطة، حتى صرن يراقبن كل حركة لأطفالهن، ويشرفن عليهم على مدار الساعة، ونسين أن بذل قليل من الجهد قد يجعل من تجربة الأمومة أكثر إمتاعًا.

يشبه اللعب الحر بالنسبة إلى طفلكِ قضاءكِ وقتًا مع نفسكِ، فعلى عكس النشاط المنظم والخاضع لإشرافكِ، يساعد اللعب الحر طفلكِ على تعلم مهارة اتخاذ القرار، وحل المشكلات، والتحكم في النفس، والتجربة، واكتساب خبرات حياتية من أخطائه، والبحث عن هوايات ممتعة لأوقات فراغه.

أما إذا كنتِ تخشين ترك طفلكِ يلعب وحده، وتشعرين بذنب إذا حاول تسلية نفسه، فتذكري أن سعيكِ إلى الكمال الأمومي ليس إلا نتيجة كم الواجبات التي تتبادلها الأمهات على منصات التواصل الاجتماعي، وأن الإفراط في الأمومة قد يزيد من قلقكِ وقلق طفلكِ في المستقبل.

3- شتتي انتباهكِ

قد لا يكون الصبر حليفكِ في كل مرة يسيء طفلكِ فيها التصرف، ولن تسيطري على غضبكِ دومًا، لذلك ينصحكِ تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية بتشتيت انتباهكِ في تلك الأوقات، فلا يتعين عليكِ الفوز في معركتكِ معه كل مرة، وتوجيهه إلى السلوك الجيد كلما أخطأ، ما دمتِ لا تتحكمين في أعصابكِ، ولأن هدفكِ من تأديب طفلكِ أن توضحي له أنكِ ترفضين السلوك، لكنك ما زلت تحبينه.

قد يفيدك تشتيت انتباهكِ عن أخطاء طفلكِ في أوقات غضبكِ، بدلًا من تعنيفه، لأن العقاب اللفظي والعاطفي والجسدي يحفز لجوء طفلكِ إلى السلوك العدواني. لذلك حاولي أخذ قسطٍ من الراحة والانفصال عما حولكِ في أوقات غضبكِ، حتى تستعيدي هدوءكِ، بدلًا من خسارة طفلكِ في لحظة غضب.

4- كوني محور حياتكِ

من السهل جدًّا الشعور بأن كل شيء صغير نقوم به سيكون له تأثير قوي أو غير متوقع على نمو أطفالنا أو نجاحهم في الحياة، لكن من المهم أن نتذكر أن ذلك ليس صحيحًا، وربما يكون تحسين صحتكِ العقلية أفضل طرقكِ لتربية طفل سليم نفسيا وذهنيا.

أشار باحثو قسم علم النفس في جامعة أيرلندا الوطنية في تقرير بحثهم إلى مصطلح "محور الطفل" ويعني أن تضعي احتياجات الأطفال ورغباتهم قبل احتياجاتكِ ورغباتكِ دائمًا. وأكد الباحثون أن الآثار السلبية للأمومة ناتجة عن طريقة التربية المتبعة، وليس كونكِ أُمًّا، فزادت نسب التوتر والقلق والإحباط بين الأمهات اللواتي يعتقدن أن تربية أطفالهن أهم من صحتهن الجسدية والذهنية، وأنهن مسؤولات عن تربية أطفالهن وحدهن، ولا يشركن الأب في التربية.

لذلك نصح الباحثون الأمهات بتشارك مسؤولياتهن مع أزواجهن، والاستعانة بأفراد العائلة، والتشاور مع أمهات زملاء الأطفال للاتفاق على توزيع أدوار لاصطحاب الأطفال معًا، من المدرسة وإليها، وتبادل أوقات الراحة.

