مأرب برس:
2025-04-02@10:44:44 GMT

حرب باردة بين سوريا وإسرائيل على نار هادئة

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

حرب باردة بين سوريا وإسرائيل على نار هادئة

 

على نحو مألوف لم يعد يترقب الشارع الشعبي والسياسي في سوريا أية خطوات رادعة رداً على هجمات إسرائيلية متكررة على مواقع جنوب البلاد ولو بالمدى المنظور، خصوصاً مع تصاعد سلسلة من الغارات المتتالية على المطارات المدنية في دمشق وحلب منذ أكثر من شهر تزامناً مع هجوم "حماس" أخيراً.

وتعيش الجبهة الجنوبية السورية اليوم حالة من التوتر والتصعيد المتزايدين مع استمرار وصول جماعات تتبع لمحور المقاومة المدعومة من إيران، وتواظب على تحويل الحدود مع إسرائيل إلى منصة لإطلاق صواريخ على مواقع ومقرات معادية لها.

حرب الساحات المفتوحة هو العنوان العريض للجبهة السورية- الإسرائيلية حالياً، ومهما بدت وكأنها هدفاً مرحلياً فإنها تتزامن مع زج "حزب الله" كل إمكاناته لتشتيت قدرات تل أبيب لكن مع الوقت يبدو أن هذه الساحات من اليمن ولبنان وسوريا تتجه إلى إطالة أمد الحرب مع استحالة حسمها بعملية كبيرة، إذ قد يكون السبب عدم اكتمال عوامل نجاح عملية الحسم، بخاصة أن تل أبيب تدرس منذ زمن طريقة تفكير "محور الممانعة" وحربه التكتيكية.

ولهذا يمكن القول إن "محور المقاومة" سعى ويسعى إلى تغيير من طريقة تحركه واستخدام تكتيك جديد في حرب اليوم. وفي المقابل فإن التعويل على دخول دمشق الحرب، وفتح جبهتها هو خيار يتلاشى مع الوقت.

ببساطة فإن الجبهة السورية شديدة التعقيد وبمرور الوقت يتأكد محدودية توسيع الحرب في مناطقها، واقتصارها على مناوشات بالقذائف والطائرات المسيرة كرسائل (تنفيس) لما يحدث في غزة، وليس أكثر من ذلك، أي أن الضربات المتبادلة لم تفض إلى تحقيق هدف صعب، أو توقع خسائر بشرية أو مادية، لأنها ليست كمثيلتها في الجنوب اللبناني حيث تندلع معارك ضارية ما تلبث أن تهدأ، وكأن قادة الميدان لا يردونها حرباً واسعة.

في المقابل ولغاية 12 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري قصفت إسرائيل الأراضي السورية 19 مرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعدت مصادر ميدانية القصف الأخير هو الأعنف مستهدفة مجموعة تتبع لمحور المقاومة بالقرب من الحدود السورية رداً على إطلاقها طائرات مسيرة قصفت في منطقة إيلات جنوب إسرائيل مستهدفة مدرسة بحسب وسائل إعلام في تل أبيب، قابلها الجيش الإسرائيلي باستهدافه "منظمة" من دون أن يسمها أو يسمي الموقع.

البارود البارد في غضون تلك التطورات المتسارعة تستيقظ الجبهة السورية مجدداً بعد فترة من الحرب الباردة منذ عام 1973 ذكرى خمسينية حرب أكتوبر (تشرين الأول)، حين تمكن الجيشان السوري والمصري من تنفيذ هجوم متزامن استعادت فيه دمشق مدينة القنيطرة التي سيطرت عليها تل أبيب في حرب عام 1967 وما زالت تسيطر على مرتفعات في الجولان، وحولتها مع الزمن إلى أراض لها وسط استنكار عربي ودولي.

ومنذ ذلك عاشت الجبهة السورية- الإسرائيلية حالة ترقب من دون حدوث أي خرق لافت أو مؤثر على خطوط التماس والاشتباك، ووسط وجود قوات أممية لفض الاشتباك منذ حرب 1973، إذ نشرت نقاط لأصحاب القبعات الزرقاء لضمان سلامة تطبيق وقف إطلاق النار لكن ذلك لم يكن يمنع القوات الإسرائيلية من التقدم بجرافات وآليات أو بشن غارات بعدد من المناطق الحدودية بذرائع مختلفة ولكنها تصب بهدف واحد ضرب مواقع للمقاومة.

