وترافق ذلك مع تضييق الجيش الإسرائيلي حصاره على جميع المستشفيات في شمال غزة، ومضى باتجاه المستشفى الوحيد الذي ظل يعمل جزئياً (مستشفى المعمداني)، في ظل تعمّق مأساة السكان المحاصرين الباقين في غزة بلا كهرباء ولا ماء ولا غذاء ولا دواء.

وقال مواطنون في مدينة غزة لـ«الشرق الأوسط» إنهم أصبحوا محاصرين بالفعل مع وصول الجيش الإسرائيلي إلى مناطقهم وحاراتهم، وباتوا لا يجدون احتياجاتهم الأساسية، ولا يستطيعون التحرك خارج منازلهم بسبب الاستهداف الإسرائيلي.

وبحسب شهادات سكان في مدينة غزة، فإن الطائرات المسيّرة والدبابات والجنود يستهدفون كل شيء يتحرك في شوارع غزة، وقد تم قتل مواطنين من دون أن يستطيع أحد الوصول إليهم.

حرب غزة... توغل إسرائيل وكارثة في المستشفيات ووصلت القوات الإسرائيلية إلى ميدان فلسطين في وسط المدينة، وتوغلت في مناطق مختلفة بمحافظة غزة، وراحت تقتحم منازل وتقتل وتعتقل وتحقق مع غزيين في مشهد يذكّر بما تقوم به في الضفة الغربية. وتحاول إسرائيل السيطرة على مدينة غزة بالكامل في محاولة لخلق وضع أمني مشابه، كما يبدو، للضفة الغربية وبما يسمح لجيشها بتنفيذ اقتحامات وغارات وقتل في أي وقت يشاء.

وقال مصدر في الفصائل الفلسطينية في مدينة غزة إن «قيادة المقاومة متنبهة لمحاولة إسرائيل خلق واقع جديد في قطاع غزة، لكن قواته لن تهنأ بدقيقة راحة هنا، وهي تواجه مقاومة ضارية ومستمرة ومتواصلة في كل المحاور وفي كل وقت، وتتكبد خسائر كبيرة». وأضاف المصدر: «غزة ستقاومهم حتى النهاية، ولن تستسلم ولن ترفع الراية البيضاء».

البحث عن ضحايا وناجين في الأنقاض في مخيم البريج بقطاع غزة الثلاثاء (أ.ب) وأعلنت «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس» في اليوم الـ39 للحرب، أن مقاتليها قضوا على 9 جنود إسرائيليين بينهم 7 قُتلوا «من مسافة صفر» شمال مدينة غزة، وجنديان «من مسافة صفر» في بيت حانون.

وقالت «القسام»، في سلسلة بيانات، إنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية، ودمرت دبابات وآليات وناقلات جنود، واستهدفت تجمعات للجيش الإسرائيلي بمضادات مختلفة للدروع والأشخاص.

واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل مزيد من جنوده، وقال إن الرقيب روي ماروم والرائد (احتياط) راز أبو العافية قتلا، وأصيب أربعة آخرون، ليرتفع إجمالي قتلى الجنود في العملية البرية شمال غزة إلى 46.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده استولوا على مراكز السيطرة المركزية ورموز الحكم لحركة «حماس» في مدينة غزة، وقتلوا عناصر من «القسام».

وجاء في بيان للجيش: «حتى الآن عثرت قوات الفرقة 162 على ما يزيد على 160 فتحة أنفاق، وهاجمت نحو 2800 بنية تحتية إرهابية وصفّت نحو 1000 من عناصر وقادة منظمة (حماس) الإرهابية. خلال الساعات الأخيرة، تم تحقيق السيطرة العملياتية على مخيم الشاطئ.

في إطار نشاط الفرقة في قطاع غزة، قوات الفرقة 162 توغلت في ممتلكات استراتيجية وحيوية لمنظمة (حماس) الإرهابية، ومن بينها: موقع القوة 17، والمربع الأمني الحمساوي، ومستشفى الرنتيسي الذي استخدمته المنظمة الإرهابية للنشاطات العسكرية واحتجاز المختطفين وموقع بدر»، بحسب ما جاء في الإعلان الإسرائيلي.

قنبلة حرارية خلال سقوطها فوق غزة الثلاثاء (أ.ب) وتحدث البيان أيضاً عن السيطرة على «مقرّ الشرطة الرئيسي، وكلية للهندسة، ومبنى منزل محافظ غزة، ومواقع تدريب ومكاتب أمنية إلى جانب مقر قيادة لواء الوسطى للقسام في مدينة غزة الذي كان يترأسه أيمن نوفل قبل أن يتم اغتياله في وقت مبكر من الحرب». ومع مضي الجيش في الحرب، خرج المزيد من المستشفيات عن الخدمة.

وقال أسامة حمدان، المسؤول في حركة «حماس»، إن القصف والغزو البري الإسرائيليين لقطاع غزة أديا إلى خروج 25 مستشفى من أصل 35 في القطاع المحاصر من الخدمة. ويحاصر الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ويقول إن مركز قيادة «القسام» يقع تحته، ومستشفيات الرنتيسي والعيون والنصر والصحة النفسية والقدس.