الأمهات يصبن أحيانا بالقلق والإحباط عندما تراودهن أفكار بأنهن فشلن في مهمتهن تجاه أطفالهن (بيكسابي) 5- تذكري محاسنكِ

يصيبنا القلق والإحباط بأفكار حول فشلنا في مهمتنا، لكن تذكري أن الأمومة تجربة خاصة، ولكل منا محاسنه ونقاط ضعفه، ومحاولاتك لتحسين الوضع إحدى نقاط قوتكِ. قد يصعب عليكِ تحديد نقاط قوتكِ مرة واحدة، لذلك خصصي وقتًا كل أسبوع لكتابة ما تعنيه لكِ الأمومة، وتصرفاتكِ الجيدة نحو طفلكِ خلال الأسبوع، مثل: مذاكرة دروسه معه، والتزامكِ بمواعيد تمرينه، وتحضير الطعام الذي يحبه، وتعليمه كلمة جديدة، واصطحابه معكِ في نزهة.

إذا واجهتِ صعوبة في كتابة محاسنكِ، يمكنكِ عندئذ الاستعانة بطفلكِ لإخباركِ عما يحبه فيكِ، أو الاستعانة برأي زوجكِ، أو صديقتكِ، لتذكيركِ بمدى اهتمامك وانشغالك بطفلكِ.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

المستطيل الأخضر تحت أقدام الأمهات.. والدات ميسي ورونالدو وأسود الأطلسي «كلمة السر»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعتبر كرة القدم هي الأكثر شعبية على الإطلاق، ليس فقط للمهارات الفنية والفريدة ولكن لكثرة اللفتات الإنسانية والأخلاقية التي تدور بين اللاعبين في أرض الملعب وتفاعل النجوم مع الجماهير داخل المدرجات، ولعل أبرز الشخصيات المتواجدة في كل مباراة بين صفوف المشجعين هن بعض أمهات اللاعبين، هؤلاء السيدات الرائعات لسن فقط مشجعات متحمسات في المدرجات، بل هن الداعمات والمعلمات والقوام النفسي لأبنائهن خلال كل خطوة من مسيرتهم الكروية، فعندما ينزل لاعب كرة القدم إلى أرض الملعب، يكون هناك دائمًا بعض الوجوه المألوفة والأكثر تحمسًا تتلألأ من بين الجماهير، لإضافة شعورًا قويًا لأبنائهن بالثقة بالنفس والدعم والحب غير المشروط في حالة الفوز أو الخسارة.

وقد برزت هذه الحالة الفريدة بكثرة خلال الفترات الأخيرة وخاصة خلال مونديال قطر 2022، ودعم والدة كريستيانو رونالدو له في معظم مبارياته مع نادي النصر السعودي وما قدمه المنتخب المغربي من لوحات لا تُنسى برفقة أمهاتهن خلال كأس الأمم الإفريقية الماضي، وتقدم لكم "البوابة نيوز" أبرز اللقطات المميزة التي جمعت لاعبي كرة القدم مع أمهاتهم داخل وخارج الملعب 

المغربي أشرف حكيمي

1- المغربي أشرف حكيمي 

بعد كل مباراة يُنهيها اللاعب المغربي "أشرف حكيمي" مع منتخب بلاده، فإن والدته دائمًا حاضرة لتحتضنه وتقبله، مما يعكس ثقافة الاحتفاء العربية بمكانة الأم، وقد لفتت هذه اللقطات الرائعة انتباه العالم، خصوصًا الذين لم يكونوا على دراية بتلك الثقافة، إذ كانوا يحتفلون بالانتصارات مع زوجاتهم وصديقاتهم، وكذلك يقوم المدير الفني لمنتخب المغرب وليد الركراكي دائمًا بتعزيز التعبير عن حب الأم والتفاخر بها، مؤكدًا أنه لا انتصار بلا رضا الأم، وأن كل فوز يكتمل بابتسامتها، حيث تكمن بدعواتهن السر والأساس لنجاح اللاعبين في الميدان.

المغربي سفيان بوفال 

2- المغربي سفيان بوفال 

والدة نجم المنتخب المغربي، سفيان بوفال، لم تتمالك نفسها بعد تألق ابنها في مباراة التاريخ بكأس العالم 2022، حيث ساهم في بلوغ المنتخب لدور النصف النهائي، فلم تنتظر طويلاً خارج ملعب الثمامة، بل نزلت مباشرة إلى أرض الملعب بعد المباراة، حيث احتضنته وبكت من الفرحة العارمة بالإنجاز التاريخي لأسود الأطلس، وقد احتفل بوفال بوالدته بصورة مؤثرة، حيث قبَّل رأسها أمام الجماهير التي شاركتهم الفرحة في لحظات تاريخية للغاية، تم تخليدها في ذاكرة التاريخ الإنساني.

