الجزيرة:
2024-12-26@16:12:37 GMT

بماذا تنبئ ملامح نتنياهو؟ خبير بلغة الجسم يجيب

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

بماذا تنبئ ملامح نتنياهو؟ خبير بلغة الجسم يجيب

مع اشتداد وطيس المعركة على أرض غزة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، فثمة معركة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى؛ إنها معركة الصورة التي وإن كانت تُصنع صناعة في أغلب الأحيان لإيصال رسالة محددة، إلا أن هناك رسائل تصل على خلاف ما يريد أصحابها.

ومنذ بدء عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية -وفي مقدمتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قبل أكثر من شهر، كثر الظهور الإعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقد حرص نتنياهو وفريقه الإعلامي على رسم صورة له خلال ظهوره المتكرر، لكن هناك ما لا يمكن التحكم فيه، فـ"لغة الجسم" تخبرنا -في كثير من الأحيان- بما لا يُعبّر عنه اللسان.

الجزيرة نت استطلعت رأي الاستشاري الإعلامي والخبير في لغة الجسم حسام شاكر حول ما تُنبئ به ملامح نتنياهو، خاصة خلال ظهوره في مؤتمره الصحفي السبت الماضي، بمشاركة وزير الدفاع يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس.

ويُذكّر حسام -ابتداء- بأن نتنياهو عُرف بمهاراته الاستعراضية وارتدائه "أقنعة الافتعال"؛ فهو يحاول دائما أن يُوظّف لغة جسمه بشكل يُوصل رسائل تُوحي بالثقة والاقتدار والبراعة في الأداء وارتفاع الروح المعنوية.

 

حسام شاكر: نتنياهو لم يكن قادرا على رفع رأسه إلى الأعلى والتعبير بثقة عن نفسه (الجزيرة)

ولكن حسام يستدرك قائلا، إن نتنياهو ظهر في هذا المؤتمر وفي مناسبات أخرى خلال الحرب الحالية على هيئة من الضعف والانكسار والجزع ويعجز عن إظهار هذه المهارة، الأمر الذي يؤكد أنه يعيش أزمة من نوع ما.

ويضيف أنه "عندما نرى نتنياهو عاجزا عن التصرف بجسمه وإظهار ثقته والتعبير عن اقتداره وروحه المعنوية العالية من خلال تعبيرات وجهه وحركات جسمه، خاصة يديه وذراعيه، فإننا ندرك بوضوح أنه في أزمة عميقة تعطل هذه المهارة التي عُرف بها لدرجة التمثيل والافتعال الباهر كما كان يُشاهد -مثلا- عند إلقائه خطابات على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك خطاباته في الحياة السياسية داخل إسرائيل، أو في لقاءاته مع قادة العالم".

إذا أردت أن تعرف كيف تسير المعارك في غزة، فانظر إلى وجه نتيناهو. تحليل لغة الجسد أهم كثيرا من كلام ينطقه لسان اعتاد كذب ومراوغة.
قارن بين وجهه اليوم وذلك الذي كان عليه يوم 6 أكتوبر، وقارن الاثنين بما كان عليه يوم 7 أكتوبر، حين أعلن الحرب.
بيبي: لماذا لا تعاود زيارة طبيبك النفسي؟!

— عمار علي حسن Ammar Ali Hassan (@ammaralihassan) November 11, 2023

إنهاك وانكسار

ويؤكد حسام أن نتنياهو -في هذه الإطلالة بشكل خاص- بدا مُنهكا بوضوح، حتى إنه لم يكن قادرا على تحريك ذراعيه أو الإشارة بكفه بعيدا، وإنما بقي ثابتا في موقعه دون القدرة على التحرك الكبير.

كما أنه لم يكن قادرا على رفع رأسه إلى الأعلى والتعبير بثقة عن نفسه، وكانت ملامح وجهه منكسرة، ونلاحظ مثلا أن عينيه كانتا خفيضتين، وكانت نظراته للأسفل دائما، وهذا الإنهاك -في جانب منه- بدني بسبب قلة النوم، وقد ذكر أنه لا ينام إلا ساعات قليلة.

ويتابع الخبير بلغة الجسم مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "منهك معنويا" كذلك ويشعر بحرج بالغ، وبدا ذلك من عينيه اللتين كانتا شاردتين بشكل واضح أثناء حديثه، ولم تكونا موجهتين للجالسين أمامه، وكان ينظر بعينين زائغتين إلى أطراف القاعة، هربا من النظر المباشر للحضور.

