يمن مونيتور/وحدة الرصد/خاص

يتذكر اليمنيون مسلسل التهجير القسري الذي تعرضوا له على يد جماعة الحوثي المسلحة خلال السنوات الماضية بالتزامن مع جريمة التهجير القسري التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد الالاف من أبناء قطاع غزة.

ويكون التهجير القسري إما مباشرا أي ترحيل السكان من مناطق سكناهم بالقوة، أو غير مباشر، عن طريق دفع الناس إلى الرحيل والهجرة، باستخدام وسائل الضغط والترهيب والاضطهاد.

ويقول نشطاء وحقوقيون إن جماعة الحوثي استخدمت كل الوسائل المباشرة وغير المباشرة ضد اليمنيين لكنها استخدمت وسائل الضغط والترهيب والاضطهاد أكثر من غيرها حتى ونزح على إثر ذلك أكثر من 5 ملايين شخص.

ويعرف القانون الدولي التهجير القسري بأنه إخلاء غير قانوني لمجموعة من الأفراد والسكان من الأرض التي يقيمون عليها، وهو يندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماع مساء الثلاثاء حملة إلكترونية تسلط الضوء على أسوأ جريمة تهجير قامت بها جماعة الحوثي بحق اليمنيين وإجبارهم قسريًا على مغادرة مدنهم وبيوتهم ونهب أموالهم وممتلكاتهم سواء على مستوى النزوح الداخلي أو على مستوى الهجرة الخارجية.

يقول الصحفي أحمد الصباحي إن أكثر من 4 مليون مواطن يمني هجرهم الحوثي من منازلهم وغدر بهم بالقصف على مخيمات النزوح وهذه جريمة حرب لا يمكن نسيانها وسط عملية التهجير والعدوان الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة.

ويفيد الباحث سامي الكاف أن جماعة الحوثي تقدم نفسها بفعل سلوكها العنصري الباطش بحق من يقف في وجه مشروعها التدميري للدولة المدنية في اليمن، أبرز مثال عالمي صارخ لعمليات التهجير والنزوح في المناطق التي تقع تحت سيطرتها؛ والأسوأ من هذه العمليات هو استمرارها رغم أنف المجتمع الدولي، فاليمن وفق تقارير الأمم المتحدة، تعد الدولة الرابعة، التي تضم أكبر عدد من النازحين داخليًا على مستوى العالم.

وأكدت منسقية الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا) أن أكثر من 3 ملايين نازح في اليمن من أصل 4 ملايين بحاجة للمساعدة الإنسانية العاجلة.

ويضيف الكاف أن أحدث البيانات الأممية تبيت أن النساء والأطفال في اليمن (وهم أكثر الفئات تضررًا بالأزمة) يشكلون نسبة 80 في المائة من النازحين داخليًا، الذين يقدر عددهم بنحو 4.5 مليون شخص، يقيم معظمهم في مراكز إيواء بمناطق يمنية عدة؛ حيث فرّوا من جحيم الجماعة الحوثية التي حوّلت البلاد إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

وتؤكد الأمم المتحدة أن الأزمة اليمنية لا تزال واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فهناك نحو 12.6 مليون شخص بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في 2023، ويعاني 80 في المائة من السكان من صعوبة الحصول على الغذاء، ومياه الشرب الآمنة، والخدمات الصحية الكافية.

ويرى الصحفي هائل البكالي أن ميليشيات الحوثي عقب انقلابها وإعلانها الحرب، واجتياح المدن اليمنية، تسببت في نزوح أكثر من 5 ملايين شخص، وخلَّفت أكبر أزمة إنسانية في العالم.

ويذهب إلى أن عمليات التغيير الديموغرافي من خلال التهجير القسري للمعارضين وما تتعرض له منازل وممتلكات المهجرين من تدمير واستيلاء عليها، تعد جرائم حرب وتصنف كجرائم ضد الإنسانية.

وأكد أن أبرز ما أنتجته الحركة الحوثية من أشكال عقابية على المجتمع اليمني الرافض لها، هو خلق مأساة المهجرين ومضاعفة أعداد النازحين، وما يترتب على ذلك من مشكلات اجتماعية ونشوء مظلوميات جديدة والعبث بالتركيبة الديمغرافية وخلق بؤر عنف متصاعدة، ونسف للسلم الأهلي.

ويشير الباحث ثابت الأحمدي إلى أن الميليشيات الإرهابية سعت بكل جهدها لتغيير ديموغرافية صنعاء والمدن التي مارست ضدها الإرهاب عبر محاربة المختلفين معهم دينياً وقمع الحريات وتجنيد الأطفال واعتقال الصحافيين الذين ينتقدونها.

وأوضح أن هناك كماً هائلاً من الأعمال الفنية والثقافية والأنشطة والممارسات الميدانية التي سعت الميليشيات الحوثية إلى تغييرها أو طمس هويتها لتغيير الديموغرافيا في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.

