مأرب برس:
2024-11-22@14:21:53 GMT

حرب باردة بين سوريا وإسرائيل على نار هادئة

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

حرب باردة بين سوريا وإسرائيل على نار هادئة

 

على نحو مألوف لم يعد يترقب الشارع الشعبي والسياسي في سوريا أية خطوات رادعة رداً على هجمات إسرائيلية متكررة على مواقع جنوب البلاد ولو بالمدى المنظور، خصوصاً مع تصاعد سلسلة من الغارات المتتالية على المطارات المدنية في دمشق وحلب منذ أكثر من شهر تزامناً مع هجوم "حماس" أخيراً.

وتعيش الجبهة الجنوبية السورية اليوم حالة من التوتر والتصعيد المتزايدين مع استمرار وصول جماعات تتبع لمحور المقاومة المدعومة من إيران، وتواظب على تحويل الحدود مع إسرائيل إلى منصة لإطلاق صواريخ على مواقع ومقرات معادية لها.

حرب الساحات المفتوحة هو العنوان العريض للجبهة السورية- الإسرائيلية حالياً، ومهما بدت وكأنها هدفاً مرحلياً فإنها تتزامن مع زج "حزب الله" كل إمكاناته لتشتيت قدرات تل أبيب لكن مع الوقت يبدو أن هذه الساحات من اليمن ولبنان وسوريا تتجه إلى إطالة أمد الحرب مع استحالة حسمها بعملية كبيرة، إذ قد يكون السبب عدم اكتمال عوامل نجاح عملية الحسم، بخاصة أن تل أبيب تدرس منذ زمن طريقة تفكير "محور الممانعة" وحربه التكتيكية.

ولهذا يمكن القول إن "محور المقاومة" سعى ويسعى إلى تغيير من طريقة تحركه واستخدام تكتيك جديد في حرب اليوم. وفي المقابل فإن التعويل على دخول دمشق الحرب، وفتح جبهتها هو خيار يتلاشى مع الوقت.

ببساطة فإن الجبهة السورية شديدة التعقيد وبمرور الوقت يتأكد محدودية توسيع الحرب في مناطقها، واقتصارها على مناوشات بالقذائف والطائرات المسيرة كرسائل (تنفيس) لما يحدث في غزة، وليس أكثر من ذلك، أي أن الضربات المتبادلة لم تفض إلى تحقيق هدف صعب، أو توقع خسائر بشرية أو مادية، لأنها ليست كمثيلتها في الجنوب اللبناني حيث تندلع معارك ضارية ما تلبث أن تهدأ، وكأن قادة الميدان لا يردونها حرباً واسعة.

في المقابل ولغاية 12 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري قصفت إسرائيل الأراضي السورية 19 مرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعدت مصادر ميدانية القصف الأخير هو الأعنف مستهدفة مجموعة تتبع لمحور المقاومة بالقرب من الحدود السورية رداً على إطلاقها طائرات مسيرة قصفت في منطقة إيلات جنوب إسرائيل مستهدفة مدرسة بحسب وسائل إعلام في تل أبيب، قابلها الجيش الإسرائيلي باستهدافه "منظمة" من دون أن يسمها أو يسمي الموقع.

البارود البارد في غضون تلك التطورات المتسارعة تستيقظ الجبهة السورية مجدداً بعد فترة من الحرب الباردة منذ عام 1973 ذكرى خمسينية حرب أكتوبر (تشرين الأول)، حين تمكن الجيشان السوري والمصري من تنفيذ هجوم متزامن استعادت فيه دمشق مدينة القنيطرة التي سيطرت عليها تل أبيب في حرب عام 1967 وما زالت تسيطر على مرتفعات في الجولان، وحولتها مع الزمن إلى أراض لها وسط استنكار عربي ودولي.

ومنذ ذلك عاشت الجبهة السورية- الإسرائيلية حالة ترقب من دون حدوث أي خرق لافت أو مؤثر على خطوط التماس والاشتباك، ووسط وجود قوات أممية لفض الاشتباك منذ حرب 1973، إذ نشرت نقاط لأصحاب القبعات الزرقاء لضمان سلامة تطبيق وقف إطلاق النار لكن ذلك لم يكن يمنع القوات الإسرائيلية من التقدم بجرافات وآليات أو بشن غارات بعدد من المناطق الحدودية بذرائع مختلفة ولكنها تصب بهدف واحد ضرب مواقع للمقاومة.