كما كانت ملامح الأسى ظاهرة على وجه نتنياهو في النصف الأسفل من الوجه، وهو الجزء الذي يمكن التحكم به عادة، حتى بدا عاجزا عن رسم أي صورة تفاؤل على صفحة وجهه.

إضافة إلى ذلك، فقد كانت رأس نتنياهو في حالة إمالة إلى المنصة التي يقف أمامها، ويبدو كما لو كان يقرأ من ورقة أمامه، رغم أن حديثه كان مرتجلا، الأمر الذي يُعبّر عن انكسار لدرجة عدم القدرة على رفع رأسه ومخاطبة الحضور بشكل مباشر، وقد كانت جبهته هي المواجهة للحضور وليس وجهه، فقد كان "مطأطأ الرأس".

وربما لم يُشاهد نتنياهو على هذا النحو من قبل، فرأسه المنخفضة ومواجهة الجمهور بجبينه، تشير -بحسب حسام- إلى أنه "في حالة هزيمة واعتذار وحرج وانكسار"، ورغم أنه لم يقصد ذلك بطبيعة الحال، فإن لغة جسمه عبّرت بجلاء عن حالته الوجدانية الداخلية.

وكان واضحا -أيضا- عدم حديث نتنياهو في هذا المؤتمر الصحفي عن "شجاعة القادة والجنود في الميدان" كما اعتاد أن يفعل في كثير من الأحيان، فقد انصب حديثه عن الضحايا بلغة "عزائية جنائزية".

الايماءات والسيماءات والاشارات الجسدية وحركة العيون ولله الحمد لمن يفهم لغة الجسد هذا وجه المهزوم والمنهزم وليس المنتصر وكأنه شخص ينتظر الطلقة الأخيرة pic.twitter.com/Kcul430eZ6

— Mahfood (@mahfood00) November 12, 2023

ملابس سوداء

وقد تجلّت هذه الروح -كذلك- في ارتداء قادة الاحتلال ملابس سوداء منذ بداية الحرب، بما ينسجم مع "الضربة العسكرية الكبيرة التي تلقتها إسرائيل في هجوم طوفان الأقصى، ولاحقا مع المعطيات الميدانية التي تأتي عن تساقط أعداد كبيرة من جنود الاحتلال في شوارع غزة".

وإذا كان الأصل أن يحرص القادة -خاصة في وقت الحروب- على إظهار القوة والجاهزية والإقدام، فقد غاب كل ذلك عن نتنياهو وغالانت وغانتس، وعكست وجوههم حالة من الانفعال والغضب المكتوم.

ومن الملاحظ -كذلك- أن نتنياهو اضطر إلى شرب الماء أكثر من مرة في هذا المؤتمر الصحفي، وهو أمر يشير إلى كم المرارة التي يشعر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ومما زاد الضغوط على نتنياهو في ذلك المؤتمر الصحفي، سؤال الصحفيين له: أين ابنك يائير من حرب غزة؟

ويرى حسام أن نتنياهو قدّم رواية تبدو مثيرة للتهكم عندما قال، إن ابنه في مهمة لجمع التبرعات للجيش الإسرائيلي، وهي نقطة أخرى تشكل حرجا بالغا له؛ ففي الوقت الذي يتحدث عن المعركة واستعداد الإسرائيليين للموت في الميدان، يحاول أن يسوغ وجود ابنه خارج البلاد، مضيفا طابعا بطوليا له بأنه يجمع أموالا للجيش، رغم تأكده من أن الجميع يعلمون حقيقة الأمر.


ملامح فريق الحرب

ولم تكن ملامح نتنياهو فقط هي التي تعكس مشاعر الحرج والانكسار والإنهاك، فالأمر نفسه ينطبق على ملامح غالانت وغانتس اللذين شاركاه الطاولة.

ويضيف الخبير بلغة الجسم، أن ملامح الثلاثة تشير إلى أنهم جميعا في حالة أزمة وإحباط وانكسار، كما أن وجوههم متجهمة للغاية، ومن الناحية العملية فهم في حالة شرود ذهني، ولديهم ما يخفونه عن جمهورهم.