ويمنع الجيش أي تحرك من وإلى المستشفيات المحاصرة، وعرض، ليلة الاثنين، فيديو قال إنه لنفق أسفل مستشفى الرنتيسي وكان يستخدم لأغراض عسكرية واحتجاز رهائن، بحسب زعم الناطق باسم الجيش دانييل هغاري، وهي رواية نفتها «حماس» ووزارة الصحة في غزة.

ومع إحكام حصار المستشفيات، اضطر الأطباء في مستشفى الشفاء، الثلاثاء، إلى دفن جثامين عشرات المواطنين في الساحة الخارجية. وقال صحافيون في المكان إن مواطنين وطواقم طبية وإدارية تطوعوا لحفر قبر جماعي في ساحة المجمع، وتمكنوا من دفن نحو 100 من الجثامين.

وثمة اتصالات مكثفة من أجل إخراج المرضى والأطفال من المستشفيات، لكن ذلك يبدو شبه مستحيل.

وبموازاة المعارك البرية، واصلت إسرائيل قصف مناطق مختلفة في قطاع غزة، بما في ذلك منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة الذي يفترض، بحسب الجيش الإسرائيلي، أنه منطقة آمنة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، «ارتفاع عدد الشهداء إلى 11451 شهيداً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، والجرحى إلى نحو 31700 جريح، بينهم 4630 طفلاً، 3130 امرأة، و682 مسناً، فيما بلغ عدد الإصابات نحو 29 ألفاً

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی مدینة غزة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بالتفاصيل.. طيران الاحتلال يشن غارات مكثفة على مناطق بغزة

غزة - الوكالات

شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات ليلية مكثفة على مناطق شرقي مدينة غزة، منها الدرج والتفاح والبلدة القديمة شرقي مدينة غزة، وسُمعت أصوات انفجارات عنيفة هزت مدينة غزة وسمعت أصداؤها في مناطق شمالي ووسط القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي "إن طيران الاحتلال قصف أهدافا تابعة لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وسط قطاع غزة"، حسب زعمه.

وكان جهاز الدفاع المدني في القطاع قد أعلن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي العنيف على مناطق شرقي مدينة غزة.

وأضاف بيان الدفاع المدني أن هناك عشرات الشهداء والجرحى والعالقين في مناطق سكنية في حي الدرج والتفاح والبلدة القديمة نتيجة لقصف الاحتلال الإسرائيلي لتلك المناطق بشكل جنوني.

ومساء الأحد، أصدر الجيش الإسرائيلي، أمرا يجبر فيه السكان والنازحين في مناطق بأحياء التفاح والدرج والبلدة القديمة، شرقي مدينة غزة، على إخلاء تلك المناطق والتوجه إلى ما وصفها بالمآوي المعروفة غربي المدينة.

كما أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أجبر آلاف الفلسطينيين في حييْ التفاح والدرج شرقي مدينة غزة على النزوح سيرا على الأقدام، تحت وطأة القصف المدفعي والغارات الجوية.

وأضاف أن عددا من المدنيين، بينهم أطفال، أصيبوا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة خلال عملية النزوح، مشيرا إلى أن النازحين توجهوا نحو مراكز الإيواء في حي الرمال غربي مدينة غزة.

ويُجري جيش الاحتلال عملية عسكرية في حي الشجاعية، الذي يقع بالقرب من مناطق التفاح والدرج والبلدة القديمة، منذ 27 يونيو/حزيران الماضي، وبدأها بقصف عنيف ومفاجئ استهدف منازل وسكانًا مدنيين، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.

وفي 28 يونيو/حزيران، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عملية برية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، هي الثالثة من نوعها منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واستهدف الجيش تلك المناطق خلال الأيام القليلة الماضية أسفرت عن عشرات الشهداء والمصابين.

ورغم ادّعاء إسرائيل الحرص على سلامة المدنيين وحثهم على إخلاء مواقع معينة، فإن معظم ضحايا هجماتها هم من المدنيين، كما أنها تدّعي وجود مناطق إنسانية، علما أن المنظمات الدولية بما فيها الأممية أكدت مرارا أن لا مكان آمنا في غزة، وأن الضربات قد تصيب أي مكان وفي أي وقت، دون أي اعتبار لوجود مدنيين ولا لوقوع مجازر يذهب ضحيتها أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين.

مقالات مشابهة

  • الدبابات الإسرائيلية تقتحم أحياء مدينة غزة وتطلق نارا كثيفا
  • بالتفاصيل.. طيران الاحتلال يشن غارات مكثفة على مناطق بغزة
  • قوات الاحتلال تتوغل جنوب غزة وتهجر آلاف السكان
  • طيران الاحتلال يشن غارات مكثفة على وسط وشمال غزة
  • غزة - إخلاء مستشفى المعمداني
  • حماس تنتظر الرد الإسرائيلي على اقتراح وقف إطلاق النار
  • حماس: ننتظر الرد الإسرائيلي على اقتراح وقف إطلاق النار
  • الجيش الإسرائيلي: إطلاق حوالي 20 صاروخا من لبنان على شمال إسرائيل
  • الأونروا: جميع سكان غزة تقريبًا باتوا نازحين وسط هجوم إسرائيلي جديد
  • “كلاب وتعذيب”.. تفاصيل مروّعة لمعتقلين داخل سجون إسرائيل