يقف العالم من شرقه إلى غربه على قدمٍ واحدة عندما يبدأ أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خطابه للأمة، بصوته وكوفيته الحمراء إلى أن يختتم خطابه عادةً بعبارته المشهورة "وإنه لجهاد نصر أو استشهاد".

فإذا كنت ممن يتساءلون عن سر عبارة "وإنه لجهاد نصر أو استشهاد"، ولماذا يحرص أبو عبيدة على أن يختم خطابه بهذا الشعار تحديدًا.

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد

هذه العبارة مأخوذة عن الشهيد عز الدين القسام، والتي كان قد أطلقها لدى نضاله من جامع الاستقلال في حيفا منذ عام 1925 حين أعلن أن الإنجليز هم رأس البلاء والداء، ويجب توجيه الإمكانات كلها لحربهم وطردهم من فلسطين، قبل أن يتمكنوا من تحقيق وعدهم لليهود (وعد بلفور). 

حذر عز الدين القسام المصلين في إحدى خطب الجمعة سنة 1927م من التساهل مع الهجرة اليهودية التي تحتل البلاد. وفي مسجد الاستقلال أخذ ينبّه عزة الإيمان في نفوس المسلمين، وأن الولاية والطاعة لا تكونان إلا لحاكم مسلم، فكان يردد دائماً الآية الكريمة: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» ويُسهب في شرح «وأولي الأمر منكم» بأن أولي الأمر هم المسلمون الذين يُقرّون بالتوحيد، أما الإنجليز فلا طاعة لهم على المسلمين، وكان الإنجليز يبثون على لسان القاديانية، ومركزها حيفا، أن الدولة البريطانية وليّةُ أمر المسلمين ولها عليهم حق الطاعة.

وفي سنة 1929م، عُلم أن اليهود يأتمرون للهجوم على جامع الاستقلال، فطلب وجوهُ المسلمين في حيفا من السلطات البريطانية أن ترسل قوة لحراسة المسجد من الهجوم المدبَّر، فثار القسام على هذا الاقتراح، وقال من خطاب ألقاه بهذه المناسبة: «إن جوامعنا يحميها المؤمنون منا، إن دمنا هو الذي يحمي مساجدنا لا دم الآخرين»، ووصف الطلب بالجُبن، وعدّه دليلاً على الخضوع والذل، فكان يرفض أي حوار أو معاهدة مع الإنجليز ويقول: «من جرّب المجرَّب فهو خائن»، ولما دعته السلطات للتحقيق في كلامه لم ينكره، فعندما أُوقف أعلنت المدينة الإضراب، فاضطرت السلطات البريطانية إلى إخراجه من السجن، وتجنبت حكومة الانتداب اعتقاله فيما بعد. 

ويُروى أنه في إحدى خطبه، كان يخبئ سلاحا تحت ثيابه فرفعه وقال: «من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فليقتن مثل هذا»، فأُخذ مباشرة إلى السجن وتظاهر الناس لإخراجه وأضربوا إضراباً عاماً. وهكذا استطاع القسام في العشر سنوات التي أمضاها في جامع الاستقلال أن يجعل الناس مستعدين لتلبية نداء الجهاد، وصارت الكلمات الجهادية من خطبه على لسان الجمهور، ومن ذلك قوله: «المجاهد رائد قومه، والرائد لا يكذب أهله»، وقوله: «الجهاد رفيقه الحرمان»، ويقصد بالحرمان: الصبر على المشقة. وكان شعار القسام وتلاميذه: «هذا جهاد، نصر أو استشهاد».

 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التاريخ التشابه الوصف

إقرأ أيضاً:

مكون الحراك الجنوبي ينعى قائد أركان كتائب القسام الشهيد المجاهد محمد الضيف ورفاقه

يمانيون/ صنعاء عبر مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الموقع على اتفاق السلم والشراكة، عن التعازي والمواساة في استشهاد قائد أركان كتائب القسام محمد الضيف، ورفاقه الشهداء، في ساحات الوغى والجهاد مقبلين غير مدبرين.

وأكد مكون الحراك في بيان له، أن استشهاد قادة المقاومة، مؤشر ودلالة حتمية وقطعية على أنّ روح الجهاد والمقاومة تسكن الشعب الفلسطيني البطل وشعوب الأمة، وأنها لن تخبو أبدا، فالقائد يخلفه قائد، والنصر يصنعه الرجال .

واعتبر البيان دماء شهداء المقاومة والأمة وقود النصر المظفر والمؤزر الذي زلزل وجرف وسيجرف العدو الصهيوني وكيانه المؤقت الزائل ورعاته وشريكه العدو الأمريكي ومن دار في فلكهم، حتى التحرير.

مقالات مشابهة

  • زوجة الضيف تكشف خبايا رجل “الظل” لأول مرة
  • زوجة الضيف تكشف للجزيرة نت خبايا رجل "الظل" لأول مرة
  • قائد الثورة يعزي في استشهاد القائد الكبير محمد الضيف ورفاقه الشهداء
  • زوجة الضيف تكشف خبايا رجل الظل لأول مرة ..تفاصيل
  • من هم قادة القسام في غزة بعد استشهاد الضيف والسنوار.. 3 أسماء في الصدارة
  • كيف علق مفتي سلطنة عمان على استشهاد الضيف وقادة القسام؟
  • حركة حماس: قادة القسام استشهدوا في المعارك وليس اغتيالاً  
  • بيان من حزب الله تعليقا على إعلان حماس عن استشهاد محمد الضيف
  • مكون الحراك الجنوبي ينعى قائد أركان كتائب القسام الشهيد المجاهد محمد الضيف ورفاقه
  • هكذا استقبلت الضفة الغربية إعلان استشهاد الضيف ورفاقه