ويؤكد حسام أن قادة الحرب الإسرائيلية على غزة يكتمون انفعالات داخلية انعكست على ملامحهم وأحاديثهم وسلوكهم؛ فقد تعاملوا -مثلا- بشدة مع الانتقادات التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاستهداف المدنيين في غزة، وهي انتقادات ملطفة للغاية، وتحدثوا بلغة مليئة بالغطرسة والاستعلاء على العالم أجمع، فضلا عن تمجيد جيشهم ووصفه بأنه الجيش الأكثر أخلاقية، وأنهم لا يتلقون أي مواعظ أخلاقية من أحد.. وهذه اللغة المتغطرسة تشير إلى حالة من الأزمة والتوتر والخشية من فقدان الجبهة الغربية الداعمة لهذه الحرب.

عندما يقال لن تنهزم مقاومة حروفها أسود فصدق ما تسمع لأن المقاومة فكرة و الفكرة لا تموت .
● لست ضالع في علم النفس و قراءة لغة الجسد و لكن
– هل هذه وجوه المنتصرين ????؟
– هل المنتصرون يبدون هكذا ????؟
– هل تبدو علامات الخوف و القلق على المنتصر ؟
????????????????????#ابو_عبيدة #غزه pic.twitter.com/ZPhOBjirnh

— yara ???????? (@yara_lubnan) November 13, 2023

لكن من أكثر ما أثار الانتباه في ختام هذا المؤتمر الصحفي؛ هو وقوف غالانت وغانتس معا وتجاهل نتنياهو الذي بدأ يلملم أوراقه منفردا، ويغادر دون أن يحظى بتحية أو إطلالة من قائدي الحرب.

ومن المفترض أن يكون هناك تشابها في انفعالات المشاركين في المؤتمرات الصحفية إذا كانوا من جبهة واحدة، ما يوحي بالتماسك.

لكن هذا المؤتمر الصحفي أظهر بوضوح أن ثمة أزمة حقيقة بين نتنياهو وقادة جيش الاحتلال والقادة العسكريين في مجلس الحرب.

لغة الجسد تتکلم عندما یکون الصمت استراتیجیة عسکریة pic.twitter.com/IylAcamYuF

— غزة الکرامة (@AlAlwasan7) November 5, 2023

ويخلص الخبير بلغة الجسم حسام شاكر إلى أن نتنياهو في أزمة حقيقة؛ فالصورة التي ظهر بها ليست صورة قائد منتصر، وليست صورة قائد يريد أن يُبشّر جمهوره بأنباء سارة من الميدان، وإنما صورة قائد يحاول أن يغطي على هزائم معنوية ومادية ميدانية صعبة، ولديه ما يخفيه ويتستر عليه.

وهي -أيضا- صورة قائد يخشى على مصيره السياسي؛ فقد بدا كمن يلقي بيان استقالته، "ولذا فنحن هنا لا نتحدث عن قائد يدير حربا يرقبها العالم، وإنما عن قائد مهزوم بكل معنى الكلمة.. قائد منهك محبط منكسر غير قادر على إظهار أي انفعالات إيجابية في أدائه حتى عندما يستخدم التعبيرات اللفظية التي يراد منها أن ترفع المعنويات، إذ بنا نجده في حالة انعدام التوافق التعبيري في بدنه، ومن الواضح أننا إزاء مشهد لم يسبق أن عهدنا نتنياهو به من قبل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هذا المؤتمر الصحفی أن نتنیاهو نتنیاهو فی لغة الجسد صورة قائد فی حالة الذی ی

إقرأ أيضاً:

عائلات أسرى إسرائيليين تهدد نتنياهو

#سواليف

قالت #عائلات #أسرى #إسرائيليين في رسالة لرئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو:

سنقدم التماسا إلى المحكمة العليا إذا واصلت التخلي عن أحبائنا. هناك مؤشرات مختلفة على أنك تعمل على نسف #المفاوضات مع #حماس. رفض إنهاء الحرب يعني التضحية بالمختطفين وتقليل فرصة إعادتهم أحياء. تنتهك 3 أحكام في قانونين أساسيين هما الحقوق الدستورية في الحياة والكرامة الإنسانية والدفن الكريم.

لوّحت عائلات أسرى إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة باللجوء إلى المحكمة العليا احتجاجًا على مماطلة الحكومة الإسرائيلية في التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وذلك في رسالة بعثوها إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس.

وهددت العائلات مخاطبة نتنياهو قائلة: “سنلجأ إلى المحكمة العليا إذا استمررتم في التخلي عن أعزائنا الموجودين في أسر حماس في غزة”، وشددوا على أن الدولة تنتهك قانوني أساس في ظل امتناعها عن التوصل إلى صفقة وفشلها بـ”تحرير” الأسرى.