واستخدمت تل أبيب سلاحها الجوي لتنفيذ ضربات جوية كان أبرزها هجوم 31 يناير (كانون الثاني) عام 2013 حين استهدفت مركبة في منطقة جمرايا شمال غربي العاصمة دمشق كانت تتموضع أمام مركز للبحوث العلمية قالت إنها تحمل أسلحة متطورة ومضادة للطائرات إضافة إلى ضربة ثانية في منطقة دمر استهدفت مركز بحوث وسبقها عملية تدمير ادعت تل أبيب أنه مفاعل نووي غير مكتمل في دير الزور في السادس من سبتمبر (أيلول) عام 2007 وسمت الضربة بعملية البستان. ساحة الحرب ولعل ابتعاد العاصمة السورية عن مجريات "هجوم حماس" أو حرب الساحات، يأتي من يقين ودراسة أن التوقيت الصعب لا سيما انعكاسات ذلك على الجوانب العسكرية والاقتصادية، فعلى رغم الاستقرار النسبي الذي تعيشه عدة مدن سورية لكن النزاع المسلح الدائر منذ عام 2011 ما زال مستمراً وسط مستنقع الدم، وأنين البطون الخاوية نتيجة الحصار، وهذا ما يعطي استحالة التفكير بدخول أتون معركة جديدة.

وفي حين يتفهم أطراف "محور المقاومة" ظروف سوريا فإن حركة فصائل المقاومة على الحدود هي الأقرب، ولهذا يمكن ملاحظة عدم ذكر سوريا في خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصرالله لعدم إحراج دمشق، بينما تتواصل المناكفات الحدودية بدفع من "فصائل الممانعة" وإن كانت تتحرك منفردة لشن هجمات من أراضيها، واستدعاء الآلاف من المقاتلين من دير الزور شرق سوريا ومن البوكمال والميادين الحدوديتين مع دولة العراق للوصول إلى المواقع الجنوبية، في المقابل اعتبر الجيش الإسرائيلي أن دمشق مسؤولة عن أراضيها وما يصدر عنها من هجمات ولن يتوان بالرد مباشرة.

من الصعب معرفة ما يمكن أن تؤول إليه الجبهة السورية الجنوبية في حال تطور المشهد لمزيد من التصعيد من قبل الجماعات المقاتلة خارج منظومة الجيش النظامي، فعلى رغم أنها مجموعات قتالية جاءت لمناصرة دمشق في حربها الداخلية لكن أوساطاً سياسية لا تخفي قلقها من تطور المشهد لمزيد من التصعيد في هذا الوقت الحرج حيث الشمال بشطريه الغربي والشرقي يعيش على صفيح ساخن وما زال خطر تنظيم "داعش" الإرهابي قائماً ولعل آخر هجماته سقوط ما يزيد على 30 شخصاً في البادية.

في التوقيت الصعب ولعل الابتعاد عن فتح ساحة حرب جديدة إضافة للحرب الداخلية ليس العامل المرجح والوحيد للانضمام للمعركة، بل إن دمشق عليها اختيار توقيت حربها مع العدو، وألا تنجر إلى معركة اختارتها حركة "حماس" الفلسطينية، وهذه الرؤية التي يرجح مراقبون أنها جاءت بعد عقد من القطيعة بين العاصمة السورية و"حماس".

وكانت الأخيرة تدرب قوات المعارضة السورية على نصب الأكمنة وحفر الأنفاق لاستهداف الجيش النظامي، بالتالي من الصعب عودة الثقة والتعاون كما في السابق.

ويفسر الشارع السياسي السوري ما حدث من عودة المياه إلى مجاريها في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) عام 2022 جاء خلال زيارة لوفد من أحزاب فلسطينية إلى العاصمة السورية، وهذا يعطي الاعتقاد الأقرب إلى أنه مسعى من حركة المقاومة بتصفير المشكلات مع دولة طالما كانت داعمة لها قبل النزاع الأهلي الأخير، إذ افتتحت لها مكاتب سياسية وحظيت بحضور طاغٍ ولا سيما في مخيمات الفلسطينيين في حلب ودمشق (النيرب واليرموك)، وسط ترجيحات بدور روسي بالتقارب الذي جاء بعد زيارة لمسؤولين كبار من "حماس" إلى موسكو.

