وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.. من أطلق هذا الشعار لأول مرة؟
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
يقف العالم من شرقه إلى غربه على قدمٍ واحدة عندما يبدأ أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خطابه للأمة، بصوته وكوفيته الحمراء إلى أن يختتم خطابه عادةً بعبارته المشهورة "وإنه لجهاد نصر أو استشهاد".
فإذا كنت ممن يتساءلون عن سر عبارة "وإنه لجهاد نصر أو استشهاد"، ولماذا يحرص أبو عبيدة على أن يختم خطابه بهذا الشعار تحديدًا.
هذه العبارة مأخوذة عن الشهيد عز الدين القسام، والتي كان قد أطلقها لدى نضاله من جامع الاستقلال في حيفا منذ عام 1925 حين أعلن أن الإنجليز هم رأس البلاء والداء، ويجب توجيه الإمكانات كلها لحربهم وطردهم من فلسطين، قبل أن يتمكنوا من تحقيق وعدهم لليهود (وعد بلفور).
حذر عز الدين القسام المصلين في إحدى خطب الجمعة سنة 1927م من التساهل مع الهجرة اليهودية التي تحتل البلاد. وفي مسجد الاستقلال أخذ ينبّه عزة الإيمان في نفوس المسلمين، وأن الولاية والطاعة لا تكونان إلا لحاكم مسلم، فكان يردد دائماً الآية الكريمة: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» ويُسهب في شرح «وأولي الأمر منكم» بأن أولي الأمر هم المسلمون الذين يُقرّون بالتوحيد، أما الإنجليز فلا طاعة لهم على المسلمين، وكان الإنجليز يبثون على لسان القاديانية، ومركزها حيفا، أن الدولة البريطانية وليّةُ أمر المسلمين ولها عليهم حق الطاعة.
وفي سنة 1929م، عُلم أن اليهود يأتمرون للهجوم على جامع الاستقلال، فطلب وجوهُ المسلمين في حيفا من السلطات البريطانية أن ترسل قوة لحراسة المسجد من الهجوم المدبَّر، فثار القسام على هذا الاقتراح، وقال من خطاب ألقاه بهذه المناسبة: «إن جوامعنا يحميها المؤمنون منا، إن دمنا هو الذي يحمي مساجدنا لا دم الآخرين»، ووصف الطلب بالجُبن، وعدّه دليلاً على الخضوع والذل، فكان يرفض أي حوار أو معاهدة مع الإنجليز ويقول: «من جرّب المجرَّب فهو خائن»، ولما دعته السلطات للتحقيق في كلامه لم ينكره، فعندما أُوقف أعلنت المدينة الإضراب، فاضطرت السلطات البريطانية إلى إخراجه من السجن، وتجنبت حكومة الانتداب اعتقاله فيما بعد.
ويُروى أنه في إحدى خطبه، كان يخبئ سلاحا تحت ثيابه فرفعه وقال: «من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فليقتن مثل هذا»، فأُخذ مباشرة إلى السجن وتظاهر الناس لإخراجه وأضربوا إضراباً عاماً. وهكذا استطاع القسام في العشر سنوات التي أمضاها في جامع الاستقلال أن يجعل الناس مستعدين لتلبية نداء الجهاد، وصارت الكلمات الجهادية من خطبه على لسان الجمهور، ومن ذلك قوله: «المجاهد رائد قومه، والرائد لا يكذب أهله»، وقوله: «الجهاد رفيقه الحرمان»، ويقصد بالحرمان: الصبر على المشقة. وكان شعار القسام وتلاميذه: «هذا جهاد، نصر أو استشهاد».
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التاريخ التشابه الوصف
إقرأ أيضاً:
الفئران تغزو مدينة غلاسكو البريطانية وتثير الذعر بين السكان
كشفت تقارير صحفية عن تعرض مدينة بريطانية كبرى لموجة من هجمات الفئران، ما استدعى علاج أكثر من 100 شخص في مستشفيات المدينة، وفقًا لصحيفة ميرور.
وأفادت الأرقام الصادرة عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة بأن سكان مدينة غلاسكو الكبرى وكلايد احتاجوا إلى رعاية طبية بعد إصابتهم بجروح ناجمة عن هجمات الفئران، التي وصفت بأنها تحمل أمراضًا قاتلة محتملة.
الإحصائيات تشير إلى تسجيل 98 حالة تعرض فيها الضحايا لجروح في الذراعين واليدين والأصابع. كما شملت الإصابات جروحًا متعددة في مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك الوجه، والأرجل، والرأس، وأصابع القدم، بالإضافة إلى إصابات في مناطق غير محددة.
وتأتي هذه الأرقام وسط تصاعد المخاوف من انتشار الفئران في المدينة، ما يثير تساؤلات حول الإجراءات الوقائية وتدابير الصحة العامة في مواجهة هذا التهديد.
