جاكارتا- وصل إلى سواحل محافظة بيدي شرقي إقليم آتشيه الإندونيسي اليوم الثلاثاء، قارب صيد على متنه 198 شخصا من الروهينغا، منهم 69 امرأة و 59 طفلا، بعد شهور من توقف قدوم سفن اللاجئين الروهينغا إلى إندونيسيا.

وحسب شهادات اللاجئين، فإنهم غادروا من السواحل على الحدود بين بنغلاديش وميانمار، والقريبة من مخيماتهم قبل أسابيع، وبقوا في الأسبوع الأخير في مضيق ملاقا، حيث كانوا معرضين للغرق وسط تلاطم الأمواج بين ماليزيا وإندونيسيا، وعند وصولهم كان القارب في حالة سيئة للغاية، وقد انتهى زادهم.

"وجدنا 17 جثة حتى يوم أمس"..
ضحايا لقوا حتفهم من بين أكثر من 50 شخصاً يُعتقد أنهم على متن قارب كان متجهاً إلى ماليزيا، عندما واجه الأمواج العاتية ليل الأحد الماضي.
الآلاف من الروهينغيا يخاطرون بحياتهم كل عام في رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر من المخيمات في بنغلاديش وميانمار في… pic.twitter.com/HXPkczi2E9

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) August 11, 2023

التجارب الأخيرة

وكانت إندونيسيا قد شهدت قدوم بضع سفن وقوارب صيد خشبية في أواخر العام الماضي، كما تعرض مئات لخطر الموت في رحلاتهم، سواء من سواحل ميانمار أو سواحل جنوب شرق بنغلاديش.

ومن هؤلاء سفينة تعرضت للغرق أواسط أغسطس/آب الماضي، مما أدى إلى وفاة 23 لاجئا من الروهينغا، وفقدان 33 آخرين هم في عداد الغرقى أيضا، وكانوا قد خرجوا من سواحل ولاية ريكاين (أراكان) نحو سواحل ماليزيا، كحال بضعة آلاف يغادرون نحو ماليزيا وإندونيسيا كل عام.

وقبل ذلك، في شهر يونيو/حزيران الماضي، تداول ناشطون نبأ اختفاء قارب آخر كان على متنه 180 لاجئا من الروهينغا، حيث كان آخر اتصال من أحد الركاب مع أقربائه، ثم لم يعد لهم أثر، ولم يصلوا إلى أي من السواحل الآسيوية حتى الآن.

وشهد الأسبوع الماضي عودة قارب على متنه أكثر 150 روهينغيا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى سواحل كوكس بازار جنوب شرق بنغلاديش، بعد أن ظل قاربهم يترنح في مياه خليج البنغال لـ3 أيام، قبل أن يسحبه صيادون محليون إنقاذا لحياتهم.

وعلق هؤلاء المهاجرون في القارب بعد أن نقلهم المهربون من أحد السواحل ليلا على متن قوارب صغيرة، نحو القارب الخشبي الأكبر حجما قرب الساحل، لكن المهربين تركوا اللاجئين وسط البحر، وعادوا على متن قوارب صغيرة، ولم يكن بين اللاجئين من يحسن الملاحة نحو السواحل الماليزية أو الإندونيسية جنوبا، حيث تستغرق المسافة نحو أحدهما ما بين أسبوعين إلى 4 أسابيع.

وأشارت تقارير أممية إلى ارتفاع ظاهرة تحدي الروهينغا أمواج البحر بالركوب، والمخاطرة بحياتهم على متن قوارب خشبية، رغم كل ما يسمعونه من قصص غرق أو وفاة كثيرين وسط الطريق.

وفي العام الماضي سُجلت هجرة أكثر من 3500 لاجئ، في زيادة نسبتها 360% عن عام 2021، وشكلت نسبة النساء والأطفال بينهم 45%.

لاجئون روهينغا وصلوا إلى آتشيه بعد نفاد زادهم على متن قاربهم الخشبي (مواقع التواصل) خطورة المهربين

يُغري تجار البشر والمهربون اللاجئين الروهينغا بالرحلة بحرا، هربا من ضنك العيش والحصار المطبق المفروض على قراهم، أو على مخيماتهم، سواء في ميانمار كما هو الحال في ولاية أراكان، وتحديدا في مدينة سيتوي أو أكياب، أو في بنغلاديش حيث أكبر مخيم للاجئين في العالم.