ببساطة فكرة دخول دمشق الحرب وجهاً لوجه أمام تل أبيب تتزايد إلا في حالة واحدة تتلخص في ملاحظة انخفاض عدد الهجمات من الجبهة السورية عن مثيلتها اللبنانية، فضلاً عن أن الضربات الصاروخية تحمل معها رمزية المشاركة وحسب، على رغم ما يشهده الشرق السوري من حرب ضروس مع القواعد الأميركية، وكل ذلك يحدث بالتوازي مع تربص حاملة الطائرات الأميركية والبوارج في البحر المتوسط تحسباً لأي تصعيد خطير، وبات يسود في الشارع الشعبي أمام ظروفهم الصعبة "لا مصلحة لأحد بدخول الحرب".

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

ستدخلون عاموديا وتخرجون أفقيا .. حزب الله يكشف تفاصيل كمين جولاني وقصف تل أبيب

سرايا - أصدرت غرفة عمليات "المقاومة الإسلاميّة" في لبنان، مساء يوم الثلاثاء بيانا، حول التطورات الميدانية في معركة "أولو البأس". وأكد حزب الله أن المقاومة تواصل تصديها للعدوان الإسرائيلي على لبنان وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة في عدته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المواجهة، عند الحافة الأماميّة وصولا إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المُحتلة.

وأفاد في بيانه بأن عملية حيفا الصاروخية النوعية تأتي في سياق الوعد الذي أعلنته غرفة عمليات المقاومة الإسلامية بتزخيم ورفع وتيرة سلسلة عمليات خيبر النوعية، كما تأتي في سياق دحض مزاعم وادعاءات قادة إسرائيل عن تدمير القوة الصاروخية للمقاومة.


وأوضح أن المقاومة ومن خلال هذه العملية تؤكد أنها لا تزال تمتلك القدرة على استهداف قواعد العدو العسكرية بمختلف أنواعها بوقت واحد ومتزامن، وبصليات كبيرة من الصواريخ النوعية التي أمطرت مدينة حيفا.

وذكر الحزب أن عملية حيفا النوعيّة حققت أهدافها بدقة ووصلت صواريخ المقاومة إلى القواعد العسكرية الخمسة التي أعلن عنها وأدخلت العملية أكثر من 300000 مستوطن إلى الملاجئ.

وأفاد بأن المستوطنين يدفعون ثمن انتشار القواعد التابعة للجيش الإسرائيلي داخل المستوطنات والمدن وقرب المصالح التجارية والاقتصادية.

وبين أن المقاومة أعدت العدة لضمان قدرتها وجاهزيتها لتنفيذ هذا النوع من العمليات في حيفا، وحتى ما بعد بعد حيفا، ولمدى زمني لا تتوقعه تل أبيب.

وقال حزب الله اللبناني إن حصيلة الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي منذ إعلانه عن بدء "المرحلة الثانية" من العملية البرية في جنوب لبنان في 12 نوفمبر 2024 تجاوزت الـ18 قتيلا و32 جريحا (إصابات بعضهم حرجة)، بالإضافة إلى تدمير 5 دبابات ميركافا وجرافة عسكرية.

