أفادت وكالة بلومبرج، أن الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بالإحباط والإنزعاج من سلوك إسرائيل في الحرب ضد حماس في غزة مع تزايد عدد القتلى المدنيين وعدم الاستجابة لدعوات الإدارة الأمريكية، مما قد يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الحليفين المقربين.

ووفقا لوكالة بلومبرج نقلا عن مصادر مطلعة، يجري مسؤولو الإدارة الأمريكية بمحادثات صعبة مع الإدارة الإسرائيلية في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تشكيل الصراع ولكن هناك تجاهل إسرائيلي.

وقالت المصادر لبلومبرج، إن الإدارة الأمريكية كثفت رسائلها الخاصة إلى إسرائيل التي تفيد باقتراب نفاذ صبر البيت الأبيض على إسرائيل بسبب الانتهاكات المتكررة في غزة، ولكن في الوقت نفسة لا تزال واشنطن تفي بطلبات الأسلحة الإسرائيلية، ولم تهدد حتى الآن بأي عواقب ضد شريكها الرئيسي في المنطقة.

وتسلط المحادثات المتوترة بين واشنطن وتل أبيب الضوء على مخاطر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي ارتكزت على فكرة أن الاحتضان العلني الوثيق لـ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شأنه أن يفتح المجال خلف الكواليس لإيصال رسائل صارمة وتشكيل سلوك إسرائيل في الحرب.

ولكن ثبت أن هذا توازن صعب مع تصعيد إسرائيل حملتها ضد حماس، وارتفع عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة إلى أكثر من 11 ألف شخص، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة ووزارة الصحة في غزة التي تسيطر عليها حماس. 

كما تعرضت الإدارة الأمريكية أيضًا لضغوط متزايدة من الحلفاء العرب، الذين يقولون إن احتضان الإدارة الأمريكية لـ إسرائيل أعطى نتنياهو الضوء الأخضر للمضي قدمًا في حربة ضدد غزة.

وفي الوقت نفسه، تجاهل نتنياهو حتى الآن المخاوف الأمريكية بشأن الأمريكيين الذين لا يزالون رهائن في غزة ومئات الأمريكيين الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من مغادرة القطاع.

مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق يكشف مخطط إسقاط حكم حماس في غزة اليوم الـ40 للحرب.. أعمدة دخان ضخمة تغطي سماء غزة مجمع الشفاء في غزة

كما تركزت بعض الضغوط الأمريكية على الحملة الإسرائيلية على مجمع الشفاء الطبي في غزة، والذي يتفق المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون على أنه يخفي مقراً رئيسياً لحماس.

وعلى الرغم من أن إدارة بايدن تتفق على أن إسرائيل بحاجة إلى القضاء على حماس، إلا أن الخوف هو أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لحماية المدنيين المحاصرين في داخل المجمع الطبي، حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الاثنين، إن مجمع الشفاء يجب حمايته.

وفي ليلة الثلاثاء، بدا أن إسرائيل تتحدى هذا التحذير، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن القوات تنفذ عملية دقيقة وموجهة ضد حماس في المستشفى.

مستقبل غزة والضغوط الدولية

ونقطة التوتر الأخرى هي مستقبل قطاع غزة، حيث تحول نتنياهو من القول بأن إسرائيل لا تريد احتلال غزة مرة أخرى إلى التعهد ببقاء القوات الإسرائيلية هناك إلى أجل غير مسمى.

وقالت بلومبرج نقلا عن مسؤوليين أمريكيين، إن الولايات المتحدة تحذر مرارا وتكرارا من أن إسرائيل بحاجة إلى حماية المدنيين. 

وأضافوا أنه عندما سألت الولايات المتحدة عما حدث عندما قصفت إسرائيل مخيما للاجئين، كان الرد الإسرائيلي شبه رافض للحديث، حيث قال قادتها إن هدفهم قد تحقق.

ويأتي رد فعل إسرائيل مشوب بنفاد الصبر واتهامات بالنفاق من الجانب الأمريكي، مع إصرار المسؤولين على أن الولايات المتحدة لا تزال لا تفهم الصدمة الناجمة عن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر والدمار الذي أحدثه.

وعلى الجانب الآخر، قال المسؤوليين الإسرائيليين إن الحرب على غزة لابد أن تستمر لفترة طويلة، حيث قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في مؤتمر صحفي، يوم الأثنين، إن شرعية الحرب الدولية ستستمر لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع أخرى.

وقال كوهين، إن هناك ضغوطا دولية كبيرة على إسرائيل، لافتا إلى أنها تزداد قوة مع مرور الوقت.

غضب أمريكي

ومن الواضح أن الولايات المتحدة بدأت في جعل غضبها الداخلي تجاه إسرائيل أكثر علانية، وهذا يظهر في قول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: "لقد قُتل عدد كبير جدًا من الفلسطينيين". 

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إن استخدام حماس للمدنيين كدروع لا يقلل من مسؤولية إسرائيل عن التصرف بطرق تفصل الإرهابيين عن المدنيين.

كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الاثنين، إنه لم يكن مترددا في التعبير عن مخاوفة بشأن القتال في مستشفيات غزة. 

وقال أيضا إن الجهود الرامية إلى تنفيذ هدنة إنسانية في القتال "استغرقت وقتا أطول قليلا مما كنت آمل".

ويعود جزء من نفاد صبر الولايات المتحدة المتزايد إلى الضغوط التي يمارسها الشركاء الآخرون، وخاصة في العالم العربي، حيث يعتقد بعض القادة العرب أن احتضان بايدن لنتنياهو، واجتماعه مع حكومة الحرب الإسرائيلية خلال زيارته لإسرائيل الشهر الماضي، أعطى الضوء الأخضر للحرب التي تتكشف الآن.

ووسط هذه المخاوف، مضت الولايات المتحدة قدماً في تقديم الدعم المالي والعسكري لإسرائيل، بما في ذلك توفير بعض الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في حملة القصف، والتي يشملت قذائف مدفعية من عيار 155 ملم والتي أثارت احتجاجات جماعات الإغاثة بسبب ضعف دقتها.

جيش الإحتلال يطلب من الجميع داخل مجمع الشفاء التوجه لإحدي البوابات.. ما السبب؟ أول تعليق من حكومة غزة على اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة غزة حماس واشنطن تل أبيب الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة قطاع غزة مجمع الشفاء الطبي الجيش الإسرائيلي اقتحام مجمع الشفاء الطبي الإدارة الأمریکیة الولایات المتحدة مجمع الشفاء أن إسرائیل إسرائیل فی حیث قال فی غزة

إقرأ أيضاً:

مستشار أمريكي سابق: واشنطن ستضطر للتخلي عن الهيمنة على العالم

شدد المستشار السابق في  وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، دوغلاس ماكغريغور، الثلاثاء، على أن الولايات المتحدة "ستضطر للتخلي عن الهيمنة على العالم"، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية "تعيش في عالم مواز".

وقال ماكغريغور خلال لقاء مصور بث عبر قناة "ديب دايف" في منصة "يوتيوب"، "نحن الولايات المتحدة بحاجة إلى اتخاذ نهج جديد للتعامل مع بقية العالم".

وأضاف أن الولايات المتحدة "بحاجة إلى أن توضح تماما أنه طالما لم يكن هناك هجوم مباشر علينا أو على مصالحنا الاستراتيجية الحيوية، والتي لا تزال بحاجة إلى تحديد، فلن نستخدم القوة العسكرية".


ولفت إلى أن واشنطن ستضطر للتخلي عن "الهيمنة العسكرية العالمية بسبب نقص التمويل"، موضحا في السياق ذاته أن "العالم كله سئم منا لأننا نستخدم القوات المسلحة الأمريكية بسبب و بدون سبب"، حسب تعبيره.

وأعرب المستشار الأمريكي السابق عن اعتقاده أن من يتخذون قرارات استراتيجية في الإدارة الأمريكية "لا يدركون الحقيقة ويعيشون في عالم مواز"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "لا تزال تعتقد أننا نفس البلد كما في عام 1991".

كما لفت إلى أن واشنطن "لا تزال تعتقد أن روسيا ضعيفة"، وختم حديثه بالقول إن الولايات المتحدة "فقدت السيطرة، ولا أحد يثق بها، وهذا ما حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله مؤخرا".


يأتي حديث ماكغريغور في وقت تشهد فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن انتقادات واسعة على الصعيدين الداخلي والدولي بسبب دعم واشنطن للاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل في العدوان المتواصل على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي.

وتشهد الساحة السياسية الدولية مساعي حثيثة من دول إقليمية عديدة، من بينها روسيا، لخلق عالم متعدد الأقطاب من أجل كسر الأحادية القطبية الراهنة.

وكان الرئيس الروسي طالب الولايات المتحدة، في تصريح له  العام الماضي، بالتخلص من "غطرستها"، معتبرا أن خطاب واشنطن مع الدول يكون من منطلق التوجيه والاستعلاء.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل إذا دخلت في جبهة صراع جديدة
  • باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل حال دخولها في جبهة صراع جديدة (فيديو)
  • كاتب أمريكي: جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة جزء رئيس من سياسة الولايات المتحدة
  • باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل إذا دخلت في جبهة صراع جديدة
  • الولايات المتحدة تذكّر مواطنيها بعدم السفر إلى 19 دولة.. بينها دول عربية
  • الولايات المتحدة تذكّر مواطنيها بعدم السفر إلى 19 دولة.. بينهم دول عربية
  • ريتر: ضربة قوات كييف على سيفاستوبول هجوم أمريكي على روسيا
  • مستشار أمريكي سابق: واشنطن ستضطر للتخلي عن الهيمنة على العالم
  • تقرير أمريكي يكشف عجز قدرات واشنطن البحرية
  • مدير مجمع الشفاء بغزة يروي تفاصيل إقامته في السجن الإسرائيلي