City plagued by rats that 'could kill' as more than 100 end up in hospital https://t.co/4BB8hwVjy0 pic.twitter.com/63V3lorbh7
— The Mirror (@DailyMirror) December 30, 2024
وأفادت تقارير حديثة بأن أعداد الفئران في مدينة بريطانية كبرى شهدت زيادة مقلقة بنحو 45% خلال السنوات الخمس الماضية، ما تسبب في تفاقم الظروف المعيشية لسكان المدينة.
إعلانوتضاعفت حالات الإصابة بجروح ناجمة عن هجمات الفئران داخل المنازل. وأثار هذا الوضع مخاوف متزايدة بشأن تدهور أوضاع أفقر سكان المدينة الذين يضطرون للعيش في ظروف وصفت بأنها أشبه بالأحياء الفقيرة.
وما يزيد من القلق هو تزايد التقارير الطبية عن الأمراض التي تنقلها هذه الآفات، حيث سجلت حالات لدغات الفئران التي تسببت في تقرحات، والتهابات النسيج الخلوي، والتهاب الأمعاء الناجم عن البكتيريا المعوية.
وقد تكون قاتلة للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن والأطفال. كما تم الإبلاغ عن إصابات أخرى شملت الجهاز التنفسي وأمراضًا مختلفة مرتبطة بانتشار الفئران.
وتستند هذه الأرقام المقلقة إلى بيانات صادرة عن منظمة "غلاسكو لايف". وتأتي هذه المعطيات لتؤكد حجم التحدي الذي تواجهه السلطات في الحد من انتشار هذه الآفات وتأثيرها المتزايد على الصحة العامة.
الفئران ناقلة لأمراض قاتلةتعد الفئران مصدرًا لنقل العديد من الأمراض الخطيرة إلى البشر، سواء من خلال الاتصال المباشر ببولها، وبرازها، ولعابها، أو عبر لدغاتها، أو بشكل غير مباشر عبر البراغيث والقراد التي تحملها.
وتشمل الأمراض التي تنقلها الفئران متلازمة الرئة الفيروسية هانتا (HPS)، وداء البريميات، وحمى لدغات الفئران، والسالمونيلا، والتهاب السحايا اللمفاوي (LCMV)، ما يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة في حال انتشارها.
Mark Smith: Rats on the rise – Glasgow needs a new approach. The statistics have limitations but they are increasing. The council needs to do more with cleansing services and the public throw-away culture has to end. https://t.co/puZ4fZvrvd
— Dave Watson (@UnisonDave) December 30, 2024
وعلى الرغم من ندرة الوفيات الناجمة عن هجمات الفئران، فإن هذه القوارض تمتلك القدرة على إحداث أضرار جسيمة، مثل تلف الكلى أو الكبد، ومشاكل الجهاز التنفسي الحادة، والتهاب السحايا أو الدماغ، وحتى المرض المزمن.
إعلانكما يمكنها نقل أمراض خطيرة بشكل غير مباشر مثل الطاعون، والتيفوس، والتولاريميا، والعدوى بالريكتسية، رغم ندرة هذه الحالات.
كريس ميتشل، منسق تطهير GMB في غلاسكو، أعرب في تصريحات سابقة لبرنامج "غلاسكو لايف" عن خطورة الوضع الذي يواجهه فريقه.
وأوضح "يتعرض أعضائي لهجمات متكررة من الفئران. لقد اضطررت لسحب الطاقم من مناطق في غلاسكو بسبب الخطر الشديد".
وأكد أن "بعض الأعضاء نقلوا إلى المستشفى نتيجة عضات وخدوش. هذه الفئران تحمل أمراضًا مميتة مثل فيروس هانتا والتهاب السحايا".
وأضاف ميتشل: "نحذر العاملين، خاصة الشباب، من ضرورة اتخاذ تدابير وقائية مثل وضع سراويلهم داخل أحذيتهم عند دخولهم حظائر القمامة في الظلام لتجنب العضات".
وندد بتجاهل المجلس المحلي الأمر وتوجيه أصابع الاتهام بدلًا من تحمل المسؤولية، مرجحا ومستنكرا "وقوع حادث مميت قبل أن يتم التعامل بجدية" مع المشكلة.
من جهته، أكد نيل غالاغر، مدير الشؤون الفنية والامتثال في جمعية مكافحة الآفات البريطانية، على أهمية التصدي لهذه الظاهرة.
وقال غالاغر "مكافحة الآفات لا تتعلق فقط بتحسين مستويات المعيشة، بل تضمن أن لكل شخص، بغض النظر عن دخله أو ظروفه، الحق في منزل آمن وصحي".