وأضاف أن الحصيلة التراكمية للخسائر منذ 1 أكتوبر 2024 وحتى الـ19 من نوفمبر بلغت 110 قتلى وأكثر من 1050 جريحا بين ضباط وجنود.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1001  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 19-11-2024 11:47 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
بسبب مرض نادر .. بريطانية تعزل نفسها لعامين فاتورة باهظة لمطعم الشيف بوراك في مصر تثير ضجة: هذه حقيقتها موظفة سابقة في "ديور" و"لوبوتان" تسرق بضائع بقيمة تتجاوز 1.5 مليون يورو رغم إيقاف تشغيلها .. 4 أجهزة تستمر في استهلاك الكهرباء دون أن تشعر لبنان وحزب الله يوافقان على المقترح الأميركي لوقف... الحكومة تعفي المركبات المنتهي ترخيصها لأكثر من عام... لطفي الزعبي يوجه انتقادًا لاذعًا لفئة من الجماهير... مطالب للنائب "اندريه" بالاعتذار بعد وصفه... بوتين يوقع على مرسوم لتوسيع إمكانية اللجوء إلى... الخارجية القطرية: قادة حماس غير موجودين بالدوحة بيونغ يانغ تحذر من رد انتقامي على اتفاق قمة سيول...بوتين يرسم "الخط الأحمر" لأميركا .....بعد الضوء الأخضر الأميركي .. أوكرانيا تنفذ أول...بوتين يوقع على مرسوم لتوسيع إمكانية اللجوء إلى...إصابة 7 أشخاص إثر الدفعة الصاروخية باتجاه وسط...إيران ترفض العقوبات الأوروبية والبريطانية وتعتبرها...نقابة الأطباء تنقلب على اتفاق الحكومة: "نرفض...جلستان لمجلس الأمن اليوم بشأن الشرق الأوسطصواريخ تضرب "تل أبيب" وحزب الله يعلن... ركين سعد تظفر بجائزة “جيل المستقبل” في مهرجان... أنقذها حفيدها .. نهال عنبر تنجو من حريق كبير... محمد لطفي يكشف عن نصيحة أحمد زكي له .. ما علاقة... "عادي عادي" .. رد حاسم حول ارتباط أسماء... حسين الجسمي يتحدث عن ذكرياته مع شقيقه الراحل التعادل الثاني على التوالي للنشامى بعد نهاية مباراتهم مع ⁧‫الكويت‬⁩ 1-1 لينفرد ⁧‫العراق‬⁩ بوصافة المجموعة خماسية إمارتية قاسية في مرمى المنتخب القطري تشكيلة نشامى الأردن في مواجهة الكويت منتخب فلسطين يتعادل مع كوريا الجنوبية بتصفيات المونديال المحلل الرياضي الحسنات: نقاط المباراة مع الكويت “مهمة” ويجب التركيز على الكرات الثابتة بسبب مرض نادر .. بريطانية تعزل نفسها لعامين فاتورة باهظة لمطعم الشيف بوراك في مصر تثير ضجة: هذه حقيقتها موظفة سابقة في "ديور" و"لوبوتان" تسرق بضائع بقيمة تتجاوز 1.5 مليون يورو رغم إيقاف تشغيلها .. 4 أجهزة تستمر في استهلاك الكهرباء دون أن تشعر "شاب بين فكي دب ضخم" .. مشهد أفزع زوار حديقة حيوان مخلوق بقاع المحيط يثير حيرة العلماء .. قد تظنه "رموشاً صناعية لامعة" "مزحة انتحار" تنتهي باعتقال أفراد عائلة عراقية فاتورة طعام بمطعم الشيف بوراك في مصر تثير جدلاً واسعاً .. ما القصة؟ أمريكية تقاضي فايزر: حقنة منع الحمل وراء إصابتها بأورام في الدماغ جزر عضوي يتسبب بوفاة شخص .. والسلطات الاميركية تتدخل

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • سوريا.. ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على تدمر لـ 61 شهيدا
  • سوريا.. 36 شهيداً وأكثر من 50 جريحاً في العدوان الصهيوني على تدمر
  • نعيم قاسم: سنرد على استهداف بيروت في وسط تل أبيب
  • "قاسم": سنرد على استهداف بيروت في وسط تل أبيب
  • سقوط ضحايا.. تفاصيل جديدة حول الهجوم الإسرائيلي على تدمر السورية |صور
  • قصف إسرائيلي يستهدف تدمر بحمص وسط سوريا
  • سوريا.. عدوان إسرائيلي جديد يستهدف مدينة تدمر بريف حمص الشرقي
  • سوريا.. استشهاد عنصران من القوات الرديفة في اشتباكات مع داعش
  • شاهد | تل أبيب مقابل بيروت معادلة نارية بتوقيع المقاومة الإسلامية في لبنان
  • ستدخلون عاموديا وتخرجون أفقيا .. حزب الله يكشف تفاصيل كمين جولاني وقصف تل أبيب