وتساءل: ماهوا الفرق بين ما تمارسه اسرائيل من تهجير للفلسطينيين وبين تهجير الحوثي للمدنيين وحرمانهم من حقوقهم؟

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: التهجير القسري اليمن التهجیر القسری جماعة الحوثی الإنسانیة فی فی الیمن أکثر من

إقرأ أيضاً:

بلقيس فتحي تحتفي بالأغنية اليمنية في يوم عيدها

متابعة بتجــرد: في الموعد المقرر سنويا في الأول من يوليو/تموز أحيا اليمنيون الاثنين “يوم الأغنية اليمنية” وهي المبادرة التي انطلقت قبل أربع سنوات للحفاظ على الهوية الثقافية وإدخال البهجة على بلد يعاني تبعات الحرب منذ نحو عقد من الزمن.

وبدأ الاحتفال بهذه المناسبة منذ الساعات الأولى من يوم الاثنين انطلاقا من منصات التواصل الاجتماعي، حيث شارك الآلاف من هواة الموسيقى مقاطع من أشهر الأغاني التراثية وصور كبار المطربين والملحنين اليمنيين، وصولا إلى الإذاعات والقنوات التلفزيونية المحلية التي أخرجت ما في جعبتها من أعمال فنية ارتبطت بذاكرة المستمع اليمني والعربي.

وشاركت الفنانة اليمنية بلقيس فتحي الاحتفال بـ”يوم الأغنية اليمنية”، حيث قامت  عبر خاصية الستوري على حسابها بإنستغرام بنشر مقطع من أوبريت أغنية “أنا اليماني وهذا زماني” التي أدتها رفقة نخبة من النجوم اليمنيين بينهم الموسيقار أحمد فتحي والنجمة ماريا قحطان وعمار العزكي وعمر ياسين.

وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني لرويترز إن “استمرار احتفاء اليمنيين، بتفاعل، والاهتمام بالأغنية اليمنية للسنة الرابعة في مختلف المناطق والأطياف، دليل أن الأغنية اليمنية وحدت منذ القدم مشاعر اليمنيين”، مضيفا “بينما كانت السياسة تفرق كانت الأغنية تجمع وتوحد”.

ولفت الصحفي والكاتب المهتم بالشأن الفني والثقافي مصطفى راجح لرويترز “لم يحتفي اليمنيون بالغناء كما فعلوا في سنوات الحرب في العشرية الماضية، وجدان الشعب يدرك باللاوعي ما الذي يعبر عنه ويحفظ له تماسكه في زمن الخراب واللحظات القاسية”.

وتابع راجح “يتعرف اليمنيون على أنفسهم بالاستماع لنغمات لحنية أنتجتها أجيال من الفنانين عبر تاريخ اليمن المديد. عرف اليمنيون فن الغناء منذ قديم الزمان، وكانت هذه الألحان التراثية الغنية تعبير عن هويتهم الوطنية، تعبير عن الذات اليمنية”.

عدت منظمة اليونسكو الغناء الصنعاني من التراث الثقافي اللامادي للإنسانية الذي ينبغي المحافظة عليه وصيانته وتعود أقدم الأغاني الصنعانية في قائمة اليونسكو للقرن الرابع عشر الميلادي. وهناك الغناء الحضرمي والعدني واللحجي.

وتتمتع الأغنية اليمنية بخصوصية شعرية ولحنية إيقاعية عززت من حضور أصواتها المتميزة في مختلف ألوانها مثل الصنعاني والحضرمي والتهامي والتعزي والعدني واللحجي وغيرها، ما جعل مجموعة من الشباب اليمنيين من فنانين وشعراء وأدباء يقررون تخصيص 1 من شهر يوليو/تموز هو يوم الأغنية اليمنية.

ويرى باحثون أن جميع هذه الألوان انبثقت من نبع واحد إلا أن تنوع الإيقاعات من منطقة إلى أخرى أفرز تنوعا لونيا في اللحن والأداء، وهو ما انعكس تنوعا في الرقصات، إذ لكل منطقة إيقاعاتها ورقصاتها وأغانيها.

وتتعدد اللهجات المحلية وتختلف الإيقاعات والنغمات والرقصات الشعبية من منطقة لأخرى في اليمن الذي استطاع على مدى العقود الماضية أن يقدم للساحة الغنائية العربية عشرات المطربين والمطربات البارزين أمثال محمد مرشد ناجي ومحمد سعد عبدالله وأيوب طارش وفيصل علوي وأمل كعدل وأحمد فتحي.

main 2024-07-04 Bitajarod

مقالات مشابهة

  • استمرار إغلاق مركز رياضي كلف 4 ملايير بالحسيمة
  • الأمم المتحدة: التهجير القسري أجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح مجدداً من خان يونس
  • الأمم المتحدة: التهجير القسري أجبر آلاف الفلسطينيين على مغادرة خان يونس
  • الاتحاد الأوروبي: الإخلاء القسري في قطاع غزة يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي
  • «كجوك»: نستهدف خلق مساحات مالية أكبر للتخفيف عن المواطنين
  • كابوس النزوح القسري يلاحق العائلات في خانيونس.. أوامر إخلاء جديدة (شاهد)
  • كابوس النزوح القسري يلاحق العائلات في خان يونس.. أوامر إخلاء جديدة (شاهد)
  • بلقيس فتحي تحتفي بالأغنية اليمنية في يوم عيدها
  • أكثر من 50 وفاة بسبب الحر الشديد في باكستان
  • باكستان.. موجة حر شديدة تودي بحياة أكثر من 50 قتيلا في كراتشي