واستخدمت تل أبيب سلاحها الجوي لتنفيذ ضربات جوية كان أبرزها هجوم 31 يناير (كانون الثاني) عام 2013 حين استهدفت مركبة في منطقة جمرايا شمال غربي العاصمة دمشق كانت تتموضع أمام مركز للبحوث العلمية قالت إنها تحمل أسلحة متطورة ومضادة للطائرات إضافة إلى ضربة ثانية في منطقة دمر استهدفت مركز بحوث وسبقها عملية تدمير ادعت تل أبيب أنه مفاعل نووي غير مكتمل في دير الزور في السادس من سبتمبر (أيلول) عام 2007 وسمت الضربة بعملية البستان. ساحة الحرب ولعل ابتعاد العاصمة السورية عن مجريات "هجوم حماس" أو حرب الساحات، يأتي من يقين ودراسة أن التوقيت الصعب لا سيما انعكاسات ذلك على الجوانب العسكرية والاقتصادية، فعلى رغم الاستقرار النسبي الذي تعيشه عدة مدن سورية لكن النزاع المسلح الدائر منذ عام 2011 ما زال مستمراً وسط مستنقع الدم، وأنين البطون الخاوية نتيجة الحصار، وهذا ما يعطي استحالة التفكير بدخول أتون معركة جديدة.

وفي حين يتفهم أطراف "محور المقاومة" ظروف سوريا فإن حركة فصائل المقاومة على الحدود هي الأقرب، ولهذا يمكن ملاحظة عدم ذكر سوريا في خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصرالله لعدم إحراج دمشق، بينما تتواصل المناكفات الحدودية بدفع من "فصائل الممانعة" وإن كانت تتحرك منفردة لشن هجمات من أراضيها، واستدعاء الآلاف من المقاتلين من دير الزور شرق سوريا ومن البوكمال والميادين الحدوديتين مع دولة العراق للوصول إلى المواقع الجنوبية، في المقابل اعتبر الجيش الإسرائيلي أن دمشق مسؤولة عن أراضيها وما يصدر عنها من هجمات ولن يتوان بالرد مباشرة.

من الصعب معرفة ما يمكن أن تؤول إليه الجبهة السورية الجنوبية في حال تطور المشهد لمزيد من التصعيد من قبل الجماعات المقاتلة خارج منظومة الجيش النظامي، فعلى رغم أنها مجموعات قتالية جاءت لمناصرة دمشق في حربها الداخلية لكن أوساطاً سياسية لا تخفي قلقها من تطور المشهد لمزيد من التصعيد في هذا الوقت الحرج حيث الشمال بشطريه الغربي والشرقي يعيش على صفيح ساخن وما زال خطر تنظيم "داعش" الإرهابي قائماً ولعل آخر هجماته سقوط ما يزيد على 30 شخصاً في البادية.

في التوقيت الصعب ولعل الابتعاد عن فتح ساحة حرب جديدة إضافة للحرب الداخلية ليس العامل المرجح والوحيد للانضمام للمعركة، بل إن دمشق عليها اختيار توقيت حربها مع العدو، وألا تنجر إلى معركة اختارتها حركة "حماس" الفلسطينية، وهذه الرؤية التي يرجح مراقبون أنها جاءت بعد عقد من القطيعة بين العاصمة السورية و"حماس".

وكانت الأخيرة تدرب قوات المعارضة السورية على نصب الأكمنة وحفر الأنفاق لاستهداف الجيش النظامي، بالتالي من الصعب عودة الثقة والتعاون كما في السابق.