مقالات ذات صلة “المرصد السوري” يكشف تفاصيل جديدة عن كمين طرطوس وأسماء الضباط الملاحقين 2024/12/26

وتم توقيع الرسالة من قبل عشرات من عائلات الأسرى، وأُرسلت أيضًا إلى المستشارة القضائي للحكومة والمدعي العام، حيث اتهمت الحكومة بانتهاك واجبها القانوني في إنقاذ الأسرى، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة ووزرائه “يقفون عائقًا أمام إتمام صفقة لإعادتهم”.

وجاء في الرسالة: “هناك مؤشرات مختلفة تدل على أن رئيس حكومة إسرائيل يعمل على تعطيل المفاوضات. على سبيل المثال، في الأيام الأخيرة، صرح رئيس الحكومة لصحيفة ‘وول ستريت جورنال‘ قائلاً: ‘لن أوافق على إنهاء الحرب قبل أن نتخلص من حماس'”.

وقالت العائلات إن “رفض إنهاء الحرب يعني تعريض حياة الأسرى للخطر، وهذه التصريحات التي تأتي في خضم المفاوضات تعني المزيد من التأخير والمماطلة في تقدم المفاوضات وتقليص فرصة إعادة الأسرى أحياء”.

وأشارت العائلات إلى انتهاك “قانوني أساس”، وقالت إن “للأسرى، كما لكل شخص، الحق الدستوري في الحياة وكذلك الحق الدستوري في كرامة الإنسان، بما في ذلك الحق الدستوري في دفنهم بكرامة”.

وشددت على أن الحكومة، وليس رئيسها، هي التي يجب أن توجه “الجهات العسكرية التي تتعامل مع العدو بخصوص المسارات لوقف الحرب”، وقالت “إذا لم يتم الاستجابة لهذا الطلب من الأسرى وعائلاتهم، فإنهم ينوون اللجوء إلى المحكمة العليا بطلب للحصول على مساندة وتعويضات مناسبة”.

ومساء أمس، الأربعاء، عبّر مسؤولون في فريق المفاوضات الإسرائيلي للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، عن استيائهم من التصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك نتنياهو، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، وشددوا على أنها تقلص فرص التوصل إلى اتفاق.

وانتقد المفاوضون تصريحات أدلى بها نتنياهو لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، يوم الجمعة الماضي، قال فيها إن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة “ستستمر حتى القضاء على حماس تماما”، مشيرا إلى أن “إسرائيل لن تقبل باستمرار وجود الحركة على حدودها”.

كما انتقدوا تصريحات كاتس التي أدلى بها خلال جولة ميدانية في محور “صلاح الدين” (فيلادلفي)، أمس، هدد فيها بمواصلة الحرب إلى حين القضاء على التنظيم العسكري والسياسي لحركة حماس، وقال إن إسرائيل ستنشئ مناطق عازلة في غزة وستحتفظ لنفسها بما وصفه بـ”مواقع سيطرة” في القطاع.

وقال المفاوضون الإسرائيليون “إننا في أيام حاسمة، حيث يتعين اتخاذ قرارات مهمة، مثل الحصول على قائمة الأسرى (الأحياء، من حركة حماس). هذه الأيام تتطلب مرونة والتعبير عن إرادة حسنة، فهي اللحظات الحاسمة في المفاوضات. لا يمكننا أن نعلن أننا لن ننهي الحرب وأن الجيش سيظل مسيطرًا على غزة”.

مقالات مشابهة

  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • نتنياهو ووقف إطلاق النار
  • عائلات أسرى إسرائيليين تهدد نتنياهو
  • خبير في الشئون الإسرائيلية: نتنياهو وضع العراقيل أمام تطلعات الشعب الفلسطيني
  • 2024 عام الاستهداف.. الضفة الغربية تواصل مقاومة جيش الاحتلال الإسرائيلي
  • الصفقة المنتظرة: نتنياهو يريد ولا يريد
  • خبير شؤون إسرائيلية: نتنياهو يتقمص دور الضحية والأدلة تُدينه في المحاكمة
  • خبير: نتنياهو يرفض الوصول إلى حل لإخراج المحتجزين ووقف إطلاق النار
  • خبير سياسي: نتنياهو يماطل في الاتفاق على حل لإخراج المحتجزين إرضاء للمتطرفين
  • نتنياهو: لن نكشف عن تفاصيل المفاوضات والإجراءات التي نقوم بها