ويستهدف المهربون من لهم أقارب يعيشون في دول عربية أو آسيوية أو غربية، حيث يمكن ابتزازهم خلال الرحلة، وتهديد أهلهم بتعريض من هم على متن القارب للخطر بالتعذيب أو الإغراق أو الاعتداء عليهم، ومنهم الفتيات والأطفال والنساء، وحينها وكما تحدث ناجون، يتم الضغط على أقاربهم لدفع أموال عبر تحويلات معينة، أو يترك اللاجئ على متن القارب لحاله.

وفي بعض الأحيان يغادر المهربون القارب أو السفينة تاركين اللاجئين وسط البحر، وهم في خليج أندامان، أو قبله أو بعده، سواء كان القارب القادم من خليج البنغال متجها جنوبا نحو سواحل ماليزيا، أو نحو مضيق ملاقا باتجاه سواحل إقليم آتشيه الإندونيسية شمالي جزيرة سومطرة.

وعادة ما يستقل اللاجئون قارب صيد خشبي متهالك وقديم، في حين يكون هناك قارب آخر للمهربين بانتظارهم، ليعودوا إلى سواحل ميانمار أو بنغلاديش مرة أخرى، ويتابعون إغراء مجموعة أخرى من اللاجئين بمبالغ تتفاوت ما بين بضع مئات من الدولارات إلى 4 آلاف أحيانا.

صاروا بلا مأوى.. تشريد أكثر من 12 ألفًا في مخيمات ⛺️⛺️⛺️ #الروهينغيا في #بنغلاديش جراء حريق ????????????ضخم pic.twitter.com/bmbTVHANOG

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 6, 2023

ظروف طاردة

يشار إلى أن الأحوال العامة في مخيمات النزوح في ميانمار أو مخيمات اللجوء في بنغلاديش تشهد منذ أواخر العام الماضي أوضاعا أمنية خطيرة، حيث تتزايد أعمال الإجرام والعنف والخطف لأهداف مالية.

كما تشهد اغتيالات تستهدف شخصيات معينة وناشطين، تزامنا مع تراجع في الحصة الغذائية التي يوزعها برنامج الغذاء العالمي، وهو ما يتسبب في أزمة غذاء ذات آثار صحية جسيمة على اللاجئين، لاسيما الأطفال والنساء.

وقد أُعلن عن ذلك مرارا في بيانات ونداءات استغاثة أممية، وطالبت الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء من المجتمع الدولي التبرع بما يكفي لسد حاجة نحو مليون لاجئ، وتحديدا يوجد 201 ألف عائلة روهينغية -حسب أرقام الأمم المتحدة- ممنوعون من الحركة والعمل في المخيمات في بنغلاديش، ومئات آلاف غيرهم داخل ميانمار.

وما يزيد الوضع سوءا بالنسبة للاجئين الروهينغا في مخيمات النزوح ببنغلاديش، أن 52% منهم أطفال، وكثير منهم ولد في مخيمات النزوح، أو نزح إليها مع أهله في سنوات عمره الأولى، منهم 52% من الإناث، في ظل شبه انعدام للتعليم النظامي لهؤلاء الأطفال.

ويدفع هذا الواقع كثيرا من الآباء والأمهات إلى الهجرة إلى دول أخرى، طمعا في حصول أبنائهم على مستقبل أفضل من العيش في المخيمات طوال عمرهم، وهو حال من هاجر إلى بنغلاديش إثر موجات عنف ومواجهات وقعت في سبعينيات أو تسعينيات القرن الماضي، وما زالوا يعيشون في تلك المخيمات دون تغير في حياتهم نحو الأفضل.

كما أن العيش في المخيمات يجعل اللاجئين أكثر عرضة لمخاطر الكوارث الطبيعية كالفيضانات والأمطار، أو الأعاصير والحرائق التي تكررت خلال السنوات الماضية، كإعصار موكا الذي ضرب السواحل الغربية لميانمار والسواحل الجنوبية الشرقية لبنغلاديش، وأصاب مخيمات نزوح الروهينغا وغيرهم.

ويضاف إلى مشهد اللجوء في ميانمار، بعد عسكري وأمني آخر يزيد المشهد تعقيدا، وهو الصراع الدائر بين ما يعرف بـ"جيش أراكان" الذي يمثل قومية الريكاين البوذية، وهي التي تشارك الروهينغا العيش في ولاية أراكان، وبين الجيش الميانماري التابع لحكومة العسكر الحاكمة في العاصمة نايبيداو.