ويفسر الشارع السياسي السوري ما حدث من عودة المياه إلى مجاريها في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) عام 2022 جاء خلال زيارة لوفد من أحزاب فلسطينية إلى العاصمة السورية، وهذا يعطي الاعتقاد الأقرب إلى أنه مسعى من حركة المقاومة بتصفير المشكلات مع دولة طالما كانت داعمة لها قبل النزاع الأهلي الأخير، إذ افتتحت لها مكاتب سياسية وحظيت بحضور طاغٍ ولا سيما في مخيمات الفلسطينيين في حلب ودمشق (النيرب واليرموك)، وسط ترجيحات بدور روسي بالتقارب الذي جاء بعد زيارة لمسؤولين كبار من "حماس" إلى موسكو.

ببساطة فكرة دخول دمشق الحرب وجهاً لوجه أمام تل أبيب تتزايد إلا في حالة واحدة تتلخص في ملاحظة انخفاض عدد الهجمات من الجبهة السورية عن مثيلتها اللبنانية، فضلاً عن أن الضربات الصاروخية تحمل معها رمزية المشاركة وحسب، على رغم ما يشهده الشرق السوري من حرب ضروس مع القواعد الأميركية، وكل ذلك يحدث بالتوازي مع تربص حاملة الطائرات الأميركية والبوارج في البحر المتوسط تحسباً لأي تصعيد خطير، وبات يسود في الشارع الشعبي أمام ظروفهم الصعبة "لا مصلحة لأحد بدخول الحرب".

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

حماس: المقاومة وسلاحها مسألة وجودية.. ونتنياهو يقود المنطقة للدمار

أكد القيادي في حركة حماس باسم نعيم، أنه على الرغم مما قدمته حركة حماس من مرونة في الرد على مقترح الوسطاء في إطار المسؤولية الوطنية بهدف وقف الحرب؛ إلا أن نتنياهو أعلن اليوم وبكل صلافة، أنه لا ينوي وقف الحرب، ولا زالت تراوده أحلام فاشية تجاه شعب فلسطين، وفي مقدمتها مشروع التهجير، والقضاء على المقاومة ونزع سلاحها.

وقال نعيم، في تصريحات له: “نؤكد أن الحركة ما زالت متمسكة بالاتفاق الموقع في 19 يناير الماضي، والعرض الأخير الذي قدمه الوسطاء لتجاوز الأزمة”.

وأضاف: "ما فشل نتنياهو وحكومته في إنجازه على مدار شهور بكامل قوته العسكرية مدعوماً من الغرب وحكوماته؛ لن يتمكن من تحقيقه مهما تلاعب في ملف المفاوضات (على حساب أسراه) أو بالقوة الغاشمة، لأن بقاء شعبنا في أرضه ليس خطاً أحمر بل هو مسألة حياة أو موت.

وتابع: المقاومة وسلاحها بالنسبة لنا كشعب تحت الاحتلال، مسألة وجودية، لا سيما مع عدو لا يفهم إلا هذه اللغة.

وأردف: سيفشل نتنياهو وحكومته، ولكنه سيقود المنطقة كلها للدمار.

واستطرد: نتوقع من الوسطاء الضغط على العدو؛ للالتزام بالاتفاق، وعلى الولايات المتحدة أن ترفع الغطاء عن هذا العدوان؛ إذا كانوا معنيين بالاستقرار والهدوء في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • تركيا و«إسرائيل» وسوريا واليمن وتداعيات الحرب
  • اتفاق بين دمشق وقسد لإدارة حيين كورديين في ثاني أكبر مدن سوريا.. صور
  • الدويري: غزة تمر بأصعب أوقاتها منذ بدء الحرب وهذه هي الأسباب
  • الرئاسة السورية تنشر صورا لأحمد الشرع وزوجته لطيفة الدروبي مع أبناء الشهداء في العيد
  • هل باتت القدس أبعد؟
  • العيد في سوريا.. بين ذاكرة الحرب وفرحة التحرير
  • إعلام إسرائيلي: تل أبيب تشترط لإنهاء الحرب وتقدم مقترحا جديدا
  • مصدر إسرائيلي: سنتفاوض حول وقف الحرب إذا وافقت حماس على مسار ويتكوف
  • حماس: المقاومة وسلاحها مسألة وجودية.. ونتنياهو يقود المنطقة للدمار
  • السيرة الذاتية للتشكيلة الوزارية في الحكومة السورية الجديدة