موقع 24:
2024-11-27@08:21:57 GMT

تسوية "غزة أولاً".. ثم المنطقة

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

تسوية 'غزة أولاً'.. ثم المنطقة

استبق ياسر عرفات، إشهار "اتفاق غزة-أريحا"، ثم التوقيع عليه في القاهرة (4-5-1994)، فراح يمهد الطريق له بإطلاق عبارة "أريحا أولاً".

سبب ذلك أن أحاديث وراء الكواليس، التي سبقت التوصل لاتفاق أوسلو (13-9-1993)، كانت تدور حول اقتصار تطبيق الحكم الذاتي على منطقة أريحا، بقصد ملاحظة هل سيتمكن أبو عمار من إحكام قبضة سلطته في تلك المنطقة أولاً، قبل الإقدام على توسيع دائرة نفوذها لتشمل قطاع غزة، ثم باقي مناطق الضفة الغربية.

مبتسماً، كان أبو عمار، سيد التكتيك الفلسطيني بلا منازع، يردد أمام كاميرات الإعلام ما مضمونه أن الرجل أقام دولة في منطقة الفاكهاني ببيروت، فما المانع أن يُجرَّب أسلوبه في أريحا أولاً.

قياساً على مقولة "أريحا أولاً"، ربما يمكن القول إن تسوية قطاع غزة، بذريعة الرد على "طوفان الأقصى"، صارت المبرر القابل لأن يُسوَّق للعواصم المتحالفة مع تل أبيب أولاً، وللرأي العام العالمي ثانياً.. المقصود بالتسوية هنا هو تسوية مدن القطاع بالتراب تماماً، بمعنى "FLATTENING IT"، حتى تصبح صعيداً جُرُزاً، ثم تُقطع أوصالها فتمسي جُزراً متناثرة.

التعبير ليس من عندي، بل ردده غير مراقب ومتابع عن كثب لما وقع في القطاع من قصف ممنهج، وتدمير متواصل للمباني والأبراج. من هؤلاء، مثلاً، الصحافي والكاتب الأميركي كريس هيدجز، الذي نشر في الثالث من الشهر الحالي تقريراً تضمن ما خلاصته التالي: "عندما يقول غلاة المتطرفين الصهاينة إنهم يريدون مسح غزة عن سطح الأرض صدقوهم".. وهناك أيضاً جوديث بتلر، اليهودية الأمريكية، التي تُعد بين أبرز الفلاسفة المعاصرين، والتي حذرت في مقابلة مع "ديموكراسي ناو" من وجود "مخططات تهجير إسرائيلية للسكان ومسح غزة بأكملها"، وفقاً لما أورد موقع بي بي سي العربي.

حسناً، إذا تحقق ما سبق، عندئذ يمكن تصوّر أن يتوقف إطلاق النار، ويصمت دوي المدافع، ثم تُشرع النوافذ، وتُمهد الطريق، فتفتح الأبواب على مصاريعها لكي تولد تسوية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ومعه العربي طبعاً.. تسوية من نوع التسويات السياسية الحاسم بشكل نهائي -كما في المصطلح الغربي "Once And For All"، على غرار اتفاق وقف الحرب العالمية الأولى (11-11-1918)، المحتفى به يوم الأحد الماضي.

الأرجح أن تسوية كهذه لن يقف أمامها عائق يمكنه إحباطها، وسوف تسمح بإعادة رسم خرائط منطقة شرق أوسط جديدة، كما تراها أطراف دولية تقبض على مفاتيح اتخاذ القرار الدولي.. بالطبع، كي يكتمل المشهد لحظة العرض أمام الجماهير، سوف تؤخذ في الاعتبار بضع نقاط قيل إنها "شروط" بعض الأطراف لإتمام الصفقة، فيما يدرك كثيرون أنها فقط تريد إنقاذ ماء الوجه.. ساعتها، سوف تُطلق إشارات الانطلاق في إعادة إعمار قطاع غزة، ويبدأ إنفاق مليارات، كي تنهض العمارات، من جديد، وتخضر الحدائق، كما لو أنها لم تُحرق أساساً.

واضح أن مخططاً ما سبق الذي وقع مساء السابع من الشهر الماضي.. والأرجح أن خللاً ما أوقع ارتباكاً في التفاصيل والعواقب.. سوف يمضي وقت طويل جداً قبل أن تتضح حقائق كاشفة لأسرار مخيفة لم تزل وراء الستار.. يبقى القول إن مفاجأة التعديل الوزاري في حكومة ريشي سوناك الإثنين الماضي، ليست بعيدة كثيراً عن هذا السياق.. المفاجأة الكبرى هي تعيين ديفيد كاميرون في موقع وزير الخارجية.. صحيح أن قبول رئيس وزراء سابق منصب وزير في حكومة لاحقة ليس غريباً على الديمقراطيات الغربية عموماً، لكن تسلم كاميرون حقيبة الخارجية تحديداً، وهو الخبير في المنطقة العربية عموماً، وفي هذه المرحلة غير العادية إطلاقاً، ينبئ بأكثر من تطور مهم مقبل.. عما قريب يتضح الجواب عن أكثر من سؤال، أو الأصح أن هذا هو الذي نأمل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: الخيارات العسكرية تثبت فشلها ولا تحقق السلام والاستقرار في المنطقة

أكد بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية، أن الخيارات العسكرية تثبت فشلها ولا تحقق السلام والاستقرار في المنطقة ونؤكد أنه لا غنى عن الحلول الدبلوماسية، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

 

وتابع “عبدالعاطي” أنه  يجب معالجة جذور عدم الاستقرار في المنطقة عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وأضاف :""نرفض بشكل كامل تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم"

وأوضح عبدالعاطي:"أؤكد ضرورة تمكين السلطة الفلسطينية لاستعادة وضعها في قطاع غزة لا سيما فيما يتعلق بالأنشطة الإنسانية".

وتابع :"نحذر من أي مساع لفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية".

مقالات مشابهة

  • وزير النقل والخدمات اللوجستية: منطقة تبوك تشهد أرقامًا متصاعدة
  • الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليها
  • وزير الخارجية: الخيارات العسكرية تثبت فشلها ولا تحقق السلام والاستقرار في المنطقة
  • أمير منطقة تبوك وبحضور وزير النقل يدشن مشروعات جديدة للنقل بالمنطقة
  • أمير الرياض يطلع على جهود إدارة تعليم المنطقة في تنفيذ مشروع التحول والحوكمة
  • أمير القصيم يُدشّن مشروع زراعة أشجار العود والصندل في المنطقة
  • خبير أثري: رئيس الوزراء وجه باستكمال أعمال تطوير منطقة المتحف الكبير
  • لليوم الثاني.. منطقة بورسعيد الأزهرية تستقبل المتقدمين للعمل بالحصة
  • أمير الباحة يستقبل مدير شركة الاتصالات السعودية بالمنطقة
  • أنسنة المنطقة المركزية بـ “تبوك”.. استثمار في جودة الحياة وخدمة الإنسان