الأرجنتيني ليونيل ميسي 

3- الأرجنتيني ليونيل ميسي 

احتفلت والدة ليونيل ميسي، نجم منتخب الأرجنتين، " سيليا ماريا كوتشيتيني"، بشكل مؤثر مع ابنها بعد تتويجه بلقب كأس العالم 2022، وتم التقاط لقطات مميزة لوالدة ميسي على أرضية ملعب لوسيل، حيث عانقته بحرارة وكانت تبكي بشدة فرحًا بإنجازه التاريخي الذي لطالما انتظره لسنوات، وقد فاز منتخب الأرجنتين على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح بنتيجة 4/2، بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل 3/3، وقد منح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جائزة أفضل لاعب في بطولة كأس العالم 2022 لميسي، في حين حصل النجم الفرنسي كيليان مبابي على جائزة هداف البطولة. 

 الكرواتي لوفرو ماجر 

4- الكرواتي لوفرو ماجر 

تمتلك احتفالات اللاعبين بأمهاتهم في كأس العالم 2022 بريقًا خاصًا، حيث ظهر اللاعب الكرواتي لوفرو ماجر وهو يحتفل مع والدته بعد التأهل إلى نصف نهائي المونديال على حساب البرازيل، حيث ترك أرضية الملعب وتوجه إلى المدرجات وقام باحتضان والدته والامتنان لها على دعمه، تلك اللحظات أثارت إعجاب وسائل الإعلام والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، مما جعلها تنقل رسائل إيجابية تعبر عن التقدير والمحبة للأمهات  ودورهن في حياة أبنائهن. 

5- البرتغالي كريسيانو رونالدو 

ظهرت "ماريا دولوريس دوس سانتوس أفيرو"، والدة النجم البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو، في مدرجات ملعب "دويتشه بانك بارك" بفرانكفورت بألمانيا، خلال مشاركة نجلها بمباراة الدور الربع النهائي ببطولة أمم أوروبا، وتبلغ دولوريس من العمر 69 عامًا، وكانت حاضرة لدعم ابنها في مباراته الدولية رقم 210 مع منتخب البرتغال.

ولفت الحضور الدافئ والمشاركة القوية لوالدة رونالدو في المدرجات انتباه الجماهير ووسائل الإعلام، حيث أظهرت صورها وهي تشجع ابنها بحماس وفرح، ولاقت تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أبدى الجمهور إعجابه بالروح العائلية والدعم القوي الذي يتلقاه النجم الكروي الأشهر في العالم من عائلته في كل مناسبة كروية كبيرة.

مقالات مشابهة

  • كوليبا يبحث مع بلينكن تعزيز الدفاع الجوي الأوكراني واستعادة نظام الطاقة في البلاد
  • الأطعمة المخمرة قد تصيبك بمرض خطير| دراسة تكشف السبب
  • 4 طرق فعالة لتسكين آلام الطفل أثناء التسنين.. قطنة الثلج والإلهاء
  • أحذر.. أطعمة شعبية تصيبك بأمراض خطيرة
  • قادة 4 فرق إسرائيلية في غزة يحذرون نتنياهو: جنودنا يعانون من الإرهاق
  • وكالة الصحافة الفرنسية: بايدن يعزو سبب سوء أدائه في المناظرة أمام ترامب إلى الإرهاق بسبب السفر
  • احذر.. أطعمة "عصرية" قد تصيبك بمرض خطير
  • المستطيل الأخضر تحت أقدام الأمهات.. والدات ميسي ورونالدو وأسود الأطلسي «كلمة السر»
  • كيف تُقنع طفلك بضرورة الحدّ من وقت الشاشة بحسب الخبراء؟
  • الاحتراق الوظيفي وكيفية التغلب عليه