ويقاتل جيش أراكان كغيره من المجموعات المسلحة المرتبطة بقوميات وأقليات في ميانمار، سعيا لحكم ذاتي بقومية الريكاين البوذية، وهو ما يمثل تهديدا آخر لحقوق وحياة الروهينغيين الذين يعيشون في أراكان منذ قرون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی بنغلادیش فی میانمار فی مخیمات على متن

إقرأ أيضاً:

تقرير: مسلحون من فصائل موالية لإيران يصلون سوريا من العراق لدعم نظام الأسد

كشفت مصادر سورية لوكالة رويترز، وحسابات داعمة لنظام الرئيس بشار الأسد، عن "وصول مقاتلين عراقيين من (الحشد الشعبي) إلى سوريا، لدعم قوات النظام" في مواجهة الفصائل المسلحة المعارضة، التي سيطرت خلال الأيام الماضية على مدن وقرى أهمها حلب.

وقال مصدران عسكريان سوريان لرويترز، الإثنين، إن "ميليشيات مسلحة شيعية مدعومة من إيران، وصلت الليلة الماضية إلى سوريا قادمة من العراق، لدعم الجيش السوري في معاركه ضد الفصائل المسلحة المعارضة".

وأضاف مصدر بارز بجيش النظام السوري للوكالة، أن "العشرات من مقاتلي الحشد الشعبي العراقي وصلوا إلى سوريا، من عبر ممر عسكري قرب معبر البوكمال الحدودي".

وأوضح أن المقاتلين "سيتم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية"، مشيرا إلى أنهم ينتمون إلى "كتائب حزب الله العراقية ولواء فاطميون".

ونشر حساب مقرب من النظام السوري، مساء الأحد، لقطات لمقاتلين قال إنهم من "الحشد الشعبي وقوات صديقة" ذهبوا إلى سوريا "للمشاركة في القضاء على التنظيمات الإرهابية".

وصول رفاق السلاح من العراق من أبطال الحشد الشعبي وقوات صديقة إلى سوريا للمشاركة في القضـ...اء على التنظيمات-الإرهابية. pic.twitter.com/DLoYVAy3IC

— SAM ???????? (@SAMSyria0) December 1, 2024

ومنذ الأربعاء، بدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة)، مع فصائل معارضة أقل نفوذا، هجوما مباغتا يُعدّ الأعنف منذ سنوات بمحافظة حلب، حيث تمكنت من السيطرة عليها، إلى جانب عشرات البلدات والقرى بمحافظتَي إدلب وحماة المجاورتين.

وهدد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الأحد، باستخدام "القوة" للقضاء على ما وصفه بـ"الإرهاب".

وقال الأسد، وفق ما نشر حساب الرئاسة على تيليغرام: "الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره، ونقضي عليه بها أياً كان داعموه ورعاتُه".

وأكدت وزارة الدفاع السورية، في أكثر من مناسبة أنها "تجهز لهجوم مضاد" ردا على المعارضة المسلحة.

بعد خروج مدينتين عن سيطرته بالكامل.. الأسد يكشف خطوته المقبلة هدد الرئيس السوري، بشار الأسد، الأحد، باستخدام "القوة" للقضاء على "الإرهاب"، بينما باتت مدينة حلب، ثاني كبرى مدن البلاد خارج سيطرة قواته، في إطار هجوم مباغت تشنه فصائل معارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ودعت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، الأحد، جميع الأطراف في سوريا إلى خفض التصعيد وحماية المدنيين.

وحثت الدول الأربع على الحفاظ على البنية التحتية في المناطق التي تعرف اشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، "من أجل منع مزيد من النزوح".

وقالت الدول في بيان مشترك، نشره مكتب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية: "نُراقب الوضع عن كثب".

البيان أكد أن التصعيد الحالي لا يبرز سوى الحاجة الملحة لحل سياسي بقيادة سورية للنزاع، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254.

 

مقالات مشابهة

  • تتويج الفائزين في سباق عيد الاتحاد لقوارب التجديف التراثية
  • لحج : إندونيسيا توزع مساعدات إغاثية للنازحين والمتضررين من السيول في المسيمير
  • تقرير: مسلحون من فصائل موالية لإيران يصلون سوريا من العراق لدعم نظام الأسد
  • خفر السواحل الأميركي يبحث عن 5 أشخاص بعد انقلاب قارب صيد..قرب ألاسكا
  • بنغلاديش تعرضت لنهب 16 مليار دولار سنويا
  • قادة الاتحاد الأوروبي الجدد يصلون كييف في زيارة غير معلنة
  • في أول زيارة منذ توليهم مناصبهم.. مسؤولون أوروبيون يصلون كييف
  • QNB يتوقع استمرار حيوية الأداء الاقتصادي في إندونيسيا
  • استعادة الاتصالات بالمناطق المتضررة من بركان "ليوتوبي" في إندونيسيا
  • مقتل 27 شخص على الأقل وفقدان أكثر من 100 بعد انقلاب قارب في نيجيريا